في أواخر العام المنصرم وافقت الهيئات التنظيمية البريطانية على البدء بالعمل بلقاح أسترازينيكا، ولم يمر شهر حتى تم اعتماد اللقاح من وكالة الأدوية الأوروبية، ولحق بلقاح فايزر وموديرنا، ولكن لم تدم اللحظات السعيدة كثيراً، فبعد تلقيح ما يربو على 17 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تم رصد نحو أربعين حالة بجلطات دموية؛ ما دفع بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا إلى تعليق العمل باللقاح تخوفاً من حدوث تجلطات دموية نتيجة التلقيح، وبدأ الجدل من ذلك الحين.
* متى يتعين علينا المواصلة أو التوقف عن استخدام الأدوية؟
يعد الرجوع للمصادر العلمية هو العامل الأكثر حسماً بعيداً عن الحسابات السياسية والمواءمات الدولية، حيث قالت المنظمة الدولية للتجلط والتخثر (جمعية دولية رائدة في المجال الطبي والعلمي والوقاية من التجلط) إنه ليس هناك ما يدعو للتوقف عن إعطاء لقاح أسترازينيكا، وإنه ليست ثمة خطورة أو أعراض جانبية تدفعنا للتوقف.* إذا تلقى شخص لقاح أسترازينيكا أو أي لقاح آخر ثم أصيب بجلطات.. هل هناك علاقة؟
تقول المنظمة الدولية للتجلط والتخثر أنه ليس ثمة علاقة مباشرة بين اللقاح والجلطات المحدودة التي حدثت مع أولئك الذين أصيبوا بجلطات الدم، وهو أمر يمكن حدوثه بصورة معتادة، حيث يقول المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية إن ما يقرب من 900 ألف شخص أميركي يصابون بجلطات في الأوردة العميقة بصورة سنوية، ومن الجدير بالذكر أن التجارب السريرية التي أجريت على لقاح أسترازينيكا لم تظهر أية مضاعفات تخص تجلطات الدم، وإنه لا توجد علاقة بين التطعيمات بشكل عام وبين حدوث التجلطات الدموية.* ما الذي تخبرنا به البيانات المتوفرة عمن تلقوا اللقاح؟
تقول المنظمة الدولية للتجلط والتخثر إن المنافع التي يحصل عليها أولئك الذين تلقوا اللقاح تفوق بشكل كبير المخاطر التي قد تلحق بهم، وذلك حتى لمن عندهم تاريخ مرضي بالإصابة بالتجلطات الدموية أو المرضى الذين يتلقون مذيبات للجلطات.* ما هي أعراض التجلطات؟
حدوث جلطات من المشاكل الطبية التي قد تحدث في أي وقت، بل غالباً ما تحدث من دون سابق إنذار، لكن إن وجدت تلك الأعراض، سواء كنت تلقيت اللقاح أم لا، فعليك مراجعة طبيبك في أقرب وقت متاح، وتلك الأعراض هي:- ألم في الساق وتورم واحمرار.
- صعوبة في التنفس وألم في الصدر ودم في السعال وعدم انتظام في ضربات القلب.
* هل يمكنك تلقي لقاح أسترازينكا إذا كنت عانيت من جلطة سابقة وانتظمت على علاج مذيب الجلطات؟
ليس هناك أي مانع لتلقي لقاح فيروس كورونا، إلا لدى أولئك الذين يتلقون مذيب التجلط وارفرين، المعروف تجارياً باسم "ماريفان"، إذا كانت نسبة سيولة الدم تفوق 4 وهو تحليل INR، غير أنه بعد وصول نسبة سيولة الدم إلى أقل من 4، فمن الممكن تلقي اللقاح من دون أية مخاوف.
* هل هناك مضاعفات تحدث جراء التلقيح؟
وجود مضاعفات من أي دواء أو لقاح أمر وارد الحدوث مهما كانت قوة تلك المواد أو ضعفها، ولكن هناك بعض التنبيهات والمخاطر الخاصة باللقاحات بشكل عام، والتي يجب علينا ذكرها:- قد يحدث أن تصاب ببعض الكدمات مكان الحقن، إلا أنه ليس ثمة رابط بين تلقي العلاج المذيب للجلطات وبين اللقاح.
- الضغط على مكان الحقن مدة خمس دقائق يساعد بشكل كبير على تجنب حدوث كدمات
- على أولئك المرضى الذين يتلقون ماريفان (وارفرين) أن يتأكدوا أن نسبة السيولة لا تزيد عن 4، وإلا يتوجب عليهم ضبط نسبة السيولة حتى تقل عن 4، وبعد ذلك يمكنهم تلقي اللقاح.
- يتم تلقي جرعتين من اللقاح يكون الفاصل بين الجرعة الأولى والثانية 8 - 12 أسبوع.
- تدعو الجمعية الدولية للتجلط والتخثر الجميع للمضي قدماً نحو تلقي اللقاح، حيث إنه لا يوجد ما يمنع من تلقيه تخوفاً من الإصابة بتجلطات الدم.
لم يقتصر الأمر على تلك المنظمة المعنية بشكل رئيسي بالوقاية من التجلطات، بل تجاوزه إلى منظمة الصحة العالمية، حيث نصحت لجنة خبراء تابعة لمنظمة الصحة العالمية باستخدام اللقاح حتى لو كانت ضد نسخ متحورة من الفيروس، مؤكدة أنه يمكن استخدامه للذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً.
المصادر:
ISTH STATEMENT ON ASTRAZENECA COVID-19 VACCINE AND THROMBOSIS
Data and Statistics on Venous Thromboembolism
كيف أصبح لقاح أسترازينيكا "مغضوبا عليه" في أوروبا؟
"الصحة العالمية" تحسم الجدل حول فعالية لقاح أسترازينيكا