اقــرأ أيضاً
هناك أنواع عدة لحشرة العث المنزلي، ومن أهم أنواعها عثة الغبار المنزلي (House dust mite) وحشرة بق الفراش Bed bug. دعونا نتعرف على ما تسببه هذه الحشرات من مشكلات، وعلى التدابير اللازمة للوقاية من هذه المشكلات.
عثة بق الفراش
عثة الغبار المنزلي
هي من الحشرات الصغيرة جدًا التي لا تُرى بالعين المجردة، ويبلغ طولها من 0.2 إلى 0.3 ملم، وهي مزودة بثمانية أرجل تشبه العناكب، وهذه الحشرة أكثر خطرًا لأنها تسبب الحساسية. وتعتبر عثة الغبار المنزلي من أهم مسببات الحساسية التنفسية أو الأنفية أو العينية عند الأطفال والكبار، هذه الحشرة لا تعض ولا تسبب نقل عدوى بين الأشخاص.
وتعيش هذه الحشرة على قشور الجلد من الكائنات الحية، سواء كانت إنساناً أو حيواناً، وتعيش في الأماكن الكثيرة الغبار، ومدة حياتها لا تتجاوز الشهر. تقوم الأنثى بوضع من 20 إلى 30 بيضة في المرة الواحدة، وهي تتكاثر بشدة في أماكن معيشة الإنسان، خاصة أماكن نومه، حيث يتعرق وتوجد رطوبة عالية.
أعراض الحساسية بسبب عثة الغبار المنزلي
قد تؤدي عثة الغبار المنزلي إلى أعراض حساسية تنفسية عالية عند الأطفال أو الكبار في البيت الواحد، وهو ما يسمى بالربو التحسسي. وتحتاج هذه الحشرة إلى رطوبة جو عالية تصل من 50% إلى 80 % حتى تستطيع أن تعيش وتتكاثر وتنمو على قشور الجلد وإفرازات الجسم.
وتتكاثر في غرف النوم، وأغطية السرير، وفي الفراش، وحتى في أرضية السرير، وتوجد في ثنيات الجلد، وتقوم أثناء النوم أحيانًا بالدخول إلى فوهات جسم الإنسان مثل الأنف، وتسبب عدة أنواع من التحسس؛ أهمها التحسس الأنفي المزمن (Chronic allergic rhinitis) والربو القصبي (Asthmatic bronchitis).
كيف نتوقع وجود عثة الغبار المنزلي ؟
إن هذه الحشرة قد تسبب الحساسية عند الإنسان، وتكون درجة الحساسية مختلفة من شخص لآخر، ومن المعروف أن الذين يصابون بتحسس الأطفال والكبار لديهم استعداد وراثي للإصابة بالحساسية بشكل عام، وتظهر أعراض التحسس ابتداء من تحسس أنفي إلى ربو، ومع ذلك؛ يوجد بعض من الناس الذين يعيشون بنفس الفراش مع هذه الحشرة ولا يصابون بأي أعراض.
التشخيص:
- كل طفل أو مريض، يافع أو كبير، مصاب بأعراض تحسس، على سبيل المثال: انسداد الأنف أثناء النوم، العطس الصباحي المتكرر بشكل يومي، الزكام الصباحي مع أعراض رشح يومي وبدون وجود ارتفاع في الحرارة، التعب عند الاستيقاظ بسبب تقطع النوم الليلي، كل ذلك يشير إلى أن التحسس يزداد أثناء النوم، ويؤكد وجود تحسس أنفي صباحي.
- ومن أعراض الربو الأخرى: تكرار نوبات ضيق التنفس الليلي، وصفير الصدر في الليل، وصعوبة في التنفس ليلاً وعند الاستيقاظ، ونوبات ربو شديدة ليلية وصباحية، كل ما سبق مؤشر على وجود محرّض في الفراش وأماكن النوم يؤدي إلى ازدياد الأعراض أثناء النوم.
- الخطوة التالية التي يُنصح بها هي التوجه إلى الطبيب وذكر هذه الأعراض، عندها يتم إجراء بعض الفحوصات السريرية والتشخصية، ومنها القيام ببعض تحاليل الدم لاختبارات التحسس الدموية، وكذلك فحوص الحساسية، بالإضافة إلى اختبارات التنفس، حيث يتم وضع التشخيص بالإصابة التحسسية المرتبطة بوجود هذه العثة المنزلية.
- بعد إثبات الإصابة التحسسية المرتبطة بهذه العثة المنزلية عندها يبدأ العلاج.
علاج عثة الغبار المنزلي
لا تساعد البرودة على تكاثر عثة الغبار المنزلي ، كما أن الحرارة المرتفعة فوق الـ 60 تقتلها، لذلك يراعى غسل الملحقات السريرية بالحرارة العالية لأنها تؤدي إلى القضاء عليها، واستعمال مكنسة كهربائية حديثة مزودة بفلاتر للميكروبات، وكذلك تهوية الغرفة بشكل جيد.
مع العلم أن جميع هذه التدابير لا تمكّن بالضرورة من القضاء النهائي على هذه الحشرة، لأنه لا يمكن الإبقاء على الغرفة بهذه المواصفات، وغالبًا سيعود الإنسان ويستلقي على الفراش ويتعرق ويطرح تقشرات جلدية، وبالتالي ستعود هذه الحشرة، ولكن هذه الوسائل تساعد على التخفيف من هذه الحشرة.
- العلاج الاجتماعي الصحي، وهو عبارة عن تدابير تساعد على التخفيف من تواجد هذه العثة بالمنزل، وأهمها زيادة تهوية البيت، وتخفيف الرطوبة، والقيام بغسيل ملحقات السرير أسبوعياً.
- علاج الحالات التحسسية، وهي التحسس الأنفي أو ما يسمى بحمى القش، إذ تعطى مضادات تحسس موضوعية، وكورتيزونات موضعية، وبخاخات أنفية، ومضادات التحسس الطويلة الأمد. وبالنسبة للإصابات الربوية يتم تشخصيها وتشخيص درجة الإصابة، ومن ثم إعطاء العلاج من موسعات قصبية وكورتيزونات ومضادات التهاب حسب الحالة، وكل حالة لها علاج خاص بها حسب درجتها.
- علاج خاص للتحسس المتسبب من قبل عثة الغبار المنزلي ، يقوم على إزالة مناعية لحساسية الجسم تجاه هذه الحشرة، وهذا هو أحد الأنواع الحديثة لمعالجة التحسس، ويسمى بالعلاج المناعي، حيث يتم إعطاء مواد محسِّسة بطريقة متصاعدة إلى أن يتم تأقلم الجسم مع هذه المادة، وبالتالي لن يتحسس الجسم في المستقبل عندما يتعرض لهذه الحشرة. توجد مراكز متخصصة تقدم هذا العلاج ونسبة الفائدة مرتفعة جدًا عند الأطفال، وكذلك لوحظت نسبة عالية من التحسن والشفاء عند اليافعين والكبار.