وفي معظم الحالات، من الأفضل علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بمزيج من العلاج السلوكي والأدوية. وغالبا ما يوصى للأطفال في سن ما قبل المدرسة (4-5 سنوات) بالعلاج السلوكي، وخاصة تدريب الوالدين، كخط العلاج الأول قبل تجربة العلاج الدوائي. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد أفضل طريقة علاج للطفل.
أولا- العلاج السلوكي
يوفره اختصاصي علم نفس أو طبيب نفسي. وقد يعاني أيضًا بعض الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من حالات صحية أخرى، مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب، وفي هذه الحالات، قد تساعد الاستشارات الطبية في جانب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وتفيد في حل مشكلة التعايش.
ثانيا- الأدوية
- الأدوية المنشطة
مثل، الميثيلفينيديت (أدوية كونسيرتا وميتاديت وريتالين، وأدوية أخرى)، وديكستروأمفيتامين (ديكسيدرين)، وديكستروأمفيتامين-أمفيتامين (اديرال XR) وليسديكس أمفيتامين (Vyvanse). وتتوفر الأدوية المنشطة بالشكلين: سريعة المفعول وممتدة المفعول، وتتوفر لصقة ممتدة المفعول توضع على الفخذ.وتختلف الجرعة الصحيحة من طفل لآخر، ولذا قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتحديد الجرعة الصحيحة. وقد يلزم تعديل الجرعة إذا حدثت آثار جانبية شديدة أو إذا وصل الطفل إلى سن البلوغ. فاسأل الطبيب حول الآثار الجانبية المحتملة للمنبهات.
* هل تسبب الأدوية آثاراً جانبية خطيرة؟
وقعت العديد من حالات الوفاة ـ رغم ندرتها ـ ذات الصلة بمشكلات القلب بين الأطفال والمراهقين الذين يتناولون أدوية منشطة، ولا يزال احتمال زيادة مخاطر الموت المفاجئ لا دليل عليه، ولكن، إن وجد، يُعتقد أنه يحدث بين الأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشكلة كبيرة في القلب أو مرض قلبي منذ الولادة، فيجب على طبيب الطفل التأكد أن الطفل لا يعاني من أية علامات تدل على مشكلات قلبية، كما يجب أن يسأل عن عوامل الخطورة الأسرية الخاصة بمرض القلب قبل وصف دواء منشط.وعلى الرغم من أن المخاوف لا تزال بدون دليل يؤكدها، إلا أنها قد زادت في ما يتعلق باحتمال وجود مخاطر طفيفة لزيادة التفكير في الانتحار لدى الأطفال والمراهقين، الذين يتناولون أدوية غير منشطة أو مضادات اكتئاب لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فاتصل بطبيب الطفل إذا لاحظت أي علامات على التفكير في الانتحار أو أي علامات أخرى على الاكتئاب.
- الأدوية الأخرى
مثل، أتومكيسيتين (ستراتيرا) ومضادات الاكتئاب مثل بابروبيون (يلبوترين وغيرها) وديسيبرامين (نوبرامين)، وقد تبين أيضًا أن الكلونيدين (كاتابريس) وجوانفاسين (إنتونيف وتينيكس) فعالين، يعمل أتومكيسيتين ومضادات الاكتئاب بشكل أبطأ من المنبهات وقد تستغرق عدة أسابيع قبل أن تصبح فعالة بالكامل، وقد تكون هذه الأدوية خيارات جيدة إذا كان الطفل لا يستطيع تناول المنبهات بسبب مشكلات صحية أو إذا كانت المنبهات تتسبب في حدوث آثار جانبية حادة. واسأل الطبيب حول الآثار الجانبية المحتملة لأية أدوية.
* أهمية الالتزام بالعلاج وإدراة الأدوية
من المهم للغاية التأكد من تناول الطفل للجرعة الصحيحة من الأدوية الموصوفة، وقد تنتاب الوالدين مخاوف بشأن المنبهات ومخاطر سوء استعمالها وإدمانها، ولم تظهر حالة ادمان على الأدوية بين الأطفال الذين يتناولون هذه الأدوية لأسباب ملائمة وبالجرعة الصحيحة.
من ناحية أخرى، توجد مخاوف من احتمال سوء استعمال أشقاء الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وزملائهم في الفصل للأدوية المنشطة. كما يجب ألا يتحمل الأطفال والمراهقون مسؤولية أدوية علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بدون الإشراف المناسب. وحافظ على إغلاق الأدوية في عبوة حريزة على الأطفال. وتجنب إرسال الأدوية إلى المدرسة مع الطفل.
* توصيات للأهل
1- معاملة الطفل بكثير من الحنان، فالأطفال بحاجة إلى سماع ما يثبت حب الآخرين وتقديرهم لهم، فالتركيز فقط على الجوانب السلبية في سلوك الطفل قد يضر بعلاقته مع الآخرين، ويؤثر سلبًا على ثقته بنفسه واحترامه لذاته، وإذا كان الطفل يعاني من أوقات عصيبة لقبول الكلمات التي تدل على المودة، فالابتسامة أو التربيت على الكتف أو معانقته قد تكون صورًا للاعتناء به، فابحث عن السلوكيات التي يمكنك بها الاحتفاء بالطفل بانتظام.
2- ابذل مجهودًا لقبول وتقدير جوانب شخصية الطفل، التي يمكن قبولها وتقديرها، ومن أفضل الوسائل لتحقيق ذلك ببساطة قضاء وقت معًا، وينبغي أن يكون هذا وقتًا خاصًا بدون تدخل أطفال آخرين أو بالغين، حاول أن تُظهر للطفل كل يوم اهتمامًا أكثر إيجابية وليس اهتمامًا سلبيًا.
3- إيجاد وسائل لتعزيز اعتداد الطفل بذاته وإدراك قيمة الانضباط، فغالبًا ما يبلو الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بلاءً حسنًا مع الفنون أو الأناشيد، أو دروس فنون الدفاع عن النفس، مثل الكاراتيه أو التايكوندو، ولكن لا تجبر الأطفال على ممارسة الأنشطة التي تتجاوز قدراتهم، فجميع الأطفال يتمتعون بمواهب ولديهم اهتمامات يمكن تعزيزها، فالنجاحات المتكررة وإن كانت صغيرة تساعد في بناء الاعتداد بالذات.
4- ساعد طفلك على تنظيم دفاتر الواجبات اليومية والمحافظة عليها، مع التأكد من توفير مكان هادئ للمذاكرة. قم بتجميع الأشياء الموجودة في غرفة الطفل وتخزينها في أماكن واضحة المعالم، حاول مساعدة الطفل على الحفاظ على بيئته منظمة ومُرتبة.
5- تحدث إلى الطفل ببطء وهدوء وكن محددًا وعمليًا للغاية، ولا توجه إلى الطفل أكثر من أمر واحد في المرة الواحدة. وتوقف واستخدم لغة التواصل البصري مع الطفل قبل إملاء توجيهاتك عليه أو في أثناء ذلك. واستخدم مفكرة كبيرة لتدوين الأنشطة الخاصة التالية، يقاسي الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أوقاتًا عصيبة لقبول التغيير والتكيف معه، فتجنب الانتقال المفاجئ من نشاط إلى آخر، أو على الأقل قم بتنبيه الطفل عند ذلك. وحاول تجنب إنهاك الطفل، لأن التعب غالبًا ما يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
6- استخدام أسلوب الفترات العقابية (الاستبعاد المؤقت) أو غيرها من الإجراءات الملائمة لضبط سلوك الطفل. لكن، يجب أن يكون الاستبعاد المؤقت وجيزًا نسبيًا، ولكنه طويل بما يكفي لعودة الطفل إلى صوابه وسيطرته على سلوكه، ومن المتوقع أيضًا أن يقبل الأطفال نتائج خياراتهم، والفكرة تكمن في مقاطعة السلوكيات التي تقع خارج نطاق السيطرة ومحاولة تلطيفها.
وحاول أن تتجمل بالصبر والهدوء بصورة دائمة عند التعامل مع الطفل، حتى عندما يكون خارج نطاق السيطرة، فإذا ما رآك رابط الجأش، فمن المرجح أن يقوم بتعديل سلوكه وأن يصبح هادئًا أيضًا.
7- حافظ على التواصل عن كثب مع معلمي طفلك، واحرص على دعم جهودهم التي يبذلونها لمساعدة الطفل في الفصل الدراسي، وتأكد من مراقبة المعلمين عن كثب لأعمال الطفل، وتقديم الملاحظات الإيجابية والتحلي بالمرونة والصبر، واطلب منهم أن يكونوا في غاية الوضوح بشأن تعليماتهم وتوقعاتهم.
* هل تنفع المكملات والطب البديل لعلاج فرط الحركة وتشتت الانتباه؟
في ما يلي بعض طرق العلاج بالطب البديل، التي تمت تجربتها لكن لم يتم التثبت منها علميًا بشكل كامل:
- اليوغا أو التأمل
وجد أن ممارسة اليوغا أو التأمل بشكل منتظم واتباع أساليب الاسترخاء قد يساعدان الأطفال على الاسترخاء وتعلم الانضباط، ما قد يساعدهم بدوره في إدارة أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه التي يعانون منها.
- أنظمة غذائية خاصة
معظم الأنظمة الغذائية الموصى باتباعها لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تنطوي على التخلص من الأطعمة التي يُعتقد أنها تؤدي إلى زيادة فرط الحركة، مثل السكر ومثيرات الحساسية الشائعة مثل القمح والحليب والبيض والملونات الغذائية الاصطناعية والمواد الإضافية، وحتى وقتنا هذا، لم تكتشف الدراسات اتصالاً وثيقًا بين النظام الغذائي وتحسن أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- المكملات الغذائية من الفيتامينات أو المعادن
على الرغم من ضرورة حصول الجسم على بعض الفيتامينات والمعادن للتنعم بصحة جيدة، إلا أنه ليس ثمة دليل يفيد بأن المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن قد تقلل من أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، و"الجرعات الكبيرة" من الفيتامينات التي تتجاوز بكثير الجرعات اليومية المسموح بها (RDA) قد تكون ضارة. ولا يوجد دليل يفيد بأن العلاجات العشبية تفيد مرضى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وقد يكون البعض منها ضارًا.
- أوميغا 3
تعد الدهون، التي تتضمن زيوت أوميغا 3، ضرورية لكي يقوم الدماغ بوظائفه بالشكل الصحيح، وما يزال الباحثون يعكفون للتحقق من مدى مساهمة هذه الدهون في تحسن أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
- الارتجاع البيولوجي لتخطيط كهربية الدماغ
ويتضمن جلسات منتظمة يركز فيها الطفل على بعض المهام، مع استخدام جهاز يوضح أنماط موجات الدماغ، ومن الناحية النظرية، يمكن للطفل تعلم كيف يحافظ على نشاط أنماط موجات الدماغ في مقدمة الدماغ؛ ما يعمل على تحسن أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وبينما تبدو طريقة العلاج هذه مبشرة للغاية، فثمة حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث للوقوف على مدى فعاليتها.
* المصادر
What is ADHD?
Attention deficit hyperactivity disorder (ADHD)
ADHD and the School-Aged Child