صحــــتك

تحديات ومستجدات مرض الإيدز في المنطقة مع الدكتور أحمد الحمادي

 حوار مع الدكتور أحمد الحمادي: تحديات ومستجدات حول مرض الإيدز

يسرنا في موقع "صحتك" أن نتواصل ونجري لقاء مع الدكتور أحمد الحمادي، استشاري الأمراض المُعدية ورئيس جمعية الإمارات للأمراض المعدية، للحديث حول أبرز القضايا المتعلقة بالمواجهة المستمرة ضد فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز.

أبرز التحديات في المنطقة نقص الوعي وصعوبة الوصول إلى الاختبارات لا سيما في المناطق الريفية والمنخفضة الدخل.

الدكتور الحمادي يتمتع بخبرة واسعة في مجال الأمراض المعدية، وقدم إسهامات كبيرة في تطوير البحث العلمي والتوعية حول الأمراض المعدية في المنطقة. في هذه المقابلة، سنناقش مسيرته المهنية، والتحديات التي واجهها، وأبرز التطورات في مجال علاج فيروس نقص المناعة البشرية، كما سنتناول بعض الأسئلة الشخصية لفهم تأثير تجاربه الأكاديمية والمهنية على نجاحاته الحالية. 

ما هي المبادرات الحالية لتعزيز الوعي بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز؟

عالميًا، تهدف الحملات إلى رفع مستوى الوعي العام بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز من خلال توفير برامج تعليمية، واستخدام المنصات الرقمية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، إلى جانب إقامة فعاليات بارزة مثل يوم العالمي للإيدز، والتي تعمل على تعزيز المناقشات حول الفيروس. تتضمن هذه الجهود تقديم برامج توعية تركز على الفحص والعلاج وتقليل الوصمة المرتبطة بالفيروس.

أما في الشرق الأوسط، تركز المبادرات على التحديات الإقليمية، فعلى سبيل المثال، تعد قمة فيروس نقص المناعة البشرية في الشرق الأوسط نموذجًا بارزًا لهذه الجهود، حيث تزود المهنيين الصحيين بأحدث الأدوات اللازمة لتقديم العلاجات الفعالة.

بينما تركز استراتيجية "قوة الخمسة" التي أطلقتها شركة جيلياد، خلال قمة هذا العام، على خمسة أهداف أساسية، وهي السلامة، والرعاية الموجهة للمريض، وحواجز المقاومة العالية، والبدء السريع بالعلاج، إلى جانب الاستفادة من الخبرات العملية المثبتة.

كيف يمكن تعزيز إجراء الفحوصات في المناطق الريفية والمناطق المنخفضة الدخل؟

يتطلب تعزيز إجراء فحوصات فيروس نقص المناعة البشرية في المناطق الريفية والمنخفضة الدخل نهجًا متكاملاً يستهدف تجاوز كلٍّ من العوائق اللوجستية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال، يمكننا من خلال توفير وحدات فحص متنقلة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات، توفير نتائج فورية للفحوصات مع تقديم إرشادات شخصية سرية، وتعزيز وصول المزيد من الأشخاص إلى فحص الفيروس. كما يمكننا من خلال زيادة التمويل وتعزيز موارد المرافق الصحية المحلية توسيع نطاق توفر هذه الاختبارات الحيوية.

يساهم استخدام المنصات الرقمية المتخصصة في تعزيز الوصول إلى المزيد الأشخاص من خلال توفير معلومات قيمة واستشارات عن بُعد

بالإضافة إلى ذلك، يساهم استخدام المنصات الرقمية المتخصصة في تعزيز الوصول إلى المزيد الأشخاص من خلال توفير معلومات قيمة واستشارات عن بُعد، كما يمكن للحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحملات عبر الإنترنت أن تساهم في نشر الوعي وتوفير الموارد التعليمية، في حين توفر خدمات الرعاية الصحية عبر الإنترنت تقديم الاستشارات للمريض ومتابعته عن بُعد.

وأخيرًا، تعمل برامج الاختبار المدعومة أو المجانية، إلى جانب تدريب المزوّدين المحليين، على معالجة العوائق المالية واللوجستية، وضمان توفير فرص متساوية للجميع لإجراء فحص الفيروس. ويعد التعاون مع المنظمات والحكومات المحلية أمرًا أساسيًا لدمج اختبار فيروس نقص المناعة البشرية في خدمات الرعاية الصحية الحالية وبرامج التوعية، مما يسهم في خلق نهج متكامل لمعالجة هذه المشكلة.

ما هي التحديات التي تواجهكم في تعزيز الكشف المبكر عن فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز؟

تواجه جهود الكشف المبكر عن فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز والتدخل السريع تحديات كبيرة، من أبرزها الوصمة الاجتماعية ونقص الوعي، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى الاختبارات، لا سيما في المناطق الريفية والمنخفضة الدخل.

وتزايد الحواجز الثقافية والاجتماعية والمفاهيم الخاطئة، إلى جانب نقص التمويل والموارد المخصصة لبرامج فيروس نقص المناعة البشرية من تعقيد المشكلة. لذا فإن معالجة هذه التحديات تتطلب القيام بالعديد من الخطوات الضرورية، منها تعزيز الوعي، وتوسيع نطاق الاختبارات، وزيادة التمويل المخصص لبرامج مكافحة الفيروس.

 

أحدث التطورات في مجال الوقاية من الإيدز

طرحنا بعض الأسئلة على ضيفنا حول أحدث التطورات في مجال الوقاية من الإيدز:

ما هي أحدث التطورات في مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز؟

شهدت الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز تطورات ملحوظة، حيث باتت تشمل هذه التطورات علاج الوقاية قبل التعرض (PrEP)، وعلاج الوقاية بعد التعرض (PEP). يساعد علاج الوقاية قبل التعرض الأشخاص غير المصابين بالفيروس والمعرَّضين لخطر الإصابة به على وقاية أنفسهم، في حين يوفر علاج الوقاية بعد التعرض الحماية إذا تم إعطاؤه بعد التعرض بفترة قصيرة. 

شهدت الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز تطورات ملحوظة، حيث باتت تشمل هذه التطورات علاج الوقاية قبل التعرض (PrEP)، وعلاج الوقاية بعد التعرض (PEP)

شهد مجال الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، فقد أصبحت هناك أدوات جديدة وفعالة لمواجهة هذا الفيروس. من أبرز هذه التطورات، ظهور علاجات وقائية قبل التعرض (PrEP)، وبعد التعرض (PEP). فالعلاج الوقائي قبل التعرض يوفر حماية استباقية للأشخاص غير المصابين والمعرَّضين لخطر الإصابة بالفيروس، بينما يقدم العلاج الوقائي بعد التعرض حماية في حال التعرض المحتمل للفيروس.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الفحوصات المبكرة والعلاجات المضادة من العوامل الحاسمة في تعزيز الوقاية وتقليل انتقال العدوى بشكل كبير، فقد أثبتت الدراسات أن البدء بالعلاج المبكر كنوع من الوقاية يقلل من خطر انتقال الفيروس بنسبة تصل إلى 96%، مما يوفر حماية للأشخاص ويقلل من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل. 

 

كيف يمكن للتقنيات الجديدة مثل العلاجات الوقائية قبل التعرض للفيروس أن تساعد في الحد من انتشار الفيروس؟

يمكن أن يساعد العلاج الوقائي قبل التعرض (PrEP) في الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية من خلال توفير وقاية للأشخاص غير المصابين بالفيروس والمعرّضين لخطر الإصابة به. وقد ثبت أن هذا العلاج الوقائي يقلل من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة تصل إلى 99% عند تناوله بانتظام. ومع ظهور العلاجات الطويلة المفعول التي تؤخذ عن طريق الحقن، أصبح من الأسهل على الأفراد الالتزام بالعلاج وحماية أنفسهم من الفيروس.

ما هي التدابير الوقائية الأخرى التي توصون بها للحد من انتشار الفيروس؟

هناك مجموعة من التدابير الوقائية التي يمكن أن تساهم بشكل فعال في الحد من انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، ومن أبرزها رفع مستوى الوعي بأهمية الوقاية والتشخيص المبكر، وتشجيع إجراء فحوصات منتظمة للفيروس. كما أن توفير علاجات الوقاية قبل التعرض (PrEP) وبعد التعرض (PEP) للأشخاص المعرّضين للإصابة أو المصابين يعد عاملاً مهمًا. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يشمل أيضًا دعم برامج التثقيف الصحي الشاملة التي تغطي جوانب مختلفة من الوقاية، مما يساهم في تعزيز السلوك الواعي والمسؤول بشكل كبير.

إطار عمل جديد لنجاح علاج طويل الأمد

في المقابلة؛ تم الحديث عن علاج طويل الأمد، وتم طرح بعض الأسئلة على الدكتور أحمد الحمادي للوصول إلى فهم أوضح لإطار العمل الجديد:

هل هناك أي علاجات جديدة واعدة لفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز؟

حققت العلاجات بمضادات الفيروسات القهقرية تقدمًا كبيرًا، فقد تم تطوير علاجات طويلة الأمد تُعطى عن طريق الحقن أو تؤخذ عن طريق الفم بشكل أقل تكرارًا، مما يسهل على الأشخاص الالتزام بالعلاج. ومن ناحيةٍ أخرى، تركز الأبحاث على تطوير علاجات جديدة تستهدف الفيروس بشكل أكثر دقة، مثل الأجسام المضادة التي تستطيع محاربة العديد من سلالات الفيروس. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الأبحاث إلى إيجاد علاجات جذرية للقضاء على الفيروس تمامًا، أو تحقيق شفاء طويل الأمد دون الحاجة إلى علاج مستمر. 

 

كيف يتم تطوير العلاجات الحالية لضمان نجاح فعاليتها على المدى الطويل؟

شهد علاج فيروس نقص المناعة البشرية قفزات نوعية، مما سمح لمعظم المصابين بعيش حياة طبيعية مع الالتزام بتناول أدويتهم اليومية. وقد تم تطوير العديد من العلاجات المضادة، بما في ذلك الأنظمة العلاجية في قرص واحد، وخيارات الحقن طويلة الأمد التي تسهل الالتزام بالعلاج وتقلل من العبء الدوائي على المرضى.

ولا بد لي من الإشارة إلى أن إطار عمل "قوة الخمسة"، الذي طُرح في مؤتمر الشرق الأوسط الثامن لفيروس نقص المناعة البشرية، يلعب أيضًا دورًا محوريًا في تحقيق نجاح علاجي على المدى الطويل، إذ يعتمد هذا الإطار على مجموعة من المبادئ الأساسية، بما في ذلك السلامة والتحمل والرعاية الموجهة للمريض، فضلاً عن التركيز على حواجز المقاومة العالية والبدء السريع بالعلاج المناسب. فهذا الإطار الشامل لا يقتصر على قمع الفيروس، بل يهدف أيضاً إلى تحسين نوعية حياة المصابين وتحقيق نتائج صحية أفضل على المدى البعيد.
 

ما هي العقبات التي تواجه تطوير علاجات فعالة لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز؟

يواجه تطوير علاجات فيروس نقص المناعة البشرية تحديات متعددة، منها قدرة الفيروس على إحداث طفرات سريعة تؤدي إلى مقاومة الأدوية، مما يجعل ابتكار علاجات فعالة مع مرور الوقت أمرًا صعبًا. بالإضافة إلى ذلك، يمثل التمويل المحدود وقلة الموارد المخصصة للبحث والتطوير أحد أبرز التحديات في إحراز تقدم بهذا المجال، كما أن تصميم علاجات فعالة ومناسبة لفئات مختلفة من المرضى يزيد من تعقيد هذه المسألة.

