يفضِّل بعضُ الأشخاص أن يتركوا الصلع لديهم يأخذ مجراه، دون علاجه ودون إخفائه، بينما يغطّيه آخرون من خلال تسريحات الشَّعر، أو المستحضرات التجميلية، أو القبعات أو الأوشحة، هناك آخرون يلجؤون إلى الأدوية أو الإجراءات الجراحية المتوفرة لمعالجة تساقط الشَّعر. لكن، قبل الشروع في أي خيارٍ علاجي، استشر طبيبك عن سبب النوع المحدد لتساقط الشَّعر لديك، وعن أفضل العلاجات الممكنة له.
أسباب تساقط الشَّعر
يتساقط الشَّعر عادة لدى معظم الأشخاص بمعدل 50 إلى 100 شَعرة في اليوم، ولكنْ في ظل وجود حوالي 100 ألف شَعرة في فروة الرّأس، فلا يُسبِّب سقوط الشَّعر بهذه الكمية ترقّقاً ملحوظاً في شَعر فروة الرّأس.
مع تقدّم العمر، يميل الشَّعر إلى الترقق التدريجي، وتتضمّن الأسباب الأخرى لسقوطه العواملَ الهرمونية، والحالات الطبية والأدوية.
1- العوامل الهرمونية
أكثر أسباب تساقط الشَّعر شيوعاً حالة وراثية تُعْرف بنمط الصلع الشائع لدى الرجال، أو نمط الصلع الشائع لدى السيدات، وفيها تحفِّز هرموناتٌ محددة متعلقة بالجنس لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي شكلاً محدداً لتساقط الشَّعر الدائم، ويمكن أن يبدأ هذا النوع من ترقق الشَّعر، الذي يعد أكثر انتشاراً بين الرجال، مبكّراً خلال مرحلة المراهقة.
يمكن أن تُسبِّب التغيّرات والاختلالات الهرمونية تساقط الشَّعر المؤقت، وقد يرجع ذلك إلى الحَمل أو الولادة، أو التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل، أو بداية انقطاع الطمث.
2- الحالات الطبية
يمكن أن تسبب عديد من الحالات الطبية تساقط الشَّعر، ومنها:
- مشكلات الغدة الدرقية
تساعد الغدة الدرقية في تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم، وإذا لم تعمل هذه الغدة بصورةٍ صحيحة، يمكن أن تنتج حالة تساقط الشَّعر.
- الثعلبة البقعية
يحدث هذا المرض حين يهاجم الجهاز المناعي للجسم بصيلات الشَّعر، مسبِّبًا بقعًا صلعاء ملساء مستديرة.
- عدوى فروة الرأس
يمكن لأنواع من العدوى، مثل عدوى الثعلبة، أن تجتاح شَعر وجلد فروة الرأس، مُسبِّبة تساقط الشَّعر، وعندما تعالَج العدوى يعود الشَّعر للنمو من جديد.
- اضطرابات الجلد الأخرى
يمكن أن تؤدي الأمراض التي تسبب التندّب، مثل الحزاز المسطّح وبعض أنواع الذئبة، إلى التساقط الدائم للشَّعر في موضع حدوث النّدبات.
3- الأدوية
يمكن أن يَنتُج تساقط الشَّعر عن الأدوية المستخدَمة في علاج الأمراض الآتية:
- مرض السرطان.
- التهاب المفاصل.
- الاكتئاب.
- مشكلات في القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
4- أسبابٌ أخرى لتساقط الشَّعر
يمكن أن يَنتُج تساقط الشَّعر أيضاً عن:
- الصدمة البدنية أو النفسية
يعاني كثير من الأشخاص من ترقق عام في الشَّعر بعد عدّة أشهر من إصابتهم بصدمةٍ بدنية أو نفسية، وتتضمّن أمثلة ذلك: فقدانَ الوزن المفاجئ أو المُفْرِط، أو الحمّى الشديدة، أو وفاة أحد أفراد العائلة.
- اضطراب شدّ الشَّعر
يؤدي هذا المرض العقلي إلى رغبةٍ ملحّة لا تقاوَم في شدّ الشَّعر، سواء من فروة الرأس، أو من الحاجبَين، أو من غيرها من مناطق الجسم، ويخلِّف شد الشَّعر من فروة الرأس غالباً بقعاً صلعاء في الرأس بنمط غير منتظم (مثل اللطخات).
- تسريحات شَعر معيَّنة
يمكن أن يحدث تساقط الشَّعر بالشدّ عند شدّ الشّعر بإحكامٍ شديد لعمل تسريحاتٍ من قبيل الضفائر أو صفوف الذرة.
علاج تساقط الشَّعر
بالنسبة لبعض أنواع تساقط الشَّعر، يمكن أن يعود الشَّعر للنمو من جديد دون أيّ علاج، بينما في حالاتٍ أخرى، قد تساعد وسائل العلاج في تعزيز نمو الشَّعر أو إخفاء تساقطه.
1- الدواء
إذا كان تساقط الشَّعر لديك يَنتُج عن مرض معروف، فإنّ علاج ذلك المرض أمرٌ لا بد منه. قد يتضمّن ذلك تناوُلَ أدوية للحدِّ من الالتهاب وتثبيط مقاومة جهازك المناعي، مثل البريدنيزون.
تتضمّن الأدوية التي تُقرِّها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمعالجة تساقط الشَّعر ما يلي:
- مينوكسيديل (روجين)
المينوكسيديل هو سائل أو رغوة تُعطَى بدون وصفةٍ طبيّة، تُفرَك بها فروة الرأس مرتين يومياً من أجل إنماء الشَّعر، ومنع زيادة تساقطه، إذْ ينمو الشَّعر من جديد لدى بعض الأشخاص، أو يتباطَأ معدل تساقطه، أو يحدث كلا الأمرين معاً.
قد يستغرق الأمر 12 أسبوعاً ليبدأ الشَّعر الجديد بالنمو، ويتوفر المينوكسيديل على هيئة محلولٍ بتركيز 2% أو 5%، وقد تتضمن الآثار الجانبية تهيُّجَ فروة الرأس، ونمو شَعرٍ غير مرغوبٍ به على البشرة المجاوِرة للجبهة والوجه أحياناً.
- فيناسترايد (بروبيشيا)
يؤخذ هذا الدواء الذي يُعطَى بموجب وصفةٍ طبيةٍ لمعالجة نمط الصلع الشائع لدى الرجال، يومياً في شكل أقراص، ويحدث لدى الكثير من الرجال الذين يتناولونه تباطُؤٌ في تساقط الشَّعر، وربما يؤدي عند بعضهم الآخر إلى نمو بعض الشَّعر الجديد.
تتضمن الآثار الجانبية النادرة للفيناسترايد انخفاضَ الرغبة الجنسية، وتراجعَ الوظيفة الجنسية، كما حذّرت إدارة الغذاء والدواء من زيادة خطورة الإصابة بشكلٍ سريع النّمو بسرطان البروستات لدى بعض الرجال، ولو أن ذلك قليل، وينبغي تجنّب الفيناسترايد من قِبل النساء في سن الإنجاب.
2- الجراحة
تتأثر قمة الرأس فقط في أكثر أنواع تساقط الشَّعر الدائم شيوعاً، ويمكن من خلال العمليات الجراحية تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الشَّعر المتبقّي لديك.
- زراعة الشَّعر
في هذا النوع من العمليات، يتم نزع أجزاء دقيقة من البشرة من الجهة الخلفية لفروة الرأس أو من جانبيها، ويحتوي كلّ جزءٍ على بعض الشَّعرات، ثمّ تُزرَع هذه الأجزاء في المناطق الصّلعاء من فروة الرّأس. ربما يحتاج الأمر إلى العديد من جلسات زراعة الشَّعر، وذلك لأنّ تساقط الشَّعر الوراثي يتقدّم بمرور الزّمن.
- تقليل مساحة فروة الرّأس
خلال هذا الإجراء، يتم الاستئصال الجراحي لبعض الجلد الأصلع على الرّأس، وبعد استئصال الفروة الخالية من الشَّعر، يُغَطّى الفراغ الناتج جرّاء ذلك بالفروة المغطاة بالشَّعر. قد يقوم الأطباء بطيّ الجلد الذي يحمل الشَّعر فوق مساحةٍ من الجلد الأصلع خلال إحدى طرق تقليل مساحة فروة الرّأس التي تُدعى السّدلة. لكنّ العمليات الجراحية لعلاج الصّلع باهظة، وقد تسبّب الألم، وتضم آثارها الجانبية المحتَملة العدوى والتندّب.
3- الباروكة والشَّعر المستعار
إذا كنت ترغب ببديلٍ عن العلاج الطبي للصلع لديك، أو إذا كنت لا تستجيب للعلاج، فقد تحتاج إلى التفكير في ارتداء باروكةٍ أو شَعرٍ مستعار، يمكن استخدامهما لتغطية تساقط الشَّعر الدائم أو المؤقت، وتتوفر باروكاتٌ وقطعً شَعرٍ مستعارٍ، تتميز بالجودة العالية والمظهر الطبيعي.
