ظهر عدد متزايد من الوفيات بسبب تناول الجرعة الزائدة من عقار الزيلازين Xylazine في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية نتيجةً لإدمان المخدرات، إذْ تُشير الدراسات إلى أن الأشخاص المستخدمين للزيلازين غالبًا ما يستخدمونه عن قصد، أو غير مدركين لوجوده في أدويةٍ أخرى غير مشروعة، خاصة الفنتانيل.
سنتعرف في هذا المقال على هذا العقار وتأثيراته، وكيفية تجنبه، والمسؤولية الواقعة بشأنه على مختلف الجهات الفاعلة في المجتمع.
ما هو مخدر الزومبي؟
هو مزيج من مادة الزيلازين، التي تستخدم لتهدئة الحيوانات الضخمة، مثل الخيول، وتخلط مع مادة الفنتانيل، أخطر أنواع المخدرات. ويؤدي تناول المخدر إلى خفض معدل ضربات القلب، وضيق في التنفس، ووقف إمدادات الدم، كما يترتب عليه تعفن في طبقات الجلد، قد تصل إلى بتر الأطراف.
كيف يتعرض الناس للزيلازين؟
يتم العثور على المهدئ الذي يسمى زيلازين بشكل متزايد في المخدرات غير الشرعية في الولايات المتحدة، ويرتبط بالوفاة بسبب الجرعة الزائدة. يمكن أن يكون الزيلازين -الذي لم تتم الموافقة عليه للاستخدام عند البشر- خطرًا ومهددًا للحياة بشكل خاص عند دمجه مع مركبات الأفيون، مثل الفنتانيل.
نظرًا لتأثيره على أزمة مركبات الأفيون، أعلن مكتب السياسة الوطنية للسيطرة على المخدرات في البيت الأبيض أن الفنتانيل المختلط (المغشوش) مع الزيلازين يشكل تهديدًا متزايدا على الصحة. في 11 يوليو 2023، أصدر البيت الأبيض خطة استجابة وطنية لمعالجة التهديد الناشئ عن الفنتانيل المَمزوج بالزيلازين.
زاد وجود مادة الزيلازين في الأدوية التي تم فحصها في المختبرات في الولايات المتحدة بين عامي 2020-2021، مع وجود أكبر زيادة في مناطق الجنوب، ووجدت دراسات من مجالات محددة زيادات مماثلة. أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 10 مدن أمريكية أن الزيلازين ساهم بحدوث أقل من 1٪ من وفيات الجرعة الزائدة من المخدرات في عام 2015، بينما ارتفع ذلك إلى ما يقرب من 7٪ في عام 2020.
وفي عينات من ثمانية برامج في ولاية ماريلاند تم اختبارها بين عامي 2021 و2022، تم العثور على الزيلازين فيما يقرب من 80٪ من عينات الأدوية التي تحتوي على المواد الأفيونية. في فيلادلفيا وبنسلفانيا، تم العثور على الزيلازين لدى 31٪ من وفيات الهيروين، و/أو الفنتانيل بجرعة زائدة في عام 2019.
في دراسة حديثة أجريت على نظام الإبلاغ عن وجود جرعة زائدة من المخدرات (SUDORS) في مركز السيطرة على الأمراض (SUDORS)، من بين 20 ولاية مع واشنطن العاصمة، زادت النسبة الشهرية للوفيات التي تتعلق بالفنتانيل (IMF) بشكل غير قانوني مع اكتشاف الزيلازين في الفترة من يناير 2019 إلى يونيو 2022.
وفي حين أن النطاق الوطني الكامل في الولايات المتحدة الأمريكية لوفيات الجرعة الزائدة التي تنطوي على كمية زيلازين غير معروف، فإن الأبحاث تُظهر أن الوفيات الزائدة المرتبطة بالزيلازين قد انتشرت أيضًا غرب الولايات المتحدة، وأن أكبر تأثير موجود في الشمال الشرقي.
يذكر الناس أن استخدام الفنتانيل المحتوي على الزيلازين يساهم في إطالة آثاره البهيجة. تضمنت معظم الوفيات الزائدة المرتبطة بكل من الزيلازين والفنتانيل مواد إضافية، بما في ذلك الكوكايين والهيروين والبنزوديازيبينات والكحول والجبابنتين وثلاثي ميثادون وأفيونيات الوصفات الطبية.
يمكن خلط الأدوية غير القانونية، مثل الكوكايين والهيروين والفنتانيل مع الزيلازين، إما لتعزيز تأثيرات المخدرات، أو زيادة قيمتها عن طريق زيادة وزنها. قد لا يكون الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات غير القانونية على دراية بوجود الزيلازين.