الأسئلة الأكثر شيوعًا

طرحنا الأسئلة الأكثر شيوعًا بحسب محرك البحث غوغل على الدكتور أحمد ليجيبها من منظور دكتور مختص:

كيف يعرف الشخص أنه مصاب بالإيدز؟

الإيدز ليس مرضًا يصيب الشخص مباشرة، بل هو مرحلة متقدمة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) إذا لم يُعالج بشكل صحيح. يمكن للشخص أن يعرف أنه مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية من خلال إجراء اختبار فيروس نقص المناعة البشرية.

يتم تشخيص الأشخاص بمرض الإيدز عندما ينخفض عدد خلايا CD4 لديهم إلى أقل من 200 خلية لكل ملليلتر من الدم، أو عندما يصابون بأمراض معينة (تُسمى أحيانًا أمراض العدوى الانتهازية). قد تشمل الأعراض المبكرة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أعراضًا تشبه الإنفلونزا، ولكن قد لا تظهر هذه الأعراض على العديد من الأشخاص لسنوات. لذلك، فإن إجراء اختبارات منتظمة يعد أمرًا حاسمًا للكشف المبكر عن الفيروس.

ما هي أعراض الإيدز ومتى تظهر؟

قد يواجه مرضى الإيدز، وهو مرحلة متقدمة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، العديد من الأعراض، بما في ذلك فقدان الوزن السريع، والحمى المتكررة، والتورم الطويل المدى للغدد الليمفاوية، والإسهال المزمن، والقروح في الفم أو الشرج أو الأعضاء التناسلية، وبعض الاضطرابات العصبية. قد تظهر هذه الأعراض بعد سنوات من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إذا لم تتم معالجته بشكل فعال.

هل يمكن علاج الإيدز في مراحله المبكرة؟ وهل هناك أي حالات شفاء منه؟ 

لا يوجد علاج لمرض الإيدز، إلا أن العلاجات المضادة المتاحة الآن أدت إلى تحسن كبير في متوسط عمر المريض المتوقع ونوعية حياته. إذ يمكن لهذه العلاجات أن تقلل من الحمل الفيروسي إلى مستويات غير قابلة للكشف، مما يسمح للأشخاص بالعيش حياة طويلة وصحية ويمنع انتقال العدوى.

ورغم أن هذه العلاجات المضادة لا تعالج فيروس نقص المناعة البشرية، فإنها تتحكم به بفعالية. لذا فإن المراقبة المنتظمة والالتزام بالعلاج يعدان أمرين ضروريين للحفاظ على صحة المريض ومنع تطور المرض ليصل إلى مراحله المتقدمة، مرض الإيدز.

هل يمنع التبول بعد القذف من الإصابة بمرض الإيدز؟

لا يقلل التبول بعد القذف من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، لذا من المهم اتخاذ تدابير وقائية، بما في ذلك إجراء اختبارات منتظمة، والاطلاع على طرق انتشار الفيروس.

ماذا يشعر مريض الإيدز؟

قد يعاني مرضى الإيدز من مجموعة من الأعراض، بدايةً من عدم ظهور أي آثار ملحوظة في المراحل المبكرة وصولاً إلى التعب والحمى والتعرق الليلي والإسهال وفقدان الوزن مع تطور الإصابة بالفيروس. عاطفياً، قد يؤدي تشخيص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية عند المريض إلى شعوره بالخوف والحزن والقلق والعزلة بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بهذا الفيروس.

لذا، فإن الدعم من مقدمي الرعاية الصحية والأحباء يعد أمرًا بالغ الأهمية. ومن خلال أخذ الأدوية المضادة، يمكن للعديد من المصابين بالفيروس أن يعيشوا حياة صحية، إذ تلعب الرعاية والدعم المنتظمين دورًا رئيسيًا في تحسين صحتهم الجسدية والعاطفية.

نبذة عن الدكتور أحمد الحمادي

الدكتور أحمد الحمادي استشاري متخصص في الأمراض المعدية، اكتسب خبرة واسعة من خلال مسيرته الأكاديمية والعملية التي بدأت في جامعة الإمارات، ثم تطورت في الولايات المتحدة. كانت تجربته في جامعة الإمارات هي الأساس الذي بنى عليه اهتمامه بالأمراض المعدية، خاصة فيما يتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية والأمراض البكتيرية. وفيما يلي بعض الأسئلة التي طرحتها على ضيفي للتعرف عليه بشكل أكبر، وفهم الطريق الذي سلكه، ومدى تأثيره على مساهمته في التوعية بمرض الإيدز بشكل خاص، والأمراض المعدية في المنطقة.

كيف أثرت تجربتك في جامعة الإمارات وجامعة تكساس على مسيرتك المهنية في مجال الأمراض المعدية؟ 

في البداية، بدأت مسيرتي التعليمة في كلية الطب بجامعة الإمارات، والتي شكلت حجر الأساس بالنسبة لي فيما يتعلق بدراسة علوم الأحياء الدقيقة، والأمراض المعدية، وعلوم الجراثيم وغيرها من العلوم. تبلورت لدي في تلك المرحلة بعض الاهتمامات المبكرة بمجال فيروس نقص المناعة البشرية. ورغم محدودية فرص البحث في هذا المجال ذلك الوقت، فإنني اخترت الخوض في دراسات حول بعض الأمراض المناعية، والالتهابات البكتيرية مثل السالمونيلا.

بعد ذلك، انتقلت إلى الولايات المتحدة لإكمال برنامج الطب الباطني في جامعة ماساتشوستس، حيث توسعت آفاقي في مجال الأمراض المعدية من خلال الدورات الاختيارية التي التحقت بها. ثم انضممت إلى زمالات في الأمراض المعدية في ثلاث مؤسسات رئيسية: كلية الطب بجامعة ماساتشوستس، وجامعة تكساس هيوستن، ومركز أندرسون للسرطان. إلى جانب ذلك، درست الطب الاستوائي في كلية بايلور في هيوستن، مما أضاف بعدًا جديدًا إلى معرفتي الطبية. 

ولا بد لي من الإشارة إلى أنني حظيت بفرصة العمل تحت إشراف نخبة من الخبراء في مجال الأمراض المعدية، لا سيما فيروس نقص المناعة البشرية. ومن خلال المشاركة في دراسات بحثية رائدة، تعلمت منهم أصول البحث العلمي، وكيفية التعامل مع المرضى. هذه التجربة الغنية مكَّنتني من تطوير مهاراتي البحثية، وإجراء دراساتي الخاصة. 

ما الذي دفعك للاهتمام بالعدوى لدى متلقّي زراعة الأعضاء والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة؟ 

كما تعلمون، فإن المرضى الذين يخضعون لعمليات زرع الأعضاء، أو يعانون من أمراض مثل الأورام واللوكيميا، والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يمثّلون تحديًا خاصًا في مجال الأمراض المعدية. هؤلاء المرضى يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب الأدوية المثبطة للمناعة والعلاجات الكيميائية، مما يجعلهم عرضة للإصابة بعدوى غير شائعة ومقاومة للمضادات الحيوية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الإجراءات الجراحية التي قد يخضعون لها تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وهذه العوامل مجتمعة تجعل هؤلاء المرضى بحاجة إلى رعاية طبية متخصصة ومتابعة دقيقة، لذا أردت أن أتعلم المزيد عن هذا التخصص.

بالإضافة إلى ذلك، كنت حريصًا على أن أكون أول طبيب في الإمارات يحصل على هذه الزمالة المتخصصة، فالطب في وقتنا الحالي، يعمل تطوير معايير جديدة لرعاية المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. ومع ظهور أدوية جديدة ومضادات حيوية ذات تأثيرات معقدة على الجهاز المناعي، فإن الحاجة إلى خبراء مؤهلين لمساعدة المرضى الذين يعانون من مضاعفات معدية وغير معدية في هذا المجال، أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. 

ما هي الجوائز التي تلقيتها خلال دراستك وزمالتك، وكيف ساعدتك هذه الجوائز في تحقيق أهدافك المهنية؟

حصلت على العديد من الجوائز في مختلف مراحل مسيرتي المهنية، ففي عام 2007 حصلنا في الجامعة على جائزتي "أفضل بحث في جامعة الإمارات"، وجائزة "عميد الكلية للبحوث الجامعية". كما حصلت على جائزة "جامعة هارفارد للأبحاث الطبية"، وجائزة "أفضل ورقة بحثية في أسبوع الأمراض المعدية" في سان دييغو عام 2018.

