يشعر كل إنسان بقوة ضربات القلب في صدره عندما تنتابه مشاعر قوية مثل الخوف والحماسة والغضب والعشق.. وربما ظن الشعراء والأدباء أن هذه المشاعر إنما تنشأ عن القلب، فتغنّوا بالقلب كمصدر للعشق والهيام، وتحدّث الأدباء عن شجاعة القلب وأنفته وكرامته ونبله وكرمه.. وأصبح القلب في اللغة مركز هذه المشاعر والأفكار. واعتقد الأطباء بمثل ذلك، وآمن بعضهم بعلاقة بعض الأمراض بالقلب والعقل واللبّ والفؤاد.
* القلب في اللغة
استُخدمتْ كلمة "القلب" في اللغة العربية المعاصرة كاصطلاح لتسمية ذلك العضو العضلي النابض الذي يوجد في الجهة اليسرى من تجويف الصدر، والذي وظيفته ضخ الدم إلى الجسم في دورة دموية ضرورية للحياة.
وهذا المفهوم العلمي مبنيّ على عِلم التشريح وعِلم وظائف الأعضاء في الطب الحديث بعد القرن السابع عشر.
أما الأطباء القدامى فقد كانوا يعتقدون أن القلب هو منبع الروح وموطن العقل، كما قال أرسطو. ورغم أن الطبيب العالم هيروفيليس، الذي عاش في الإسكندرية حوالي 250 سنة قبل الميلاد، قد ذَكر أنه يَعتقد أن الدماغ هو مركز العقل وليس القلب، كما قال أرسطو، إلا أن دراساته التشريحية هذه لم يكن لها ذلك التأثير الهام مثل الذي كان لدراسات أرسطو وجالينوس. وعلى الرغم من أن ابن النفيس قد وصف الدورة الدموية وأوضح تشريح القلب ووظيفته، إلا أن الاعتقاد المغلوط عن الارتباط التشريحي والوظيفي بين القلب والعقل ظَلَّ مستمراً.
وقد استَخدَم العرب كلمة العقل مجازا، لأن العرب وغيرهم من الأمم في العصور القديمة كانت تعتقد بأن القلب هو مركز العقل. والتَصَقت كلمة العقل كإحدى مرادفات كلمة القلب، بل وانعدم التمييز بين العقل والقلب في اللغة، حتى أننا عندما نبحث عن كلمة القلب في أكثر المعاجم القديمة فإننا لا نجد فيها ذِكراً بأن هذه الكلمة تصف القلب كعضو عضلي في تجويف الصدر، بل نجد المعاني الأخرى المَجازية فقط مثل العقل واللبّ والفؤاد.
* القلب في الطب
القلب عضلة ذات تجاويف أربعة، وظيفتها الرئيسية هي دفع الدم في الدورة الدموية، وهي دورة كاملة إلى كافة أنحاء الجسم، بما يشبه عمل المضخة.
فالقلب هو محطة الضخ الرئيسية للدم إلى كافة أعضاء الجسم، لتزويدها بما تحتاج إليه من أوكسجين ومواد مغذية، ولتأخذ عنها ما تطرحه وما تنتجه من مواد ناتجة عن نشاطها الحيوي.
يضخ القلب حوالي خمسة لترات من الدم في الدقيقة، وتنظم حركة الدم في القلب أربعة صمامات هي بمثابة بوابات وحيدة الاتجاه لا تسمح بجريان الدم في اتجاه معاكس، لتستمر دورة الدم دائماً في اتجاه واحد.
يَرِدُ الدم إلى القلب عن طريق أوعية دموية تسمى الأوردة، ويصدر الدم عن القلب في أوعية دموية أخرى تسمى الشرايين. يوجد القلب في الجانب الأيسر من تجويف الصدر، تحميه عظام الصدر والأضلاع، وتحيط به الرئة اليسرى.
* الدورة الدموية
العلاقة التشريحية والوظيفية بين القلب والرئتين هي علاقة وثيقة، وليست مجرد تجاور في الموقع. فالرئة تمنح الدم الأوكسجين الضروري للحياة، وتأخذ منه غاز الكربون الناتج عن النشاط الحيوي في كافة خلايا الجسم. يصل الأوكسجين إلى الرئتين عن طريق تنفس الهواء.
نشعر جميعا بأهمية عملية التنفس عندما نقوم بأي جهد، أو عندما نغطس في الماء ونضطر للتوقف عن تنفس الهواء. فبعد فترة وجيزة نضطر للخروج من تحت الماء لكي نتنفس الهواء.. لأننا نأخذ الأوكسجين الضروري لحياة كل خلية في جسمنا من الهواء الذي نتنفسه في عملية الشهيق (دخول الهواء إلى الرئتين) والزفير (خروج الهواء من الرئتين). وفي الرئتين يتم انتقال الأوكسجين إلى الدم، الذي يضخه القلب إلى الرئتين، ومن ثم إلى بقية أنحاء الجسم كافة.
الدورة الدموية الكاملة تشمل:
- الدورة الصغرى: القلب - الرئتين - القلب.
- الدورة الكبرى: القلب - الجسم - القلب.
ولكي تتمكن الرئة من القيام بعملية التنفس، يجب أن يظل صدر الإنسان محكم الإغلاق، ولو أصيب أحدنا بجرح عميق في الصدر، بحيث يخترق غشاء الجنب الرقيق الذي يحيط بالرئتين، فلن نستطيع التنفس بسهولة، لأن الهواء يَدخل في تجويف الصدر من خلال الجرح النافذ، ويَضغط على الرئة، ويَمنعها من إتمام عملية التنفس، ويُعيق بذلك حصولنا على الأوكسجين الضروري للحياة. ومن هنا تأتي خطورة جروح الصدر النافذة.
* القلب الطبيعي والقلب الصناعي
أُجريتْ أول عملية لزرع القلب البشري سنة 1967 في أفريقيا الجنوبية على يد الطبيب الجراح كريستيان برنارد Christiaan Barnard، كما أُجريتْ أول عملية لزرع القلب الصناعي سنة 1969 في أميركا على يد الطبيب الجراح دنتون كولي Denton Colley، ومنذ ذلك الحين أُجريتْ هذه العمليات لآلاف من البشر.
وقد أَثبتَ زرع القلب وزرع القلب الصناعي بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا توجد علاقة بين العواطف والمشاعر والذكريات والأفكار وبين القلب، إذ أن المرضى الذين زُرعتْ لهم قلوب بشرية طبيعية، أو قلوب مصنوعة من مواد معدنية وبلاستيكية، لم تتغير مشاعرهم نحو مَنْ كانوا يحبون، ولمْ تتغير آراؤهم وأفكارهم الأساسية.
وعلى الرغم مِن نَشر بعض الحالات القليلة التي لوحظ فيها تغير في شخصية وانفعالات بعض المرضى الذين أُجريتْ لهم مثل هذه العمليات، إلا أنّ هذه التغيرات إنما ترجع في حقيقتها إلى الإجهادات التي يتعرض لها هؤلاء المرضى بسبب سوء حالتهم الصحية قبل العملية، وبسبب ما يتعرضون له من إجهادات جسمية ونفسية أثناء وبعد العملية.
* القلب في اللغة
استُخدمتْ كلمة "القلب" في اللغة العربية المعاصرة كاصطلاح لتسمية ذلك العضو العضلي النابض الذي يوجد في الجهة اليسرى من تجويف الصدر، والذي وظيفته ضخ الدم إلى الجسم في دورة دموية ضرورية للحياة. وهذا المفهوم العلمي مبنيّ على عِلم التشريح وعِلم وظائف الأعضاء في الطب الحديث بعد القرن السابع عشر.
أما الأطباء القدامى فقد كانوا يعتقدون أن القلب هو منبع الروح وموطن العقل، كما قال أرسطو. ورغم أن الطبيب العالم هيروفيليس، الذي عاش في الإسكندرية حوالي 250 سنة قبل الميلاد، قد ذَكر أنه يَعتقد أن الدماغ هو مركز العقل وليس القلب، كما قال أرسطو، إلا أن دراساته التشريحية هذه لم يكن لها ذلك التأثير الهام مثل الذي كان لدراسات أرسطو وجالينوس. وعلى الرغم من أن ابن النفيس قد وصف الدورة الدموية وأوضح تشريح القلب ووظيفته، إلا أن الاعتقاد المغلوط عن الارتباط التشريحي والوظيفي بين القلب والعقل ظَلَّ مستمراً.
وقد استَخدَم العرب كلمة العقل مجازا، لأن العرب وغيرهم من الأمم في العصور القديمة كانت تعتقد بأن القلب هو مركز العقل. والتَصَقت كلمة العقل كإحدى مرادفات كلمة القلب، بل وانعدم التمييز بين العقل والقلب في اللغة، حتى أننا عندما نبحث عن كلمة القلب في أكثر المعاجم القديمة فإننا لا نجد فيها ذِكراً بأن هذه الكلمة تصف القلب كعضو عضلي في تجويف الصدر، بل نجد المعاني الأخرى المَجازية فقط مثل العقل واللبّ والفؤاد.