4- نمط الحياة والعلاجات المنزلية
يمكن أن تساعدك النصائح الآتية في منع أنواع تساقط الشَّعر التي يمكن تجنّبها:
- اتَّبِع نظامًا غذائيًا طبيعيًا ومتّزنًا.
- تجنّب تسريحات الشَّعر المشدود، مثل الضفائر أو الكعكة أو ذيل الحصان.
- تجنَّب الفتل أو الحكّ أو الشّد القهري للشَّعر.
5- الطب البديل
لم يتضح من ناحيةٍ أخرى أنّ تناول المكمّلات الغذائية يعود عليك بالنّفع، إذا كان نظامك الغذائي جيدًا.
علاج تساقط الشَّعر لدى الرجال
علاج تساقط الشَّعر عند الرجل يكون بنفس طرق العلاج المذكورة أعلاه، أي حسب الأسباب المؤدية للتساقط، وحسب حالة كل مريض على حدة.
علاج تساقط الشَّعر بالأعشاب
قد يلجأ البعض عندما لا تُجدي الأدوية نفعًا إلى طرق العلاج التكميلية، سواء بالأعشاب أو التغذية أو الزيوت، وذلك للمساعدة على وقف تساقط الشَّعر. أظهرت الأبحاث أن بعض الأعشاب قد تؤدي إلى إبطاء تساقط الشَّعر، أو تساعد على تعزيز نمو جديد.
من المهم ملاحظة أنه تم إجراء الكثير من الأبحاث على الحيوانات، وهناك حاجة لدراسات إضافية لإثبات فعاليتها على البشر. كما عليك استشارة طبيبك قبل إضافة الأعشاب إلى روتينك اليومي، خاصة إذا كان سبب تساقط الشَّعر ناتجًا عن حالة طبية.
من العلاجات العشبية لتساقط الشَّعر ما يلي:
1- زيوت الشَّعر
تُسمّى أيضًا مقويات الشَّعر، وهي مستخلصات عشبية. تتضمّن بعض زيوت الشَّعر العديد من الأعشاب والزيوت، مثل:
- زيت جوز الهند.
- زيت اللوز الحلو.
- زيت الجوز.
- زيت الزيتون.
- زيوت معدنية.
- زيت الجوجوبا.
- زيت بذرة القمح.
2- جِلّ الصبار
يُستخدَم الصبار لفترة طويلة لعلاج تساقط الشَّعر، كما أنه يهدّئ فروة الرأس ويرطب الشَّعر، ويمكن أن يُقلِّل من قشرة الرأس، ويفتح بصيلات الشَّعر التي قد تكون مسدودة بالزيت الزائد. يمكنك وضع جِلّ الصبار النقي على فروة رأسك وشَعرك عدة مرات في الأسبوع. يمكنك أيضًا استخدام الشامبو والبلسم الذي يحتوي على الصبار.
3- زيت السمك
يمكن أن يساعد تناول أحماض أوميغا الدهنية في تحسين شَعرك، فهي مليئة بالعناصر الغذائية والبروتينات. يمكن أن يساعد تناول مكمّل أوميغا مع مضادات الأكسدة على تحسين كثافة الشَّعر، كما أنه يقلل من تساقط الشَّعر. تساعد أحماض أوميغا الدهنية خلاياك على العمل بشكل صحيح، ويمكنها تعزيز المناعة، مما يؤدّي إلى صحة عامة أفضل.
4- الجينسنغ
يمكن أن تعزز مكمّلات مصدر الجينسنغ نمو الشَّعر عن طريق تحفيز بصيلات الشَّعر. Ginsenosides هي المكوّنات النشطة للجينسنغ، ويُعتَقد أنها مسؤولة عن تأثيره الإيجابي على الشَّعر.
5- عصير البصل
إذا استطعت تحمّل رائحة عصير البصل، فقد تجد أن الفوائد تستحق العَنَاء، فقد أظهر عصيرُ البصل فائدةً في تعزيز نمو الشَّعر.
يُعتَقد أيضا أن عصير البصل يحسِّن الدورة الدموية، وتُظهِر الدراسات على الحيوانات تحسُّن عامل نمو الكيراتين وتدفّق الدم إلى البشرة.
ضع عصير البصل على فروة رأسك وشَعرك، واتركه لمدة 15 دقيقة على الأقل، ثم اغسله بالشامبو بشكل طبيعي.
- المصادر
19 Herbal Remedies for Hair Growth