يتعافى أغلب من أصيبوا بالالتهاب الكبدي بي في سن البلوغ تعافيًا تامًا، حتى وإن كانت العلامات والأعراض حادة. ولكن غالبًا ما تتطور العدوى إلى الالتهاب الكبدي بي المزمن لدى الرضع والأطفال. ويمكن أن يقي التطعيم من الإصابة بالالتهاب، ولكن لا يوجد له علاج في حالة الإصابة به، وفي حالة الإصابة بالعدوى، فقد يمنع اتخاذ احتياطات معينة من انتقال الالتهاب الكبدي بي إلى الآخرين.
* أعراض الالتهاب الكبدي بي
عادة ما تظهر علامات الالتهاب الكبدي بي وأعراضه، بداية من الخفيفة إلى الحادة، بعد مرور شهر إلى أربعة أشهر من الإصابة بالعدوى. تتضمن علامات الالتهاب الكبدي بي وأعراضه ما يلي:- ألم في البطن
- لون البول القاتم
- الحمى
- ألم بالمفاصل
- فقدان الشهية
- الغثيان والقيء
- التعب والضعف
- اصفرار لون الجلد وبياض العينين (الصفراء)
* متى تنبغي زيارة الطبيب؟
يجب الاتصال بالطبيب فور العلم بالإصابة بالالتهاب الكبدي بي. ذلك أنه يمكن للعلاج الوقائي أن يقلل من خطر الإصابة بالعدوى في حالة تلقي العلاج في غضون 24 ساعة من التعرض للفيروس.. اتصل بطبيبك إذا كنت تعتقد أنك مصاب بعلامات أو أعراض الالتهاب الكبدي بي.* أسباب الالتهاب الكبدي بي
ينتج الالتهاب الكبدي بي عن العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي بي (HBV). وينتقل هذا الفيروس من شخص إلى آخر عن طريق الدم أو السائل المنوي أو سوائل أخرى في الجسم، وتشمل طرق انتقال فيروس الالتهاب الكبدي بي الشائعة ما يلي:- الاتصال الجنسي. قد تُصاب بالعدوى في حالة ممارسة الجنس دون وقاية مع زوج مصاب بالعدوى عند دخول الدم أو اللعاب أو السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية منه إلى جسمك.
- مشاركة الإبر. ينتقل فيروس الالتهاب الكبدي بي بسهولة بواسطة الإبر والحقن الملوثة بدم مصاب. ولذا تعرضك مشاركة أدوات العقاقير الوريدية (IV) إلى خطر أكبر للإصابة بالالتهاب الكبدي بي.
- الوخز العرضي بالإبر. يمثل الالتهاب الكبدي بي قلقًا للعاملين في مجال الرعاية الصحية وأي شخص آخر يتعامل بشكل مباشر مع الدم البشري.
- من الأم إلى الطفل. يمكن للأم الحامل المصابة بالالتهاب الكبدي بي أن تنقل الفيروس إلى الطفل أثناء الولادة. ومع ذلك، يمكن تطعيم حديثي الولادة لتجنب الإصابة بالعدوى في جميع الحالات تقريبًا. وينبغي للأم التحدث إلى الطبيب ليجري اختبارًا للالتهاب الكبدي بي إذا كانت حاملاً أو تريد الحمل.
-
الالتهاب الكبدي بي الحاد مقارنة بالالتهاب الكبدي بي المزمن
يمكن أن تكون عدوى الالتهاب الكبدي بي قصيرة الأجل (حادة) أو طويلة الأجل (مزمنة).
- عدوى الالتهاب الكبدي بي الحاد تستمر لأقل من ستة أشهر، ويُحتمل أن ينقي الجهاز المناعي جسم المصاب من فيروس الالتهاب الكبدي بي ومن المفترض أن يتعافى بالكامل في غضون عدة أشهر، ويعاني أغلب من يصابون بالالتهاب الكبدي بي في سن البلوغ بالعدوى الحادة، غير أنها يمكن أن تؤدي إلى عدوى مزمنة.
- عدوى الالتهاب الكبدي بي المزمن تستمر لستة أشهر أو أكثر، وعندما لا يستطيع الجهاز المناعي مقاومة العدوى الحادة، قد تستمر عدوى الالتهاب الكبدي بي طوال العمر، ويمكن أن تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.
