29 يونيو 2019
والدتي تغيرت وتصطنع المشاكل ونحن نعاني
سلام عليكم دكتور، والدتي حساسة بشكل مبالغ فيه، والأمر تطور منذ ٤ سنوات بدأت تأخذ كل كلمة وتفسرها على مزاجها، وتربط كلاما حديثا بكلام وأحداث قديمة وحديثة، وكل ده في دماغها، أنا حاسة إنها عايشة في أوهام، وبتحكيلي بحس إني مصدقة بس عقلي مش قادر يعقل الكلام، وطريقة ربط الأحداث، حالياً أصبحت بتفتعل المشاكل مع قرايبنا بناء على تصوراتها اللس هس عاملاها دى، ولسه آخرها مشكلة كبيرة جداً مع عمتس إمبارح، والنهاردة مبتكلمش حد مننا إلا كلام بسيط، وقاعدة تتكلم مع نفسها وهس بتشتغل فس البيت، مش عارفة أقدر أساعدها إزاي، أنا حزينة عليها فعلاً.. احنا وضعناصعب جداً
أهلا وسهلا بك يا فاطمة؛
قبل أن أرد على تساؤلاتك، أود أن أحييك على اهتمامك الحقيقي بوالدتك، وحرصك على الاطمئنان عليها.
والحقيقة يا ابنتي أن ما تتحدثين عنه مقلق، وأنا مثلك قلقة، وأرجو أن يكون ما تشعرين به من قلق دافعاً لمساعدتها فعلاً، ومساعدتها لن تكون بالحديث معها، أو تفنيد ما تقوم بربطه من أحداث، أو الدخول معها في جدال، ولكن المساعدة ستكون من خلال طبيب متخصص.
اقــرأ أيضاً
في مجالنا النفسي نجد "الشك" إعاقة ذهنية تستهلك طاقة نفسية كبيرة جداً، وترهق صاحبها، والشك يبدأ بمجرد أن يكون طريقة تفكير تجعل الشخص يشك في نوايا من حوله؛ فيشك في سلوكهم، ويشك في حبهم له، ويشك في مدى إخلاص من حوله له، ونقاؤه من المصالح الخفية، وفي البداية يكون الشك خافياً، ولكن يظل الشخص يعاني داخلياً مع نفسه دون أن يعلن عن شكوكه شيء.
ويتطور عند البعض فيعلن الشخص عن شكوكه تجاه من حوله حتى يصل إلى شريك حياته؛ فيبدأ هنا حدوث معاناة مزدوجة له، ولمن حوله، وتبدأ المشكلات مع من حوله.
اقــرأ أيضاً
ويتطور الأمر أكثر من هذا عند البعض فيصبح الشخص متأكدا تماما من شكوكه ويصدقها بلا أدنى شك، ويتعامل مع من حوله على هذا الأساس، وقد يبحث فقط عن الدليل.
ويبلغ المرض النفسي هذا مداه حين يصل صاحبه في تطوره الأقصى إلى رؤية وسماع أصوات أشخاص غير موجودين، وهو ما يعرف بالهلاوس سواء البصرية، أو السمعية.. إلخ، أو يصل إلى ما يعرف بالضلالات كالذي يتوهم أن هناك تآمرا عليه يصل إلى درجة التآمر الدولي، أو العظمة.
أردت أن أوضح لك كل التطورات حتى تعلمي مدى أهمية ذهابها لطبيب نفسي يساعدها في التغيير، ويساعدها كي لا تصل إلى مراحل متقدمة من هذا الاضطراب النفسي، وسيتمكن الطبيب من التعرف على المرحلة التي تمر بها والدتك الآن حين يتابعها، والحمد لله أن هذا المرض له علاج جيد جداً يساعد الأشخاص على التغيير، والعودة إلى سابق عهدهم خصوصاً لو كانت مرحلة بسيطة وليست متقدمة.
اقــرأ أيضاً
هيا يا ابنتي تحدثي مع من يمكنه أن يقنعها بأنها تحتاج لمساعدة، حتى ولو كانت البداية أن تخبروها أنها ستذهب بمن يساعدها في تحسين قدرتها على التواصل الجيد أو إيجاد طرق لحل المشكلات إذا كنتم تتوقعون رفضها.. ودمتم بخير.
قبل أن أرد على تساؤلاتك، أود أن أحييك على اهتمامك الحقيقي بوالدتك، وحرصك على الاطمئنان عليها.
والحقيقة يا ابنتي أن ما تتحدثين عنه مقلق، وأنا مثلك قلقة، وأرجو أن يكون ما تشعرين به من قلق دافعاً لمساعدتها فعلاً، ومساعدتها لن تكون بالحديث معها، أو تفنيد ما تقوم بربطه من أحداث، أو الدخول معها في جدال، ولكن المساعدة ستكون من خلال طبيب متخصص.
في مجالنا النفسي نجد "الشك" إعاقة ذهنية تستهلك طاقة نفسية كبيرة جداً، وترهق صاحبها، والشك يبدأ بمجرد أن يكون طريقة تفكير تجعل الشخص يشك في نوايا من حوله؛ فيشك في سلوكهم، ويشك في حبهم له، ويشك في مدى إخلاص من حوله له، ونقاؤه من المصالح الخفية، وفي البداية يكون الشك خافياً، ولكن يظل الشخص يعاني داخلياً مع نفسه دون أن يعلن عن شكوكه شيء.
ويتطور عند البعض فيعلن الشخص عن شكوكه تجاه من حوله حتى يصل إلى شريك حياته؛ فيبدأ هنا حدوث معاناة مزدوجة له، ولمن حوله، وتبدأ المشكلات مع من حوله.
ويتطور الأمر أكثر من هذا عند البعض فيصبح الشخص متأكدا تماما من شكوكه ويصدقها بلا أدنى شك، ويتعامل مع من حوله على هذا الأساس، وقد يبحث فقط عن الدليل.
ويبلغ المرض النفسي هذا مداه حين يصل صاحبه في تطوره الأقصى إلى رؤية وسماع أصوات أشخاص غير موجودين، وهو ما يعرف بالهلاوس سواء البصرية، أو السمعية.. إلخ، أو يصل إلى ما يعرف بالضلالات كالذي يتوهم أن هناك تآمرا عليه يصل إلى درجة التآمر الدولي، أو العظمة.
أردت أن أوضح لك كل التطورات حتى تعلمي مدى أهمية ذهابها لطبيب نفسي يساعدها في التغيير، ويساعدها كي لا تصل إلى مراحل متقدمة من هذا الاضطراب النفسي، وسيتمكن الطبيب من التعرف على المرحلة التي تمر بها والدتك الآن حين يتابعها، والحمد لله أن هذا المرض له علاج جيد جداً يساعد الأشخاص على التغيير، والعودة إلى سابق عهدهم خصوصاً لو كانت مرحلة بسيطة وليست متقدمة.
هيا يا ابنتي تحدثي مع من يمكنه أن يقنعها بأنها تحتاج لمساعدة، حتى ولو كانت البداية أن تخبروها أنها ستذهب بمن يساعدها في تحسين قدرتها على التواصل الجيد أو إيجاد طرق لحل المشكلات إذا كنتم تتوقعون رفضها.. ودمتم بخير.