أسباب التهاب المسالك البولية وكيفية الوقاية منه
التهاب المسالك البولية هو نوع التهاب شائع يصيب الجهاز البولي يحدث لدى النساء والرجال وحتى الأطفال، فكيف تظهر أعراضه، وما هي أسبابه، وكيف يمكن الوقاية منه، وكيف يمكن علاجه؟
التهاب المسالك البولية هو نوع التهاب شائع يصيب الجهاز البولي يحدث لدى النساء والرجال وحتى الأطفال، فكيف تظهر أعراضه، وما هي أسبابه، وكيف يمكن الوقاية منه، وكيف يمكن علاجه؟ ينتج البول عن عملية تنقية الدم التي تقوم بها الكليتان بعد إزالة الفضلات والماء الزائد، ويسير البول بمسار خاص له عادة في الجهاز البولي دون أي تلوث. ولكن وفي حال دخول بكتيريا عليه ينتج عنه ما يسمى التهاب المسالك البولية.
ما هي أجزاء المسالك البولية؟
تشمل المسالك البولية أربعة أعضاء، تعمل هذه الأعضاء بشكل متناسق مكملة الواحدة منها الأخرى، وذلك للقيام بوظيفتها الأساسية، وهي تصنيع البول بعد تصفية الدم، ومن ثم تخزينه قبل تصريفه إلى خارج الجسم، وهي على الشكل الآتي:
- الكلى وهي أعضاء صغيرة تشبه حبة الفول تقع في الجزء الخلفي من الجسم فوق الوركين، عادة ما يملك الإنسان كليتين اثنتين، تقوم هذه الكلى بتصفية الدم من الفضلات والمياه منتجة البقايا على شكل بول، كما أنها تساهم في توازن بعض المعادن في الجسم كالبوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم.
- الحالب، وهو عبارة عن أنابيب رفيعة يبلغ طول كل واحدة منها 25 سم، ويتألف جدارها من ثلاث طبقات تختلف أنسجتها وفقاً لوظيفتها، فالطبقة الخارجية تعمل على دعم الجدار الخارجي، بينما تحتوي الثانية على أنسجة عضلية هدفها دفع البول، وأما الطبقة الداخلية فهدفها إفراز مادة مخاطية تحمي الخلايا.
- المثانة، وهي عبارة عن عضو مجوف يشبه البالون مهمته تخزين البول. تقع عند الكبار في الحوض السفلي وهذا عندما تكون فارغة، بينما تمتد إلى أسفل البطن عندما تكون ممتلئة، أما عند الأطفال فهي في البطن وتبقى هناك حتى سن البلوغ. وبما أنها عضو قابل للتمدد فهي قادرة على استيعاب حوالي 500 ملل من البول.
- الإحليل هو الأنبوب الذي يخرج البول من خلاله خارج الجسم، ويمر عند الرجال عبر البروستاتا إلى العضو الذكري، وبالتالي إلى الخارج، أما عند النساء فهو أقصر من ذلك حيث يمتد من المثانة ليفتح أمام المهبل.
ما هي أعراض التهاب المسالك البولية ؟
ينتج عن التهاب المسالك البولية التهاب في البطانة، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور أعراض قوية ومزعجة. تشترك هذه الأعراض غالبًا بين النساء والرجال، لذا من المهم معرفتها حتى يتم علاجها بالشكل السليم وبفترة وجيزة جدًا. ومن أكثر هذه الأعراض شيوعاً:
- ألم في الحوض.
- ألم أثناء التبول.
- وجود دم في البول.
- الحاجة الملحة للتبول.
- لون البول ضبابي.
- رائحة بول قوية.
ما هي أبرز أسباب التهاب المسالك البولية؟ ومَن تصيب بشكل أكبر؟
تسبب الكائنات الحية الدقيقة -أي البكتيريا- عادة التهابًا في المسالك البولية، حيث تدخل عادة من خلال المثانة وتنتقل إلى الحالب حتى الكلى. تصيب بشكل أكبر النساء، وذلك لأن مجرى البول أقرب إلى فتحة الشرج حيث تنتشر البكتيريا.
تسبب بكتيريا إي كولاي E-coli 90% من التهاب المسالك البولية، نظراً لتواجدها في الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة.