وكلما كان عمر المصاب بالالتهاب الكبدي بي صغيرًا - خاصة حديثي الولادة أو الأطفال أقل من 5 أعوام - زاد خطر أن تصبح العدوى مزمنة، ويمكن ألا تُكتشف العدوى المزمنة لعقود إلى أن يمرض المصاب مرضًا خطيرًا من أمراض الكبد.
* عوامل الخطورة للإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي
ينتقل الالتهاب الكبدي بي عن طريق ملامسة دم مصاب أو سائله المنوي أو سوائل جسمه الأخرى، ويزداد خطر الإصابة بالالتهاب الكبدي بي في الحالات التالية:- ممارسة الجنس بشكل غير شرعي ودون وقاية مع أكثر من شخص أو مع زوج (زوجة) مصاب بالالتهاب الكبدي بي.
- مشاركة الإبر عند استخدام عقار وريدي.
- ممارسة الجنس المثلي بالنسبة للرجال.
- العيش مع شخص مصاب بعدوى الالتهاب الكبدي بي المزمن.
- أن يولد طفل لأم مصابة بالعدوى.
- العمل بوظيفة لها علاقة بالدم البشري.
- السفر إلى أقاليم ترتفع فيها معدلات الإصابة بالالتهاب الكبدي بي مثل أفريقيا ووسط وجنوب شرقي آسيا وشرق أوروبا.
* مضاعفات الالتهاب الكبدي بي
يمكن أن تؤدي الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي بي المزمن إلى مضاعفات خطيرة، مثل:- إصابة الكبد بندبات (تليف الكبد). يمكن أن يؤدي الالتهاب المصاحب للالتهاب الكبدي بي إلى جروح أو ندبات كبيرة في الكبد (تليف الكبد)، والتي يمكن أن تضعف قدرة الكبد على أداء وظيفته.
- سرطان الكبد. يزداد خطر تعرض المصابين بعدوى الالتهاب الكبدي بي للإصابة بسرطان الكبد.
- فشل الكبد. فشل الكبد الحاد عبارة عن مرض تتعطل فيه الوظائف الحيوية للكبد. وعند الإصابة بذلك، يجب إجراء زرع للكبد للحفاظ على حياة المصاب.
- الحالات المرضية الأخرى. يمكن أن يتعرض المصابون بالالتهاب الكبدي بي للإصابة بمرض في الكلى أو التهاب الأوعية الدموية أو فقر الدم (الأنيميا).
* تشخيص الالتهاب الكبدي بي
إذا شك الطبيب في إصابتك بالالتهاب الكبدي بي، فسيقوم بفحصك ويُحتمل أن يطلب اختبارات للدم، ويمكن لاختبارات الدم أن تحدد ما إذا كنت مصابًا بفيروس في جسمك وهل هو حاد أم مزمن، وقد يحتاج الطبيب أيضًا أن يأخذ عينة صغيرة من الكبد لاختبارها (خزعة الكبد) ليحدد هل يوجد تلف في الكبد أم لا، وفي هذا الاختبار، يدخل الطبيب إبرة رفيعة من خلال الجلد ثم إلى الكبد لأخذ عينة نسيجية ليحللها في المعمل.-
إجراء فحص الالتهاب الكبدي بي على الأصحاء
يجري الأطباء أحيانًا فحص عدوى الالتهاب الكبدي بي على بعض الأشخاص الأصحاء لأن الفيروس قد يتلف الكبد قبل التسبب في ظهور العلامات والأعراض. اطلب من الطبيب إجراء فحص الالتهاب الكبدي بي عليك في الحالات التالية:
- إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بالالتهاب الكبدي بي
- إذا مارست الجنس مع شخص مصاب بالالتهاب الكبدي بي
- إذا أجريت اختبارًا على إنزيمات الكبد وكانت النتائج غير عادية ومجهولة السبب
- إذا كنت مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية أو الالتهاب الكبدي سي
- إذا كنت مهاجرًا من أماكن ينتشر فيها الالتهاب الكبدي بي أو لك جذور منها أو تبنيت أطفالاً منها، مثل آسيا وجزر المحيط الهادئ وإفريقيا وشرق أوروبا
