أظهر عدد من الدراسات الإحصائية وجود نقص مهم في مستويات الفيتامين د (D) في كثير من المجتمعات، مثل بعض المجتمعات الخليجية والعربية، وظهرت فيها أحياناً علاقة إحصائية بين انخفاض مستويات الفيتامين د في الدم وحدوث بعض الأمراض، خاصة أمراض القلب والسرطان. هناك إجماع على ضرورة تناول الفيتامين د عندما يكون مستوى هذا الفيتامين في الدم منخفضاً، إذ ربما يفيد ذلك في تقوية المناعة والوقاية من الأمراض. ولكن هل يفيدنا تناول حبوب الفيتامين د دائماً ولجميعنا في كل الحالات للوقاية من هذه الأمراض؟
دراسة فنلندية
في 4 يناير 2022، نشرت نتائج دراسة فنلندية في المجلة الأميركية لدراسات التغذية السريرية.شملت الدراسة 2495 متطوعاً من الرجال والنساء ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة، وتمت متابعتهم على مدى خمس سنوات في الفترة من 2012-2018 أعطيت للمشاركين خلالها حبوب الفيتامين د 3 (D3) بجرعتَين مختلفتَين هما 1600 وحدة أو 3200 وحدة يومياً. تم التحري عن حدوث أمراض القلب والسرطان لديهم، ومقارنة ذلك بأمثالهم من الأشخاص الذين لم يأخذوا هذا الفيتامين.
ما هي نتائج الدراسة؟
لم تجد هذه الدراسة أية فروق هامة بين فئات الدراسة في حدوث الأزمات القلبية، أو السكتات الدماغية، أو أمراض السرطان، أو الوفيات لأسباب تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية أو وفيات السرطان.أي أن تناول الجرعات الإضافية اليومية من الفيتامين د 3 لم يحدث فرقاً هاماً في احتمال حدوث هذه الأمراض، هذا مع الانتباه إلى عدم وجود مستويات منخفضة من الفيتامين د عند جميع المشاركين.
نستنتج من هذه الدراسة أن تناول كميات إضافية من الفيتامين د 3 للنساء والرجال بعد سن 65 سنة لم يظهر أية فائدة وقائية من حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض السرطان، بشرط أن تكون مستويات الفيتامين د طبيعية. أما إذا كانت منخفضة، فمن المفيد رفعها إلى المستويات الطبيعية بالتعرض للشمس وتناول الجرعات المناسبة من هذا الفيتامين.
المصادر
Vitamin D supplementation and prevention of cardiovascular disease and cancer in the Finnish Vitamin D Trial—a randomized controlled trial | The American Journal of Clinical Nutrition | Oxford Academic (oup.com)
Five Years of High-Dose Vitamin D Supplementation Did Not Reduce Incidence of CVD, Cancer (docguide.com)