وخلال فترة انتظار التوصل إلى لقاح أو دواء، اتخذت الحكومات في العالَم إجراءات لمنع انتشار الفيروس، على رأسها اتباع سياسات التباعد الاجتماعي. لكن المستقبل القريب يبدو واعداً، فقد أظهرت كثير من اللقاحات نتائج مبشرة للغاية في التجارب السريرية.
قد يساعد ظهور اللقاحات علي تقليل الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الدول مثل الإغلاق الكامل. على الرغم من أن هذا قد يتأخر حتى تصبح اللقاحات متاحة ويحصل عليها عدد كاف من الأشخاص حول العالَم ليمنع انتشار الفيروس، وهذا سيتطلب بعض الوقت حتى تستطيع الشركات إنتاج الكميات الكافية لتطعيم الملايين حول العالم.
بشكل عام، وحتى تتحقق مناعة المجتمع التي ستساعد على حماية البشر من المرض، يجب أن يحصل 60 إلى 70% من سكان العالَم على مناعة ضد الفيروس.
في هذا المقال نستعرض أهم اللقاحات المطروحة ومتى ستتوفر على نطاق واسع.
1. لقاح شركة فايزر - بيونتك
-
الفعالية
أعلنت شركتا فايرز الأميركية وبيونتك الألمانية، أن فعالية اللقاح الذي يقومان بإنتاجه سوياً تصل إلى 95% في منع مرض كوفيد-19.
-
الأعراض الجانبية
مر اللقاح بالمراحل المختلفة حتى ظهر أمان استخدامه دون أعراض جانبية شديدة؛ وتمثلت الأعراض الجانبية الرئيسية الناتجة من التجارب التي أجريت على حوالي 45 ألف شخص في ظهور التعب والإرهاق والصداع وآلام العضلات لدى أقل من 4 % من المشاركين في التجارب.
بشكل عام يعتقد أن اللقاح يقدم حماية جيدة للبشر من كل الأعمار والعروق.
-
نوع اللقاح وطريقة عمله
يستخدم اللقاح جزءا صغيرا للغاية من الحمض النووي الخاص بالفيروس (يتكون الحمض النووي للفيروس من الحمض النووي الريبوزي)، يغلف الحمض النووي الفيروسي بغطاء خاص مصنوع من مواد دهنية تحافظ عليه وتساعد على وصوله إلى داخل خلايا الجسم بعد حقن اللقاح.
لذا يجب حفظه ونقله في درجة حرارة منخفضة للغاية (أقل من 70 درجة مئوية تحت الصفر) لأنه يتخرب بسرعة وسهولة. ويمكن تخزينه في درجة حرارة الثلاجة العادية لمدة 5 أيام فقط قبل حقنه للإنسان.
ويدخل هذا الجزء إلى داخل خلايا الجسم البشري بعد حقن اللقاح لتقوم هذه الخلايا بإنتاج البروتين الخاص بشوكات الفيروس، وهي الشوكات التي يستخدمها الفيروس للدخول إلى الخلايا.
وجود جزء صغير من الحمض النووي للفيروس لا يتسبب بحدوث المرض، لكنه يمكّن الجسم من التعرف عليه باعتباره مادة غريبة دخيلة، ويبدأ الجسم في إنتاج مناعة في صورة أجسام مضادة وبتنشيط الخلايا المناعية المختلفة.
إذا أصيب الشخص بالفيروس الحقيقي فيما بعد، تقوم الأجسام المضادة والخلايا المناعية بمهاجمة الفيروس والتخلص منه. يتم إعطاء هذا اللقاح على جرعتين الفارق بينهما ثلاثة أو أربعة أسابيع.
ستقوم الشركات المصنعة للفيروس بإنتاج حوالي مليار وثلاثمائة مليون جرعة مع نهاية العام القادم. لكن بإمكانهما التعاون مع شركات أخرى لزيادة هذه القدرة في وقت أقل.
تمت الموافقة على استخدام اللقاح في المملكة المتحدة، وبدأ استخدامه بالفعل في صباح 8 ديسمبر 2020، حيث تقرر أن تكون الأولوية في المرحلة الأولى لكبار السن والذين يقومون برعايتهم، ثم مسؤولي الصف الأول للرعاية الصحية والاجتماعية. بعدها، في المرحلة الثانية، سيتم إتاحة اللقاح لباقي فئات المجتمع تدريحيا.
لم تستخدم لقاحات فيروسات الحمض النووي الريبوزي قبل الآن في البشر، لذا تعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها قبول لقاح من هذا النوع، وإن كان قد تمت تجربته في تجارب سريرية لأمراض أخرى من قبل (مرض إيبولا).
وليس من المضمون بطبيعة الحال أن يتسبب اللقاح بتحفيز مناعة طويلة الأمد، لذا علينا أن ننتظر ونرى تأثيره على المدى البعيد. إذا تبين أن المناعة قد لا تستمر لوقت طويل فقد يكون من الضروري أن يتم الحصول على اللقاح كل عام، كما هو الحال مع لقاحات الإنفلونزا الموسمية.
2. لقاح مودرنا
-
نوع اللقاح وطريقة عمله
تستخدم شركة موردنا طريقة مشابهة لطريقة شركة فايزر في تصنيع اللقاح الخاص بها. طبقاً للدراسات التي أعلنت عنها الشركة، والتي أجريت على حوالي 30 ألف شخص.
ويتم إعطاء اللقاح على جرعتين تفصل بينهما أربعة أسابيع. على الرغم من أن اللقاح يشبه لقاح شركة فايرز، إلا أنه يمكن نقله في درجة حرارة أعلى بكثير، إذ يمكن الاحتفاظ به في درجة حرارة – 20 درجة مئوية لمدة ستة أشهر أثناء النقل، ثم في درجة حرارة الثلاجة العادية لفترة قصيرة قبيل إعطائه.
-
الفعالية
يوفر اللقاح حماية تصل إلى حوالي 95 % بوجه عام، وحماية تصل إلى 100 % من الحالات الشديدة من المرض.
-
الأعراض الجانبية
لم تظهر التجارب أعراضاً جانبية حادة أو عنيفة.
لم تتم الموافقة على هذا اللقاح حتى الآن، لكن إذا اكتملت التجارب الخاصة به فقد يتم بدء التطعيم به في أوائل العام القادم.
3. لقاح أكسفورد أسترازينيكا
-
الفعالية
أظهرت نتائج المراحل المختلفة من التجاب السريرية أن هذا اللقاح فعال بنسبة 70 - 90% على المشاركين في الدراسة. لكن يبدو أنه قد حصل التباس في قياس جرعة اللقاح الأولى التي أعطيت لبعض المشاركين فطلبت الجهات المختصة إعادة جزء من الدراسة قبل الترخيص باستخدامه.
-
الأعراض الجانبية
لم تظهر التجارب التي أجريت على أكثر من 24 ألف شخص أعراضاً جانبية خطيرة، وستظهر النتائج النهائية الخاصة بهذا اللقاح بنهاية العام الحالي.
-
نوع اللقاح وطريقة عمله
يختلف هذا اللقاح عن لقاح شركة فايزر بكون لقاح أكسفورد يتكون من الحمض النووي الفيروسي الذي يصنع بروتين الشوكات الخاص بفيروس سارس كوفي-2.
يوضع هذا الحمض النووي داخل فيروسات الرشح التي تصيب حيوانات الشمبانزي.
يتم حقن اللقاح في المرضى بعد وضع إضافات تجعله غير ضار، وبحيث لا تستطيع فيروساته التكاثر داخل جسم الإنسان.
يتعرف جهاز المناعة على البروتين الغريب ويصنع مناعة ضده تفيد في المستقبل في حالة هجوم فيروسات كوفيد 19 الحقيقية على الجسم.
يتميز هذا اللقاح عن لقاح فايزر بسهولة تخزينه ونقله في الثلاجات العادية، ولا يحتاج إلى درجات حرارة منخفضة جداً أثناء نقله وحفظه.
4. لقاح سبوتنيك V الروسي
تشير التقارير الروسية إلى أن هذا اللقاح هو من نوع اللقاحات التقليدية التي تتألف من فيروسات ضعيفة أو ميتة، وقد وصل إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وهي المراحل التي شملت حوالي 16 ألف متطوع. كما أن هذه التقارير تؤكد أن اللقاح لم يتسبب بحدوث آثار جانبية غير متوقعة أثناء التجارب، وتتم متابعة المتطوعين بشكل مستمر.
يعتقد أن بعض دول الخليج قد شاركت أيضاً في الدراسات السريرية لهذا اللقاح.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التقارير تعتبر محل شك من بعض الجهات العلمية والبحثية.
5. اللقاحات الصينية
لم تنشر الصين تفاصيل كثيرة عن عدد من اللقاحات التي تطورها أربع شركات صينية، ويبدو أنها جميعها من أنواع اللقاحات التقليدية التي تتألف من فيروسات ضعيفة أو ميتة.
وقد وصلت تجاربهم إلى مراحل متقدمة شاركت فيها بعض دول الخليج والبرازيل، وقررت بعض دول الخليج البدء بإعطاء هذا اللقاح إلى بعض العاملين الصحيين.
ويعتقد أن هذه اللقاحات ربما تتوفر للاستخدام العام عند البشر في أوائل العام القادم أيضاً.
* المصادر:
Covid: Who will have the Pfizer vaccine first and when can I get it?
Covid-19 vaccine: Latest updates on Oxford, Moderna and Pfizer breakthroughs - and who will get it first?
Covid vaccine update: When will others be ready?