ما هو سم النحل وما فوائده؟

سم النحل هو مادة طبيعية ذات فوائد عديدة تجعله محط اهتمام العديد من الباحثين وعشاق الطب البديل، يحتوي على مكونات فريدة تسهم في علاج العديد من الأمراض والحالات الصحية. في هذا المقال، سنستكشف فوائد سم النحل، وكيف يمكن استخدامه بفعالية في الرعاية الصحية والعلاج البديل، مع التركيز على الأبحاث والاكتشافات الحديثة التي تكشف عن قدراته الرائعة في تحسين جودة حياة الإنسان.

ما هو سم النحل؟

سم النحل سائل حمضي عديم اللون، يفرزه النحل من خلال عضو اللسع الموجود به إلى هدف أو شخص معيَّن عندما يشعر بالتهديد منه أو يقوم الشخص بإيذائه.

كما يتضح من الاسم، فإن سم النحل هو مكون مشتق من النحل، يُستخدم بوصفه علاجًا طبيعيًا لعدد من الأمراض.

انتشر في الآونة الأخيرة أن سم النحل له عدة خصائص طبية، بدءاً من تقليل الالتهاب إلى علاج الأمراض المزمنة، ولكن الأبحاث  محدودة إلى الآن.

ما هي مكونات سم النحل؟

يحتوي سم النحل على كل من المركّبات المضادة للالتهابات والمركّبات التي تسبب الالتهابات، مثل الإنزيمات والسكريات والمعادن والأحماض الأمينية.

يحتوى سم النحل على مركّب يسمى (ميليتين)، وهو مركّب يتكون من 26 حمضاً أمينياً، وهو يشكل نحو 50٪ من الوزن الجاف لسم النحل، وقد ثبت في بعض الدراسات أن له تأثيرات مضادة للفيروسات والبكتيريا ومضادة للسرطان، وهو مسؤول بشكل أساسي عن الألم المصاحب للسعات النحل.

يحتوي سم النحل أيضاً على الببتيدات (الأبامين والأدولابين) التي ثبت أن لها خصائص مضادة للالتهابات وتسكن الآلام، لكن ما نزال بحاجة إلى مزيد من البحث. وقد يتسبب سم النحل في حدوث تهيج الجلد؛ لأن هذه الببتيدات لها خصائص سامة.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي سم النحل على فسفوليباز (A2)، وهو إنزيم يُعَد من المسببات الرئيسية للحساسية التي تسبب الالتهاب وتلف الخلايا. ولكن وفقاً لبعض الأبحاث، قد يكون للإنزيم أيضاً تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادة للمناعة.

وبالتالي فإن المواد الموجودة في سم النحل لها تأثيرات صحية إيجابية، وكذلك تأثيرات صحية سلبية، والأهم من ذلك أنه بينما تُظهر الأبحاث أن المركّبات في سم النحل قد يكون لها تأثيرات مفيدة للجسم، فإن التأثيرات الخاصة بكل مكون غير معروفة، فإلى وقتنا الحالي لم يتم دراسة تأثير العديد من المكونات بدقة.

كيف يتم استخدام سم النحل؟

العلاج بالنحل (بالإنجليزية: Apitherapy) هو أحد أنواع ممارسة الطب البديل الذي يستخدم منتجات النحل -بما في ذلك سم النحل- لعلاج ومنع الأمراض والألم وغير ذلك.

على الرغم من أن سم النحل قد شهد زيادة في شهرته مؤخراً، فإنه قد تم استخدام علاج سم النحل في ممارسات الطب التقليدي منذ آلاف السنين.

يستخدم سم النحل بعدة طرق، ومتوفر بأشكال كثيرة، فمثلاً:

• يتم إضافته إلى منتجات مثل المكملات الغذائية والمرطبات والأمصال، التي يمكن الحصول عليها عبر الإنترنت أو في المتاجر المتخصصة.
• يمكن إعطاء حقن سم النحل من قبل المتخصصين في مجال الرعاية الصحية.
• يتم استخدام سم النحل في استخدام عضو اللسع في النحل، أو ما يسمى العلاج بلسعات النحل، وهي طريقة علاجية يتم فيها وضع نحل حي على الجلد وإحداث اللسعة.
• 

  اقرأ أيضاً

  أهم الفوائد الصحية لعسل النحل ومحاذير تناوله

ما هي فوائد سم النحل؟

على الرغم من عدم إثبات جميع فوائد سم النحل علمياً، فإن الأبحاث أظهرت أن له العديد من الخصائص الطبية، منها:

له خصائص مضادة للالتهابات

واحدة من أكثر فوائد سم النحل المثبتة هي تأثيراته القوية المضادة للالتهابات، فقد ثبت أن العديد من مكوناته تقلل الالتهاب، وخاصة الميليتين، الذي هو مكونه الرئيسي.

على الرغم من أن الميليتين يمكن أن يسبب الحكة والألم والالتهابات عند تناوله بجرعات عالية، فإن له تأثيرات قوية مضادة للالتهابات عند استخدامه بكميات صغيرة.

ثبت أن الميليتين يثبط مسارات الالتهاب، ويقلل من علامات الالتهاب، مثل عامل نخر الورم ألفا (TNF-α) وإنترلوكين 1 بيتا (IL-1β).

يقلل من الأعراض المرتبطة بالتهاب المفاصل

ثبت أن التأثيرات المضادة للالتهابات لسم النحل تفيد المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي (RA)، وهي حالة التهابية مؤلمة تؤثر على المفاصل.

وجدت دراسة استمرت لمدة 8 أسابيع على 120 شخصاً مصاباً بالتهاب المفاصل الروماتويدي أن العلاج بلسعات النحل، والذي يستخدم من 5 إلى 15 لسعة نحل كل يومين، كان له تأثير في تخفيف الأعراض المشابهة لتلك الخاصة بأدوية التهاب المفاصل الروماتويدي التقليدية، مثل ميثوتريكسات (Methotrexate) و سيليكوسيب (Celecoxib).

أظهرت دراسة أخرى أجريت على 100 شخص مصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي أن الجمع بين العلاج بسم النحل والأدوية التقليدية مثل الميثوتريكسات والسلفاسالازين والميلوكسيكام كان أكثر فاعلية في تقليل الألم وتورم المفاصل من العلاج بالأدوية التقليدية وحدها.

على الرغم من أن هذا النتائج واعدة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه التأثيرات.

يعزز من صحة الجلد

بدأت العديد من شركات العناية بالبشرة بإضافة سم النحل إلى منتجات مثل الأمصال والمرطبات، فقد وُجد أن سم النحل يعزز من صحة الجلد بعدة طرق، وذلك عن طريق تقليل الالتهاب، وتقليل التجاعيد، وله تأثيرات مضادة للبكتيريا.

أظهرت دراسة استمرت 12 أسبوعاً على 22 امرأة أن استخدام مصل للوجه يحتوي على سم النحل مرتين يومياً قلل بشكل كبير من عمق التجاعيد وعدد التجاعيد الكلي، مقارنةً بالعلاج الوهمي.

وجدت دراسة أخرى استمرت لمدة 6 أسابيع أن 77٪ من المشاركين الذين يعانون من حَب الشباب الخفيف إلى المتوسط والذين استخدموا مصلًا يحتوي على سم النحل مرتين يومياً شهدوا تحسناً كبيراً في حَب الشباب، مقارنةً بالعلاج الوهمي.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أُجريت في أنابيب الاختبار أن لِسُم النحل تأثيرات قوية مضادة للبكتيريا، ومضادة للالتهابات التي تسببها البكتيريا المسببة لحَب الشباب (Propionibacterium Acnes).

يعزز صحة المناعة

ثبت أن لسم النحل آثار مفيدة على الخلايا المناعية التي تسبب الاستجابات التحسسية والالتهابية.

تشير الأدلة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن العلاج بسم النحل يساعد في تقليل أعراض أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة الحمراء، والتهاب الدماغ والنخاع، والتهاب المفاصل الروماتويدي، عن طريق تقليل الالتهاب وتعزيز الاستجابة المناعية.

تشير دراسات أخرى على الحيوانات إلى أن علاج سم النحل يساعد أيضاً في علاج حالات الحساسية مثل الربو.

يُعتقد أن سم النحل يزيد من إنتاج الخلايا التائية التنظيمية، والتي تمنع استجابات مسببات الحساسية وتقلل الالتهاب. 

وعلى الرغم من أن هذه النتائج واعدة، فإن تأثيرات العلاج بسم النحل على البشر المصابين بالحساسية منه تكون ضارة، ولكن العلاج المناعي بسم النحل (والذي يتم فيه إعطاء سم النحل بواسطة اختصاصي رعاية صحية عن طريق الحقن) يستخدم لعلاج الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الشديدة من لسعات النحل، فقد أظهرت الأبحاث أن هذا العلاج آمن وفعال، ويمكن أن يقلل من المخاطر المستقبلية لردود الفعل الخطيرة للسعات النحل، وفي الواقع يُنصح به كعلاج أولي لمن لديهم حساسية من سم النحل.

الفوائد الصحية الأخرى لسم النحل

يفيد سم النحل في الحالات الآتية:

• الأمراض العصبية: تشير بعض الأبحاث إلى أن العلاج بسم النحل يساعد في تقليل الأعراض المتعلقة بالأمراض العصبية، مثل مرض باركنسون، لكن الدراسات البشرية محدودة.
• الألم: أظهرت إحدى الدراسات أن استخدام عضو اللسع في النحل على جلد المريض لإخراج سم النحل أو العلاج بلسعات النحل، جنباً إلى جنب مع الأدوية التقليدية، يقلل بشكل كبير من الألم، ويحسن الحالة الوظيفية في تجربة أجريت على 54 مريضاً كانوا يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة، مقارنة بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
•  علاج مرض لايم: تشير بعض الأبحاث إلى أن سم النحل والميليتين المستخرج منه قد يكون لهما تأثيرات مضادة للميكروبات، مثل بكتيريا (Borrelia Burgdorferi)، وهي البكتيريا التي تسبب مرض لايم، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

على الرغم من أن هذه الفوائد واعدة، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيدها.

ما هي الأعراض الجانبية لاستخدام سم النحل؟

يمكن أن تؤدي بعض طرق العلاج بسم النحل، بما في ذلك استخدام عضو اللسع في النحل على جلد المريض، إلى أعراض جانبية، مثل الألم والتورم والاحمرار.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب العلاج بسم النحل في حدوث أعراض جانبية خطيرة أو حتى الموت لدى الأفراد الذين يعانون من الحساسية الشديدة، لأنها تسبب الحساسية المفْرطة، وهو رد فعل تحسسي يهدد الحياة؛ لأنه يجعل التنفس صعباً.

كما تم تسجيل أعراض جانبية خطيرة أخرى مرتبطة بالعلاج بسم النحل، مثل التعب، وفقدان الشهية، والألم الشديد، وزيادة خطر النزيف، والقيء.

لدى الأفراد المعرَّضين للإصابة بالحساسية من العلاج بلسعات النحل، يمكن أن يتسبب استخدام منتجات سم النحل الموضعية مثل الأمصال والمرطبات أيضاً في حدوث ردود فعل سلبية، مثل الحكة والشرى والاحمرار.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه تم مراجعة 154 دراسة حول الأعراض الجانبية للعلاج بسم النحل، فقد وُجد أن ما متوسطه 29٪ من الأشخاص عانوا من أعراض جانبية تتراوح شدتها من أعراض جانبية خفيفة إلى شديدة بعد العلاج، كما وُجد أنه عند مقارنة الأعراض الجانبية التي تحدث للمريض بعد الحقن بالمحلول الملحي لسم النحل والأعراض الجانبية التي تحدث عند العلاج بلسعات النحل أنه قد زاد العلاج بلسعات النحل من حدوث الأعراض الجانبية بنسبة كبيرة بلغت 261٪.

ما الأمراض التي قد يعالجها سم النحل؟

قد يساعد سم النحل في علاج بعد الأمراض، فقد حقق سم النحل نجاحات علاجية مؤخرا ضد أنواع مختلفة من السرطانات بما في ذلك الثدي والمبيض والمثانة والرئة والكبد والبروستاتا، من خلال آليات مختلفة مثل موت الخلايا المبرمج والنخر وقمع الانتشار السرطاني، وتغييرات في دورة الخلية.

هل سم النحل يعالج الأعصاب؟

تُعد حماية الأعصاب من فوائد سم النحل ، إذ أن لسع النحل يقوم بحماية الخلايا العصبية بعدة طرق، منها أنه يقوم بحماية الخلايا العصبية من الموت الخلوي عن طريق تثبيط عملية التسمم الخلوي الناتج عن العرض لمادة الجلوتاميت (Glutamate).

متى يؤدي سم النحل للوفاة؟

قد يسبب سم النحل الوفاة في بعض الحالات، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون  من تحسس شديد من سم النحل والدبابير، وقد يموت بسبب لسعة واحدة من هذه الحشرات التي تكثر في الربيع والصيف وحتى أوائل فصل الخريف. لذا فسرعة تناول العلاج والتلقيح ضد هذا السم قد ينقذ حياة البعض.

هل سم النحل مفيد لالتهاب المفاصل؟

تشير بعض الداراسات إلى أن سم النحل يساعد في تخفيف آلام المفاصيل، ومؤخراً تسعى شركة نيوزيلندية للحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي من أجل تسويق سمّ النحل لعلاج مرضى التهابات المفاصل، وأنه  لديه القدرة على التخفيف من الالتهابات وتسكين آلام المفاصل.

 

ما هي احتياطات استخدام سم النحل؟

على الرغم من أنه قد ثبت أن سم النحل له عدة فوائد صحية، فإنه من المهم ملاحظة أن الدراسات التي تدعم هذه الفوائد محدودة، وفي الواقع تم إجراء معظم الأبحاث الموجودة على الحيوانات أو في أنابيب الاختبار.

وبالتالي، فإنه ليس من الواضح مدى فعالية العلاج بسم النحل كعلاج للطب البديل، وكذلك ما إذا كان أكثر فعالية من العلاجات التقليدية لحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الألم المزمن أو أمراض المناعة الذاتية.

استناداً إلى الأبحاث المتاحة حتى الآن، من الممكن أن نقول أن الأعراض الجانبية التي تتراوح من أعراض جانبية خفيفة إلى شديدة تكون شائعة عند استخدام سم النحل، لهذا السبب يجب توخي الحذر الشديد عند استخدام هذه المنتجات أو العلاجات، كما يجب أن يتم إجراء العلاج بسم النحل من قبل اختصاصي رعاية صحية مختص فقط.

 

المصادر:

1-https://www.healthline.com/nutrition/bee-venom#intro

2-https://www.webmd.com/vitamins/ai/ingredientmono-972/bee-venom

3-https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bee-stings/symptoms-causes/syc-20353869

4-https://www.sciencedirect.com/topics/chemistry/bee-venom

5-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6720840/