استولت إدارة مكافحة المخدرات على خليط للزيلازين والفنتانيل في 48 من 50 ولاية، وأفاد نظام مختبر DEA أن نحو 23٪ من مسحوق الفنتانيل و7٪ من حبوب الفنتانيل التي استولت عليها DEA في عام 2022 تحتوي على الزيلازين. عادة ما يتم حقن الزيلازين، على الرغم من أنه يمكن ابتلاعه أو استنشاقه.
هل الزومبي خطير؟
وفقًا لتحليل وبائي نشرته جامعتا كارلتون وأوتاوا، فإن أي تفشٍ لوباء الزومبي، وإن كان الزومبي الناتجون من النوع البطيء، قد يؤدي إلى انهيار الحضارة البشرية، ما لم يتم التعامل معه مبكرًا.
ما هي الأعراض والمخاطر الصحية للزيلازين؟
عند استخدامه من قبل البشر، يمكن أن يسبب الزيلازين (حسب FDA):
- التخدير.
- صعوبة في التنفس.
- انخفاض ضغط الدم بشكل خطير.
- تباطؤ معدل ضربات القلب.
- ظهور قروح جلدية.
- ظهور أعراض الانسحاب الشديدة.
- الموت.
كيف نتصرّف؟
يؤثر تناول المواد الأفيونية بالاشتراك مع الزيلازين على الجهاز العصبي المركزي، مثل الكحول أو البنزوديازيبينات، ويؤدي لخطر حدوث تأثير الجرعة الزائدة التي تهدد الحياة.
في حالة الاشتباه بحدوث جرعة زائدة من الزيلازين، يوصي الخبراء بإعطاء أدوية لعكس تأثير الجرعة الزائدة من المواد الأفيونية مثل النالوكسون، لأن الزيلازين يتم دَمجه بشكل متكرر مع المواد الأفيونية. ومع ذلك، نظرًا لأن الزيلازين ليس من الأفيونيات، فإن النالوكسون لا يعالج تأثير الزيلازين على التنفس. لهذا السبب، يشعر الخبراء بالقلق من أن انتشار الزيلازين المتزايد في استخدام مركبات الأفيون غير المشروعة قد يجعل النالوكسون أقل فعالية في علاج بعض حالات تناول الجرعات الزائدة. يجب دائمًا تنبيه خدمات الطوارئ الطبية في حال وجود جرعة زائدة مشتبه بها.
بشكل عام؛ عندما تجد شخصًا لديه علامات وأعراض جرعة زائدة من الأفيونيات، أو جرعة زائدة تشمل المواد الأفيونية والزيلازين قم بما يلي:
- اتصل بالإسعاف، وابق مع الشخص حتى يصل فريق الإسعاف. الجرعة الزائدة هي حالة طوارئ طبية، ويمكن للمستجيبين الأوائل تقييم الموقف وتوفير العلاج.
- إعطاء النالوكسون، يمكن للنالوكسون عكس تأثير أي أفيونيات، ولن يسبب ضررًا إذا لم يتم إشراك المواد الأفيونية في جرعة زائدة. ومع ذلك، نظرًا لأن النالوكسون لن يعالج تأثير الزيلازين على التنفس، فقد تستمر تأثيرات الزيلازين بعد إعطاء النالوكسون.
- استخدم (التنفس الاصطناعي). أفاد المستجيبون الأوائل أن مساعدة التنفس مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين استخدموا الزيلازين، لأنه يتسبب في إبطاء التنفس. لمساعدة التنفس عند البالغين، تأكد من أن مجرى الهواء للشخص سالك؛ ضع يدًا واحدة على ذقن الشخص، وأَمِلْ الرقبة إلى الوراء، مع سد فتحتي الأنف وجعله مغلقًا. ضع فمك على فم الشخص بشكلٍ محكم وامنح أنفاسا بطيئة. راقب صدر الشخص ليرتفع مع إعطاء التنفس، ومتابعة الأنفاس واحدة كل 5 ثوان تقريبا.
واجبات المنظمات المجتمعية وإدارات الصحة العامة
- تثقيف الجمهور حول الوجود المتزايد للزيلازين في المخدرات، وكيفية الاستجابة للإصابات المشتبه بها من الزيلازين والجرعات الزائدة.
- رفع الوعي بسوق المخدرات غير القانوني، والاستخدام الشائع للفنتانيل بشكل غير قانوني مع أدوية أخرى مثل الزيلازين.
- توفير الرسائل لمجموعات الناس في المجتمع، وخاصة أولئك الذين يقدمون الخدمات للأشخاص المعرَّضين لخطر أكبر، ولقادة المجتمع، ومسؤولي المدارس، والقادة القائمين على أمور الناس، وأولياء الأمور، والطلاب وغيرهم بشأن وجود المخدرات غير القانونية، ومخاطر التعرض للأفيونيات القوية مثل الفنتانيل، أو الفنتانيل المختلط مع الزيلازين.
- توفير أشرطة اختبار للأشخاص الذين يستخدمون المخدرات كجزء من برامج فحص المخدرات في المجتمع. هذه هي الفرص الرئيسية لتثقيف الأشخاص الذين يستخدمون المخدرات حول وجود الزيلازين المتزايد. يوفر هذا أيضًا فرصة لتثقيف وتشجيع الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات حول كيفية استخدام استراتيجيات تقليل الأضرار المختلفة.
- ربط الأشخاص الذين يتعرضون لخطر الجرعة الزائدة ببرنامج رعاية، وتتبع برامج الاحتفاظ بهم في برامج الرعاية.
- زيادة تعليم الوقاية من الجرعة الزائدة ونالوكسون المنزلي للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات وأصدقائهم وغيرهم ممن يُحتمل أن يشهدوا أو يعانوا من جرعة زائدة.
- كن شريكًا في أنشطة السلامة العامة والصحة العامة للحصول على أحدث المعلومات حول المخدرات المحلية واتجاهات الجرعة الزائدة منها.
واجبات فريق الإسعاف للجرعات الزائدة
- النظر في الزيلازين كمساهم في حدوث تأثير الجرعة الزائدة عندما يكون العلاج بدواء النالوكسون غير فعال.
- دعم التنفس الإسعافي. يعتبر دعم التنفس تدخلًا مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين استخدموا الزيلازين، لأنه يتسبب في تباطؤ التنفس.
واجبات مقدِّمي الرعاية الصحية
- تحدَّث إلى المرضى حول المخدرات غير القانونية، ومخاطر الجرعة الزائدة والتعرض للأفيونيات القوية للغاية، مثل الفنتانيل والفنتانيل المخلوط بالزيلازين.
- اطلب من المرضى الاتصال برقم الطوارئ أو الإسعاف في بلدهم، وأن النالوكسون لن يعكس تأثيرات الزيلازين. في حال تناول جرعة زائدة من الفنتانيل والزيلازين، يجب الاستمرار في إعطاء النالوكسون، ولكن من المهم ملاحظة أن تأثيرات الزيلازين قد تستمر بعد إعطاء النالوكسون.
- الإحالة إلى خدمات العلاج والرعاية وخدمات دعم التعافي، بما في ذلك العناية بالقروح الجلدية.
- تنفيذ بروتوكولات الاستجابة بعد الجرعة الزائدة التي تتضمن المشاركة بين الصحة العامة ومقدمي العلاج ومنظمات الخدمة المجتمعية ومقدمي الرعاية الصحية. تعمل هذه البروتوكولات على تعزيز التثقيف بشأن الجرعة الزائدة والعلاج والارتباط بالرعاية، وأدوية استخدام المواد الأفيونية، وتوزيع النالوكسون.
ماذا تفعل حبوب الزومبي؟
عند تعاطيه، فإنه يسبب تعفن الجلد، حيث يصبح الشخص وكأنه ميت ويسير على الأرض بشكل متمايل، ومن هنا كان اسم "مخدر الزومبي". ويرى أميركيون أن "الأمر تحول إلى كارثة وطنية، خصوصاً أن شبكات تجار المخدرات تتصرف بطرق ملتوية من خلال استخدام الألوان وطرق التحايل والإبداعات في عملية التسويق"
الخلاصة
الزيلازين دواء خطير جدًا على البشر، تم تطويره في الأصل كمخدر بيطري. تم التعرف عليه لأول مرة على أنه يستخدم في غش الهيروين في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. على الرغم من أن الزيلازين ليس من المواد الأفيونية، فإنه يحفز تأثيرات شبيهة بالمواد الأفيونية، بما في ذلك التخدير وتباطؤ معدل ضربات القلب، وصغر حدقة العين، وانخفاض معدل التنفس.
يرتبط استخدام الزيلازين أيضًا بظهور تقرحات والتهابات خطيرة في الجلد والأنسجة الرخوة. يزيد استخدام المواد الأفيونية مع الأدوية المهدئة مثل الزيلازين من خطر الجرعة الزائدة المميتة.
لذلك يجب على الجميع الحرص في مراقبة أبنائهم وإبعادهم عن أصحاب السوء، وإشغالهم بكل ما هو مفيد وجديد.
المصادر
