* أنواع من الأكياس المائية الطفيلية
1- داء الأكياس المائية السنخية، الناجم عن طفيلية E. multilocularis.
2- داء الأكياس المائية متعددة الكيسات، الناجم عن طفيلية E. vogeli.
3- داء الأكياس المائية وحيدة الكيسة، الناجم عن طفيلية E. oligarthrus.
4- داء الأكياس المائية الحُبيبية، الناجم عن طفيلية E. granulosus.
وقد حُدّد نوعان جديدان هما: E. shiquicus الموجود في الثدييات الصغيرة من هضبة التبت، وE. felidis الموجود في الأسود الأفريقية؛ وهناك إمكانات غير معروفة لانتقالها إلى البشر.
ومن حيث الأهمية الطبية والصحية والعمومية، فإن أبرز شكلين لهذا الداء هما داء الأكياس المائية متعددة الكيسات، وداء الأكياس المائية السنخية، كونها الأكثر شيوعاً.
* طريقة انتقال العدوى
تبدأ دورة حياة هذا الطفيل داخل جسم حيوان يطلق عليه اسم المضيف الدائم (كلب أو ثعلب)، حيث يقوم هذا المضيف بطرح براز مشبعٍ ببيض الطفيليات، ويتلوث العشب بالبيض الذي تم طرحه مع غائط الكلب/ الثعلب، فتصاب به الأغنام والأبقار والخيول (المضيف الناقل أو المؤقت) بالعدوى نتيجة لتناولها للعشب الملوث، وتصاب الكلاب والثعالب بالعدوى مرة أخرى عن طريق تناولها للحم الملوث بالبيض، وبذلك يتم إغلاق دائرة العدوى، ويعتبر الإنسان مضيفاً عرضياً (Accidental host) فهو يتلقى العدوى من خلال الاتصال المباشر مع الكلاب أو الثعالب.
ويستمر داء الأكياس الطفيلية من خلال دورة كلب - خروف - كلب، على أن العديد من الحيوانات الأليفة الأخرى قد تنخرط في ذلك، بما فيها الماعز، والخنازير، والجياد، والأبقار، والإبل، والياك.
أما داء الأكياس المائية السنخي فهو يحدث عادة ضمن دورة حيوانات برية بين الثعالب، والحيوانات اللاحمة الأخرى، والثدييات الصغيرة (ومعظمها من القوارض)، كما يمكن أن تصاب به الكلاب والقطط الأليفة.
* العلامات والأعراض
1. طفيلية الأكياس المائية الحبيبية E. granulosus
تؤدي العدوى البشرية بطفيلية الأكياس المائية الحبيبية E. granulosus إلى نشوء كيس أو أكثر داخل الكبد والرئتين أساساً، وبصورة أقل في العظام، والكلى، والطحال، والعضلات، والنظام العصبي المركزي، والعيون.يمكن أن تستمر فترة الحضانة عديمة الأعراض لسنوات عديدة إلى أن تنمو الكيسات إلى حد يُظهر علامات سريرية، وتشمل العلامات غير المحددة: فقدان الشهية، وانخفاض الوزن، والضعف، وتعتمد العلامات الأخرى على موضع الكيسات والضغط الواقع على الأنسجة المحيطة.
غالباً ما تظهر علامات مثل الألم البطني، والغثيان، والقيء عندما توجد الكيسات في الكبد. وفي حالة إصابة الرئتين، فإن العلامات السريرية تشمل: السعال المزمن، والألم الصدري، وضيق النفس.
2. داء الأكياس المائية السنخي
يتسم داء الأكياس المائية السنخي بفترة حضانة عديمة الأعراض تتراوح بين 5 سنوات و15 سنة، وبنمو بطيء لآفة أولية شبيهة بالورم عادة في الكبد، وتشمل العلامات السريرية: انخفاض الوزن، والألم البطني، والتوعك العام، وعلامات على وجود فشل كبدي.قد تنتشر النقائل اليرقية إلى الأعضاء المجاورة للكبد (مثل الطحال) أو إلى مواقع بعيدة (الرئتان والدماغ) في أعقاب انتشار الطفيلية عبر الدم والنظام الليمفاوي. وفي حال عدم معالجة داء الأكياس المائية السنخي فإنه يترقى ويصبح قاتلاً.
* أسباب وعوامل خطر الأكياس المائية
في أحيان عديدة تتمزق الكيسة، ويتسرب السائل الذي تحتويه للخارج، نتيجة ذلك يحدث انتشار الكيسات في كل الجسم، وهناك خطر حدوث استجابة إرجية قصوى، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطراً على حياة المريض (anaphylaxis - صدمة فرط الحساسية).* توزيع الأكياس المائية
يتوزع داء الأكياس المائية الطفيلية في كافة أنحاء العالم، ويظهر في كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وينحصر داء الأكياس المائية السنخي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ولاسيما في مناطق من الصين، والاتحاد الروسي، وبعض بلدان أوروبا القارية وشمال أميركا.وفي المناطق المتوطنة يمكن أن تصل معدلات الانتشار البشري لداء الأكياس المائية الطفيلي إلى أكثر من 50 لكل 100000 شخص سنوياً، بل إن مستويات الانتشار قد ترتفع لتتراوح بين 5 - 10% في بعض أنحاء الأرجنتين، وبيرو، وشرق أفريقيا، وآسيا الوسطى، والصين. وبالنسبة للماشية، فإن معدل انتشار داء الأكياس المائية الطفيلي المناطق ذات التوطن المفرط في أميركا الجنوبية يتراوح بين 20 و95% من الحيوانات المذبوحة.
