05 أبريل 2017
أكره أمي لأنها تحرمني من احتياجاتي
أنا بكره أمي لأنها ما بتحبني، بكره عيلتي لانهم ما أعطوني الاهتمام اللي بدي ياه، مش الاهتمام انهم يلبسوني أحسن لبس ولا أحسن ألعاب، أنا نفسي أحس مثلا ان امي بتخاف علي او بتشتاقلي لما اغيب عن البيت، اذا أخويا الأكبر مني مرض بتخاف عليه، وبتجيبله دواء أما أنا لأ، دا انا عملت عمليه وحتى ما جت نامت معي بالمستشفى، بعتت اختي تنام معي، صرت اتعمد اغيب عن البيت فترات طويله، وبتعمد ما اروح على اجتماعات العائلة بس علشان احس ان فيه حد مفتقدني بس لأ خالص، لو سمحت متقوليش روحي اخصائي نفسي لاني طالبه، وباخد مصروفي من أهلي، ومش حقدر اواجههم بمشاكلي
أهلا وسهلا بك يا صديقتي، لن أقول لك اذهبي إلى اختصاصي نفسي، ولكن سأقول لك أموراً تحتاج منك نضوجاً، وإرادة، وقدرة على الاستيعاب كان سيوفرها لك المختص النفسي بمساعدته، لذا عليك أن تستوعبي، وتصدقي ما سأقترحه عليك بترتيب أقصده:
- أسوأ ما تفعلينه في نفسك، ويؤلمك ألما شديدا هي تلك الاختبارات التي تسقط فيها أمك بجدارة، أو أهلك؛ فتكرار إحساسك بعدم اهتمامها يحول ألمك من ألم حقيقي؛ إلى معاناة مزمنة تقعدك عن إكمال مسيرة حياتك بطاقة، وفرح، واكتشاف لمهاراتك المختلفة؛ فالمعاناة تتعملق داخل النفس، وتتمدد في كل مساحتها؛ لتقيد كل شيء؛ فتقيد البراح الداخلي، وتقيد الاستقبال الطبيعي للأحداث، والحياة، وتقيد الحق في الفرحة، والحياة، والحب، والهوايات، الخ.. فلتتوقفي عن تلك الاختبارات اللعينة.
- احتياجك للاهتمام، واحتياجك للحب، واحتياجك للونس، والحضن هي حقوق أصيلة لك، ولكل البشر، ومنهم أمك نفسها، ولكن نظرا لعدم وجود وعي نفسي، أو وعي تربوي، أو لظروف الأم نفسها سابقا في حياتها، وكذلك الأب؛ فإن كثير من الآباء ينكرون حتى على أنفسهما تلك الاحتياجات، أو يسخرون منها، أو غير ذلك من الاختيارات غير الصحية، ببساطة؛ ﻷنها لم تُخَاطب بداخلهما قبل ذلك، ولم يحصلا عليها دون شروط، أو دفع ثمن للحصول عليها، أو لعدم حصولهما عليها من الأساس من أهلهما؛ لذا من قمة النضوج النفسي أن تتعرفي على احتياجاتك، وتطلبينها؛ ﻷنها حقوقك، والحقوق لا تنتظر هبة من السماء، ولن يمنحها أحد لك، ولكن ستحصلين عليها حين تطلبينها، وطلبها هذا لا يعني تسولها، ولكن تطلبينها؛ ﻷنها حقك، وﻷن والدتك لم تفهم أنك تحتاجينها منها نظراً لما قلته لك سابقا في ما يخص حياتها هي قبل الزواج أصلا، والتي قد يكون فيها تفضيل للابن على الابنة مثلا، ومهما قمت بمحاولات سطحية، أو غير مباشرة لن تصلي لشيء؛ إلا بالمطالبة المباشرة، وأعلم صعوبة ذلك، ولكنني أعلم كذلك أن من أخذ حقه نجا، ولا تنسي أن احتياجاتك هي نفسها احتياجاتها، ولكنك بطلبك ستكونين أشجع، وتتمكنين من وعي أمك حتى تلك اللحظة لا تملكه.
- افعلي ذلك من دون "نوح"، أو وأنت تعتصرين ألما؛ فكلما وجدت ذلك يغلبك لا تفعلي؛ فهما حجرا الأساس للمعاناة التي حدثتك عنها؛ فالألم غير المعاناة.. وبالتدريب ستتمكنين.
- افعلي ذلك دون مزيد من الاختبارات؛ فلتحتضنيها فقط؛ ﻷنك تحتاجين ذلك، دون التفكير في هل ستقبل؟ هل ستشعرين بالراحة أم بغصة الألم؟ هل تشعر هي بالراحة؟ كل هذا سيحول بين أخذك لاحتياجك بصدق وسيحول بين توصيل احتياجك الفعلي لها.
- اسمحي لنفسك أن تتعرضي لمساحات أخرى في حياتك كالهوايات، والصداقات، والعمل التطوعي، والقراءة، والتدريبات، والورش التدريبة، الخ؛ وستجدين مساحات أخرى في الحياة تستحق الاهتمام، وتكتشفين نفسك، ويخف ثقل ظل المعاناة؛ فتتحررين، وترى أمك فيك ما لا تراه الآن، وستجدين عجباً.. هيا ابدئي، وتابعينا.
اقرأي أيضا:
احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص
عن الاحتياج للحضن
نفسك الحقيقية ونفسك المزيفة
احتياجات الطفل.. الطريق إلى السواء النفسي
استشارات ذات صلة:
الفشل في تكوين علاقات.. الحل علاقة شافية
حرمان في الطفولة.. أنت الآن مسؤولة