فصام أم نوبة ذهانية عابرة؟

أهم ما ينبغي الانتباه إليه هو أن النوبات الذهانية هي نوبات سامة للدماغ، فهي تؤثر في البيئة العصبية من المستقبلات والنواقل، ولذا فإنه وإن كان الالتزام بالدواء مطلوباً في كافة الاضطرابات، فهو ألزم في طيف الاضطرابات الذهانية.

التعامل معه سينقسم إلى تعامل أساسي مع أي فرد، وبشكل خاص الذين اختبروا اضطرابات نفسية، وتعامل معه بافتراض الحال الموصوف نوبة ذهان عابرة، وتعامل ثالث بافتراض تأكد تشخيص الفصام.

* التعامل المبدئي
نحن نحتاج ونتوقع ممن حولنا تقديم الدعم خلال أوقاتنا الصعبة، وأهم مهارات الدعم هي الإنصات والتفهم والقبول لما نحن فيه وبما نحن عليه، وراجعي مقالتي عن تقديم الدعم النفسي للمصدومين.

* التعامل مع نوبة الذهان العابرة
تمثل نوبة الذهان العابرة خرقاً في بناء النفس، ولذا ينبغي توخي الحرص مع الأشخاص الذين مرّوا بنوبات ذهانية، لأنها دلالة على ضعف قوّة الأنا في معالجة الواقع، وكذلك مؤشر ينذر بقابلية هذا الدماغ للمرور في نوبة أخرى.

التعامل هنا يكون من خلال التواصل البناء، وتكوين علاقات مشبعة مع هذا الشخص، وجذبه للاندماج في الواقع، وتشجيعه للانخراط في أنشطة روحية ومجتمعية، وأهم التوصيات هنا هي بإغلاق ملف النوبة الذهانية العابرة، وعدم التلويح أو تذكيره بها، أو الانتقاص من قدره بسببها، أو معاملته على أنه ذو وضع وحال خاص.

* التعامل مع تأكد تشخيص الحالة بالفصام
هنا نحتاج مبدئياً إلى فهم ما يعنيه ذلك، فالفصام ليس نزلة برد ولا مجرد حالة مزاجية سيئة، بل أن تكون ذكريات وأحداث يومك من نسج دماغك، وقد تمت معالجة هذا الاضطراب بشكل جيد جداً في فيلمين هما: العقل الجميل A Beautiful Mind، ويعالج - درامياً - قصة حياة العالم جون ناش الحاصل على نوبل في الاقتصاد وكان مشخصاً بالفصام، وكذلك فيلم جزيرة العزل Shutter island ويحكي - بصورة درامية أيضاً - العالم الداخلي لمريض الفصام.

من خلال فهم طبيعة المرض يمكنكم تفهم المريض، واحتواء تعاملاته التي قد تجدونها غريبة أو غير مبررة، فمعنى كلمة سكيزوفرينيا/فصام هو الجزيرة المعزولة، فليكن جهدكم أن تشجعوه على التواجد معكم بشكل أفضل.

بالنسبة لتقليل أثر التصرفات المرضية فالحماية الفعلية هي الالتصاق بالعلاج الدوائي، ولن تتفاقم الأعراض بين عشيةٍ وضحاها، بل ستبدأ بالتدهور شيئاً فشيئاً بسبب عدم انتظام الظروف المحيطة بشكل داعم أو بسبب عدم انتظام تناول العلاج بشكل دوري، ورفضه تناول الدواء وفشل إقناعه بذلك هو مبرر كاف لحجزه بالمشفى، ومع تكوين علاقة جيدة معه أرجو ألا نضطر لذلك، الدواء لمريض الفصام كأدوية السكر لمريض السكري، كل يوم يمر بدون انتظام العلاج يعني تدهور الحالة حتى ولو لم تكن أعراض ذلك ظاهرة للمحيطين.
شفا الله مريضكم، ورزقكم العافية.

اقرئي أيضاً:
الضلالات والهلاوس من أعراض الفصام
كيف تُكتشف الإصابة بالفصام؟
أنت والطبيب في مواجهة الفصام