- إذا تلقيت حقنًا لعقاقير غير مشروعة
- إذا كنت سجينًا
- إذا كنت تمارس الجنس المثلي
- إذا كنت تجري غسيلاً كلويًا
- إذا كنت تتلقى أدوية تثبط الجهاز المناعي، مثل الأدوية المضادة لرفض الجسم للعضو المزروع، والتي تستخدم بعد زرع الأعضاء
- إذا كنتِ حاملاً
* علاج الالتهاب الكبدي بي
علاج الوقاية من تفاقم عدوى الالتهاب الكبدي بي بعد التعرض لفيروس هذا المرض، ويجب الاتصال بالطبيب فور العلم بالتعرض لفيروس الالتهاب الكبدي بي، وإذا لم تكن قد تلقيت تطعيمًا أو لم تكن متأكدًا ما إذا كنت قد تلقيت تطعيمًا أو هل استجبت للتطعيم أم لا، فقد يفيد الحصول على حقنة الجلوبين المناعي ضد الالتهاب الكبدي بي في غضون 12 ساعة من ملامسة الفيروس في وقايتك من الإصابة بالالتهاب الكبدي بي، ويجب كذلك تلقي التطعيم في الوقت ذاته.-
علاج عدوى الالتهاب الكبدي بي الحاد
إذا حدد الطبيب عدوى الالتهاب الكبدي بي على أنها حادة - مما يعني أن مدة المرض قصيرة الأجل وستزول من نفسها - فقد لا تحتاج إلى علاج. بل قد يوصي الطبيب بالراحة وتناول المغذيات والسوائل المناسبة بينما يكافح جسمك العدوى.
-
علاج عدوى الالتهاب الكبدي بي المزمن
إذا تم تشخيصك على أنك مصاب بعدوى الالتهاب الكبدي بي المزمن، فقد تتلقى علاجًا لتقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد ولمنع انتقال العدوى منك إلى الآخرين، وتشمل العلاجات ما يلي:
- الأدوية المضادة للفيروسات. يمكن للعديد من الأدوية المضادة للفيروسات - ومن بينها لاميفودين (إيبيفير) وأديفوفير (هيبسيرا) وتيلبيفودين (تيزيكا) وإينتيكافير (باراكلود) - أن تفيد في مكافحة الفيروس وإبطاء قدرته على إتلاف الكبد. تحدث إلى طبيبك حول الدواء الذي قد يناسب حالتك.
- إنترفيرون ألفا-2ب (إنترون إيه). يُستخدم هذا الشكل الصناعي من المادة التي يفرزها الجسم في الأساس لمكافحة العدوى مع الشباب المصابين بالالتهاب الكبدي بي ممن لا يريدون الخضوع لعلاج طويل المدى أو للنساء اللائي يردن الحمل في غضون عدة سنوات. ويُعطى هذا الدواء عن طريق الحقن. وقد تشمل الآثار الجانبية لهذا الدواء الاكتئاب وصعوبة التنفس وضيق الصدر.
- زرع الكبد. قد تمثل عملية زرع الكبد أحد خيارات العلاج إذا تعرض الكبد لتلف حاد. وفي عملية زرع الكبد، يزيل الطبيب الكبد التالف ويستبدله بكبد صحي. وتأتي معظم الأكباد المزروعة من متبرعين متوفين، غير أن عددًا قليلاً يأتي من متبرعين أحياء ممن يتبرعون بجزء من أكبادهم.
- لا تزال هناك عقاقير أخرى لعلاج الالتهاب الكبدي بي قيد التطوير.
-
إجراءات الرعاية المنزلية
إذا أُصبت بالالتهاب الكبدي بي، فاتخذ الخطوات التالية لحماية الآخرين من العدوى بالفيروس.
- اجعل ممارسة الجنس أكثر أمانًا. إذا كنت نشيطًا جنسيًا، فأخبر زوجتك - أو زوجك - بأنك مصاب بفيروس الالتهاب الكبدي بي وأخبرها عن مخاطر نقل الفيروس إليها. استخدم واقيًا ذكريًا مطاطيًا جديدًا في كل مرة تمارس فيها الجنس، وتذكر أن الواقي يقلل خطورة الإصابة بالفيروس ولكنه لا يمنعها.
