ويعد النفاخ الرئوي، وهو حالة لا يمكن شفاؤها بل يعمل العلاج لإبطاء تفاقم أعراضها، أحد أكثر الحالتين شيوعًا التي تندرج تحت المصطلح الشامل لمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
* أعراض الإصابة بالنفاخ الرئوي
يعاني بعض الأشخاص من النفاخ الرئوي لسنوات دون معرفة ذلك. ومن أولى علاماته ضيق التنفس والسعال، خاصة أثناء ممارسة الرياضة أو المجهود البدني. ويستمر هذا في التدهور حتى يصبح التنفس صعبًا طوال الوقت، حتى أثناء الراحة.
وتشمل الأعراض الأخرى:
- الإنهاك.
- فقدان الوزن.
- الاكتئاب.
- الخفقان.
- قد يصاب الأشخاص المصابون بشفاه أو أظافر رمادية مزرقة بسبب نقص الأكسجين. إذا حدث هذا، فاطلب العناية الطبية على الفور.
* أسباب النفاخ الرئوي
وفقًا لجمعية الرئة الأميركية، في عام 2011 كان أكثر من 4.5 ملايين شخص في الولايات المتحدة يعانون من انتفاخ الرئة. غالبية هؤلاء الأشخاص تزيد أعمارهم عن 65 عامًا. الرجال والنساء معرضون لخطر متساوٍ للإصابة بالمرض.
ويعد تدخين التبغ هو السبب الرئيسي للنفاخ الرئوي. كلما زاد تدخينك، زاد خطر إصابتك. ويمكن أن يؤدي تدخين الماريجوانا أيضًا إلى انتفاخ الرئة. وفقًا لجمعية الرئة الأميركية، يقتل التدخين أكثر من 480 ألف أميركي سنويًا، و80 في المائة من هذه الوفيات ناتجة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن، بما في ذلك النفاخ الرئوي. يزيد التعرض للتدخين السلبي أيضًا من خطر الإصابة بانتفاخ الرئة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في مناطق معرضة للتلوث الشديد أو الأبخرة الكيميائية أو مهيجات الرئة هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. ويمكن أن تلعب الجينات عاملاً في حدوث النفاخ الرئوي المبكر، ولكن هذا نادر.
* مضاعفات الإصابة بالنفاخ الرئوي
يكون الأشخاص الذين يعانون من النفاخ الرئوي أكثر عرضة أيضًا للإصابة بما يلي:
- استرواح الصدر. قد يشكل انخِماص الرئة خطرًا على حياة الأشخاص الذين يعانون من النفاخ الرئوي الحاد، نظرًا لتدهور وظائف الرئة لديهم بالفعل. ولا يعد هذا من المضاعفات الشائعة، إلا أنه يكون خطيرًا حينما يحدث.
- مشكلات في القلب. يمكن أن يؤدي النفاخ الرئوي إلى زيادة الضغط في الشرايين التي تصل الرئتين بالقلب، وقد يتسبب هذا في حدوث حالة مرضية تُسمّى القلب الرئوي التي يتمدد فيها جزء من القلب ثم يضعف.
- ثقوب كبيرة في الرئتين.. يعاني بعض الأشخاص المصابين بالنفاخ الرئوي من وجود مساحات فارغة في الرئتين يُطلق عليها اسم الفقاعات، وهي فقاعات عملاقة قد يصل حجمها حتى نصف الرئة. وبالإضافة إلى أن هذه الفقاعات تقلل الحيز الذي يسمح بتمدد الرئة، فإنها قد تزيد من خطر الإصابة باسترواح الصدر.
* تشخيص النفاخ الرئوي
بعد إجراء الفحص البدني مع التاريخ المرضي، يمكن أن تكشف الاختبارات المختلفة عن النفاخ الرئوي، مثل:
- اختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب، لفحص رئتيك.
- اختبارات الدم، لتحديد مدى جودة رئتيك في نقل الأكسجين.
- قياس التأكسج النبضي، لقياس محتوى الأكسجين في الدم.
- اختبارات وظائف الرئة، والتي غالبًا ما تتضمن النفخ في جهاز يسمى مقياس التنفس لقياس كمية الهواء التي يمكن أن تتنفسها رئتيك وتخرجه ومدى جودة توصيل الأكسجين إلى مجرى الدم.
- اختبارات غازات الدم الشرياني، لقياس كمية الدم وثاني أكسيد الكربون في الدم.
- مخطط كهربية القلب (ECG)، لفحص وظائف القلب واستبعاد أمراض القلب.
* علاج النفاخ الرئوي
لا يمكن الشفاء من النفاخ الرئوي، ولكن العلاج يساعد في تخفيف الأعراض وإبطاء تطوّر المرض.
1- الأدوية
- موسعات الشعب الهوائية، حيث تساعد هذه الأدوية في تخفيف السعال وضيق التنفس ومشكلات التنفس عن طريق إرخاء الممرات الهوائية الضيقة، إلا أنها ليست فعالة في علاج النفاخ الرئوي كما هو الحال في علاج الربو أو التهاب الشعب الهوائية المزمن.
- كما تساعد الستيرويدات القشرية التي يتم استنشاقها عن طريق البخاخات في تخفيف ضيق التنفس، ولكن قد يؤدي استخدامها لفترات طويلة إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والمياه البيضاء والسكري.
- وإذا كنت تعاني من عدوى بكتيرية، مثل التهاب الشعب الهوائية الحاد أو الالتهاب الرئوي، فإن المضادات الحيوية تكون مناسبة.
2- العلاج الطبيعي
- إعادة التأهيل الرئوي. يهدف برنامج إعادة التأهيل الرئوي إلى تعليمك ممارسة تمارين التنفس والأساليب التي قد تساعدك في الحد من عسر التنفس وتحسين قدرتك على ممارسة الرياضة.
- العلاج بالتغذية. ستتلقى أيضًا العديد من النصائح عن التغذية السليمة. في المراحل الأولى للنفاخ الرئوي، يتعين على كثير من الأشخاص فقدان بعض وزنهم، بينما يحتاج الأشخاص الذين يعانون من النفاخ الرئوي في مراحله المتأخرة إلى زيادة الوزن.
- الأكسجين التكميلي. إذا كنت تعاني من النفاخ الرئوي الحاد مع انخفاض مستويات الأوكسجين في الدم، فقد يُفيدك استخدام الأوكسجين بانتظام في المنزل وأثناء ممارسة التمارين الرياضية في الحصول على بعض الراحة. وهناك العديد من الأشخاص يستخدمون الأوكسجين لمدة 24 ساعة في اليوم، وغالبًا ما يتم إعطاؤه باستخدام أنبوب ضيق يتم إدخاله في فتحتي الأنف.
3- الجراحة
بناءً على شدة النفاخ الرئوي الذي تعاني منه، قد يقترح الطبيب جراحة تصغير حجم الرئة أو زراعة الرئة.
* نصائح مهمة لمرضى النفاخ الرئوي
- أقلع عن التدخين، فهذا هو أهم إجراء يمكنك اتخاذه للحفاظ على صحتك العامة والإجراء الوحيد الذي يمكنه الحد من تطوّر النفاخ الرئوي. وتجنّب المهيجات التنفسية الأخرى، وتشمل هذه المهيجات أبخرة الطلاء وعوادم السيارات.
- مارس الرياضة بانتظام، واحمِ نفسك من الهواء البارد، فقد يؤدي الهواء البارد إلى حدوث تشنجات في القصبات الهوائية، مما يزيد من صعوبة التنفس.
- تجنّب عدوى الجهاز التنفسي، ويجب عليك أخذ تطعيمات الالتهاب الرئوي التي ينصحك بها الطبيب، واحرص أيضًا على أخذ لقاح الإنفلونزا السنوي. وتجنّب قدر الإمكان الاحتكاك المباشر مع الأشخاص المصابين بالبرد أو الإنفلونزا، أما إذا كنت مضطرًا للتواجد مع مجموعات كبيرة من الأفراد خلال موسم البرد والإنفلونزا، فاحرص على ارتداء قناع الوجه واغسل اليدين باستمرار واحمل زجاجة صغيرة من مطهر الأيدي لاستخدامه عند الضرورة.
* المصدر
What is emphysema?