صحــــتك

الجديد عن علاجات فيروس كورونا الجديد

ومازال البحث مستمراً عن علاج لكورونا الجديد
حتى الآن يستمر انتشار وباء كورونا الجديد حول العالم، وما زالت الجهود تتسارع للوصول إلى دواء فعال وآمن، ولكن ما زالت هناك اختلافات بين العلماء حول نتائج الدراسات التي صدرت في البحث عن علاج ناجع ضد فيروس كورونا الجديد، وتضاربَت الأنباء والآراء حولَها بين مؤيدٍ متحمّسٍ ومعارِضٍ متحفِّظ.

* دواء ريمديسيفير Remdesivir

- دراسة دولية غير محكمة تثبت فعالية محدودة لريمديسيفير

طلع علينا الطبيب الأميركي الشهير فاوتشي بمقابلة تلفزيونية ذَكَرَ فيها النتائج الأولية، التي لم تُنشَر بعد في مجلة علمية معتَمَدة، لدراسةٍ عالمية أجريَتْ لدى أكثر من ألف مصاب بفيروس 
كورونا الجديد (مرض كوفيد 19) اشتركتْ فيها عدة دول غربية وأميركية. 

- ما هو ريمديسيفير؟

اكتُشف دواء ريمديسيفير، المضاد للفيروسات، سنة 2015، وهو يَعمل عن طريق إعاقة تكاثر الحمض النووي الفيروسي. وتمت من قَبل محاولةُ استخدامِه لعلاج أمراض فيروسية حيوانية وبشرية، لعل أشهرها كانت دراسَته في علاج وباء إيبولا الفيروسي الذي انتَشر في نوبات متكررة في غرب أفريقيا، ولكن ثبتَ أن هذه الدواء لم يكن فعّالاً ضد فيروس إيبولا على الرغم من أن استخدامه لم يسبب اختلاطات أو أعراض جانبية مهمة، أي أن تلك الدراسات بَيَّنتْ سلامته، ولو أنها لم تُثبِت فائدته ضد مرض إيبولا.

- تضارب في نتائج الدراسات من الصين

وردَتْ دراساتٌ أولية من الصين أن استِخدام دواء ريمديسيفير ربما يكون ناجِعاً ضد فيروس كورونا الجديد، ولكن تلك الدراسات الصينية لم تكن محكَّمَة علمياً، في الوقت نفسه، نُشرت 
دراسة أصغر من الصين لم تُظهِر فائدة مهمة لاستخدام دواء ريمديسيفير في القضاء على فيروس كورونا الجديد. وسيحتاج الأطباء إلى مزيد من الدراسات قبل التوصل إلى قرار نهائي بشأن هذا العلاج.
 


- نتائج الدراسة الدولية الجديدة 

أما الدراسة الدولية الجديدة المحكَّمَة، فقد أظهَرتْ فائدة مهمة في تقصير فترة الإصابة إلى 11 يوماً لدى المرضى الذين استُخدم دواء ريمديسيفير في علاجهم، بالمقارنة بمدة 15 يوماً لدى الذين لم يُعطوا هذا الدواء.

هذا الفارق بمقدار 31% في فترة الإصابة كان مهما من الناحية الإحصائية، واعتُبر نتيجة أولية تبشر بفاعلية هذا الدواء في علاج هذا المرض. أما نسبة الوفيات فقد بلغت 8% لدى المرضى الذين استُخدم دواء ريمديسيفير في علاجهم بالمقارنة مع 11% عند الذين لم يُعطوا هذا الدواء، ولم تبلغ هذه النسبة درجة الأهمية الإحصائية المطلوبة، ولكنها مشجعة حسب رأي الدكتور فاوتشي.

* الهيدروكسي كلوروكوين

- ما هي مشتقات الكينين؟

استُخدمَتْ مشتقات الكينا والكينين والهيدروكسي كلوروكوين في علاج الملاريا منذ الخمسينيات، وهي أدوية معروفة رخيصة الثمن ولها فوائدها ومخاطرها مثل غيرها من الأدوية.

وتتركز محاذيرها الرئيسية في اضطرابات نظم القلب وضَررها على العين، ولكن فاعليتها في علاج الأمراض الفيروسية كانت معروفة منذ الثمانينيات، ولم تُستخدَم في ذلك على نطاق واسع بسبب محاذيرها.

- نتائج مبدئية مشجعة ولكن غير مؤكدة

يُعيق دواء الهيدروكسي كلوروكوين دخولَ الفيروسات إلى الخلايا كما يُعيق تكاثرها، ويُخفف من التفاعل المَناعي الزائد الذي قد يَحدث في بعض الحالات. ولذا فقد استَخدَمه الصينيون في علاج مرض كوفيد-19 الذي يَحدث بسبب الإصابة بفيروس كورونا الجديد، وذَكَروا نتائج مَبدئية مُشجِّعة خاصة بمشاركَته مع المضاد الحيوي إيزيترومايسين، الذي يَقضي على الالتهابات التنفسية الجرثومية التي تَحدث كثيراً لدى المصابين بالالتهابات الفيروسية.

التقطَتْ وسائلُ الإعلام وبعضُ السياسيين هذه الأخبار المَبدئية لبَثِّ روح التفاؤل لدى الجماهير، وتَحدَّثوا بإسهابٍ عن هذا الدواء المُعجِز قَبل أن تتوفر دراسات علمية صحيحة عن نتائج استِخدامِه.

وزادتْ في ذلك الحماس تصريحاتُ الطبيب الفرنسي المشهور ديدييه راوول Didier Raoult المبكرة عن نجاح باهر لاستخدام هذا الدواء في علاج الإصابة بفيروس كورونا الجديد، على الرغم من أن تلك الدراسة كانت صغيرة جداً ونتائجها محدودة.

- دراسات حاسمة ضد استخدام الهيدروكسي كلوروكين

وتوالَتْ دراسات أميركية وصينية وبرازيلية أكثر دقة بعد ذلك لتُثير الشكوك حول فاعلية الهيدروكسي كلوروكوين في علاج مرض كوفيد-19، ونُشِرتْ دراسة أميركية حاسِمة أظهَرت عدم فاعليته بل وخطورة استِخدامِه؛ مما أدى إلى نَشر جمعيات طبية وحكومية أميركية تحذيراتٍ تَمنع استخدامَه في علاج هذه الحالات.

ومن جهة أخرى نُشِرت في فرنسا دراسة لحوالي ألف مريض ظَهَر لديهم نجاحُ استِخدام هذا الدواء في علاج الإصابة بفيروس كورونا الجديد في عدة مراكز أوروبية، على الرغم من أن الدراسة كانت مفتوحة وغير محكَّمَة.




* وما زال البحث مستمراً

وما زال البحث مستمرا عن علاجٍ ناجع لهذا الفيروس الجديد الذي يَستمر في الانتشار، وليس لدى البشرية حتى الآن علاج ناجع له، ولا لقاح فعّال ضده، مما يجعلنا نؤكّد أكثر على أهمية اتخاذ احتياطات الوقاية الشخصية، والتباعد الاجتماعي، والحَجر الصحي، ومحاولة كشف المصابين والمُخالِطين، وعَزلِهم لحماية المجتمع من انتشار هذه الجائحة.
آخر تعديل بتاريخ
02 مايو 2020
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.