وفي العام ذاته، تلقيت جائزة "أفضل زميل" من جامعة هيوستن في تكساس، كما حصلت مؤخرًا في هذا العام على جائزة "هيئة التدريس المتميزة"، فقد حفزتني هذه الجوائز على مواصلة العمل في مجال الأمراض المعدية، والاستمرار في البحث والتطوير، بهدف تقديم رعاية صحية أفضل للمرضى وتحسين جودة النتائج العلاجية. 

 

ما هو الدور الذي تلعبه كرئيس لجمعية الإمارات للأمراض المعدية في تعزيز البحوث والتطوير في هذا المجال؟

تمكّنا من إحراز تقدم ملحوظ في مجال التعاون في مجال الأمراض المعدية، وذلك بفضل تأسيس شراكات قوية مع مؤسسات عالمية مثل الجمعية الأمريكية للأمراض المعدية. قبل ذلك، كانت الجهود البحثية في هذا المجال متفرقة وغير منسقة، وقد أسفر هذا التعاون عن تنظيم مؤتمرات واجتماعات دورية لعرض أحدث الأبحاث في هذا المجال، ونشر العديد من الدراسات والأوراق البحثية حول الأمراض المعدية الناشئة والعلاجات الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، ونحن نتطلع إلى توسيع نطاق هذا التعاون ليشمل مجالات أخرى ذات صلة بالصحة، بالتعاون مع الهيئات الطبية في المستقبل.

كيف توازن بين دورك كاستشاري وطبيب وبين مهامك كرئيس لجمعية الأمراض المعدية؟

هذا سؤال جيد. إن أولويتنا القصوى هي العمل وخدمة المرضى، وكل العمل الذي تقوم به جمعيتنا في هذا المجال هو عمل تطوعي بحت. لدينا مجموعة من الأشخاص والمتطوعين الذين يعملون بجد خارج ساعات عملهم المعتادة، إيمانًا بأهمية هذا العمل الجماعي في خدمة المرضى ومكافحة الأمراض المعدية. وهنا أود أن أشكر كل من يشارك، ويساهم في تطوير البرامج، أو يساعد في التنظيم، نحن ممتنون لجميع المساهمات.

ما هي التحديات التي واجهتها خلال مسيرتك المهنية وكيف تغلبت عليها؟

إن قرار الدراسة في الخارج وهو قرار شجاع، لكنه لا يخلو من التحديات، خاصةً عندما يكون لديك عائلة أطفال، فإن بناء حياة جديدة في بلد مختلف يفرض ضغوطًا إضافية. فبالإضافة إلى التكيف مع نظام تعليمي جديد وبيئة ثقافية مختلفة، لا يتوفر لديك الكثير من الدعم العاطفي والاجتماعي.

لكن التحدي الأكبر يكمن في المنافسة الشديدة في مؤسسات طبية عالمية، حتى الخريجين الأمريكيين المؤهلين تأهيلاً عالياً يواجهون صعوبة في ذلك. إضافة إلى ذلك، فإن اللغة التي تستخدمها كلغة ثانية تشكل عائقًا إضافيًا، إذ إنها ليست لغتك الأم، ولا نظامك التعليمي المعتاد. ومع ذلك، فإن العمل في بيئة متطورة ومنظمة للغاية يوفر فرصًا هائلة لاكتساب الخبرات والمهارات.

في ختام هذه المقابلة المميزة، نود أن نشكر الدكتور أحمد الحمادي على مشاركته لنا خبراته الواسعة ورؤيته حول التحديات والإنجازات في مجال الأمراض المعدية، وخاصة في مواجهة فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز. تمنياتنا له ولجمعية الإمارات للأمراض المعدية مزيدًا من النجاح في مواصلة جهودهم البحثية والتوعوية لخدمة المجتمع المحلي والدولي.

آخر تعديل بتاريخ
21 أكتوبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.