كيف يتم تشخيص الإصابة بالتهاب المسالك البولية؟
في حال ظهور الأعراض التي ذكرت في السابق؛ ينبغي مراجعة الطبيب، وهو بدوره يجري الفحص السريري ويطرح العديد من الأسئلة المتعلقة بحالة كل مريض، ومن ثم ينتقل إلى إجراء بعض الفحوصات وقد يتعمق فيها ويطلب بعض الصور، وذلك يعتمد على حالة المريض ونتائج فحوصاته الأولية، ومن أهم تلك الفحوصات والصور:
- تحليل البول: بعد أخذ عينة من البول يتم فحصه في المختبر بحثًا عن علامة الإصابة بالتهاب المسالك البولية من خلال متغيرات متعددة، منها النيترايت وخلايا الدم البيضاء وغيرها.
- زرع البول: بعد أخذ عينة من البول يتم فحصه في المختبر لتنمو، ويتم بذلك معرفة البكتيريا الموجودة. يساهم هذا النوع من الفحوصات في اختيار العلاج الأنسب للمريض.
بعد القيام بهذه الفحوصات وعرضها على الطبيب المختص يتم اختيار العلاج المناسب، وبعد مدة زمنية يحددها الطبيب، وفي حال لم يتحسن المريض ولزمته الأعراض قد يطلب الطبيب المزيد من الصور بحثًا عن الأسباب المخفية حول عدم تحسن الحالة، ومنها:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية، وهي عبارة عن صورة يقوم بها الطبيب المختص يرى من خلالها الأعضاء الداخلية، وهي إجراء آمن لا يتطلب أي تحضير.
- التصوير المقطعي، يتم من خلاله تصوير مقاطع الجسم كأنها شرائح ثم تُجمع باستخدام تطبيق على الحاسوب لتصبح صورة ثلاثية الأبعاد، وهي أدق بكثير من الأشعة الصينية.
- تنظير المثانة، يستخدم فيها المنظار، وهو أداة رفيعة تحتوي على عدسة وضوء في نهايتها داخل المثانة من خلال مجرى البول.
ما هي المضادات الحيوية التي تُستخدم لعلاج التهاب المسالك البولية وكيف يتم أخذها؟
بعد تحديد الطبيب للمضاد الحيوي المطلوب أخذه ينبغي اتباع الإرشادات المرافقة له، ومن أهم تلك التعليمات هو تناول الجرعة كاملة، حتى وإن ذهبت الأعراض قبل ذلك، فإن لم يتم تناولها كاملة قد يعود الالتهاب ويصبح بذلك العلاج أكثر صعوبة. غالبًا ما يصف الطبيب المضادات الحيوية الآتية:
- أموكسيسيلين Amoxicillin
- فوسفومايسين Fosfomycin
- سيبروفلوكساسين ciprofloxacin
- سلفونامايدسSulfonamides
ما مدى تأثير التوت البري لمعالجة التهاب المسالك البولية؟
تعد وصفات المضادات الحيوية أسلوباً يستخدمه بعض الأطباء في الوقاية والعلاج، مما ساهم في ظهور مسببات الأمراض المقاومة للأدوية عند بعض المرضى. يحتوي التوت البري (من نوع Cranberry) على مادة proanthocyanidins، وهي نوع من مادة البوليفينول، وتحتوي هذه العناصر الغذائية "الهجومية والدفاعية" على فعالية ملحوظة في مجال مضادات الميكروبات ومضادات الأكسدة. وجد باحثون كنديون في مقال بحثي نشر عام 2022، أن هذه المادة قد تساعد في منع تشكل الأغشية الحيوية البكتيرية في بطانة المسالك البولية، كما أظهر البحث أن مادةproanthocyanidins قد تردع تنشيط الجينات المسببة للأمراض البولية في مرحلة مبكرة.
ما هي الأساليب الوقائية التي ينبغي اتباعها للوقاية من التهاب المسالك البولية؟
هناك العديد من الأساليب التي تلعب دورًا فعالًا في الوقاية من التهاب المسالك البولية تدخل ضمن نطاق أساليب الحياة، لذا من المهم الالتزام بها على الدوام كأنها جزء من الممارسات اليومية، ومن أهمها:
- تنظيف الجسم والأماكن الحساسة من الأمام إلى الخلف.
- شرب كمية كافية من السوائل والمياه بشكل خاص.
- تغيير الملابس الداخلية واستخدام الملابس القطنية منعًا للترطيب.
- تجنب المشروبات التي قد تؤدي إلى تهيج المثانة، مثل القهوة والكحوليات والمشروبات الغازية.
ختاماً، يمكن أن تكون عدوى المسالك البولية مؤلمة، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات لتخفيف الآلام حتى تعمل المضادات الحيوية على التخلص من العدوى.