تناقلت وسائل الإعلام العربية والمنصات الطبية الأخبار عن إجراء أول عملية زراعة رئة من متبرع حي في مصر والوطن العربي وأفريقيا، على يد طاقم طبي متخصص في مستشفى عين شمس الجامعي لفتاة تعاني من تليف شديد بكلتا الرئتين مع ضعف في عضلة القلب.
خضع شقيقا المريضة المتبرعان للعملية، حيث تبرع كل أخ بفص من رئته في سبيل إنقاذ حياة أختهما وإعطائها فرصة للحياة. واستغرقت العملية أكثر من 14 ساعة في ثلاث غرف عمليات على التوازي على يد أكثر من 30 طبيبا من تخصصات متعددة كالتخدير وجراحة الأوعية الدموية وجراحة القلب والصدر بالتعاون مع فريق طبي ياباني مساعد متخصص في عمليات زراعة الرئة.
لكن، وللأسف منذ أيام قليلة توفيت المريضة بعد فصل الجهاز المسؤول عن إمداد الحالة بالأوكسجين، حيث باتت وقتها تعتمد على الرئة الخاصة بها مع بعض المساعدة من جهاز التنفس الاصطناعي، قبل أن تشهد حالتها الصحية تدهورا. وتبين أن الفتاة البالغة من العمر 28 عاما لم تستجب للرئة الجديدة التي تبرع بها شقيقاها قبل 20 يوما.
ما هي الاستعدادات اللازمة قبل إجراء جراحة زراعة الرئة؟
لم يكن قرار إجراء هذه الجراحة الدقيقة بين يوم وليلة! بل استغرق الأمر تدريبا متكاملا للفريق الطبي على كافة إجراءات العملية طوال أربع سنوات، واجهوا فيها الكثير من الصعوبات. وكان من أبرزها عدم توافر السائل المستخدم لحفظ الرئة في مصر، مما اضطرهم لتوفيره من خارج البلاد. وصاحب كل هذا إجراء التقييم النفسي والتأهيل البدني للمريضة وللمتبرعين، وخضوعهم للفحوصات الكاشفة عن مدى التطابق بين المريضة والمتبرعين.
ما هي مضاعفات عمليات زراعة الرئة؟
أوضح الفريق الطبي أنه بالرغم من النجاح النسبي للعملية، وتمكن الأطباء من فصل المريضة عن أجهزة التنفس الصناعي والبدء في البرنامج التأهيلي لمساعدتها لاستعادة نشاطها، إلا أنه حدث تدهور شديد للحالة مما أدى إلى وفاتها بعد 3 أسابيع من العملية. فكما ذكرنا من قبل أن عمليات زراعة الرئة من الجراحات الدقيقة التي تكون مصحوبة ببعض المضاعفات الخطيرة مثل:
- النزيف الدموي.
- حدوث العدوى.
- انسداد الأوعية الدموية المزروعة.
- الوذمة الرئوية الحادة.
- الانسداد الرئوي.
- رفض الجسم لنسيج الرئة المزروعة، وهذا للأسف ما حدث في حالة هذه المريضة.
فيعتبر رفض الجسم للنسيج المزروع هو أخطر مضاعفات عمليات زراعة الأعضاء عامةً، فيكون فيه رد فعل الجهاز المناعي للجسم ضد الأنسجة الغريبة عنيفًا. ولذلك، يلجأ الأطباء لتثبيط الجهاز المناعي عن طريق بعض الأدوية المثبطة للمناعة والتي تحمل في طياتها المزيد من المضاعفات والمخاطر التي قد تؤدي إلى وفاة المريض.
هل كل من يعاني من تلف رئوي يمكن أن يخضع لعمليات زرع الرئة؟
بالطبع لا، فهناك بعض الحالات التي لا ينبغي خضوعها لزراعة الرئة مثل:
- حالات العدوى الرئوية الحالية والمتكررة.
- فشل عضلة القلب الحاد.
- وجود حالات صحية مصاحبة تمنع من تحمل المريض للجراحة.
- وجود ورم منتشر في أنحاء الجسم.
وأخيرًا،
تُجرى جراحات زراعة الرئة في معظم دول العالم من أشخاص متوفين حديثًا، لذلك يعد إجراء زراعة الرئة من متبرع حي تحديًا جديدًا لأطباء جراحة الصدر وبارقة أمل جديدة لمرضى التلف الرئوي.
المصادر: