أسباب الفتق
الفتق هو من المشكلات التي تسبب الضيق والحرج أحيانًا عند المصابين به، إذ يظهر تورم في المكان المصاب، وخاصة أن النسبة الكبرى تعود للمصابين بالفتق الإربي، أو الفتق السُّرّي الذي يُظهِر تورمًا في منطقة السرة، مما يدفع المصاب إلى المسارعة لتلقي علاج الفتق بدون جراحة أو بجراحة.
1- عيوب ولادية
قد يحدث الفتق نتيجة ضَعف يولد به الإنسان، والأماكن التي يمكن أن يحدث فيها الفتق كثيرة، ولكن الأوسع انتشاراً هو الفتق الإربي عند الرجال، إذ يتم إصلاح ما يقرب من 800 ألف حالة من الفتق الإربي في الولايات المتحدة الأميركية كل عام، أما باقي الأنواع فيتم إصلاح نحو 200 ألف حالة منها كل عام.
2- بعد الجراحة
هناك نوع من الفتق يحدث بعد إجراء جراحة في البطن لا يتم بعدها شفاء الجرح بشكل جيد، ويسمى هذا النوع بالفتق الجراحي. الفتق الجراحي هو عبارة عن فتق يحدث في الجلد أو العضلات أو العضلات الداخلية بعد جرح يتم فيها بواسطة أدوات جراحية. يتم إجراء الجراحة للتخلص من الأمراض أو التهابات أو الأنسجة المزمنة أو الأجزاء التالفة في الجسم. يمكن أن تتطلب الجراحة في بعض الأحيان إجراءات إضافية للتأكد من تجنب المضاعفات المحتملة، مثل العلاجات الطبية المبكرة أو المراقبة الدقيقة.
3- الكحة المزمنة
تحدث الكحة المزمنة نتيجة مرض بالرئة أو نتيجة التدخين مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل تجويف البطن بشكل مستمر، فتنبثق مكونات البطن في أضعف نقطة في جدار البطن نتيجة الضغط المرتفع المستمر داخل البطن، ويظل التوقف عن التدخين وعلاج الكحة المزمنة هما الأنجع لتجنب حدوث الفتق إذا كان هذا هو السبب.
4- الإمساك المزمن
يرتفع الضغط داخل البطن بشكل مستمر نتيجة الرغبة في قضاء الحاجة مما يسهل حدوث الفتق، ويتم علاج الإمساك عن طريق الإكثار من شرب السوائل وتناول المواد التي تحتوي على ألياف بنسبة كبيرة، مثل الخضراوات وتناول المواد التي تحتوي على الألبان.
5- الحمل
هو أحد الأسباب التي تسبب حدوث ضَعف في جدار البطن مما يسهل حدوث الإصابة بالفتق، ويُنصح بعمل تمرينات بعد الولادة لتقوية عضلات البطن لتجنب حدوث الفتق. ويشمل الفتق بعد الولادة اندفاع أجزاء من الأمعاء عبر جزء ضعيف من عضلات جدار البطن. يمكن أن يحدث لنفس الأسباب التي تسبب الفتق في منطقة البطن بشكل عام، مثل حمل الأوزان الثقيلة خلال فترة الحمل، أو في الفترة التالية للعملية القيصرية. يتم تصنيف الفتق إلى ثلاثة أنواع رئيسية: فتق الجراحة، فتق العضلات، وفتق الأمعاء.
6- رفع الأحمال الثقيلة
رفع الأحمال الثقيلة يزيد من احتمالات حدوث الفتق في البطن والعضلات الداخلية، وخاصة لو تم ذلك بشكل متكرر وبطريقة غير صحيحة، ويمكن أن يؤدي الفتق إلى ألم في موضع الفتق وتقيؤ وغثيان، وتتقدم هذه الأعراض في بعض الحالات الخطيرة بسبب اختناق الفتق. ويتم تشخيص الفتق بالأمواج فوق الصوتية، أو بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي حسب الحاجة، ويتم علاج الفتق بعدد من الأساليب، ويتم تخصيص العلاج حسب حجم الفتق ومكانه وحالة المريض.
