08 مارس 2017
أفتقد زوجي السجين.. كيف نتعامل مع الألم؟
زوجي الذي أضاء روحي، وغير من حياتي منذ أن عرفته، ولكن لظروف قهرية وظلم هو الآن في السجن، فكيف ننجو أنا وهو من اكتئاب البعد والافتقاد، وخاصة إن ربنا رزقنا من البركة والمودة الكثير إذا وجدت العلاقة الحقيقية، لكن للظروف ابتعدت عنه. ماذا نفعل؟ شكرا لك وأتمنى المساعدة
أهلا بك يا صديقتي؛
أشعر بمعاناتك أنت وزوجك، ورغم مشاعر الألم، ومشاعر الفقد، ومشاعر الظلم الموجعة؛ إلا أنني بصدق شديد من خلال خبرتي وجدت أن من تعرض للألم، وتدرب على قبول حدوثه دون استسلام له ودون رفض لوجوده، يتمكن فعلا من تجاوز وقوعه في المعاناة التي تحول الحياة لجحيم لا يطاق، وتحول أي شعور بالبهجة لإحساس بالخيانة تجاه الشريك، وتحول الحياة الكبيرة لثقب إبرة خانق.
لقد خلق لنا الله سبحانه ما يمكن وصفه بـآليات دفاع عن جهازنا النفسي حين يتعرض لألم شديد، أو صدمة نفسية، أو ضغط نفسي كبير:
- منا من ينكر الحدث.
- منا من يعقلن الحدث جدا ليتفادى أي مشاعر.
- منا من يؤجل استيعاب الحدث الذي قد يصل لشهور وسنوات.
- منا من يستخدم آلية تعرف بالتسامي، وفيها يتحول ألم الإنسان، أو غضبه لطاقة عطاء بدلا من طاقة حقد، ونوح، ويحول مشاعره المتصارعة لطاقة مساندة لغيره؛ فيتمكن بمرور الوقت من الوصول للقبول الذي قصدته دون تكيف عاجز، أو استسلام مميت.
فلتحولي طاقة ألمك وفقدك لعمل فيه مساندة، وعطاء، وتذكري أن موتك الداخلي لن يقدم له، أو لكل من حولك إلا الموت، وإن عشت من الخارج؛ فلتسمحي لنفسك بالحياة من الداخل، ولتبعثي في زوجك الحياة ببهجة لقائك، وقصصك عن العطاء، وانتظاره بشوق، الخ.
لا أخفي عنك كذلك مما تعلمته في هذه الحياة؛ أن الإنسان يحتاج أن يختبر اختياراته لينضج، ويعيد ترتيب أوراقه حتى مع وجود الألم والفقد؛ فاعتقاله الظالم والقهري هذا، هو بصورة ما يعبر عن اختياره يا صديقتي؛ فليخُض اختياره بكل تفاصيله حتى يتمكن من تحقيق وجوده وحقيقة مسؤوليته عن نوعية وجوده في تلك الحياة؛ فالحياة بداخلنا لا خارجنا.
أسأل الله أن يعينك على استيعاب عمق ما قلته لك، وأتمنى أن تزول محنة زوجك وأن تجتمعي به في أقرب وقت، بخير وسعادة.
دمتما بخير.
اقرأي أيضا:
الحزن الطويل.. تغلب على حزنك (ملف)
7 نصائح للتعافي من مرارة فقد الأحبة
كرب مابعد الصدمة يهدد الأحبة
فقدان الأب .. ومراحل التعافي من صدمة الفقد
3 خطوات تقيك من الحزن الطويل
أشعر بمعاناتك أنت وزوجك، ورغم مشاعر الألم، ومشاعر الفقد، ومشاعر الظلم الموجعة؛ إلا أنني بصدق شديد من خلال خبرتي وجدت أن من تعرض للألم، وتدرب على قبول حدوثه دون استسلام له ودون رفض لوجوده، يتمكن فعلا من تجاوز وقوعه في المعاناة التي تحول الحياة لجحيم لا يطاق، وتحول أي شعور بالبهجة لإحساس بالخيانة تجاه الشريك، وتحول الحياة الكبيرة لثقب إبرة خانق.
لقد خلق لنا الله سبحانه ما يمكن وصفه بـآليات دفاع عن جهازنا النفسي حين يتعرض لألم شديد، أو صدمة نفسية، أو ضغط نفسي كبير:
- منا من ينكر الحدث.
- منا من يعقلن الحدث جدا ليتفادى أي مشاعر.
- منا من يؤجل استيعاب الحدث الذي قد يصل لشهور وسنوات.
- منا من يستخدم آلية تعرف بالتسامي، وفيها يتحول ألم الإنسان، أو غضبه لطاقة عطاء بدلا من طاقة حقد، ونوح، ويحول مشاعره المتصارعة لطاقة مساندة لغيره؛ فيتمكن بمرور الوقت من الوصول للقبول الذي قصدته دون تكيف عاجز، أو استسلام مميت.
فلتحولي طاقة ألمك وفقدك لعمل فيه مساندة، وعطاء، وتذكري أن موتك الداخلي لن يقدم له، أو لكل من حولك إلا الموت، وإن عشت من الخارج؛ فلتسمحي لنفسك بالحياة من الداخل، ولتبعثي في زوجك الحياة ببهجة لقائك، وقصصك عن العطاء، وانتظاره بشوق، الخ.
لا أخفي عنك كذلك مما تعلمته في هذه الحياة؛ أن الإنسان يحتاج أن يختبر اختياراته لينضج، ويعيد ترتيب أوراقه حتى مع وجود الألم والفقد؛ فاعتقاله الظالم والقهري هذا، هو بصورة ما يعبر عن اختياره يا صديقتي؛ فليخُض اختياره بكل تفاصيله حتى يتمكن من تحقيق وجوده وحقيقة مسؤوليته عن نوعية وجوده في تلك الحياة؛ فالحياة بداخلنا لا خارجنا.
أسأل الله أن يعينك على استيعاب عمق ما قلته لك، وأتمنى أن تزول محنة زوجك وأن تجتمعي به في أقرب وقت، بخير وسعادة.
دمتما بخير.
اقرأي أيضا:
الحزن الطويل.. تغلب على حزنك (ملف)
7 نصائح للتعافي من مرارة فقد الأحبة
كرب مابعد الصدمة يهدد الأحبة
فقدان الأب .. ومراحل التعافي من صدمة الفقد
3 خطوات تقيك من الحزن الطويل