أعلنت منظمة الصحة العالمية في يوم 5 أيار/مايو 2023 أن جائحة كورونا (كوفيد 19) لم تعد حالة عالمية طارئة، لتطوي بذلك صفحة من حالة التأهب العالمي التي تأثرت بها بلدان العالم منذ مطلع عام 2020.
جاء قرار إنهاء حالة الطوارئ للوباء بعد أكثر من ثلاث سنوات، في أعقاب الاجتماع الخامس عشر للجنة الطوارئ للوائح الصحية الدولية التابعة لمنظمة الصحة العالمية في 4 أيار/مايو.
وصرّح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بأن معدلات الوباء أصبحت في انخفاض منذ أكثر من عام، فقد زادت مناعة السكان من اللقاحات ومن العدوى أيضًا، بينما انخفضت معدلات الوفيات، وخف الضغط العام على الأنظمة الصحية.
هل انتهت جائحة كورونا؟
على مدى أكثر من ثلاث سنوات، ومنذ إعلان منظمة الصحة العالمية أن كوفيد 19 حالة طوارئ صحية عامة في يناير 2020، لقي ملايين الأشخاص مصرعهم، ويقدر عدد الوفيات بنحو 7 ملايين أو أكثر، بل وذكر الدكتور تيدروس أن هذه التقديرات قد تكون أقرب إلى 20 مليون حالة وفاة، محذراً من أن الفيروس لا يزال يشكل تهديداً عالمياً كبيراً.
وفي حين أن العديد من البلدان قد تعلمت كيفية التعايش والتعامل مع الفيروس، فإن البعض الآخر بعيد كل البعد عن حالة التعايش هذه. بالإضافة إلى ذلك، ينتشر متغير جديد لفيروس كورونا، والذي يدعى Arcturus، في 31 دولة على الأقل، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية تقول إنه ليس أكثر خطورة من المتغيرات الأخرى التي تسبب كوفيد 19.
وقالت الدكتورة كاثرين أوبراين، مديرة التحصين واللقاحات والمستحضرات البيولوجية في منظمة الصحة العالمية، في تصريح إعلامي: إن ارتفاع مخاطر الإصابة بالحالات الشديدة والوفاة لا يزال منخفضاً في العديد من البلدان حول العالم، لا سيما في البلدان التي ترتفع فيها معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا.
وصول معدلات الوفيات الناجمة عن فيروس كوفيد 19 إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق
اعتماداً على المكان الذي تعيش فيه، ربما يبدو أن قرار منظمة الصحة العالمية بإنهاء حالة الطوارئ العالمية للوباء قد فات موعده، فقد عاشت بعض البلدان، ولا سيما الولايات المتحدة، كأنما لم تكن هناك حالة طوارئ لكوفيد 19.
ولم يكن إعلان منظمة الصحة العالمية بإنهاء قرار الطوارئ الخاص بالوباء قراراً سريعاً أو عبثياً، بل تم تقييمه بعناية.
هل لا يزال يتعين عليك الحصول على الجرعة المعززة من اللقاح وارتداء الكمامة؟
ربما يحتاج بعض الناس لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم من كوفيد 19، فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها ستستمر في متابعة الحالة الوبائية، كما هو الحال في فيروس نقص المناعة البشرية، وتنصح بأن يتلقى الأفراد المسنون، والذين لديهم أمراض مزمنة (السكري، ارتفاع ضغط الدم، انتفاخ الرئة، السرطان)، والذين يعانون من حالات ضعف المناعة ... جرعات اللقاحات المعززة المنتظمة. وتنصح منظمة الصحة العالمية بإعطاء لقاح كوفيد الثنائي الجديد (ضد كورونا الأصلي وضد المتحور أوميكرون) لهؤلاء الأشخاص، وإعطاء جرعة ثانية داعمة من اللقاح الثنائي بعد أربعة أشهر، وربما كل سنة.
أما بالنسبة لارتداء الكمامة، فقد ثبت أنها لا تفيد كثيراً في الوقاية الآن، لذا يجب أن يكون اللقاح هو الدعامة الأساسية في الوقاية، خاصة بالنسبة للفئات المعرضة للخطر عند الإصابة بمرض كوفيد-19، مثل أولئك الذين يعانون من أمراض ضعف المناعة.
المصدر: