هل الشخص المتعافي من الإدمان يصاب بهلوسات، وتسيطر عليه الأوهام، أم يتخلص منها بمجرد تعافيه من الإدمان. زوجى كان مدمنا والحمد لله تعافى منه من 10 سنين، ولكن يصب كل غضبه وعصبيته عليه، ويتهمنى بالشك في سلوكى طوال الوقت، حياتنا وصلت إلى طريق مسدود ومشاكلنا لا تنتهى، أنا بس عاوزة أعرف السبب للهلاوس والأوهام اللى عنده؟
أختي العزيزة؛
أشكرك على سؤالك وعلى ثقتك.. الإدمان مرض من أصعب الأمراض النفسية على الإطلاق، والتعافي منه يحتاج إلى مجهود وإصرار ومثابرة لفترة طويلة، ونحمد الله أن زوجك قد استطاع خوض هذه الرحلة بنجاح.
لكن يا صديقتي التعافي من الإدمان لا يعني بالضرورة أن التركيبة النفسية لزوجك قد تغيرت، وأنه قد أصبح محصناً ضد أية أمراض أو أعراض نفسية أخرى.
في الحالة التي تصفينها من الغضب والعصبية الشديدة لزوجك، والشك الدائم وغير المبرر من جانبه ناحيتك، هناك عدة احتمالات:
- أولها.. أن زوجك قد أصابه نوع آخر من الأمراض النفسية التي تتسم بشك المريض بشكل زائد فيمن حوله.. وهذا يستلزم علاجاً نفسياً جديداً. - ثانيا.. قد تكون شخصية زوجك من البداية من النوع الارتيابي، الذي ينتابه الشك بشكل زائد في تصرفات وأفعال من حوله، وزادت هذه الصفات مع تناوله السابق للمخدرات، ثم استمرت حتى بعد توقفه عنها. - ثالثا.. قد تتسبب بعض أنواع المخدرات بالفعل في إصابة متعاطيها ببعض الأمراض أو الأعراض النفسية، ورغم أن هذه الأمراض عادة ما تختفي بعد التوقف عن التعاطي، إلا أنها قد تستمر لفترات طويلة في بعض الحالات.
في كل الأحوال يا عزيزتي.. نحن أمام عرض مرضي واضح.. أوضحت لك بعض أسبابه.. لكن ذلك لن يكفي.. حالة زوجك تستوجب التدخل الطبي النفسي فورا، والذي سيساعده إن شاء الله، على التحسن والتغير للأفضل عن طريق خطة علاجية نفسية تجمع بين بعض العقاقير وعدد من جلسات العلاج النفسي.