فما هي الأدلة العلمية والإحصائية التي تؤيد هذه القرارات؟ وهل هناك من يعارض ذلك؟ ولماذا؟
-
الأدلة العلمية على فوائد الجرعة الثالثة
عقد مؤتمر صحافي يوم الأربعاء، شاركت فيه الدكتورة روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية الأميركية، وعرضت خمسة أدلة علمية تدعم قرار إعطاء الجرعة الثالثة من لقاح كورونا. حيث أظهرت ثلاث دراسات أن فاعلية اللقاح قد انخفضت من 91.7% إلى 79.8% في الفترة من 3 مايو/أيار إلى 25 يوليو/تموز في نيويورك.
كما أن نتائج دراسة من مؤسسة مايو كلينيك بأميركا أظهرت أيضاً انخفاض فاعلية لقاح موديرنا في ولاية مينيسوتا من 86% إلى 76% خلال شهر يوليو، وانخفضت فاعلية لقاح فايزر-بيونتك من 76% إلى 42% في الفترة نفسها.
كما أظهرت دراسة ثالثة في بيوت المسنين انخفاضها خلال شهرين من 74.7% إلى 67.5%، ثم انخفضت أكثر في شهر يوليو إلى 53.1%، وذلك بالنسبة إلى لقاحي فايزر وموديرنا.
-
هل انخفضت أيضا فاعلية اللقاح ضد الإصابات الشديدة بمرض كوفيد 19؟
أكدت د. والينسكي أنه على الرغم من انخفاض فاعلية لقاحات كورونا ضد حدوث الإصابة بمرض كوفيد 19، فإن النتائج تبين أنها ما زالت فعالة ضد حدوث إصابة شديدة بهذا المرض، وما زالت نسبة الحاجة إلى العلاج في المستشفى منخفضة لدى من أخذوا هذين اللقاحين، وما زالت فاعلية حماية اللقاح ضد الإصابة الشديدة والحاجة إلى العلاج في المستشفيات جيدة جداً في حدود 91.9% إلى 95.3%.
وأظهرت دراسة مايو كلينيك في مينيسوتا أن فاعلية لقاح موديرنا ضد الحاجة لعلاج كوفيد 19 في المشفى بلغت 91.6%، وفاعلية لقاح فايزر 85%. وكذلك كانت الحماية جيدة جداً ضد الحاجة للعلاج في العناية المشددة.
تظهر هذه الدراسات أنه بينما تنخفض حماية لقاح فايزر-بيونتك ولقاح موديرنا ضد حدوث إصابة بمرض كوفيد 19 بعد مرور حوالي 8 أشهر على أخذ الجرعة الثانية من هذين اللقاحين، إلا أن الحماية ما زالت جيدة ضد حدوث إصابة شديدة تستدعي العلاج في مستشفى أو في العناية المشددة.
 |
| مقارنة بين من أخذ لقاح كورونا ومن لم يأخذه |
-
ما هي فاعلية لقاحات كوفيد 19 ضد المتحول دلتا؟
ينتشر المتحول دلتا من فيروس كورونا الجديد في كثير من مناطق العالَم، وهو يصبح بسرعة السلالة الأكثر انتشاراً، فما هي فاعلية اللقاحات ضده؟
ذكرت د. والينسكي وجود إحصاءات شملت 4000 من العاملين في مجالات الصحة والإسعاف والتمريض في أميركا، وقد أظهرت الإحصاءات حتى شهر أغسطس 2021 انخفاض فاعلية اللقاحات ضد حدوث إصابة مرض كوفيد 19، سواء مع وجود أعراض أو بدونها. وبلغ انخفاض الفاعلية من 92% قبل المتحول دلتا إلى 64% بعد وصوله إلى أميركا.
-
لماذا تنخفض فاعلية لقاحات كوفيد 19؟
صرح د. أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأميركي، في المؤتمر أيضا، أن بعض الدراسات أظهرت أن مستوى مضادات الأجسام في الدم يبدأ في الانخفاض بعد حوالي سبعة أشهر من أخذ الجرعة الثانية من لقاح فايزر أو موديرنا، وأن إعطاء جرعة ثالثة داعمة يرفع مستوى مضادات الأجسام في الدم بحوالي 10 مرات بعد مرور أسبوعين.
-
ما هي الآراء المعارضة لإعطاء الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد 19؟
صرح رئيس الطوارئ في منظمة الصحة العالمية معترضاً على الإجراءات الأميركية بأن "إعطاء جرعة ثالثة من اللقاح يشبه إعطاء طوق نجاة آخر لمن لديهم طوق نجاة من قبل، في حين نترك آخرين بلا أي طوق نجاة!".
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن المنظمة تدعم سياسة عالمية في توزيع لقاحات كوفيد 19 بوقف إعطاء أية جرعة ثالثة إضافية، لكي تتاح الفرصة لإعطاء اللقاحات لعشرة بالمئة على الأقل في كل دولة من دول العالم.
وتظهر الإحصاءات العالمية أن حوالي نصف سكان الولايات المتحدة قد أخذوا اللقاح بشكل كامل، وأن حوالي 24% من سكان العالم قد حصلوا على اللقاح الكامل، بينما لم تبلغ هذه النسبة سوى 1.3% في الدول الفقيرة.
واعترض المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا بأن إعطاء الجرعة الثالثة سيزيد من الفروق الصحية بين الدول المتقدمة والدول الفقيرة. بينما دافعت د. والينسكي عن إعطاء الجرعة الثالثة في أميركا لجميع البالغين الذين أخذوا اللقاح قبل 8 أشهر قائلة "لا أعتقد بأننا يجب أن نفعل أمراً من دون الآخر، بل نستطيع أن نفعلهما معاً بأن نعطي الجرعة الثالثة في أميركا، وكذلك نزيد مساعدتنا لتوزيع اللقاح عالمياً"، وأضافت أنهم سيوزعون 100 مليون جرعة ثالثة في أميركا، و200 مليون جرعة لبقية دول العالم.
ويقترح أطباء آخرون إعطاء الجرعة الثالثة حالياً بشكل انتقائي لبعض المرضى فقط، مثل من لديهم زرع أعضاء أو أمراض مناعية.
وتعترض عالمة في الصحة العامة بجامعة بوسطن "ربما كان سبب انخفاض فاعلية اللقاحات في الإحصائيات ليس لانخفاض مضادات الأجسام في الدم، بل بسبب تغير سلوك الناس في أشهر الصيف ونقص التزامهم بالتباعد الاجتماعي، وبسبب تخفيض إجراءات وقوانين الوقاية مقارنة بالأشهر السابقة، وأن هذه الإجراءات الوقائية أكثر فعالية من إعطاء جرعة ثالثة على مستوى العالَم، لأن استمرار تكاثر الفيروس لدى غير الملقحين في بقية أنحاء العالَم سيفتح المجال لظهور مزيد من المتحولات الجديدة التي ربما تكون أكثر خطورة وأشد مقاومة لفاعلية اللقاحات الموجودة".
واعترض أيضا رئيس قسم أبحاث الصحة العامة في جامعة ماغيل الكندية قائلاً: "ربما يكون إعطاء الجرعة الثالثة مقبولا لحماية المرضى الذين لديهم أمراض مناعية وزرع أعضاء، وربما كان إعطاء الجرعة الثالثة لجميع البالغين مقبولاً لو كنا في عالَم مثالي يتوفر فيه اللقاح للجميع، ولكن إعطاءها الآن في هذه الظروف هو أمر غير أخلاقي، لأن الدول الغنية حصلت على حصة ضخمة من اللقاحات التي لم تتوفر عالميا بشكل عادل. إنها مسؤولية أخلاقية، وربما ستؤدي إلى إطالة فترة الجائحة عالميا وإلى ظهور متحولات جديدة، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط".
-
هل نحتاج إلى جرعة ثالثة من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا؟
نشرت دراسة في بريطانيا عن متابعة فاعلية لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا، ووجدت انخفاضاً مماثلاً في فاعلية هذا اللقاح بعد مرور أكثر من سبعة أشهر من أخذ الجرعتين، ولذا، فقد قررت الهيئات الصحية البريطانية إعطاء جرعة ثالثة من لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا وجرعة من لقاح الإنفلونزا أيضا اعتبارا من شهر سبتمبر 2021، مع إعطاء الأولوية لمن هم فوق سن السبعين، والعاملين الصحيين، ونزلاء بيوت المسنين، ومرضى نقص المناعة.
وبعد ذلك يمكن إعطاء هذين اللقاحين لمن هم فوق الخمسين وللمخالطين الصحيين والاجتماعيين لمرضى نقص المناعة.
* المصادر:
The Science Supporting the U.S. Case for COVID Boosters | MedPage Today
As U.S. promotes booster shots against Covid, moral questions arise over vaccine equity (nbcnews.com)
Covid: NHS plans booster jab for those 50 and over before winter - BBC News