- أخبر زوجتك - أو زوجك - بأن تخضع لاختبار. يجب أن يخضع كل من مارست الجنس معه للاختبار للتأكد من عدم الإصابة بالفيروس. ومن ثم، ينبغي أيضًا إعلامهم بحالتهم بشأن فيروس الالتهاب الكبدي بي حتى لا يصيبوا الآخرين بالعدوى.
- لا تتشارك الأدوات الخاصة. إذا كنت تتعاطى عقاقير عن طريق الوريد، فإياك ومشاركة الإبر والحقن مع الآخرين. كذلك لا تتشارك شفرات الحلاقة أو فرش الأسنان، حيث يمكن أن تحمل آثار الدم المصاب.
* الوقاية من الالتهاب الكبدي بي
عادة ما تتكون تطعيمات الالتهاب الكبدي بي من ثلاث أو أربع حقن تؤخذ على مدار ستة أشهر، ويستحيل الإصابة بالالتهاب الكبدي بي من التطعيمات، ويوصى بتناول تطعيم الالتهاب الكبدي بي لكل مما يلي:- حديثو الولادة.
- الأطفال والمراهقون الذين لم يتلقوا التطعيم عند ميلادهم.
- أي شخص مصاب بعدوى منقولة جنسيًا، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية.
- الأشخاص المعاقون في ما يتعلق بالنمو ممن يعيشون في بيئة مؤسسية وبين موظفين.
- العاملون في مجال الرعاية الصحية والعاملون في خدمات الطوارئ ومن يتعرضون للمس الدم.
- من يمارسون الجنسية المثلية.
- من لديهم أكثر من زوجة.
- من يعانون من مرض كبدي مزمن.
- من يحقنون أنفسهم بعقاقير غير مشروعة.
- من يعيشون مع شخص مصاب بالالتهاب الكبدي بي.
- من يعانون من مرض كلوي في مراحله الأخيرة.
- من يمارسون الجنس مع شخص مصاب بالالتهاب الكبدي بي.
- المسافرون الذين يقصدون مكانًا ما في العالم ترتفع فيه معدلات عدوى الالتهاب الكبدي بي.
تشمل الطرق الأخرى لتقليل تعرضك لخطر الالتهاب الكبدي بي ما يلي:
- التعرف على حالة الزوجة - أو الزوج - بالنسبة لفيروس الالتهاب الكبدي بي. لا تمارس الجنس مع زوجتك دون وقاية حتى تتأكد من عدم إصابته تمامًا بالالتهاب الكبدي بي أو أي عدوى أخرى تنتقل جنسيًا.
- استخدم واقيًا ذكريًا جديدًا من المطاط أو البولي يوريثان في كل مرة تمارس فيها الجنس إذا لم تكن تعرف الحالة الصحية لزوجتك. وتذكر أنه برغم تقليل الواقي الذكري من خطر التعرض لفيروس الالتهاب الكبدي بي، فإنه لا يمنع الخطر.
- أقلع عن تناول العقاقير غير المشروعة. التمس المساعدة للإقلاع عن العقاقير غير المشروعة إذا كنت تتناولها. وإذا لم تستطع الإقلاع عنها، فاستخدم إبرة معقمة في كل مرة تحقن فيها نفسك بالعقاقير غير المشروعة. وإياك ومشاركة الإبر مع الآخرين.
- كن حذرًا عند ثقب الجسد أو رسم الوشم. إذا كنت تريد ثقب جسدك أو رسم وشم، فابحث عن محل يحظى بسمعة جيدة في هذا الخصوص. اسأل عن مدى نظافة الأدوات. وتأكد أن العاملين يستخدمون إبرًا معقمة. وإذا لم تجد إجابة على أسئلتك، فابحث عن محل آخر.
- اسأل عن التطعيمات المتعلقة بالالتهاب الكبدي بي قبل السفر. إذا كنت مسافرًا إلى إقليم ينتشر فيه الالتهاب الكبدي بي، فاسأل طبيبك عن تطعيم الالتهاب الكبدي بي قبل السفر. وعادة ما يُعطى في مجموعة من ثلاث حقن تُحقن على مدار ستة أشهر.
المصادر:
Hepatitis B - NHS
Hepatitis B: Risk Factors, Symptoms, and Diagnosis - Healthline
Hepatitis B - WHO | World Health Organization