صحــــتك

اسأل طبيبا ولا تسأل مجربا.. عن السمنة والرضاعة

أساطير طبية
"اسآل مجرّبْ ولا تسأل طبيبْ" مثل شعبي ربما سمعناه كثيرا، يتحدث عن الخبرة والممارسة باعتبارها مصدرا للمعرفة يقارب أو يفوق معرفة ودراسة الطبيب. أحيانا يكون هذا مفيداً بالفعل، وقد يكون للخبرة أصل علمي مثبت. لكن في أحيان أخرى لا يكون هذا صحيحا، وقد يترتب على عدم استشارة الطبيب أو البحث عن المعلومة الصحيحة ضرر بالغ.

في مقالين سابقين تناولنا بعض المعلومات الطبية وحقيقتها، وفي هذا المقال نواصل عرض بعض هذه المعلومات الشائعة عن التغذية والسمنة والرضاعة الطبيعية ورأي العلم فيها.
  • المعلومة: فقدان الوزن بسرعة كبيرة قد يرتبط بنتائج غير جيدة فيما يخص الوزن على المدى البعيد، بالمقارنة بفقدان الوزن بشكل بطيء وتدريجي، والذي يمكن الحفاظ عليه بشكل أفضل.
الحقيقة: أثبتت مراجعة الدراسات المختلفة أنه لا يوجد فارق على المدى البعيد بين فقدان الوزن بشكل بطيء (نظام حمية قليل السعرات)، وبين فقدانه بشكل سريع (من خلال نظام حمية قليل للغاية في عدد السعرات الحرارية). ربما يكون مدهشاً كذلك أن بعض التجارب التي تم إجراؤها لفقدان الوزن بينت أن فقدان الوزن بشكل سريع وكبير أدى إلى نتائج أفضل، ووزن أقل على المدى الطويل في نهاية فترة المتابعة.

لكن في المقابل فإن فقدان الوزن بشكل سريع وغير مدروس قد يؤدي إلي مشاكل صحية. لذا يجب عليك أن تتابع مع طبيبك نظام الحمية الذي تتبعه وعدد السعرات التي تتناولها حتى تتجنب أية متاعب.
  • المعلومة: ممارسة النشاط الجنسي تحرق بين 100 إلى 300 سعرة حرارية.

الحقيقة: هذا الرقم مبالغ فيه بشكل كبير. فالرجل البالغ من الوزن 70 كلغ يحرق قرابة 3.5 سعرة حرارية في الدقيقة أثناء فترة الاستثارة والجماع. هذا العدد من السعرات يساوي الكمية التي يتم حرقها من خلال المشي الحثيث بسرعة 2.5 كلم في الساعة. إذا أخذنا في الاعتبار أن النشاط الجنسي يستمر في المتوسط لمدة 6 دقائق، فإن هذا الشخص قد يحرق فقط ما يساوي 21 سعرة حرارية أثناء فترة الجماع، وربما أقل من ذلك.

  • المعلومة: إذا كانت الجينات الوراثية في العائلة تزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة، فلا مفر من ذلك.

الحقيقة: على الرغم من أن الجينات الوراثية تلعب دورا كبيرا، فإنها ليست نهاية المطاف، وليست قدرا لا مفر منه. أثبتت بعض الأبحاث أن التغييرات في البيئة ونمط الحياة يمكن أن تؤدي إلي نتائج لا تقل عن تناول الأدوية التي يتم استخدامها لفقدان الوزن. إذا تعرفت على هذه العوامل وتعاملت معها، يمكنك أن تحقق نتائج ممتازة في مجال فقدان الوزن.

  • المعلومة: ممارسة الرياضة أمر مفيد للصحة، بغض النظر عن وزن الجسم أو فقدان الوزن من عدمه.

الحقيقة: هذا صحيح. فممارسة الرياضة تخفف من الآثار الصحية السلبية للسمنة، حتى لو يتم فقدان الوزن، كما تساعد على الحفاظ على الوزن على المدى الطويل.

  • المعلومة: الرضاعة الطبيعية تحمي من خطر الإصابة بالسمنة.

الحقيقة: على الرغم من أن بعض التقارير أشارت إلى أن الأشخاص الذين تم إرضاعهم بشكل طبيعي لديهم احتمالات أقل للإصابة بالسمنة فيما بعد، فقد تبين فيما بعد أن هذه التقارير ليست دقيقة. في المقابل، فقد أثبتت بعض الدراسات التي شملت أكثر من 13000 طفل تمت متابعتهم لمدة تتجاوز 6 سنوات أنه لا يوجد دليل قاطع على وجود علاقة بين الرضاعة الطبيعية والسمنة. لكن على الرغم من هذه النتائج، يظل للرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد الأخرى للأم والطفل.

