في الحقيقة لا تعتبر الفكرة أو المفهوم وراء أحواض الساونا شيئًا جديدًا، فقد استُخدم التعرّق منذ زمن طويل كعلاج، وفي القصص الأدبية استخدم شعب المايا بيوت التعرق منذ 3000 عام، وفقًا لمنشورات هارفارد الصحية. وفي فنلندا، استُخدمت حمامات الساونا منذ آلاف السنين، ولا يزال 1 من كل 3 فنلنديين يستخدمونها. وفي الولايات المتحدة، يُعتقد أن هناك أكثر من مليون حمام ساونا. والفوائد الرئيسية التي تقدمها أحواض الساونا هي الاسترخاء وصحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، قد لا تكون الساونا مناسبة للجميع.
أحواض الساونا
أحواض الساونا هي عبارة عن غرفة يتم تسخينها إلى درجة حرارة تتراوح بين 70 درجة مئوية إلى 100 درجة مئوية، وهناك عدة أنواع من أحواض الساونا وذلك بناءً على طريقة تسخين الغرفة. وتشمل:
- التدفئة بحرق الخشب: يستخدم الخشب لتدفئة غرفة الساونا، وعادة ما تكون غرف الساونا التي تعمل بحرق الخشب منخفضة الرطوبة وعالية الحرارة.
- التدفئة الكهربائية: تتمتع الساونا التي تعمل بالتدفئة الكهربائية بدرجات حرارة عالية ورطوبة منخفضة، ويتم تدفئة غرفة الساونا بواسطة سخان كهربائي متصل بالأرضية.
- غرفة الأشعة تحت الحمراء: تَستخدم غرف الساونا بالأشعة تحت الحمراء مصابيح خاصة تُصدر موجات ضوئية لتسخين جسم الشخص، وليس الغرفة بكاملها. وتكون درجات الحرارة في الساونا أقل عادة من درجات الحرارة في الساونا الأخرى، ولكن الشخص يتعرق بطريقة مماثلة. وعادة ما تكون درجة حرارة الساونا بالأشعة تحت الحمراء حوالي 60 درجة مئوية.
- غرفة البخار: تختلف عن الساونا، فبدلاً من الحرارة الجافة، تتضمن غرفة البخار رطوبة عالية وحرارة رطبة.
أحواض الساونا والفوائد الصحية المحتملة
بغض النظر عن كيفية تسخين أحواض الساونا أو مستوى الرطوبة، فإن التأثيرات على الجسم متشابهة. عندما يجلس الشخص في حوض الساونا، يرتفع معدل ضربات قلبه (100-150 نبضة في الدقيقة) وتتسع الأوعية الدموية، مما يزيد من الدورة الدموية، على نحو مماثل للتمارين الرياضية الخفيفة إلى المتوسطة حسب مدة استخدام الساونا. وقد يؤدي هذا إلى بعض الفوائد الصحية الآتية:
-
تخفيف الألم
قد يساعد تحسين الدورة الدموية في تقليل آلام العضلات وتحسين حركة المفاصل وتخفيف آلام التهاب المفاصل.
-
تقليل مستويات التوتر
نظرًا لأن الحرارة في الساونا تعمل على تحسين الدورة الدموية، فقد تعمل أيضًا على تعزيز الاسترخاء، وهذا من شأنه أن يحسن الشعور بالرفاهية.
-
قد يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية
قد يكون انخفاض مستويات التوتر عند استخدام الساونا مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد أجريت إحدى الدراسات في فنلندا، وتابعت 2315 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 42 و60 عامًا على مدار 20 عامًا. وتم تصنيف المشاركين وفقًا لمدى تكرار استخدامهم للساونا، بما في ذلك مرة واحدة في الأسبوع، ومرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وأربع إلى سبع مرات في الأسبوع.
وبعد ضبط عوامل الخطر القلبية الوعائية، ارتبط الاستخدام المتزايد للساونا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية القاتلة. لكن، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت هناك علاقة محددة بين استخدام الساونا وانخفاض الوفيات الناجمة عن أمراض القلب.
وعلى الرغم أن الدراسات قد تكون واعدة، فإن استخدام الساونا لا ينبغي أن يحل محل برنامج التمارين الرياضية للحفاظ على صحة القلب، وهناك المزيد من الأدلة التي تدعم فوائد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
-
قد تخفف من بعض مشكلات الجلد
تتسبب الساونا الجافة في جفاف الجلد أثناء الاستخدام. لهذا، قد يجد بعض مصابي التهاب الجلد الدهني أن أعراضهم تقل أثناء استخدام الساونا، ولكن قد يجد الأشخاص المصابون بالتهاب الجلد التأتبي أن الأعراض تزداد سوءًا.
