24 مايو 2018
كيف يمكن مساعدة الوالد مريض البارانويا؟
والدي مريض بارانويا (جنون العظمة)... ماذا أفعل؟ وبأي طريقة يجب أن نتعامل معه؟ هذا المرض عن جينات وراثية لدينا في العائلة.
أهلاً وسهلاً بك يا ريم؛
شفاه الله وعافاه يا ابنتي،
سأتصور أنك تتحدثين عن إصابة والدك الكريم بالبارانويا (جنون العظمة) من خلال تشخيص واضح مؤكد من طبيب ماهر جلس مع والدك فترة مناسبة حتى تأكد له أنه يعاني من هذا الاضطراب النفسي والعقلي، فلا يكفي أبداً أن نقرأ، أو نسمع عن بعض الأعراض، ونتصور مرضاً كهذا "بالحكي" فقط، أو تركيب تصرفات تشبه تصرفات لشخص مريض بهذا المرض من العائلة هكذا.
اقــرأ أيضاً
وعلى هذا الأساس أقول لك إن مريض البارانويا مريض يتمحور حول الشك في نوايا الآخرين تجاهه، فبالدرجة الأولى فيها يشك في صدق نية من يتعامل معه، ويشك هل يحبه فعلاً أم لا، وهل يصدقه الحديث أم لا، وهل يقترح عليه تلك الأمور فعلاً لمصلحته أم لا، ويظل يعاني تلك المشاعر المؤذية المنغصة عليه في داخله بدون أن يبوح بها، فهو في تلك الدرجة يعاني وحده، وقلما تحدث مشكلات، ولكنه يعاني.
والدرجة التي تليها تكون متمحورة حول الشك أيضا، ولكن فيها يبدأ المريض في البوح بشكوكه، ويشك حتى في أقرب الناس له حتى لو كان زوجاً، أو ابناً، أو جاراً، أو زميل عمل، وهنا يعاني الشخص جداً من شكوكه التي تحتل عقله وتؤلمه، ويعاني معه من حوله؛ فتبدأ المشكلات في الظهور في مساحات مختلفة، ودوائر مختلفة.
اقــرأ أيضاً
حتى يصل لأقصى الدرجات - حين لا يطلب المساعدة المتخصصة - فلم يعد هنا يشك أساساً في من حوله، ولكنه يصدق تماماً شكوكه، ويتصرف على أساس هذا التصديق، وبمرور الوقت بدون علاج يبدأ في مرحلة الهلوسات والضلالات بأنواعها المختلفة كأن يسمع أصواتاً، أو همسا وحده، أو يرى أشخاصاً وصوراً وحده، ويحدثها أو يشمها... إلخ، وهنا نفرق بين نوعين من الضلالات بشكل كبير، فنجد ضلالات تتمحور حول التآمر عليه، والاتفاق للإيقاع به بكل أشكال الهلوسات، أو ضلالات العظمة التي فيها يصدق أنه شخص عظيم جداً، يستحق التعامل بطريقة معينة، والحديث معه بشكل وبروتوكلات، كأن يتخيل أنه رئيس دولة أو نبي أو أحياناً الله سبحانه ذاته، ولكل درجات شدة.
والحقيقة أنه مرض نفسي وعضوي ليس سهلاً، ويحتاج لثلاثة أمور في غاية الأهمية:
- أولها على الإطلاق
المتابعة المتخصصة الدائمة مع المعالج الذي سيحدد العلاج الدوائي؛ لأنه لن يتحسن من دونه أبداً؛ فالمرض فيه جزء عضوي، ولا بد من التأكد من أنه يأخذ الدواء، وسيفرق ذلك كثيراً جداً.
اقــرأ أيضاً
- الثاني
جلسات نفسية متخصصة تساعده على التواصل الأفضل مع نفسه، ومع من حوله.
- الثالثة
هو التدرب على التعامل معه بطرق يدربكم عليها طبيبه بحسب ما سيجده؛ تتعلق بتفادي التصرفات، أو الأفعال التي تثير ضلالاته، وقبول مرضه بشكل مختلف، والتواصل معه بطريقة تقلل من نوبات وقوعه في حالات غضب، أو استثارة عالية.
وأتمنى أن يكون هذا التشخيص من طبيب، وأن تجدوا طريقة مبدعة ليتواصل مع طبيب، ليحصل على العلاج المناسب، والتعرف عن قرب على تفاصيل التعامل معه بشكل أكثر سلاسة، ولو لا قدر الله لم تتمكنوا من إقناعه بالذهاب إلى الطبيب؛ فهناك طرق تستخدمها المستشفيات بعد إذن وإقرار من أهل المريض بدخوله المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر قليلاً؛ يخرج بعدها في حال أفضل كثيراً، ليبدأ رحلة العلاج.