  • المعلومة: ممارسة عملية الإرضاع بشكل متكرر تؤدي إلى تقليل كمية اللبن وضعف إنتاجه من الثدي.

الحقيقة: أفضل إنتاج للبن الأم يحدث عندما يتم إرضاع الطفل حسب طلبه وحاجته. فاستجابة الجسم للهرمونات التي تدفع اللبن خارج الثدي تصبح أقوى في وجود إنتاج جيد من اللبن، وهو ما يحدث عندما ترضع الأم الطفل بناء على رغبته.

  • المعلومة: الرضّع يحصلون علي كل احتياجاتهم من لبن الأم خلال أول 5-10 دقائق من الرضاعة.

الحقيقة: هذا صحيح بالنسبة لأغلب الرضع الأكبر سنا إلى حد ما، لكنه ليس كذلك بالنسبة لحديثي الولادة الذين يحتاجون إلى وقت أطول للرضاعة نظراً لعدم قدرتهم على الرضاعة بكفاءة في هذه السن الصغيرة. هذه القدرة على الرضاعة تتعلق أيضا بكمية اللبن التي تخرج من ثدي الأم أثناء الرضاعة. ففي بعض الحالات يخرج اللبن من ثدي الأم علي شكل دفقات صغيرة عدة مرات أثناء الرضاعة. لذلك يبدو أن الحل هو أن تسمح الأم للطفل بالرضاعة حتى تظهر عليه علامات الشبع، كأن يترك الثدي بنفسه أو أن تسترخي يداه وذراعه من حول الثدي.

  • المعلومة: على الأم أن تنتظر لفترة بين مرات الرضاعة حتي يمتلئ الثدي باللبن من جديد.

الحقيقة: الواقع أن كل طفل وأم هما زوج متفرد. يحتوي الثدي على كمية من اللبن تتفاوت من أم لأخرى. كلما كان الثدي فارغا من اللبن، قام الجسم بتصنيع كمية جديدة لتحل محل الكمية التي تناولها الرضيع، والعكس صحيح. إذا انتظرت الأم طويلا حتى يمتلئ ثدياها باللبن كما تعتقد، فإن الرسالة التي يتلقاها الجسم هي أنه يقوم بتصنيع كمية أكبر من اللازم، وبالتالي يقلل من الكمية التي يجب أن يقوم بإنتاجها.

  • المعلومة: اللبأ Colostrum أو اللبن الأول الذي يتم إنتاجه بعد الولادة ضار للطفل الوليد.

الحقيقة: هذا اللبن مفيد للغاية لصحة الرضيع، فهو يحتوي على العديد من العناصر الغذائية ويساعد على تقوية مناعة الطفل ونمو الجهاز الهضمي لديه.

  • المعلومة: الرضاعة الطبيعية تساعد على حماية الأطفال من الإصابة بالأنواع المختلفة من الحساسية.

الحقيقة: هذا صحيح. فالرضاعة الطبيعية وحدها حتى سن 4 شهور تساعد علي الحماية من الحساسية في العائلات التي تحمل استعدادا وراثيا له، وكذلك في العائلات التي لا تحمل استعدادا وراثيا. لتجنب حدوث حساسية تجاه بعض أنواع الطعام في المستقبل، يفضل أن يتم إدخال أطعمة مكملة آمنة وذات فائدة غذائية في عمر 4 شهور مع استمرار الرضاعة الطبيعية لمدة شهرين على الأقل.

  • المعلومة: الرضاعة الطبيعية لها تأثير إيجابي على مناعة الرضيع.

الحقيقة: هذه المعلومة أيضا صحيحة. فالرضاعة الطبيعية لها تأثير إيجابي علي تطور جهاز المناعة لدى الطفل، فلبن الأم يحتوي على العديد من الخلايا المناعية والمواد الكيميائية وعوامل النمو والعناصر الأخرى التي تؤثر إيجابيا على مناعة الطفل.

اقرأ أيضاً:
أساطير طبية.. هل هي صحيحة؟ (1)
تسع أساطير طبية شائعة حول السمنة.. هل هي صحيحة؟
9 أساطير طبية عن الحمل والولادة

المصادر:
Food allergy: separating the sciencefrom the mythology
Myths, Presumptions, and Facts about Obesity
What are some common breastfeeding myths

آخر تعديل بتاريخ
20 يونيو 2017
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.