وتحدث معظم حالات الحمل خارج الرحم في قناة فالوب، وهي الحالات التي يُطلق عليها اسم حالات الحمل الأنبوبي. ويمكن أن يحدث انغراس الجنين أيضًا في عنق الرحم والمبيضين والبطن، ويمكن اعتبار الحمل خارج الرحم حالة طبية طارئة محتملة، وهي حالة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجها بالشكل السليم.
ويحدث الحمل خارج الرحم، عندما تعجز البويضة المخصبة عن التحرك وهي في طريقها إلى الرحم، ويكون هذا غالبًا بسبب تعرُّض قناة فالوب للتلف نتيجة للالتهاب أو لأنها مشوهة، وقد تلعب الاختلالات الهرمونية أو النمو غير الطبيعي للبويضة المخصبة دوراً.
عوامل الخطر
تؤدي العوامل الآتية لزيادة خطر التعرض للحمل المنتبذ:
- حدوث حمل منتبذ في السابق.
- الإصابة بالتهاب أو بعدوى، مثل التهاب قناة فالوب أو عدوى الرحم أو مرض التهاب الحوض.
- وجود مشكلات تتعلق بالخصوبة، وكذلك استخدام أدوية الخصوبة والحمل المنتبذ.
- اعتبارات متعلقة بهيكل قنوات فالوب، مثل إذا كنتِ تعانين من قناة فالوب ذات شكل غير عادي، أو إذا تعرضت قناة فالوب للتلف، ربما أثناء الجراحة.
- نادرًا ما يحدث الحمل عند استخدام اللولب الرحمي.
- التدخين.
هل توجد أي علامات على إصابتي بالحمل المنتبذ؟
للأسف، قد لا يسبب الحمل المنتبذ أي علامات أو أعراض. وفي حالات أخرى، قد تكون العلامات والأعراض المبكرة للحمل المنتبذ هي نفس العلامات والأعراض لأي حمل: انقطاع الدورة الشهرية، وإيلام الثدي، والغثيان، وإذا تم إجراء اختبار حمل، فسوف تكون النتيجة إيجابية.
وغالبًا ما يكون النزيف المهبلي الخفيف مع ألم في البطن أو الحوض العلامة التحذيرية الأولى. وإذا تسرب الدم من قناة فالوب، فمن الممكن أيضًا الشعور بألم في الكتف أو الحاجة إلى التغوط، وذلك تبعًا لمكان تجمع الدم أو الأعصاب المضطربة. وإذا تمزقت قناة فالوب، فمن المحتمل حدوث نزيف حاد داخل البطن يتبعه دوار وإغماء وصدمة.
تشخيص الحمل خارج الرحم
إذا اشتبه الطبيب في وجود حمل منتبذ، فقد يجري فحص الحوض للتحقق من وجود ألم أو إيلام أو تكتل في قناة فالوب أو المبيض. ومع ذلك؛ لا يكون الفحص الجسدي وحده كافيًا لتشخيص الإصابة بالحمل المنتبذ، وعادة ما يتم تأكيد التشخيص باختبارات الدم ودراسات التصوير، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية.
ومع التصوير بالموجات فوق الصوتية، يتم توجيه موجات صوتية عالية التردد إلى الأنسجة في منطقة البطن. وخلال الحمل المبكر، يكون الرحم وقناة فالوب أقرب إلى المهبل من سطح البطن. ومن المرجح إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية باستخدام جهاز يوضع في المهبل (إجراء الموجات فوق الصوتية داخل المهبل).
وفي بعض الأحيان يكون من السابق لأوانه جدًا اكتشاف الحمل من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية. وإذا كان التشخيص محل شك، فقد يتابع الطبيب حالتك مع اختبارات الدم حتى يتم تأكيد الحمل المنتبذ أو استبعاده من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية، عادة بعد أربعة إلى خمسة أسابيع من حدوثه. وفي حالات الطوارئ، إذا كنتِ تنزفين بشدة على سبيل المثال قد يتم تشخيص الحمل المنتبذ وعلاجه جراحيًا.
علاج الحمل خارج الرحم
ويتم العلاج حسب الفترة الزمنية لاكتشاف الحمل المنتبذ والأعراض التي تظهر على المريضة بطرق ثلاث:
1- الحقن بالميثوتركسات
في حال تم اكتشاف الأمر مبكراً فقد يُستخدم في بعض الأحيان حقن دواء ميثوتريكسات لوقف نمو الخلايا وتفكيك الخلايا الموجودة، ولكن يجب التأكد من تشخيص الإصابة بالحمل المنتبذ قبل اللجوء لهذا النوع من العلاج. وبعد الحقن، سوف يراقب الطبيب الدم للتحقق من هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشري (HCG)، فإذا ظل مستوى الهرمون مرتفعًا فقد تحتاجين إلى حقن آخر بدواء ميثوتريكسات.
2- جراحة المنظار
في حالات أخرى؛ يتم عادة علاج الحمل المنتبذ عن طريق الجراحة بالمنظار عن طريق عمل شق صغير في البطن بالقرب من السرة أو فيها، ثم يستخدم الطبيب أنبوباً رفيعاً مزوداً بعدسة كاميرا ومصباح (منظار البطن) للرؤية. ويمكن إدخال أدوات أخرى في الأنبوب، أو من خلال شقوق صغيرة أخرى لاستئصال النسيج المنتبذ وعلاج قناة فالوب، وإذا تعرَّضَت قناة فالوب للضرر بشكل كبير فقد يلزم استئصالها.
3- الجراحة الطارئة
إذا تم اكتشاف الحمل المنتبذ بعد حدوث نزيف حاد، أو إذا كانت قناة فالوب قد تعرَّضت للتمزق، فقد تحتاجين إلى جراحة طارئة من خلال شق في البطن (شق البطن)، وفي بعض الحالات القليلة قد يمكن علاج قناة فالوب، ولكن عادة ما يتم استئصال القناة الممزقة. وسيراقب الطبيب مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشري بعد الجراحة للتأكد من استئصال المنتبذ بالكامل، وإذا لم تنخفض مستويات الهرمون بسرعة فقد تكون هناك حاجة إلى حقن ميثوتريكسات.
الخلاصة
لا يمكنكِ الوقاية من الحمل المنتبذ، ولكن يمكنكِ الحد من بعض عوامل الخطورة، على سبيل المثال؛ يجب العمل على الحد من الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا، وتقليل مخاطر مرض التهاب الحوض، وقد يقلل الإقلاع عن التدخين قبل محاولة الحمل أيضاً من المخاطر.
واعلمي أن معظم النساء اللواتي يتعرضن لحالات حمل منتبذ يحملن مجددًا، ويكون حملهن صحيًا، فإذا تعرَّضَت إحدى قناتي فالوب للجرح أو الاستئصال فيمكن تخصيب البويضة في القناة الأخرى قبل الدخول إلى الرحم. وإذا تعرَّضَت كلتا القناتين للإصابة أو الاستئصال، فقد يكون التلقيح الصناعي أحد الخيارات لحدوث الحمل، وباستخدام هذا الإجراء يتم تخصيب البويضات الناضجة في مختبر ثم يتم غرسها في الرحم. وإذا اخترتِ أن تحملي مجددًا فاستشيري الطبيب، فمن الممكن أن تتيح اختبارات الدم المبكرة والتصوير بالموجات فوق الصوتية الفرصة لاكتشاف الحمل المنتبذ على الفور، أو التأكد من أن الحمل يسير بشكل طبيعي.
المصدر: