قبل عامين أصابتني حالة من القلق والحزن بدون سبب، واستمرت يوماً، بعدها فقدت شعوري بذاتي، فقدت كل مشاعري، أحس بأنني آلة، رأسي فارغ، لا أشعر بكياني. ذهبت إلى عدة أطباء، وشخصوا حالتي باكتئاب، وتناولت العديد من الأدويه ( بيرلكس، زولفت، سيبرلكس، سيتابرام، فالدوكسان) ولم يظهر أي تحسن. والآن ذهبت إلى طبيب آخر، فشخص الحالة على أنها قلق عصابي. ووصف لي ثلاثة أدوية (فاكسور، ريسفارم، زانكس). متى سوف أشعر بتحسن؟ فقدت رغبتي بالحياة، هل يمكن الشفاء من هذه الحالة؟ أحس بأنها مستعصية وهل الدواء سيفيدني؟ وشكراً لكم
تحية طيبة وبعد.. نعم..اطمئن لعلاج قلقك واكتئابك؛ فما حدث معك يعرف علمياً "باختلال الأنيّة" وفيها يشعر الشخص بأنه لا يتمكن من التعرف ولا التواصل مع مشاعره ونفسه ومكان وجوده وغيرها من المشاعر التي تحوم حول هذا التواصل، وأحياناً تكون تلك المشاعر تجاه المكان من حولنا.
حقيقة ما تعانيه وراء تلك اللحظات -اختلال الأنية- هو ما يعرف علمياً أيضاً "بخلطة القلق والاكتئاب"، وكلاهما، يا ولدي، معروف لكثرة انتشارهما عند البشر، وعلاجهما صار يسيراً، ويحقق نسبة جيدة جداً من التحسن، ولكن لا أميل للعلاج الدوائي فقط، فرغم ما يأخذه الوصول للأدوية والجرعة المناسبة لكل شخص تكون بحسب درجة معاناته، ولكن أفضل أن يكتمل العلاج بجلسات نفسية وعلاج للأفكار وتدريبات سلوكية حتى تتمكن بصدق من العلاج الأعمق والذي لا يتوقف عند تناول الدواء فقط. فلتطمئن ولتستعن بالله، ولتسأل عمن يقدم هذا العلاج المتكامل.. وستجد فرقاً كبيراً، بإذن الله.