10 أسباب حول رائحة البول الكريهة
رائحة البول الكريهة ليست ظاهرة عفوية، على العكس تماماً لا بد أن يكون خلفها سبب ما, فالبول الطبيعي رائحته محتملة. أما الأسباب فتتعدد من أسباب بسيطة متعلقة بكميات الماء التي تناولها الفرد أثناء اليوم أو تدل على أمراض بالمثانة وعدوى في الجهاز التناسلي. أما أسباب رائحة البول الكريهة فتشتمل على الآتي:
-
شرب الماء بكميات قليلة
هل لاحظت أن رائحة بولك مركَّزة وتشبه رائحة الأمونيا، أعتقد أن هذا قد يكون بسبب عدم كفاية الماء بجسمك، ما يجعل بولك غامقًا أكثر صُفْرة، ويحمل رائحة كريهة بعض الشيء. يشرح الدكتور مِهران موفساجي، استشاري المسالك البولية بكاليفورنيا، أنه عندما يقوم الجسم بهضم وتحليل بروتينات الطعام، فهناك مركَّب عضوي عديم اللون يتكوّن نتاجًا لهذا الهضم والتحليل يُسمّى البولينا (اليوريا)، والذي يتم إفرازه عن طريق البول.
ويقول أيضًا: إن المياه تُخفف مادة اليوريا، لذا إذا كانت ترويتك غير جيدة نتيجة عدم شرب كمية كافية من المياه، فسيقوم الجسم بتخزين البول لمدة أطول، ما يجعل رائحة الأمونيا فيه قوية ونفّاذة. في الواقع فإن حل الأمر بسيطٌ، وهو شرب المزيد من المياه، فإذا قمت بذلك فإن بولك سيكون ممدَّدًا خفيفًا، ورائحته أقل كراهة.
2. تغيير النظام الغذائي
تؤدي بعض الأطعمة، مثل نبات الهليون (Asparagus) إلى تغير رائحة البول، ولا يَلْحظ هذا التغيير في الرائحة كلّ مَن يأكله، فطبقًا لدراسة في المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، ذكرت أن البول الذي يُنتِجه الأشخاص الذين تناولوا وجبة ثقيلة من نبات الهليون غالبًا ما تشبه رائحة البول لديهم رائحة مادة الكبريت، وقد لا يستطيع البعض شمّ هذه الرائحة، وذلك بسبب غياب بعض الجينات المخصصة لذلك.
يقول الدكتور موفساجي: إن المتّهم هنا هو مادة الكبريت التي توجد بكثرة في نبات الهليون، إلا أن نبات الهليون ليس وحده هو من يُغيّر رائحة البول، فعلى سبيل المثال، الثوم أيضاً يحتوي على الكبريت، ومن الأطعمة الأخرى التي تغيّر الرائحة الحلبة، والقنَّبيط، والكاري. أما الوجبات الغنية بالبروتينات فإنها قد تسبب رائحة البول الكريهة وتجعلها مثل رائحة السمك أو رائحة شيء سيء.
3. شرب كميات كبيرة من القهوة
قد تتسبب القهوة بزيادة رائحة البول الكريهة ، إذ تحتوي حبوب القهوة على مركَّب يُسمّى الكافيول (Caffeol) الذي يخرج أثناء تحميص القهوة ليعطيها مذاقًا محبّبًا، وهو ما نسمّيه بنكهة القهوة (aroma)، إلا أن هذه المادة لا تذوب في الماء، وهذا يعني أنها تظل ثابتة التركيب داخل أجهزة الجسم، حتى تخرج في البول.
يقول الدكتور س. آدم رامن، استشاري المسالك في لوس أنجلوس بكالفورنيا: "إذا شربت كميات كافية من القهوة، وكنت بخيًلا في شرب الماء، يصبح جسدك أقل ترويةً، وتكون مادة الكافيول مركَّزة داخل الجسم، وهذا ما يجعل رائحة البول ورائحة الفم مثل رائحة القهوة". نُلخِّص الأمر بأنه إذا كان جسمك يعاني من الجفاف، وكنت تشرب الكثير من القهوة، ستصبح رائحة بولك مثل القهوة.
4. وجود عدوى بالبول يسبب رائحة البول الكريهة
يقول الدكتور موفساجي: عندما تحدث عدوى في البول، أو في أي موضع داخل الجهاز البولي، سواء كانت عدوى بالبول أو عدوى بالمثانة أو الكلية، فإن البكتريا تقوم بتفكيك بعض المواد في البول، مما يؤدي إلى تغير لون ورائحة البول. ستلاحظ حينها أن بولك قد تغيَّرَت رائحته إلى ما يشبه رائحة السمك أو الأمونيا.
