لا يقدر الإزعاج الحاصل من ألم كعب القدم إلا من عانى، أو يعاني منه، فهو يجعل الشخص المصاب يحسب لكل خطوة حساب، ويصبح من المتعذر عليه الاستمتاع بالرياضة الصباحية أو التنزه مع أصحابه وأقربائه، أو إنجاز أي مهمة تتطلب المشي السريع.
ولعله من أسرار الطبيعة أن هذه الناحية من الجسم لا يشكو من آفاتها معظم البشر، فكعب القدم يتلقى الصدمة بعد الأخرى مع كل خطوة نخطوها.
أما مصدر الألم الذي يحصل أحيانا في الكعب وأسفل القدم دون سبب ظاهر، فهو التهاب اللفافة العميقة التي تنتشر تحت الجلد في مؤخرة القدم السفلى plantar fascia، وقد يصاب وتر أشيل Achilles' tendon معها بالالتهاب (ووتر أشيل هو مجموعة أوتار عضلات الساق الخلفية التي ترتكز على عظم الكعب).
هذا الالتهاب محدود الأمد عادة، ويختفي تدريجيا مع الراحة بعد بضعة أشهر إلى سنة على الأكثر، لكن الإزعاج الذي يسببه يكون من الشدة بحيث يبقي الإنسان حبيس البيت في معظم الحالات، لا يجرؤ على القيام بأي مهمة تحتاج للتنقل والحركة.
وفيما يلي نعرض نصائح بسيطة تكفل تخفيف الألم عند المصابين بهذه الشكوى والإسراع في عملية الشفاء:
1- ضع فوطة مثلجة أو كيسا من البلاستيك يحتوي قطعا من الجليد على منطقة الألم من أسفل القدم لمدة عشر دقائق، فهذا من شأنه أن يخفف التهاب الأنسجة وينقص من الوذمة (التورم) التي أصابتها. كرر العملية 3 مرات يوميا على الأقل.
2- أجر بعض التمارين لتقوية عضلات القدم والساق، فهذا يقلل من الاعتماد على اللفافة الملتهبة أثناء الحركة.. من هذه التمارين الوقوف أمام حائط والاستناد إليه وأنت ترفع قامتك على أصابع قدميك، ثم العودة لوضعية الوقوف.
أجر التمرين من 10 مرات إلى 20 مرة، وكرره 3 مرات يوميا.
أو ارفع غرضا (وسادة صغيرة مثلا) عن الأرض بقدمك المصابة 20 إلى 30 مرة، وأنت مضطجع على ظهرك أو جالس على مقعد، وكرر التمرين 3 مرات يوميا كذلك.
3- ضع ضبانا داخل حذائك، أو اطلب من اختصاصي في تصنيع الأحذية الطبية أن يوفر لك وسيلة لدعم قوس القدم بحيث تقل بوساطتها حركة القدم الإنسية (للداخل) أثناء المشي، فهذا من شأنه أن يخفف الضغط عن عظم الكعب والنسج المحيطة به.
4- تناول أحد الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية والمصنفة تحت اسم "العقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية" أو NSAID's، مثل ibuprofen، فهذه تضمن تخفيف الألم بسرعة في معظم الحالات.
لكن احذر منها إن كنت مصابا ببعض القصور في وظيفة الكليتين، كما ننصح ألا تأخذها لأكثر من 3 أسابيع متواصلة. ويستفيد البعض من وضع المراهم الموضعية المضادة للألم، مثل Bengay.
5- إذا لم تستفد من كل ما تقدم، فبإمكانك طلب حقن عيار من الكورتيزون في منطقة الألم الأشد من أسفل القدم، وذلك من أخصائي في الجراحة العظمية أو التهابات المفاصل، فالكورتيزون يخفف عملية التهاب النسج ويحد من تليفها، وهذا سيخلصك من الشكوى في معظم الحالات.
ولا ننصح أن يكرر الحقن قبل مرور 6 أشهر على هذا النوع من المعالجة.
6- أخيرا، وإذا كنت يئست من كل الوسائل بعد تجربتها، يمكنك طلب إجراء عملية جراحية تقطع فيها بعض الألياف المتصلة بلفافة القدم العميقة، لكن يجب أن تعلم أن هذا الإجراء قد يترك اللفافة أضعف مما كانت عليه، كما أنه قد يخرب بعض الأعصاب الحسية في أسفل القدم.