حسنا.. أحيانا يحدث هذا لدى الأطباء أنفسهم. عبر التاريخ، كانت هناك بعض الأفكار أو المعتقدات التي تبيّن خطؤها فيما بعد.
على سبيل المثال في القرن السادس عشر مثلاً لاحظ بعض الأطباء أن بعض السيدات من أسرة واحدة أصبن بسرطان الثدي. فسر هؤلاء الأطباء هذه الملاحظة بأن السرطان مرض معدٍ. انتشرت النظرية حتى صار الناس يخشون من مرضى السرطان ويتجنبونهم. نحن نعرف اليوم أن السرطان في حد ذاته ليس معدياً، لكننا نعلم كذلك أن أنواعاً معينة من الميكروبات يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص ببعض أنواع السرطان.
في هذه السلسلة، نحاول أن نعرض مجموعة من المعلومات الطبية الشائعة وحقيقتها العلمية، طبقاً لما توصل إليه العلم حتى الآن. في هذا المقال، نتناول بعض الأساطير الشائعة عن الحمل ووسائل منع الحمل.
- 1. المعلومة: أنا حامل وأتناول الطعام لشخصين.. لذا عليّ أن أضاعف كمية الطعام التي أتناولها لأتغذى أنا والجنين.
أثبتت الدراسات كذلك أن المحافظة على الوزن الصحيح أثناء الحمل تقلل من الأخطار الصحية التي قد تصيب الأم والجنين.
- بشكل عام، إذا كان وزنك أقل من المعدل الطبيعي قبل الحمل (مؤشر كتلة الجسم أقل من 18.5) يمكنك أن تكتسبي وزناً يتراوح بين 12 و18 كيلوغراماً.
- إذا كان وزنك طبيعيا (مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 وأقل من 25) عليك اكتساب وزن يتراوح بين 11 و16 كيلوغراماً أثناء الحمل، و(16 و24 كيلوغراماً في حالة الحمل بتوأم).
- إذا كان وزنك زائدا (مؤشر كتلة الجسم بين 25 وأقل من 30) يمكنك أن تكتسبي وزناً يتراوح بين 6 و11 كيلوغراماً (14 و23 كيلوغراماً في حالة الحمل بتوأم).
- أما إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك أكبر من 30، فعليك أن تحرصي على ألا يزيد وزنك أكثر من 5- 9 كيلوغرامات أثناء الحمل (11- 19 كيلوغراماً في حالة الحمل في توأم).
عليك مناقشة هذه التفاصيل مع طبيبك المعالج، خاصة إذا كنت تحتاجين إلى تقليل الوزن وكيفية ممارسة الرياضة أثناء الحمل.
- 2. المعلومة: أنا حامل.. لذا لا يمكنني تناول أية أدوية.
الحقيقة: هناك بالطبع العديد من الأدوية والمكملات الغذائية التي يجب تجنبها أثناء الحمل. بعض الأدوية التي تعالج حب الشباب مثلاً، وكذلك بعض المكملات الغذائية والعشبية (حتى لو كانت طبيعية) قد تضر بالجنين. بعض المسكنات مثل الأسبرين كذلك قد يتسبب في مشاكل، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.
لكن في المقابل، فإن كثيراً من الأدوية آمنة أثناء الحمل، لذا ليس من الضروري التوقف عنها تماما.
تحدثي مع طبيبك حول الأدوية أو المكملات التي تتناولينها، خاصة إذا كنت تتناولين هذه الأدوية لعلاج الأمراض المزمنة مثل السكري أو الربو. يمكنك أيضاً أن تطلعي على النشرة المرفقة بالدواء كي تعلمي المخاطر المحتملة لتناول هذا الدواء أثناء الحمل أو الرضاعة. إذا واجهت أية متاعب أثناء تناول الدواء، عليك الرجوع إلى الطبيب حتى يساعدك على التعامل معها.
- 3. المعلومة: لا يمكنني أن أحصل على تطعيم فيروس الإنفلونزا الموسمية خلال فترة الحمل.
الحقيقة: في واقع الأمر، الحصول على التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية قد يكون أكثر أهمية بالنسبة للحوامل من غيرهم. فالإنفلونزا قد تزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية للجنين.
بشكل عام يعتبر الحصول على التطعيم طريقة آمنة وفعالة بالنسبة للحامل لحماية نفسها وطفلها.
- 4. المعلومة: تجنب مسببات الحساسية أثناء الحمل والرضاعة والطفولة المبكرة يمنع حدوث حساسية الطعام في الأطفال، خاصة في العائلات التي تحمل تاريخاً مرضياً.
الحقيقة: ليس هذا صحيحا. على الرغم من أن إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال كانت تشير إلى أن تجنب الأم مسببات الحساسية مثل البيض واللبن والسمك أثناء الحمل والرضاعة يمكن أن يقلل من احتمالات الإصابة بالحساسية في الأطفال الذين يعانون من تاريخ مرضي عائلي للإصابة بالحساسية، فإنها تراجعت عن ذلك فيما بعد، لأن هذا الأمر لم يثبت بدليل علمي.
- 5. المعلومة: مدة الحمل هي تسعة أشهر، ويمكنني الولادة في أي وقت بعد مرور 36 أسبوعاً من بداية الحمل.
الحقيقة: قد يكون هذا مدهشا، لكن مدة الحمل الصحي تستمر لمدة 40 أسبوعا تقريبا. أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يولدون عند أو بعد 39 أسبوعا من الحمل أفضل صحة في المعتاد من الذين يولدون بعد 37 أو 38 أسبوعا. لذا فمن الأفضل دوما الانتظار حتى الأسبوع رقم 39 أو بعده إذا لم تكوني تواجهين أية متاعب صحية.
- 6. المعلومة: إذا أخذت حمّاماً أو تبوّلت بعد الجماع، فلن يحدث حمل.
الحقيقة: كلا الأمرين لن يوقف الحيوانات المنوية التي دخلت بالفعل بعد العملية الجنسية إلى الرحم من خلال المهبل ثم عنق الرحم. لذا فلن تكون هذه وسيلة مفيدة لمنع الحمل.
- 7. المعلومة: الجماع في بعض الأوضاع كالوقوف قد يساعد في منع الحمل لأنها ستطرد الحيوانات المنوية من المهبل.
الحقيقة: لا علاقة للأوضاع الجنسية بحدوث الحمل والإخصاب من عدمه. فبمجرد دخول الحيوانات المنوية من المهبل فإنها تتحرك سريعاً إلى الأعلى من خلال عنق الرحم.
- 8. المعلومة: لست بحاجة إلى وسيلة لمنع الحمل، لأن الجماع يتم فقط في الفترة "الآمنة"، بعيداً عن فترة التبويض.
الحقيقة: هناك أربعة هرمونات مسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية في السيدات، ويتم تنظيم هذه الدورة من خلال توازن دقيق بين هذه الهرمونات حتى تحدث عملية التبويض في يوم معين خلال هذه الدورة. إذا لم يحدث تلقيح للبويضة، يحدث الطمث. عادة ما تكون هذه الدورة دقيقة ومعروفة لكل سيدة، لكن هذا التوازن قد يضطرب بسبب عدة عوامل من بينها السن، التوتر العصبي والأدوية التي قد تتناولها لسبب أو لآخر. لذلك فإن تحديد فترة التبويض قد يكون صعبا أحيانا، وقد لا تكون هذه هي الطريقة المثلى لمنع الحمل.
- 9. المعلومة: أقراص منع الحمل تؤدي دورها في منع الحمل بمجرد تناولها.
الحقيقة: قد تحتاج هذه الأقراص إلى دورة شهرية كاملة لتستطيع منع الحمل من خلال التفاعل مع الهرمونات الموجودة بشكل طبيعي داخل جسم المرأة. لتكون فعالة ومؤثرة، يجب تناول هذه الأقراص بالطريقة المقررة، وطبقا لتعليمات الطبيب أو الممرضة المسؤولة.
اقرأ أيضاً:
مصابة بالسكري وحامل.. إليكِ الحل (ملف)
كل ما يهم مريضة القلب الحامل (ملف)
للحامل.. نظام غذائي لصحتك في رمضان
صحة المرضع لا تقل أهمية عن صحة الحامل
حامل في الثلث الأخير.. هذه الفحوصات واجبة
كيف تتهيأ مريضة السكري للحمل؟
المصادر:
Infographic: Healthy Pregnancy: Get the Facts
Redefining the Term
NICHD Research Weighs in on Weight Gain during Pregnancy
Pregnancy: Other FAQs
Contraception Myths