دمتم بخير.
شفاه الله وعافاه يا ابنتي،
سأتصور أنك تتحدثين عن إصابة والدك الكريم بالبارانويا (جنون العظمة) من خلال تشخيص واضح مؤكد من طبيب ماهر جلس مع والدك فترة مناسبة حتى تأكد له أنه يعاني من هذا الاضطراب النفسي والعقلي، فلا يكفي أبداً أن نقرأ، أو نسمع عن بعض الأعراض، ونتصور مرضاً كهذا "بالحكي" فقط، أو تركيب تصرفات تشبه تصرفات لشخص مريض بهذا المرض من العائلة هكذا.
وعلى هذا الأساس أقول لك إن مريض البارانويا مريض يتمحور حول الشك في نوايا الآخرين تجاهه، فبالدرجة الأولى فيها يشك في صدق نية من يتعامل معه، ويشك هل يحبه فعلاً أم لا، وهل يصدقه الحديث أم لا، وهل يقترح عليه تلك الأمور فعلاً لمصلحته أم لا، ويظل يعاني تلك المشاعر المؤذية المنغصة عليه في داخله بدون أن يبوح بها، فهو في تلك الدرجة يعاني وحده، وقلما تحدث مشكلات، ولكنه يعاني.
والدرجة التي تليها تكون متمحورة حول الشك أيضا، ولكن فيها يبدأ المريض في البوح بشكوكه، ويشك حتى في أقرب الناس له حتى لو كان زوجاً، أو ابناً، أو جاراً، أو زميل عمل، وهنا يعاني الشخص جداً من شكوكه التي تحتل عقله وتؤلمه، ويعاني معه من حوله؛ فتبدأ المشكلات في الظهور في مساحات مختلفة، ودوائر مختلفة.
حتى يصل لأقصى الدرجات - حين لا يطلب المساعدة المتخصصة - فلم يعد هنا يشك أساساً في من حوله، ولكنه يصدق تماماً شكوكه، ويتصرف على أساس هذا التصديق، وبمرور الوقت بدون علاج يبدأ في مرحلة الهلوسات والضلالات بأنواعها المختلفة كأن يسمع أصواتاً، أو همسا وحده، أو يرى أشخاصاً وصوراً وحده، ويحدثها أو يشمها... إلخ، وهنا نفرق بين نوعين من الضلالات بشكل كبير، فنجد ضلالات تتمحور حول التآمر عليه، والاتفاق للإيقاع به بكل أشكال الهلوسات، أو ضلالات العظمة التي فيها يصدق أنه شخص عظيم جداً، يستحق التعامل بطريقة معينة، والحديث معه بشكل وبروتوكلات، كأن يتخيل أنه رئيس دولة أو نبي أو أحياناً الله سبحانه ذاته، ولكل درجات شدة.
والحقيقة أنه مرض نفسي وعضوي ليس سهلاً، ويحتاج لثلاثة أمور في غاية الأهمية:
- أولها على الإطلاق
المتابعة المتخصصة الدائمة مع المعالج الذي سيحدد العلاج الدوائي؛ لأنه لن يتحسن من دونه أبداً؛ فالمرض فيه جزء عضوي، ولا بد من التأكد من أنه يأخذ الدواء، وسيفرق ذلك كثيراً جداً.
- الثاني
جلسات نفسية متخصصة تساعده على التواصل الأفضل مع نفسه، ومع من حوله.
- الثالثة
هو التدرب على التعامل معه بطرق يدربكم عليها طبيبه بحسب ما سيجده؛ تتعلق بتفادي التصرفات، أو الأفعال التي تثير ضلالاته، وقبول مرضه بشكل مختلف، والتواصل معه بطريقة تقلل من نوبات وقوعه في حالات غضب، أو استثارة عالية.
وأتمنى أن يكون هذا التشخيص من طبيب، وأن تجدوا طريقة مبدعة ليتواصل مع طبيب، ليحصل على العلاج المناسب، والتعرف عن قرب على تفاصيل التعامل معه بشكل أكثر سلاسة، ولو لا قدر الله لم تتمكنوا من إقناعه بالذهاب إلى الطبيب؛ فهناك طرق تستخدمها المستشفيات بعد إذن وإقرار من أهل المريض بدخوله المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر قليلاً؛ يخرج بعدها في حال أفضل كثيراً، ليبدأ رحلة العلاج.
دمتم بخير.