* القلب في الطب
القلب عضلة ذات تجاويف أربعة، وظيفتها الرئيسية هي دفع الدم في الدورة الدموية، وهي دورة كاملة إلى كافة أنحاء الجسم، بما يشبه عمل المضخة. فالقلب هو محطة الضخ الرئيسية للدم إلى كافة أعضاء الجسم، لتزويدها بما تحتاج إليه من أوكسجين ومواد مغذية، ولتأخذ عنها ما تطرحه وما تنتجه من مواد ناتجة عن نشاطها الحيوي.
يضخ القلب حوالي خمسة لترات من الدم في الدقيقة، وتنظم حركة الدم في القلب أربعة صمامات هي بمثابة بوابات وحيدة الاتجاه لا تسمح بجريان الدم في اتجاه معاكس، لتستمر دورة الدم دائماً في اتجاه واحد.
يَرِدُ الدم إلى القلب عن طريق أوعية دموية تسمى الأوردة، ويصدر الدم عن القلب في أوعية دموية أخرى تسمى الشرايين. يوجد القلب في الجانب الأيسر من تجويف الصدر، تحميه عظام الصدر والأضلاع، وتحيط به الرئة اليسرى.
* الدورة الدموية
العلاقة التشريحية والوظيفية بين القلب والرئتين هي علاقة وثيقة، وليست مجرد تجاور في الموقع. فالرئة تمنح الدم الأوكسجين الضروري للحياة، وتأخذ منه غاز الكربون الناتج عن النشاط الحيوي في كافة خلايا الجسم. يصل الأوكسجين إلى الرئتين عن طريق تنفس الهواء.نشعر جميعا بأهمية عملية التنفس عندما نقوم بأي جهد، أو عندما نغطس في الماء ونضطر للتوقف عن تنفس الهواء. فبعد فترة وجيزة نضطر للخروج من تحت الماء لكي نتنفس الهواء.. لأننا نأخذ الأوكسجين الضروري لحياة كل خلية في جسمنا من الهواء الذي نتنفسه في عملية الشهيق (دخول الهواء إلى الرئتين) والزفير (خروج الهواء من الرئتين). وفي الرئتين يتم انتقال الأوكسجين إلى الدم، الذي يضخه القلب إلى الرئتين، ومن ثم إلى بقية أنحاء الجسم كافة.
الدورة الدموية الكاملة تشمل:
- الدورة الصغرى: القلب - الرئتين - القلب.
- الدورة الكبرى: القلب - الجسم - القلب.
ولكي تتمكن الرئة من القيام بعملية التنفس، يجب أن يظل صدر الإنسان محكم الإغلاق، ولو أصيب أحدنا بجرح عميق في الصدر، بحيث يخترق غشاء الجنب الرقيق الذي يحيط بالرئتين، فلن نستطيع التنفس بسهولة، لأن الهواء يَدخل في تجويف الصدر من خلال الجرح النافذ، ويَضغط على الرئة، ويَمنعها من إتمام عملية التنفس، ويُعيق بذلك حصولنا على الأوكسجين الضروري للحياة. ومن هنا تأتي خطورة جروح الصدر النافذة.
* القلب الطبيعي والقلب الصناعي
أُجريتْ أول عملية لزرع القلب البشري سنة 1967 في أفريقيا الجنوبية على يد الطبيب الجراح كريستيان برنارد Christiaan Barnard، كما أُجريتْ أول عملية لزرع القلب الصناعي سنة 1969 في أميركا على يد الطبيب الجراح دنتون كولي Denton Colley، ومنذ ذلك الحين أُجريتْ هذه العمليات لآلاف من البشر.وقد أَثبتَ زرع القلب وزرع القلب الصناعي بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا توجد علاقة بين العواطف والمشاعر والذكريات والأفكار وبين القلب، إذ أن المرضى الذين زُرعتْ لهم قلوب بشرية طبيعية، أو قلوب مصنوعة من مواد معدنية وبلاستيكية، لم تتغير مشاعرهم نحو مَنْ كانوا يحبون، ولمْ تتغير آراؤهم وأفكارهم الأساسية.
وعلى الرغم مِن نَشر بعض الحالات القليلة التي لوحظ فيها تغير في شخصية وانفعالات بعض المرضى الذين أُجريتْ لهم مثل هذه العمليات، إلا أنّ هذه التغيرات إنما ترجع في حقيقتها إلى الإجهادات التي يتعرض لها هؤلاء المرضى بسبب سوء حالتهم الصحية قبل العملية، وبسبب ما يتعرضون له من إجهادات جسمية ونفسية أثناء وبعد العملية.