داء غريف.. فرط نشاط الدرقية

- امتصاص اليود المشعّ

يحتاج جسمك إلى اليود لتشكيل الهرمونات الدرقية. ويحدد طبيبك معدل امتصاص غدتك الدرقية لليود من خلال إعطائكَ كميةً صغيرةً من اليود المشع ثمّ قياس كميّته في غدتك الدرقية عبر المسح بواسطة كاميرا خاصّة. وتساعد كمية اليود المشعّ الممتصة من قبل الغدة الدرقية في تحديد إن كان داء غريف أو غيره من الحالات هو السبب في فرط نشاط الغدة الدرقية. ويمكن أن يترافق هذا الاختبار مع تصوير لليود المشع بغية عرض صورةٍ مرئيةٍ عن نمط الامتصاص.

- التصوير بالموجات فوق الصوتية

للحصول على صور للهياكل الموجودة داخل الجسم. يمكن أن يبين التصوير بالموجات فوق الصوتية إذا كانت الغدة الدرقية متضخمة، وهو أكثر فائدةً لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون الخضوع لاختبار امتصاص اليود المشعّ، كالنساء الحوامل.

- اختبارات التصوير

وإذا لم يشخّص داء غريف لديك من خلال التقييم السريري، فإن طبيبك قد يطلب إجراء اختبارِ تصويرٍ ما كالفحص بالأشعة المقطعية، وهي تقنية للتصوير بالأشعة السينية وتعطي صورًا مقطعيةً عرضيةً رقيقة. كما يمكن أيضًا اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يستخدم المجالات المغناطيسية والموجات الراديوية لتشكيل صور مقطعية عرضية أو ثلاثية الأبعاد.

وتتمثل اهداف علاج داء غريف في تثبيط إنتاج الهرمونات الدرقية ومنع تأثير الهرمون على جسمك. وتتضمن بعض طرق العلاج ما يلي:

1- العلاج بامتصاص اليود المشعّ

وخلال هذه الطريقة، تقوم بتناول اليود النشيط إشعاعيًا عبر الفم. ونظرًا لأن الغدة الدرقية تحتاج إلى اليود لإنتاج الهرمونات، فإن اليود المشع يدخل في خلايا لغدة الدرقية ويحطّم نشاطه الإشعاعيّ الخلايا الدرقية ذات النشاط المفرط بمرور الوقت. وهذا يؤدي إلى انكماش غدتك الدرقية وتخفيف الأعراض بصورةٍ تدريجية، وذلك في غضونِ بضعةِ أسابيع إلى بضعة أشهر.

وقد يزيد العلاج باليود المشع خطر ظهورِ أعراضٍ جديدةٍ لداء غريف أو تفاقم الأعراض القائمة. ويكون هذا الأثر الجانبي خفيفًا ومؤقتًا، ولكن قد لا يوصى بهذه المعالجة إذا كنت تعاني من مشكلاتٍ تتراوح بين المتوسطة والحادّة في العين. وربما تتضمن الآثار الجانبية ألمًا في العنق وزيادةً مؤقتةً في الهرمونات الدرقية. لا تستخدم طريقة العلاج باليود المشعّ لمعالجة الحوامل والمرضعات. ونظرًا لأنّ هذه الطريقة تسبب تراجعًا في نشاط الغدة الدرقية، فمن المرجّح أنّك ستحتاج إلى معالجة لاحقة لتزويد جسمك بكميّات طبيعيةٍ من الهرمونات الدرقية.

2- الأدوية المضادة للدرقية

تتدخّل الأدوية المضادة للدرقية في استخدام الغدة الدرقية لليود من أجل إنتاج الهرمونات. وتتضمن هذه الأدوية الموصوفة من الطبيب بروبيل ثيوراسيل وميثيمازول (تابازول). وتتضمن الآثار الجانبية لهذين الدواءين الطفح وألم المفاصل والفشل الكبدي أو الانخفاض في خلايا الدم البيضاء المقاومة للأمراض. ولا يستخدم الميثيمازول لمعالجة النساء الحوامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى بسبب وجود مخاطر طفيفة بحدوث عيوب ولاديّة. ولذلك يعد البروبيل ثيوراسيل الدواء المفضل المضاد للدرقية أثناء الأشهر الثلاثة الأولى للنساء الحوامل.