في حالة وجود التهاب بولي عادة ما يتغير لونه إلى غائم أو مدمى أحيانًا، وبما أن الالتهاب سببه البكتيريا، فقد يصف طبيبك مضادًا حيويًا مناسبًا للقضاء عليها، وهذا سيخفف حتمًا من رائحة البول الكريهة، ولكنّك قد تشم رائحة مختلفة للبول نتيجة المضادات الحيوية، سرعان ما تزول في غضون أيام قليلة.
5. تناول علاج أو مكمل غذائي جديد
أي شخص يتناول المكمّلات الغذائية المتعددة الفيتامينات، ثم يجد بوله قد تغيّر إلى اللون الأصفر الفسفوري؛ فإن هذا في الحقيقة يُعزَى إلى وجود الفيتامينات "ب" داخل هذه المكمّلات. تحتوي بعض الفيتامينات والأدوية والمكملات الغذائية على بعض المكونات التي يمْكنها تغيير رائحة البول، وفي بعض الأحيان تغيير مظهره أيضًا، بالتالي التسبب بحدوث رائحة البول الكريهة
كذلك، فإن بعض المضادات الحيوية قد تُغيِّر من رائحة البول، لأنها تحتوي على مادة البنسيلين وهو المضاد الحيوي المستخلَص من نوع من الفطور الذي يمنح البول رائحة الفطر أو الخميرة، والتي تتبدد بعد الانتهاء من فترة تعاطي المضاد الحيوي.
6. القيام بحمية غذائية
هل جربْتَ القيام بحمية غذائية قليلة النشويات، أو الحمية الكيتونية (Keto diet)؟ عندما يكون لدى جسمك القليل من السكّريات والنشويات فإنه يبدأ في تفكيك الدهون والأحماض الدهنية لإنتاج الطاقة، والنتيجة هي إنتاج كميات كبيرة من الكيتونات (Ketones)، وهي نوع من المواد الحمضية التي يتم إنتاجها عن طريق الكبد، وعندما تَسْري هذه الكيتونات خلال أجهزة الجسم قد نلاحظ وجود رائحة سكّرية مميزة في البول، وتصبح رائحة هواء التنَفَس شبيه برائحة الفاكهة المتعفنة. لا تَبْعَث زيادة الكيتونات في الدم والبول على القلق، فليس لها علاقة بكيتونات مرض السكري التي تعتبر إحدى علامات الخطر التي تؤثّر على حياة المريض، لذا عليك استشارة الطبيب، وعمل تحليل بول عند شمّ مثل هذه الرائحة.
7. الإصابة بمرض السكري
إذا كنت تعاني من دخول متكرِّر للحمّام، وتبوّل كميات كبيرة من البول ذي الرائحة المميزة أو قريبة من رائحة الفاكهة، فربما يكون هناك ارتفاع في مستوى السكر لديك. في هذه الحالة، تكون أجسامنا غير قادرة على التعامل مع السكّريات، فتزيد مستويات السكر في الدم والبول، ما يعطيه هذه الرائحة السكرية المميزة، وهي من العلامات المعروفة لمرض السكري. هناك علامة أخرى مبكِّرة لمرض السكر وهي العطش الشديد، ووجود ضبابية في الرؤية، والإحساس بالتعب والإرهاق، وفي بعض الأحيان الصداع، في هذه الحالة استشر الطبيب مباشرة لفحص مستوى السكر بالدم.
8. وجود ناسور بالمثانة
بينما هو سبب نادر لتغيّر رائحة البول، فإن الناسور -كما هو معروف- هو وجود وصلة غير طبيعية بين المثانة والأمعاء، ويحدث هذا الناسور عادة نتيجة لمشكلة في أنسجة جدار كلا الجهازَين الهضمي والبولي، وعادة ما يكون بسبب التهاب ناتج عن أمراض مثل مرض كرون (Crohn’s)، أو عدوى في الجهاز الهضمي.
يترتب على هذا تغيّر رائحة البول إلى ما يُشْبه الكبريت، وقد تبدو أحيانًا مثل رائحة البراز مع وجود عدوى متكررة للمثانة، وإذا كنت تعاني من هذا فعليك استشارة الطبيب، وعمل بعض الفحوصات، وقد تحتاج إلى عملية جراحية لإغلاق الناسور.
9. حصيات الكلى قد تسبب رائحة البول الكريهة
حصيات الكلى هي ترسبات صلبة تَنتُج مِن وجود بعض المركّبات في البول، والتي تأخذ شكل بلورات وتلتصق ببعضها البعض لتكوِّن الحصيات. قد يكون الاحتياج المتكرر لدخول الحمام ووجود ألم وحرقة في البول علامةً لوجود حصوة بالكلى تحاول أن تَجِد طريقها خارج الجسم، ويمكنها أيضًا أن تسبب عدوى في البول. إذا كانت رائحة بولك منفِّرة، وتعاني من حمى وألم في أحد جانبيك أو كليهما، فيجب عليك استشارة الطبيب في أقرب فرصة لاستخراج الحصوة.
10. وجود عدوى منقولة جنسيًا
هناك بعض أمراض العدوى المنقولة جنسيًا التي تُسبب تغيُّرا في رائحة البول، كما يوضح الدكتور موفساجي، وتشمل هذه العدوى داء المُشَعَّرات (Trichomoniasis)، وعدوى الكلاميديا (Chlamydia)، ومرض السيلان (Gonorrhea). يحدث هذا التغير في الرائحة نتيجة قيام الجراثيم بإنتاج مادة الأمونيا التي يحاول الجسم التخلص منها عن طريق الجهاز البولي. يضيف الدكتور موفساجي أن نتانَة البول قد تكون دليلًا على وجود مرض داء المُشَعَّرات، خاصة مع غياب أي علامات مَرَضِيّة أخرى للعدوى لدى الرجال.
متى تلزم استشارة الطبيب لعلاج رائحة البول الكريهة؟
يقول الدكتور رامن: إن التغيّر البسيط في رائحة البول بشكل عام ليس سببًا يستحق زيارة الطبيب، إلا إذا كان مستمرًا لمدة طويلة، أو إذا كان يأتي مصاحبًا لأعراض أخرى، مثل تعكر البول، أو وجود دم به، أو مصاحبًا لحرقة وألم أثناء التبول، أو مع وجود ارتفاع حرارة أو رجفة بالجسد، فهذه العلامات تحتاج إلى أخذ موعد لاستشارة الطبيب، الذي قد يشير إلى وجود عدوى أو التهاب بالكلى.
كيف نتخلص من رائحة البول الكريهة ؟
عندما تواجه مشكلة رائحة البول الكريهة ، فقد تكون محرجة للغاية وتؤثر على الثقة بالنفس. تذكر دائمًا أن النظافة الشخصية والتغذية السليمة تلعبان دورًا مهمًا في التحكم في رائحة البول، وعدم التردد في زيارة الطبيب إذا استمرت المشكلة. إليك بعض النصائح والإرشادات للتغلب على هذه المشكلة:
- النظافة الشخصية: يجب تنظيف منطقة الجسم جيدًا بعد كل استخدام للحمام باستخدام الماء والصابون.
- تغيير الملابس: قم بتغيير الملابس الداخلية بانتظام، وتأكد من أنها نظيفة وجافة.
- تجنب المأكولات المحتوية على مواد مسببة لرائحة البول: تجنب تناول الأطعمة والمشروبات القوية مثل الكافيين والكرياتين والكبريت والأسبرجين.
- شرب الكثير من الماء: يساعد شرب كميات كافية من الماء في تخفيف تركيز البول وبالتالي تقليل رائحته.
- استخدام المنظفات المناسبة: استخدم المنظفات المعقمة خاصةً لتنظيف المراحيض والمناطق المحيطة بالحمام للحفاظ على النظافة الصحية.
- مراجعة الطبيب: في حال استمرار مشكلة رائحة البول الكريهة رغم اتباع الإرشادات، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود حالة صحية تحتاج إلى علاج.
في الختام، تظهر رائحة البول الكريهة كمؤشر على عدة عوامل صحية ونمط حياة. من الضروري فهم أسبابها وتبني الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة. ينبغي الحرص على النظافة الشخصية واتباع نظام غذائي متوازن، بالإضافة إلى البقاء متعافين ومتابعة أي حالات صحية معرَّضة للارتباط بهذه المشكلة. بالتالي، يمكن تحسين جودة الحياة والثقة بالنفس من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة للتحكم في رائحة البول الكريهة ومنع حدوثها مستقبلاً.