وتصل معدلات الانتشار إلى ذروتها في المناطق الريفية حيث يتم ذبح الحيوانات المسنة. وتبعاً للأنواع المصابة المعنية، فإن خسائر إنتاج الماشية العائدة إلى داء الأكياس المائية الطفيلي ترجع إلى تلف الكبد، وانخفاض وزن الذبائح، وهبوط قيمة الجلود، وخفض إنتاج الألبان، وانخفاض الخصوبة.
* التشخيص
يعتمد تشخيص الأكياس المائية الطفيلية بشكل رئيسي على نوع الإصابة، ويُحدّد وفق ثلاثة طرق هي:1- استيضاح عمّا إذا كان هناك اتصال مع حيوانات (كلب في الغالب) في منطقة موبوءة (Endemic area).
2- فحوص تصوير: صورة البطن والصدر، فحص بالموجات فوق الصوتية (Ultrasonic) للكبد أو الطحال.
3- فحص دم لكشف أجسام مضادة (Antibodies) للأكياس المائية الطفيلية.
مع ضرورة التمييز بين داء الأكياس المائية الطفيلية من الخراجات الحميدة والسل الرئوي والفطريات والخراجات والأورام الحميدة أو الخبيثة.
ويعد التخطيط بالموجات فوق الصوتية هو الطريقة المفضلة لتصوير تشخيص داء الأكياس المائية الطفيلية والسنخي على حد سواء. وذلك للكشف عن مدى وحالة الخراجات المملوءة بسائل الأوعية الدموية في معظم الأعضاء. فقد أثبتت هذه التقنيات قيمة للتشخيص والتقييم قبل الجراحة عن طريق تنظيم حالة ومدى الآفة، في إشارة إلى الأعضاء الأخرى والهياكل الحيوية، وتحديد وجود آفات غامضة إضافية. وتعد الاختبارات المصلية، مثل اختبار الامتصاص المناعي المرتبط بالإنزيم (ELISA) واختبار تغلغل الدم غير المباشر، من الطرق الحساسة للغاية للكشف عن العدوى.
وعادة تُستكمل تقنية الموجات فوق الصوتية أو يجري التثبت منها بمسوحات التصوير المقطعي المحوسب (CT) و/أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). وفي بعض الأحيان يتم الكشف عن الكيسات بصورة عرضية أثناء التصوير بالأشعة السينية.
* العلاج
تعتبر معالجة داء الأكياس المائية الطفيلية والسنخية على حد سواء مكلفة ومعقدة في الغالب، وتتطلب أحياناً جراحة واسعة و/أو علاجاً مطولاً بالأدوية. وهناك أربعة خيارات متاحة لعلاج داء الأكياس المائية الطفيلية:1. العلاج من خلال الجلد للكيسات بتقنية PAIR (الوخز، والشفط، والحقن، وإعادة الشفط).
2. العلاج الدوائي المضاد للعدوى.
3. نهج (المراقبة والانتظار).
4. الجراحة.
وينبغي أن يعتمد الاختيار في المقام الأول على صور الموجات فوق الصوتية الفائقة للكيسة، في أعقاب نهج خاص بكل مرحلة، وكذلك على البنى التحتية الطبية والموارد البشرية المتاحة.
أما بالنسبة لداء الأكياس المائية الطفيلية السنخي، فإن العناصر الأساسية ما تزال هي التشخيص المكبر والجراحة الجذرية (للآفات الشبيهة بالورم) ثم الاتقاء المضاد للعدوى بالألبيندازول Albendazole، وإذا ما كانت الآفة محصورة فإن الجراحة الجذرية توفر الشفاء، ولسوء الحظ فإن تشخيص المرض بالنسبة للعديد من المرضى يتم عند وصوله إلى مرحلة متقدمة، وكثيراً ما تُسفر الجراحة المُلطِّفة مع أو بدون علاج ناقص مضاد للعدوى عن انتكاسات.
وإذا كانت الكيسة صغيرة، متكلسة، ولا تسبب أعراضاً، فلا حاجة للعلاج. أما بالنسبة للمرضى الذين يفشلون في العلاج الدوائي وحده، يعد PAIR إجراءً آمناً وفعالاً للمرضى الذين يعانون من داء الأكياس المائية الطفيلية الكبدي وربما المواقع التشريحية الأخرى للعدوى مثل الرئة والبريتوني والكلى وغيرها من الأحشاء.
* خلاصة القول
يعد دواء الأكياس المائية الطفيلية البشري مرضا طفيليا تتسبب به ديدان شريطية. وأهم شكلين لهذا المرض لدى الإنسان هما داء المشوكات الكيسية (داء التكيس الديداني) وداء المشوكات السنخي. ويصاب الإنسان بالعدوى عبر ابتلاع بيوض الطفيليات في الأغذية، أو المياه، أو التربة الملوثة، أو من خلال الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المضيفة. وغالباً ما يكون علاج داء المشوكات مكلفاً ومعقداً، وقد يتطلب جراحة واسعة و/أو علاجاً دوائياً مطولاً.
وتشمل برامج الوقاية إخضاع الكلاب أو القطط لتدابير طرد الديدان، والقيام بمعاينة الأغذية ونظافة المسالخ؛ ويجري حالياً تقييم تطعيم حملان الخرفان كتدخل إضافي. إذْ يوجد أكثر من مليون مصاب بداء الأكياس المائية الطفيلية في أي وقت من الأوقات في العالم. هذا وتعمل منظمة الصحة العالمية على التثبت من الاستراتيجيات الفعالة لمكافحة الداء الكيسي في عام 2020.
المصادر
Echinococcosis
Treatment options for hepatic cystic echinococcosis
Parasites - Echinococcosis