3- حاصرات بيتا

لا تثبط هذه الأدوية إنتاج الهرمونات الدرقية، لكنها تحصر بالتأكيد تأثير الهرمونات على جسمك. وهي قد توفر تخفيفًا سريعًا تمامًا لعدم انتظام ضربات القلب و الارتجاف و القلق أو الهياج وعدم تحمل الحرارة والتعرق والإسهال وضعف العضلات.
وتتضمن حاصرات بيتا ما يلي:
- البروبرانولول (إنديرال).
- الأتينولول (تينورمين).
- الميتوبرولول (لوبريسور، توبرول-إكس إل).
- النادولول (كوجارد).
لكن، لا توصف حاصرات بيتا في الأغلب للأشخاص المصابين بالرّبو، وذلك لأنّ هذه الأدوية قد تحفّز حدوث نوبة ربو، كما أنّها قد تعقّد أيضًا التحكم في مرض السكري.

4- الجراحة

كما تعد جراحة استئصال كلّ الغدة الدرقية أو جزءٍ منها (استئصال الدرقية أو استئصال الدرقية دون التام) خيارًا للعلاج من داء غريف. ومن المحتمل أن تحتاج بعد الجراحة إلى العلاج لتزويد جسمك بكمياتٍ طبيعيةٍ من الهرمونات الدرقية. وتتضمن مخاطر هذه الجراحة الضرر المحتمل للحبال الصوتية والغدد جارة الدرقية. وتنتج الغدد جارة الدرقية لديك هرمونًا يضبط مستوى الكالسيوم في دمك، ونادرًا ما يكون لهذه الجراحة أيّ مضاعفات تحت رعاية جرّاحٍ خبيرٍ في جراحة الغدة الدرقية.

5- علاج اعتلال العين المرافق لداء غريف

يمكن التحكّم بالأعراض البسيطة لاعتلال العين المرافق لداء غريف من خلال استخدام الدموع الصناعية التي تعطى بدون وصفة طبية نهارًا وهلام ترطيب العين ليلاً. وإذا كانت الأعراض لديك أكثر حدّةً، فإنّ طبيبك قد يوصي بما يلي:
- الستيرويدات القشرية، التي تعطى وفق وصفةٍ طبيّة، كالبريدنيزون، لتقليل الانتفاخ خلف مقلتي العينين. وقد تتضمن الآثار الجانبية لها احتباس السوائل، وزيادة الوزن، وارتفاع معدلات سكر الدم، وارتفاع ضغط الدّم، إضافةً إلى التقلّبات المزاجية.

- المواشير، إذا كنت تعاني من ازدواجية الرؤية إما نتيجةً لداء غريف أو بمثابة أثر جانبي للجراحة. وعلى الرغم من أنّ المواشير قد لا تصلح لكلّ الأشخاص، إلّا أنّ تركيبها في النظارات قد يصحّح ازدواجية الرؤية لديك.

- جراحة تخفيف ضغط الحجاج، لاستئصال العظم بين محجر العين (الحجاج) وبين الجيوب، مما يعطي العينين مساحةً للحركة إلى موضعهما الأصلي. ويُلجأ إلى طريقة العلاج هذه في العادة إذا كان الضغط على العصب البصري يهدّد بفقد البصر. وتتضمن المضاعفات المحتملة ازدواجية الرؤية.

- العلاج الإشعاعي المداري، إذا تفاقمت مشكلات العين لديك وإذا لم تكن الستيرويدات القشرية التي تعطى بموجب وصفة طبيّة فعّالةً أو لم يستطع المريض احتمالها.

الدرقية