10 فبراير 2017
حزن واكتئاب وعزلة
السلام عليكم، عمر٢١ سنة، أعاني منذ ما يقرب من سنة ونصف من حالة حزن أشبه باكتئاب، وازدادت الفترة الأخيرة بشكل مرعب وملاحظ ممن حولي، أشعر دائماً بالوحدة رغم أني لا أفضل أن يقترب من حياتي أحد وأضع دائماً الحواجز، أبكي من كلمة "مالك"، أبسط الأشياء تبكيني، بعيدة عن أهلي للدراسة قرابة الأربع سنوات، وهذا أيضاً أصبح مؤخراً يمثل لي حزناً وكآبة، لا أجد شيئاً يسعدني أصبحت كل الأشياء "عادية"، كتومة ولا أتحدث عما يحزنني أبداً، هناك بعض الأمور في حياتي معلقة ولا أجد لها حلاً ولا سبيل سوى التجاهل لكنها تشغل تفكيري دوماً وتتعبني، ماذا بي؟! أمصابة باكتئاب؟
هوني على نفسك يا ابنتي؛
إن كنت تسألين عن إصابتك بالاكتئاب؛ فأقول لكي نعم؛ فحين تصبح الحياة في داخل الإنسان ليس لها طعم؛ وما كان يفرحنا لم يعد يفرحنا، وما كان يؤلمنا لم يعد يؤلمنا، وحين تتبدل مشاعرنا نحو أنفسنا، والحياة، ومن حولنا عما كان، وحين نتأثر بأمور لا تستدعي كل هذا التأثر، وحين نركن للوحدة، ونعتزل البشر بتعمد، نكون مكتئبين بدرجة من درجات الاكتئاب depression يحددها المعالج عبر التواصل المباشر مع الشخص المكتئب.
وقد يكون الاكتئاب مقرونا بدرجة من درجات القلق، ولكن ليس كل هذا هو حقيقة المشكلة، بل هو من أعراضها؛ فطريقة تعاملك مع ألمك، وطريقة تفكيرك في حل المواقف التي لم تحل هي حقيقة المشكلة التي أدت لاكتئابك؛ فلا تجعلي كل اهتمامك ينصب على اكتئابك، ولكن ابدئي البداية الصحيحة، والبداية ستكون عكس ما عودتي نفسك عليه طوال السنوات السابقة.
- ابدئي بالاقتراب من مساحات ألمك، وكفي عن خوفك من التألم؛ فخوفك من التألم يجعل الألم يلتهمك، ويعطلك حتى وإن خفى عن ساحة نظرك القريبة؛ وها أنت تشهدين بنفسك أنه كلما تخيلت أن قفزك من فوق مشاكلك سيريحك، وهروبك سيحلها؛ اكتشفت أنها مجرد وسائل لتأجيل المشكلات غير المحلولة، وتأجيلها يسمنها؛ فتأكلك.
- ابدئي الآن بالكف عن أذى نفسك دون أن تدري حين تقطعين وسائل المساعدة الرحيمة؛ فوسائل المساعدة الشافية في وجود علاقات حقيقية لديك بالبشر؛ فيها تطمئنين على نفسك حين تفصحين عما يؤلمك، أو يخيفك؛ ولا تحملين فيها هم الحكم عليك، أو استخدامه معك، أو ضدك، وكذلك في القرب بدرجات ممن حولك بلا فواصل تصد كل من يحاول أن يقترب، مع الاحتفاظ بحدودك آمنة من أي اختراق، أو استغلال، أو ابتزاز من أي شخص.
- التخلي رويدا رويدا عن عدوك اللدود الذي اتخذتيه صديقا أيضا دون أن تدري، واستدفأت فيه منذ سنوات، وسنوات وهو "الإحساس بالذنب"؛ فستلاحظين في لحظات صدقك أنه يرافقك في حياتك، وهو رفيقك الآن في اكتئابك، وهو أبشع رفيق يمكن مرافقته في تلك الحياة؛ فمهما حدث منك من أخطاء، أو ضعف، أو فشل فمهم ألا تغرقي في الإحساس بالذنب؛ ﻷنه يأكل "الروح"، ويأكل "الحياة" بداخلنا، فلا يسمح لنا بحل مشكلاتنا، ولا يتيح لنا أن نحتفظ بالحياة بداخلنا لنكمل مسيرة الحياة؛ فهو معطل، ومحزن، ويكون حاضرا دوما مع الاكتئاب، والقلق، والوساوس، والانتحار... إلخ؛ فلتتخلصي منه بلا رجعة، ولتسمحي لنفسك أن تتعلمي مما سبق بكل ألمه، وفشله، وضعفه؛ لتتمكني من إكمال المسير بشجاعة.
- إن وجدت أن هذا يصعب عليك وحدك فلتلجئي للتواصل مع متخصص يساعدك، ويضع معك خطة علاجية متكاملة في حدود طاقتك، وقدراتك، هيا ابدئي.
اقرأي أيضا:
متلازمة القلب المنكسر.. الوقاية والعلاج
العقلانية وكتم المشاعر.. الانفصال عن الذات
كيف تكتسب المرونة في مواجهة مشاق الحياة؟
7 نصائح للتعافي من مرارة فقد الأحبة
فقد الأحبة ألم متجدد.. خطوات التعافي
إن كنت تسألين عن إصابتك بالاكتئاب؛ فأقول لكي نعم؛ فحين تصبح الحياة في داخل الإنسان ليس لها طعم؛ وما كان يفرحنا لم يعد يفرحنا، وما كان يؤلمنا لم يعد يؤلمنا، وحين تتبدل مشاعرنا نحو أنفسنا، والحياة، ومن حولنا عما كان، وحين نتأثر بأمور لا تستدعي كل هذا التأثر، وحين نركن للوحدة، ونعتزل البشر بتعمد، نكون مكتئبين بدرجة من درجات الاكتئاب depression يحددها المعالج عبر التواصل المباشر مع الشخص المكتئب.
وقد يكون الاكتئاب مقرونا بدرجة من درجات القلق، ولكن ليس كل هذا هو حقيقة المشكلة، بل هو من أعراضها؛ فطريقة تعاملك مع ألمك، وطريقة تفكيرك في حل المواقف التي لم تحل هي حقيقة المشكلة التي أدت لاكتئابك؛ فلا تجعلي كل اهتمامك ينصب على اكتئابك، ولكن ابدئي البداية الصحيحة، والبداية ستكون عكس ما عودتي نفسك عليه طوال السنوات السابقة.
- ابدئي بالاقتراب من مساحات ألمك، وكفي عن خوفك من التألم؛ فخوفك من التألم يجعل الألم يلتهمك، ويعطلك حتى وإن خفى عن ساحة نظرك القريبة؛ وها أنت تشهدين بنفسك أنه كلما تخيلت أن قفزك من فوق مشاكلك سيريحك، وهروبك سيحلها؛ اكتشفت أنها مجرد وسائل لتأجيل المشكلات غير المحلولة، وتأجيلها يسمنها؛ فتأكلك.
- ابدئي الآن بالكف عن أذى نفسك دون أن تدري حين تقطعين وسائل المساعدة الرحيمة؛ فوسائل المساعدة الشافية في وجود علاقات حقيقية لديك بالبشر؛ فيها تطمئنين على نفسك حين تفصحين عما يؤلمك، أو يخيفك؛ ولا تحملين فيها هم الحكم عليك، أو استخدامه معك، أو ضدك، وكذلك في القرب بدرجات ممن حولك بلا فواصل تصد كل من يحاول أن يقترب، مع الاحتفاظ بحدودك آمنة من أي اختراق، أو استغلال، أو ابتزاز من أي شخص.
- التخلي رويدا رويدا عن عدوك اللدود الذي اتخذتيه صديقا أيضا دون أن تدري، واستدفأت فيه منذ سنوات، وسنوات وهو "الإحساس بالذنب"؛ فستلاحظين في لحظات صدقك أنه يرافقك في حياتك، وهو رفيقك الآن في اكتئابك، وهو أبشع رفيق يمكن مرافقته في تلك الحياة؛ فمهما حدث منك من أخطاء، أو ضعف، أو فشل فمهم ألا تغرقي في الإحساس بالذنب؛ ﻷنه يأكل "الروح"، ويأكل "الحياة" بداخلنا، فلا يسمح لنا بحل مشكلاتنا، ولا يتيح لنا أن نحتفظ بالحياة بداخلنا لنكمل مسيرة الحياة؛ فهو معطل، ومحزن، ويكون حاضرا دوما مع الاكتئاب، والقلق، والوساوس، والانتحار... إلخ؛ فلتتخلصي منه بلا رجعة، ولتسمحي لنفسك أن تتعلمي مما سبق بكل ألمه، وفشله، وضعفه؛ لتتمكني من إكمال المسير بشجاعة.
- إن وجدت أن هذا يصعب عليك وحدك فلتلجئي للتواصل مع متخصص يساعدك، ويضع معك خطة علاجية متكاملة في حدود طاقتك، وقدراتك، هيا ابدئي.
اقرأي أيضا:
متلازمة القلب المنكسر.. الوقاية والعلاج
العقلانية وكتم المشاعر.. الانفصال عن الذات
كيف تكتسب المرونة في مواجهة مشاق الحياة؟
7 نصائح للتعافي من مرارة فقد الأحبة
فقد الأحبة ألم متجدد.. خطوات التعافي