7- السُّمنة
تعتبر زيادة الوزن أو السمنة من الأسباب الرئيسية التي تزيد احتمالية حدوث الفتق، إذ يمكن أن يزيد الضغط الزائد على الجدار البطني نتيجة للوزن الزائد من توسع فتحات الفتق، ويؤدي إلى ضعف العضلات وظهور الفتق. بالتالي، من الضروري الحفاظ على وزن صحي من خلال نمط حياة صحي ومتوازن لتقليل خطر الإصابة بالفتق، والحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي.
مضاعفات الفتق
يمكن أن تكون مضاعفات الفتق خطيرة، وتشمل الألم الشديد في منطقة الفتق، والحمى، وآلام عامة في البطن، والقشعريرة. قد تكون هذه المضاعفات مهددة للحياة وتتطلب علاجًا فوريًا في حالات اختناق الفتق، ويجب مراقبة الأعراض بعناية والتوجه إلى الرعاية الطبية عند ظهور أي من هذه العلامات لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب. في الحالات التي يتم تجاهل العلاج والذهاب للطبيب قد تحدث العديد من المضاعفات ومنها:
1- عدم رجوع مكونات البطن التي انبثقت عبر الفتق وثباتها في الفتق دون تحرك، وهو ما يسمى اختناق الفتق.
2- انقطاع وصول الدم إلى مكونات الفتق، مما يؤدي إلى مضاعفات قد تصل إلى الغرغرينا في هذا الجزء ما لم يتم التدخل الجراحي في أسرع وقت وإصلاح الفتق.
ما هو العلاج الأنسب لإصلاح الفتق؟ وهل يمكن علاج الفتق بدون جراحة ؟
العملية الجراحية هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها علاج الفتق في البالغين، سواء عن طريق الجراحة العادية أو عن طريق المنظار. ويمكن أن تحدث عدد من المضاعفات عند إصابة الشخص بالفتق في أي منطقة بالجسم، منها ألم متكرر وانحباس الفتق واختناق الفتق. ويجب على المريض الاستمرار في المتابعة الدقيقة مع الطبيب للتأكد من تطبيق العلاج المناسب، والتحقيق من المضاعفات المحتملة. وهناك نوعان من التدخل الجراحي لعلاج الفتق:
1- الحالة العادية
حين يصاب المريض بالفتق ومن ثم يذهب لطبيبه الجراح فيتم إعداد المريض عن طريق الفحص والتحري عن وجود أي أمراض مزمنة، وكل ما يخص من تحضيرات للتخدير وفحص رئة المريض، ومناقشة احتمالية أن يعود الفتق بعد الإصلاح لتجنب الأسباب التي تسبب تكرار الفتق بعد الجراحة.
2- الحالة الطارئة
في هذه الحالة يحدث أن يتم اختناق الفتق وقطع الإمداد الدموي عن محتوياته، مما يحتم دخول العمليات في أقرب وقت لتجنب حدوث الغرغرينا للجزء الذي تم اختناقه في الفتق.
هل يمكن علاج الفتق بدون جراحة حقاً؟
في الواقع لا يمكن علاج الفتق بدون جراحة ، فالطريق الوحيد التي يتم من خلاله علاج الفتق مهما اختلف نوعه هو التدخل الجراحي، إذ لا يوجد أي نوع من الأدوية أو التمارين الرياضية أو غيرهما يساعد في التئام أو تقوية الضعف الذي حدث في جدار البطن.
لكن، هناك بعض الحالات التي يتم فيها تأخير التدخل الجراحي (باستثناء حالات الطوارئ واختناق الفتق المذكورة سابقا) نتيجة عدم الكفاءة الصحية للمصاب مثل المرضى كبار السن ومرضى القلب وغيرهم من المرضى الذين قد يؤثر التخدير أو طول مدة الجراحة على صحتهم بشكل سلبي. ويتم في هذه الحالة وصف بعض الدعامات للفتق أو مسكنات الألم في حال وجود ألم.
حزام خاص بالفتق
يوضع الحزام حول الفتق لمنع خروج مكونات البطن من خلال الفتق واختناقها. لكن، هناك خطورة في ذلك، وهي أنه قد لا يتم وضع الحزام بشكل جيد فتخرج مكونات البطن ويتم الضغط عليها عن طريق الحزام، مما يزيد حدوث المضاعفات، لذلك لا بد من التعامل بشكل حريص مع الحزام. وضعْ في الحسبان أن الحزام لا يصلح الفتق ولا يعالجه، لكنه يساعد على بقاء مكونات البطن دون خروجها من الفتق لتجنب حدوث مضاعفات.
 |
| لا ينصح بجراحة الفتق السّري للأطفال أقل من 3 أعوام |
ما هي الحالة الوحيدة التي يتم فيها علاج الفتق بدون جراحة ؟
قد يصاب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين بالفتق السري أو جار السري، ولا ينصح بعمل التدخل الجراحي إلا بعد بلوغ الطفل من 3-4 سنوات، لاحتمالية أن الفتق قد يتم شفاؤه دون أي تدخل حين تنمو الأنسجة في الطفل، ويتم رجوع المكونات إلى داخل البطن ورأب الضعف في جدار البطن.
عمليات إصلاح الفتق في حالات الطوارئ
يتم إصلاح الفتق عن طريق وضع شبكة يتم تصنيعها من مواد مختلفة مثل البرولين والفيكريل، وغيرها من المواد الطبية التي يمكن إبقاؤها في الجسم دون حدوث أضرار، والتي تقلل من احتمالية أن يعود الفتق مرة أخرى. لكن، في حالة العلاج بشكل طارئ لا يتم تركيب الشبكة في أغلب الأحوال، لأنه في حالة اختناق الفتق قد يكون هناك تلوث بكتيري، مما يزيد احتمالية حدوث عدوى بكتيرية بصورة أكبر في حالة إصلاح الفتق.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما المضاعفات التي قد تحدث إذا تم تأخير التدخل الجراحي في الحالات الطارئة؟
في حالة انحصار الدم وعدم وصوله إلى المكونات الموجودة داخل الفتق قد تنتج الغرغرينا في تلك الأجزاء. لذلك، إذا كنت مصابًا بالفتق وخرج الفتق ولم تستطع إرجاعه مرة أخرى، فلا بد من التوجه للطوارئ بشكل سريع للتعامل معه عن طريق طبيب الجراحة.
للمرضى بالكحة المزمنة نتيجة التدخين أو غيره، هل من الممكن أن تعود الإصابة بالفتق مرة أخرى بعد إصلاحه؟
الإجابة هي نعم، فعلى المصاب بالفتق أن يتوقف عن أي سبب يزيد من الضغط داخل تجويف البطن.
متى يمكن للمريض العودة للعمل بعد جراحة الفتق؟
يمكن للمريض أن يعود للعمل بعد تعافيه بشكل تام، ويختلف وقت التعافي من فرد لآخر، ففي المصابين الذين لا يعانون من أمراض مزمنة أو من هم أقل من 45 عامًا، من الممكن أن يعودوا للعمل بعد عشرة أيام أو أسبوعين، ولكن لا بد من الانتباه وعدم حمل أي مواد ثقيلة إلا بعد شهرين أو ثلاثة أشهر.
في الختام, علاج الفتق بدون جراحة غير ممكن, مع ذلك يمكن تخفيف أعراضه بعدة وسائل، منها التمارين الرياضية لتقوية العضلات البطنية وتخفيف الأعراض، مثل تمارين الفتق لتقوية الحجاب الحاجز، وممارسة التمارين الهوائية لإنقاص الوزن. يمكن أن تُستخدم الأدوية المضادة لحموضة المعدة لمساعدة في علاج الفتق في الحجاب الحاجز الذي يترافق عادة بالارتجاع الحمضي المَعدي. في حالة الأطفال، قد يحاول الطبيب استخدام الضغط اليدوي على الفتق لتقليل البروز قبل التفكير في إجراء جراحة. ومع ذلك، فإن وجود فتق متضخم أو مؤلم لا يمكن ردّه (فتق مختنق) يتطلب عادةً إجراء جراحة عاجلة لتخفيف الانزعاج ومنع المضاعفات الخطيرة.
* المصادر:
Frequency of abdominal wall hernias: is classical teaching out of date?
Hernia Surgical Mesh Implants
