صحــــتك

هل تفيد أقراص اليود في الوقاية من أضرار الإشعاع النووي؟

 

بعد الهجمات الروسية على محطات الطاقة النووية في أوكرانيا، تحدّثت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كثيراً عن مخاوف من ارتفاع مستويات الإشعاع النووي. فما هي مخاطر الإشعاعات النووية؟ وهل يمكن للإنسان أن يقي نفسه من أضرارها؟

 

يُحدث التعرض للإشعاع النووي أضراراً كبيرة في جسم الإنسان بحسب شدة الإشعاع وزمن التعرض له. ويكون الإشعاع النووي مميتاً إذا تعرض الإنسان لجرعة عالية، مثل ما حدث لدى عشرات الآلاف من اليابانيين عند قصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي بقنابل نووية في نهاية الحرب العالمية الثانية. كما حدَثت أضرار كبيرة بعد كارثة تشيرنوبل في إبريل/نيسان 1986 بسبب تعرض المياه والتربة والنباتات والحيوانات والبشر لكميات مؤذية من الإشعاع في مساحات واسعة من أوروبا. ويقدر أن حوالي 25 ألف شخص قد لقوا حتفهم في تلك الكارثة، وارتفع بعدها معدل الإصابة بالسرطانات بنسبة 40% في المناطق المصابة على مدى 25 سنة من الحادثة.

 

ما هي أضرار التعرض للإشعاع النووي؟

يدخل الإشعاع النووي إلى جسم الإنسان عبر الجلد والعيون وتنفس الهواء الملوث وتناول أطعمة ملوثة بالإشعاع، ولا يشعر الإنسان بتسرب الإشعاع في جسمه لأن ليس له لون ولا طعم ولا رائحة. وتعتمد شدة الأضرار وسرعة حدوثها على كمية الإشعاع التي يتعرض لها الإنسان.

 

وتسمى وحدة قياس التعرض للأشعة النووية "الميليسيفِرت millisievert "، نسبة إلى الطبيب الفيزيائي السويدي رولف سيفِرت (1896-1966) Rolf Sievert ، وحسب المكتب الاتحادي الألماني للحماية من الإشعاعات النووية، فإن تعرض إنسان إلى 6000 ميليسيفرت يؤدي إلى الوفاة حتماً، وإذا تعرض إلى حوالي 250 ميليسيفرت، فيمكن أن يصاب بأضرار صحية مهمة سواء على المدى القصير أو البعيد، مثل أمراض السرطان والتشوهات الجنينية. ويقدر أننا نتعرض لحوالي 2 ميليسيفرت من الطبيعة في السنة من دون أن نصاب بأية أمراض تتعلق بالإشعاعات. 

 

الطاقة النووية

ما هي المواد المضرة في الإشعاع النووي؟

هناك أنواع عديدة من الإشعاعات في الأشعة النووية، مثل أشعة ألفا وبيتا وغاما، ولها تأثيرات ضارة مباشرة على الخلايا الحية، وعلى المادة الوراثية فيها (DNA). كما توجد في الإشعاعات النووية مواد وعناصر مشعة يدوم تأثيرها طويلاً إذا دخلت إلى الجسم، لعل أهمها اليود المشع الذي يسبب سرطان الغدة الدرقية، وكذلك السترونتيوم والسيزيوم اللذان قد يسببان سرطانات الدم والعظام والعضلات. ومواد يمكن أن تسبب سرطانات الجلد وأمراض العيون والاضطرابات العقلية.

ما هي أضرار التعرض لليود المشع؟

توجد نظائر مشعة من اليود 131 واليود 133 في الإشعاعات النووية، خاصة في الأيام الأولى بعد الحادث النووي، ويتركز عنصر اليود في الغدة الدرقية بشكل خاص أكثر من أي جزء آخر من جسم الإنسان، ولذلك يكثر حدوث سرطانات الغدة الدرقية بعد التعرض للإشعاعات النووية. فهل يفيد تناول أقراص اليود للوقاية من أضرار التعرض للإشعاعات النووية؟

هل ينفع تناول أقراص اليود كإجراء وقائي؟

فكر بعض الأطباء بأنه إذا تناول إنسان أقراصاً من اليود الطبيعي في الوقت المناسب، فإن هذا اليود "المفيد" سيتراكم في الغدة الدرقية، وربما سيمنع ذلك من تراكم اليود المشع فيها، ومن ثم يتم امتصاصه وطرحه مع البول. وهكذا ربما يمنع أضرار اليود المشع في الغدة الدرقية، ويسمح في الوقت نفسه للغدة الدرقية باستخدام اليود الطبيعي في إنتاج هورموناتها الطبيعية.

 

ولكن إذا حدث تعرض مهم للإشعاعات النووية، فلا يفيد عندها تناول أقراص اليود الطبيعي، بل إن تناول جرعات عالية من اليود قد يكون ضاراً بعمل الغدة الدرقية، خاصة إذا كانت مصابة بزيادة النشاط أو بمرض هاشيموتو (التهاب الغدة الدرقية المناعي).

 

وحسب وزارة البيئة الألمانية، يمكن أن يفيد تناول اليود الطبيعي ضمن مسافة تصل إلى 100 كيلومتر من موقع تسرب الإشعاعات، ويكون مفعول أقراص اليود أفضل إذا أخذت قبل فترة التعرض لليود المشع وأثناءها. وقد وزعت الحكومة اليابانية حبوب اليود على السكان في المناطق القريبة من محطة الطاقة النووية التي تضررت بموجات التسونامي سنة 2011. ولكن مفعول حبوب اليود لا يستمر إلا بضعة أيام فقط، وإذا استمر التعرض للإشعاعات أكثر من ذلك، يظل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية عالياً.

 

نصائح للتعامل مع خطر التعرض للإشعاع النووي

هل تمكن الوقاية والعلاج من التعرض للإشعاعات النووية؟

إذا كان تسرب الإشعاعات النووية كبيراً، فيكاد يكون من المستحيل الوقاية والعلاج من التعرض لجرعات عالية جداً منها. تنبه السلطات الصحية عادة لهذا الخطر وترشد السكان إلى طرق الإخلاء وما يجب عليهم أن يعملوه لتقليل الأضرار ما أمكن.

نصائح عامة:

  • الابتعاد عن موقع التسرب النووي بأسرع ما يمكن، وإلى أبعد مسافة ممكنة.
  • التخلص من الثياب الملوثة والأحذية، وغسل الجسم بالماء والصابون.
  • عدم السباحة في برك الماء في المناطق الملوثة، وعدم استخدام مياه الآبار والينابيع ومياه الأمطار المتجمعة. والأفضل استخدام زجاجات الماء المعبأة الجاهزة.
  • إضافة الصودا إلى ماء الاستحمام والغسيل، والمضمضة بها، لأنها تساعد على إزالة المواد المشعة الثقيلة.
  • عدم أخذ حبوب اليود إلا إذا كنت ضمن مسافة 100 كيلومتر من موقع تسرب الإشعاعات، وبحسب نصائح الهيئات الصحية.
  • متابعة الأخبار الرسمية بالراديو والتلفزيون، واتباع نصائح الهيئات الصحية وطرق الإخلاء.

 

 

آخر تعديل بتاريخ
11 مارس 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.