-
قد تسهم في خفض آثار الربو
قد يجد الأشخاص المصابون بالربو راحة من بعض الأعراض نتيجة لاستخدام الساونا، وقد تساعد الساونا في فتح مجاري الهواء، وتخفيف البلغم، وتقليل التوتر.
-
قد تدعم وظائف الرئة
أجرت إحدى الدراسات اختبارًا لتأثيرات الاستحمام في الساونا على الأشخاص المصابين بأمراض الرئة، ووجدت أن الساونا ساعدت في تخفيف أو منع نزلات البرد والتهاب الشُّعب الهوائية المزمن والالتهاب الرئوي. لكن، نحن بحاجة إلى مزيد من البحث، لإثبات ذلك.
مدة البقاء في الساونا للحصول على فوائد صحية متزايدة
تركز معظم الدراسات السريرية على الأشخاص الذين يستخدمون أحواض الساونا لمدة 20 دقيقة أو أقل. ومع ذلك، تشير الأدلة التي أقرتها الكلية الأمريكية لأمراض القلب إلى أن الاستحمام في الساونا لمدة أطول من 19 دقيقة يعزز من صحة القلب. وتؤكد معظم البيانات حول استخدام الساونا على حقيقة مفادها أن زيادة عدد الزيارات الأسبوعية للساونا على مدى فترة طويلة تزيد من فوائدها.
مخاطر أحواض الساونا
يبدو أن الاستخدام المعتدل للساونا آمن بالنسبة لمعظم الناس. ومع ذلك، يجب على الشخص المصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية التحدث إلى الطبيب أولاً.
-
مخاطر ضغط الدم
قد يؤدي استخدام أحواض الساونا إلى انخفاض ضغط الدم، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم التحدث إلى طبيبهم للتأكد من أن استخدام الساونا آمن بالنسبة لهم، كما ينبغي على الأشخاص الذين أصيبوا مؤخرًا بنوبة قلبية أن يتحدثوا إلى طبيبهم أولاً قبل استخدام الساونا.
-
خطر الجفاف
يمكن أن يحدث الجفاف نتيجة لفقدان السوائل أثناء التعرق، وقد يكون الأشخاص المصابون بحالات معينة، مثل أمراض الكلى، أكثر عرضة للإصابة بالجفاف. كما أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي إلى الشعور بالدوار والغثيان لدى بعض الأشخاص.
الاحتياطات
لتجنب أي آثار صحية سلبية، يُنصح أيضًا باتخاذ الاحتياطات التالية:
- تجنب شرب الكحول: يزيد الكحول من خطر الإصابة بالجفاف وانخفاض ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب والموت المفاجئ.
- لا تقضِ أكثر من 20 دقيقة في المرة الواحدة في الساونا، ويجب على المستخدمين الجدد قضاء 5 إلى 10 دقائق كحد أقصى، ومع اعتيادهم على الحرارة، يمكنهم زيادة الوقت تدريجيًا إلى حوالي 20 دقيقة.
- اشرب الكثير من الماء: أياً كان نوع الساونا الذي يستخدمه الشخص، فمن المهم تعويض السوائل المفقودة بسبب التعرق، يجب على الأشخاص شرب حوالي كوبين إلى أربعة أكواب من الماء بعد استخدام الساونا.
- يجب على المرضى أيضًا الانتظار حتى يتعافوا قبل استخدام الساونا، ويجب على النساء الحوامل أو اللاتي يعانين من حالات طبية معينة، مثل انخفاض ضغط الدم، استشارة الطبيب قبل استخدام الساونا.
- من الآمن للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات فأكثر استخدام الساونا، ولكن يجب الإشراف عليهم عند القيام بذلك. ويجب ألا يقضوا أكثر من 15 دقيقة هناك في المرة الواحدة.
خرافات متعلقة بالساونا
قد تكون هناك بعض الفوائد الصحية المحتملة لقضاء بعض الوقت في الساونا، ولكن هناك أيضًا بعض الأساطير.
-
الخطأ: التعرق يزيل السموم
لا يوجد بحث علمي يثبت أن التعرق يخلص الجسم من السموم. تتم إزالة السموم مثل الكحول والزئبق والألمنيوم بشكل أساسي عن طريق الكلى والكبد والأمعاء.
-
الخطأ: استخدام الساونا يساعد على إنقاص الوزن
فقدان الوزن بعد استخدام أحواض الساونا يعود إلى فقدان السوائل وليس الدهون، وسوف يتم تعويض الوزن بمجرد أن يأكل الشخص أو يشرب شيئًا ما.
المصدر:
