منذ ظهر وباء كوفيد-19 وانتشر حول العالم والبشرية تسعي للوصول إلى حلول من أجل إيقاف نزيف الوفيات والإصابات والمضاعفات المرتبطة بالمرض، وما يستتبع ذلك من استهلاك وأحيانا استنفاد للموارد في الأنظمة الصحية في دول العالم المختلفة، وعلى الرغم من إجراء عشرات الأبحاث على العديد من الأدوية، لم تثبت لأغلبها فائدة ذات دلالة إحصائية في منع المضاعفات أو تقليل الوفيات.
جنبا إلى جنب مع أبحاث الدواء، كانت الأبحاث على اللقاحات تجري على قدم وساق، أملا في أن يتم إنتاج لقاحات فعالة يتم توزيعها على نطاق واسع لتقلل من مدى انتشار الفيروس والوفيات الناتجة عنه، ومن يدري؟ ربما تقضي البشرية على الفيروس بشكل كامل ليصبح تاريخا كما هو الحال مع فيروس الجدري الذي اختفى من على ظهر البسيطة بعد انتشار اللقاح الخاص به ومنع المرض الذي يتسبب به هذا الفيروس.
خلال الشهور الماضية، تمت الموافقة على العديد من اللقاحات التي أثبتت فعالية متفاوتة في الوقاية من مضاعفات مرض كوفيد-19، وتم تصنيع هذه اللقاحات باستخدام تقنيات مختلفة، فلقاح شركة فايزر المعروف باسم BNT162b2، ولقاح شركة مودرنا (CX-024414) يعتمدان على تقنية حمض رنا الرسول mRNA، حيث يتم استخدام جزء من الحمض النووي الخاص ببروتين الشوكة لفيروس كورونا سارس-2 في اللقاح ليدخل داخل الجسم وتتم ترجمته إلى بروتين تتعرف عليه أجهزة المناعة وتنتج ضده الأجسام المضادة، وفي المقابل يعتمد لقاح شركة أسترازينيكا ChAdOx1-S وشركة جونسون أند جونسون Ad26.Cov2.S على إدخال جزء من الحمض النووي الخاص بفيروس كورونا سارس-2 داخل فيروس آخر غير ضار من عائلة الفيروسات الغدانية Adenoviruses لتكوين اللقاح. بعدها يتم حقن هذا اللقاح، حيث يتم إنتاج بروتين الشوكة من خلال الفيروس الحامل، لتتعرف عليه خلايا المناعة كذلك وتكون ضده الأجسام المضادة. بشكل عام، ومن أجل الوصول إلى استجابة مناعية مقبولة، يتم التلقيح عادة من خلال تناول جرعتين من نفس اللقاح بفاصل زمني مناسب.
جنبا إلى جنب مع أبحاث الدواء، كانت الأبحاث على اللقاحات تجري على قدم وساق، أملا في أن يتم إنتاج لقاحات فعالة يتم توزيعها على نطاق واسع لتقلل من مدى انتشار الفيروس والوفيات الناتجة عنه، ومن يدري؟ ربما تقضي البشرية على الفيروس بشكل كامل ليصبح تاريخا كما هو الحال مع فيروس الجدري الذي اختفى من على ظهر البسيطة بعد انتشار اللقاح الخاص به ومنع المرض الذي يتسبب به هذا الفيروس.
خلال الشهور الماضية، تمت الموافقة على العديد من اللقاحات التي أثبتت فعالية متفاوتة في الوقاية من مضاعفات مرض كوفيد-19، وتم تصنيع هذه اللقاحات باستخدام تقنيات مختلفة، فلقاح شركة فايزر المعروف باسم BNT162b2، ولقاح شركة مودرنا (CX-024414) يعتمدان على تقنية حمض رنا الرسول mRNA، حيث يتم استخدام جزء من الحمض النووي الخاص ببروتين الشوكة لفيروس كورونا سارس-2 في اللقاح ليدخل داخل الجسم وتتم ترجمته إلى بروتين تتعرف عليه أجهزة المناعة وتنتج ضده الأجسام المضادة، وفي المقابل يعتمد لقاح شركة أسترازينيكا ChAdOx1-S وشركة جونسون أند جونسون Ad26.Cov2.S على إدخال جزء من الحمض النووي الخاص بفيروس كورونا سارس-2 داخل فيروس آخر غير ضار من عائلة الفيروسات الغدانية Adenoviruses لتكوين اللقاح. بعدها يتم حقن هذا اللقاح، حيث يتم إنتاج بروتين الشوكة من خلال الفيروس الحامل، لتتعرف عليه خلايا المناعة كذلك وتكون ضده الأجسام المضادة. بشكل عام، ومن أجل الوصول إلى استجابة مناعية مقبولة، يتم التلقيح عادة من خلال تناول جرعتين من نفس اللقاح بفاصل زمني مناسب.
منذ ظهور هذه اللقاحات وهي تثير العديد من الأسئلة حول أعراضها الجانبية وتأثيراتها المستقبلية وقدرتها على الوقاية من متحورات وسلالات الفيروس المختلفة. بعض الأسئلة كانت إجاباته حاضرة وبعضها لا يمكن الكشف عنه إلا بعد سنوات. أحد الأسئلة التي تم طرحها هل يمكن أن نستخدم مزيجا من نوعين من اللقاحات؟ وهل سيؤدي هذا المزج إلى استجابة مناعية جيدة؟ هذا السؤال أثار الاهتمام مع ظهور بعض الأعراض الجانبية العنيفة (وإن كانت ناردة) ترتبط بحدوث الجلطات لدى بعض صغار السن الذين تناولوا لقاح أسترازينينكا، وهو ما دعا العديد من الدول الأوروبية في ذلك الوقت إلى تعديل برامج التطعيم واختيار هذا التطعيم لكبار السن فقط. أوصت بعض الدول الأوروبية أيضا بتناول جرعة منشطة من لقاح فايزر للأشخاص الذين حصلوا على لقاح أسترازينيكا من قبل. لكن هذه التوصيات لم تكن مدعومة بأدلة علمية حول فائدة استخدام نوعي اللقاح معا، وهو ما دعا الباحثين إلى إجراء تجربة سريرية من أجل إجابة هذا السؤال نشرت نتائجها في شهر يونيو الماضي في مجلة ذا لانسيت.
* دراسة لنتائج المزج بين لقاحي فايزر وأسترازينيكا على فعالية اللقاح
في هذه التجربة السريرية قام الباحثون الإسبان بدراسة الاستجابة المناعية والآثار الجانبية للحصول على جرعة من لقاح فايزر بعد تناول جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا، وذلك بعد أسبوعين من تناول اللقاح، وتم إجراء الدراسة على البالغين بين سن 18 و60 عاماً الذين حصلوا على لقاح أسترازينيكا قبل شهرين إلى ثلاثة شهور، ولم يعان أي منهم من الإصابة بمرض كوفيد-19، وتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين بنسبة اثنين إلى واحد، حيث حصلت المجموعة الأولى على جرعة واحدة من لقاح فايزر، بينما تمت ملاحظة المجموعة الثانية (المجموعة الضابطة) باستمرار، وخلال الأيام السبعة الأولى تمت ملاحظة المرضى من أجل التعرف على أية أعراض جانبية، وبعد 14 يوما تم قياس مستوى الأجسام المضادة لبروتين الشوكة الخاص بالفيروس، وتلك المضادة للجزء الخاص بارتباط الفيروس بخلايا الجسم RBD، كما تم قياس مستوى مادة جاما انترفيرون في الدم من أجل تقييم فاعلية المناعة الخلوية، وشملت الدراسة في بدايتها 676 شخصا (أكملها منهم 663) تم توزيعهم على المجموعة التي تناولت التطعيم (450 شخصا)، والمجموعة الضابطة (226 شخصا) تم تجميعهم من خمس مسشتفيات جامعية في إسبانيا. بلغ متوسط أعمار المشاركين 44 عاما، من بينهم 382 أنثى والباقي ذكور.* ارتفاع مستويات الأجسام المضادة بعد المزج بين لقاحي فايزر وأسترازينيكا
أظهرت النتائج فاعلية كبيرة لتناول جرعة لقاح فايزر بعد لقاح أسترازينيكا، حيث زاد متوسط مستوى الأجسام المضادة للجزء الخاص بارتباط الفيروس بخلايا الجسم من 71 وحدة في المل إلى 7756 وحدة في اليوم الرابع عشر لتناول لقاح فايزر، وكذلك ارتفع مستوى الأجسام المضادة من النوع IgG المضاد لبروتين الشوكة من 98 وحدة في المل إلى 3684 وحدة في المل، وأظهرت النتائج أيضا أن متوسط مستوى الأجسام المضادة في المجموعة التي تناولت لقاح فايزر بلغ 77 ضعفا بالمقارنة بمستواها في المجموعة الضابطة بالنسبة للأجسام المضادة للجزء الخاص بارتباط الفيروس بخلايا الجسم، وحوالي 36 ضعفا بالنسبة للأجسام المضادة لبروتين الشوكة، وفي ما يخص الأعراض الجانبية فقد كانت بسيطة لدى ثلثي المشاركين تقريبا إلى متوسطة لدى ثلثهم. مثل الألم في موضع الحقن والصداع وآلام العضلات أكثر الأعراض الجانبية شيوعا، ولم تكن هناك أعراض عنيفة خلال هذه الفترة (وإن كانت هذه الأعراض قد لوحظت بشكل أكبر في الإناث عن الذكور، وهو ما يمكن تفسيره بحدوث استجابة مناعية أقوى لديهن)، ومن خلال هذه النتائج توصل الباحثون إلى أن استخدام جرعة من لقاح فايزر بعد لقاح أسترازينيكا يرتبط بحدوث استجابة مناعية قوية وآثار جانبية محدودة، وفي ما يخص المناعة الخلوية، فقد أظهرت النتائج أيضا أن استخدام لقاح فايزر كجرعة ثانية يزيد من مستوى هذا النوع من الاستجابة، وهو ما يتفوق على استخدام جرعتين من لقاح أسترازينيكا وحده.ما زالت التجربة السريرية مستمرة، لكن هذه النتائج المبدئية قد تساعد على تطوير برامج تلقيح أكثر مرونة في مواجهة نقص الإمدادات من بعض أنواع اللقاحات، خاصة مع استحواذ بعض الدول على النصيب الأكبر من هذه اللقاحات، وليس هذا فحسب، فقد تفيد هذه النتائج في استخدام اللقاحات المتاحة لإعطاء جرعات منشطة في المستقبل دون التقيد باللقاح الذي تم استخدامه من قبل.