لا تدلّ الأعراض دائماً على وجود مرض معيّن في عضو محدّد، ولكن المشكلات الصحية في بعض أعضاء الجسم ترتبط بأعراض معيّنة، فمثلاً يرتبط ضيق التنفس والسعال بأمراض الرئة، وحرقة البول بالالتهابات البولية، والخفقان بمرض القلب.. فما هي الأعراض التي قد تدلّ على وجود مرض في الكبد؟
* أعراض أمراض الكبد
-
اصفرار الجلد (اليَرَقان Jaundice)
الكبد هو العضو الوحيد في الجسم الذي يُفرِزُ عصارة الصفراء التي تساعد على هضم الطعام، وعندما يصاب الكبد ببعض الأمراض، مثل التهاب الكبد الوبائي أو الفيروسي من نوع التهاب الكبد أ A أو الالتهاب الكبدي بي B أو الالتهاب الكبدي سي C تتلف بعض خلايا الكبد وتتسرب مادة الصفراء إلى الجسم وتصبغ الجلد باللون الأصفر فيحدث اليَرَقان، ويصبح البول داكنَ اللون ويَظهَر الاصفرار أيضاً في العَينين. قد يَحدث اليَرقان أيضاً نتيجة أمراض أخرى في الكبد، مثل وجود حصيات في الأقنية الصفراوية أو وجود بعض الأورام السليمة أو الخبيثة في الأقنية الصفراوية أو في خلايا الكبد (سرطان الكبد).
يحدث اليَرَقان نتيجة بعض الأمراض غير الكَبِدية، خاصة أمراض فقر الدم الانحلالية Hemolytic anemia.
-
فَقْدُ الشَّهية (القَمَه Anorexia)
قِلَّةُ الشهية عَرَضٌ عام جداً يَحدُثُ نتيجة كثير من الأمراض، ولكن فَقْدَ الشهية يكون شديداً ومستمراً بشكلٍ خاص حين يكون عرضا من أعراض مرض التهاب الكبد الوبائي أو من أعراض مرض الكبد الفيروسي، أو نتيجة أمراض سرطان الكبد والسرطانات المنتَقِلة إلى الكبد من الجهاز الهضمي.
-
ألم البطن
قد يسبب مرض الكبد آلاماً في البطن في منطقة الكبد وما حوله في الجزء الأيمن من أعلى البطن، خاصة في أمراض المَرارة والقنوات الصفراوية والتهاب الكبد الوبائي أو الفيروسي، وأحيانا في الالتهابات الجرثومية حول الكبد والأورام الانتقالية إلى الكبد.
-
الحَكَّة
قد تسبب أمراض الكبد حَكَّة مُعنِّدة ومستمرة في الجلد خاصة عندما تترافق مع اصفرار الجلد (اليَرَقان)، وتكون شديدة ومستمرة ومزعجة. وبالطبع هناك كثير من الأمراض الجلدية التي تسبب الحَكَّة دون أن تكون لها علاقة بمرضٍ في الكبد، ولكن يجب إجراء فحوصات الكبد إذا ترافقت الحَكَّة مع اليَرَقان لأنها قد تكون عرضا من أعراض مرض الكبد.
-
النزوف
يَصنَع الكبد عدداً كبيراً من البروتينات والعوامل التي تسيطر على تخثر الدم، وأمراض الكبد قد تسبب خَللَاً في صنع هذه المواد، فتَحدث النزوف والتي تكون في هذه الحالة عرضا من أعراض أمراض الكبد.
وتَظهَر النزوف بأشكال مختلفة بحسب شدة المرض، فقد تكون النزوف بسيطة بشكل كَدَمات صغيرة تحت الجلد، أو بشكل نَزف صَريح من الجلد عند الإصابة برضوض بسيطة، أو بشكل نَزفٍ من الفم أو نَزفٍ مع البراز أو البول، وقد تكون شديدة وصاعِقة في المَراحل المتقدمة الأخيرة عند المرضى المصابين بتليّف الكبد أو تشمّع الكبد أو البلهارسيا التي قد تترافَق في مراحلها الأخيرة بنزوف متكررة شديدة من الفم (مرض عبد الحليم حافظ).
-
تَورّم البَطن والسَّاقَين (الحَبَن Ascites، الوَذمَة Edema)
تُصنَعُ أغلبُ بروتينات الدم في الكبد، وهي ضرورية للاحتفاظ بسوائل الدم، وعندما يصاب المريض بمرض مزمن في الكبد، مثل تشمّع الكبد، يسبب نقصُ البروتينات في الدم تَجمّع السوائل تحت الجلد في الطَّرفَين السفليَين وتَحدث وَذمَة السّاقَين.
كما قد يحدث ارتفاع في الضغط الوريدي داخل البطن وتَرشَح السوائل من الأوردة إلى داخل البطن حيث تتجمّع ويَحدُثُ الحَبَن الذي يَظهَر بشكل توسّع وانتفاخ صَلب في البطن بسبب تجمّع السوائل داخل البطن خاصة في الحالات المتقدمة من تشمّع الكبد وتليّف الكبد والأورام الخبيثة.
طبعاً ليس كل تجمّع للسوائل في البطن يكون من أعراض مرض الكبد، لأن ذلك قد يَحدُثُ نتيجة أمراض القلب والكلية أيضا.
ماذا يجب أن يفعله المصاب بأعراض مرض الكبد؟
تُعتَبر أمراض الكبد من الأمراض المهمّة بسبب أهمية عمل الكبد في صحة الجسم بشكل عام. وإذا أصيب مريضٌ ببعض الأعراض المذكورة سابقاً، مثل اليرقان والحَكَّة الشديدة المستمرة وفَقد الشهية وألم البطن والوَذمات والحَبَن... فيُنصَح المريض بضرورة استشارة الطبيب لمعرفة سبب هذه الأعراض وإجراء تحليل الدم لفحص وظائف الكبد للتأكد من سلامته.
ويمكن كشف أمراض الكبد الفيروسية بفحص الدم. كما يمكن فحص الكبد بالأمواج فوق الصوتية لكشف وجود الحصيات في المَرارة والأقنية الصفراوية ووجود أكياس أو أورام أو تشحّم في الكبد (الكبد الدّهني) أو وجود أورام في الكبد... ويمكن تصوير الكبد أيضاً بالتصوير الشعاعي الطَّبقي المحوري أو بالرّنين المغناطيسي.