أجريت دراسة حديثة في حيوانات التجربة للبحث عن تأثير دواء ريلمينيدين في إطالة العمر، وتبطيء عملية التقدم في السن، علماً أن هذا الدواء يستخدم حالياً لعلاج ارتفاع ضغط الدم عند الإنسان.
قام الباحثون من جامعة ليفربول البريطانية وجامعة هارفرد الأمريكية والمعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ بالدراسة على الحيوانات، وتوصلوا إلى أن تناول هذا الدواء عند اليافعين وكبار السن يسهم في تأخير علامات التقدم في العمر وتحسين مؤشرات الصحة، بتأثير يحاكي تأثير تناول كميات أقل من السعرات الحرارية يومياً، في نوع من النظام الغذائي أو الصيام، على الصحة. تمكن الباحثون أيضاً من تحديد المستقبلات التي تحقق هذه الفوائد الناجمة عن العلاج بالريلمينيدين، وهو ما قد يشير إلى أن هذه المستقبلات قد تكون هدفًا محتملًا وناجعًا لإطالة العمر عند الإنسان.
يُقصد بتأخير التقدم في السن أو إطالة العمر هو تأخير وقت ظهور العلامات الصحية التي ترافق التقدم في السن مثل ارتفاع ضغط الدم، وتلف أنسجة الجسم، وغيرها من العلامات.
هل نبدأ بتناول الريلمينيدين لإطالة العمر؟
لا تعني نتائج هذه الدراسة أنه يمكننا تناول هذا الدواء الآن بهدف إطالة العمر، لأنها أجريت على أحد أنواع الديدان المعروفة بالربداء الرشيقة، ولكن يرى الباحثون أنه يمكن ترجمة هذه النتائج لإجراء المزيد من الأبحاث قبل تطبيقها على الإنسان، وما شجّع الباحثين هو أن الأعراض الجانبية للريلمينيدين قليلة وغير شديدة، وهذا على عكس بعض الأدوية الأخرى التي جربها الباحثون في دراسات سابقة.
هل يمكن حقاً تأخير علامات وأعراض التقدم بالسن؟
أظهرت عدة دراسات أن أنجح الطرق لتأخير ظهور علامات وأعراض التقدم بالسن هي تقليل مقدار السعرات الحرارية التي نتناولها يومياً، ولكن قد يكون لهذا الأسلوب تأثيرات جانبية عديدة على الإنسان، الأمر الذي يجعل منه وسيلة غير فعالة لتحقيق هذا الهدف، ولهذا السبب يحاول الباحثون في هذه الدراسة إيجاد مواد دوائية يمكن إعادة توظيفها لإطالة العمر، وتكون ذات تأثيرات جانبية محتملة أقل.
قد نتمكن من تأخير ظهور هذه المشكلات الصحية على الإنسان باتباع أسلوب حياة صحي يتضمن:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وغني بالأطعمة المضادة للالتهاب، مثل الفواكه والخضراوات الطازجة وزيت الزيتون والأسماك المحتوية على أحماض أوميجا 3.
- ممارسة التمارين الرياضية وزيادة مقدار النشاط البدني اليومي، والحد من الوقت الذي نقضيه جالسين.
- النوم لعدد ساعات كاف يومياً، إذ يُسهم النوم في ترميم أنسجة الجسم ومنح الطاقة والنشاط. تؤثر قلة النوم على العديد من الجوانب الصحية.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، فذلك يسهم في تسريع ظهور علامات تقدم السن على الجلد، ويزيد من فرص الإصابة بسرطان الجلد.
- تجنب التعرض للملوثات في الجو قدر الإمكان، مثل عوادم السيارات والتدخين.
- السيطرة على التوتر والحد من تأثيراته بتعلم تقنيات تسهم في الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل واليوجا وغيرها.
المصادر: