ما هو سبب سيلان اللعاب (الترويل)؟

1. العمر

يبدأ سيلان اللعاب بعد الولادة ويبلغ ذروته بين ثلاثة وستة أشهر عندما يصبح الرضع أكثر نشاطاً، وهذا أمر طبيعي، خاصة في حالة التسنين.

2. الحمية

غالباً ما تتسبب الأنظمة الغذائية عالية المحتوى الحمضي في زيادة إفراز اللعاب.

3. الاضطرابات العصبية

يمكن أن تتسبب بعض الحالات الطبية في حدوث سيلان اللعاب، خاصة إذا تسببت في فقدان السيطرة على عضلات الوجه، فقد تتسبب الحالات العصبية، مثل الشلل الدماغي أو مرض باركنسون أو التصلب الجانبي الضموري (ALS) أو السكتة الدماغية، في ضعف العضلات الذي يؤثر على القدرة على غلق الفم وابتلاع اللعاب.

4. وضعية النوم

السبب الأكثر شيوعاً لسيلان اللعاب أثناء النوم واضح جداً، وربما لم تفكر به أبداً، وله علاقة بالجاذبية الأرضية، وغالباً ما يؤدي وضع النوم إلى تجمع سيلان اللعاب داخل الفم، ومن المرجح أن يسيل لعاب الأشخاص الذين ينامون على جانبهم أو على بطونهم، خاصة إذا كانوا يتنفسون من خلال الفم، أو إذا كان لديهم ممرات جيبية ضيقة، يمكن أن يبدأ اللعاب المتراكم في الانزلاق من الشفتين عند فتحهما للتنفس.

5. الآثار الجانبية للدواء

يمكن لبعض الأدوية أن تجعل الإنسان أكثر عرضة للترويل، وثبت أن الأدوية المضادة للذهان (خاصة كلوزابين) والأدوية المستخدمة لعلاج مرض الزهايمر تسبب سيلان اللعاب المفرط، ويمكن أن تؤدي بعض المضادات الحيوية أيضاً إلى السيلان اللعابي.

وكذلك أدوية الوهن العضلي الوبيل (مرض عصبي عضلي يسبب ضعف عضلات الهيكل العظمي) يمكن أن تسبب سيلان اللعاب.

6. الحساسية والالتهابات

إذا كان الجسم يعاني من حساسية تجاه شيء ما أو كان مصاباً بعدوى، فقد ينتج عنه المزيد من اللعاب لطرد السموم.

7. حالات أخرى

يمكن أن تؤدي الحالات الطبية مثل ارتداد الحمض من المعدة والحمل إلى زيادة إنتاج اللعاب. يمكن أن تؤدي الحساسية والأورام والتهابات أعلى الرقبة مثل التهاب الحلق والتهاب اللوزتين والتهاب الجيوب الأنفية إلى إعاقة البلع.

كذلك هناك حالة التهاب لسان المزمار، ومتلازمة (غيلان باريه) وهي اضطراب مناعي ذاتي يضر بالأعصاب في جميع أنحاء الجسم، وأيضاً هناك حالة اضطرابات البلع وتوقف التنفس أثناء النوم.

* مضاعفات سيلان اللعاب

يمكن أن يكون لسيلان اللعاب آثار طبية ونفسية اجتماعية على حياة الشخص، وقد تكون هذه الأعراض محرجة في المواقف الاجتماعية وتؤثر على احترام الذات.

يمكن أن يؤدي سيلان اللعاب الشديد إلى تشقق الجلد وتهيجه وانهياره، فإذا كان الشخص لا يستطيع البلع، فغالباً ما يتسرب اللعاب، ومع ذلك، في الحالات الخطيرة، يمكن أن يتجمع في الحلق، وعند الاستنشاق، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدوى الرئة تسمى الالتهاب الرئوي التنفسي، ولذلك لابد من البحث عن سبل لعلاج السيلان.

* كيف يعالج سيلان اللعاب؟

لا يوصي الأطباء عادةً بأي علاج لشخص عمره أقل من 4 سنوات أو يسيل لعابه أثناء النوم،
وقد يوصى بالعلاج عندما يكون سيلان اللعاب شديداً، ويُعتبر السيلان شديداً إذا كان اللعاب يسيل من إلى الملابس أو إذا كان سيلان اللعاب يتعارض مع الأنشطة اليومية ويخلق مشاكل اجتماعية، ويمكن أن يؤدي الترويل المفرط أيضاً إلى استنشاق اللعاب في الرئتين، مما قد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.

يُنظر في خيارات العلاج على أساس كل حالة على حدة، ولكن بشكل عام سيقوم الطبيب بإجراء تقييم والتوصل إلى خطة الإدارة التي تناسب المريض بشكل أفضل.

يتضمن النهج غير الجراحي تجربة أشياء مثل الأدوية والعلاج الحركي الفموي، وفي الحالات الأكثر خطورة، قد تفكر المريض وطبيبه في اتباع نهج أكثر توغلاً، بما في ذلك خيارات العلاج مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي، وتوجد عدة أساليب لعلاج سيلان اللعاب نوردها فيما يأتي:

1- وضع جهاز الأسنان

يوضع جهاز خاص في الفم يساعد في إغلاق الشفة أثناء البلع، وقد يساعد جهاز تعويضي عن طريق الفم، مثل كوب الذقن، في إغلاق الشفة وكذلك يعالج وضع اللسان والبلع. يعمل هذا الخيار بشكل أفضل إذا كان لدى المريض بعض التحكم في البلع.

2- استخدام بعض الأدوية

تساعد بعض الأدوية في تقليل إنتاج اللعاب، وتشمل هذه:

• سكوبولامين (ترانسديرم سكوب)، والذي يأتي على شكل رقعة توضع على الجلد لتوصيل الدواء ببطء طوال اليوم، وكل رقعة تستمر لمدة 72 ساعة.
• غليكوبيرولات (روبينول)، الذي يُعطى عن طريق الحقن أو في شكل حبوب، ويقلل هذا الدواء من إنتاج اللعاب ولكنه قد يسبب جفاف الفم نتيجة لذلك.
• سلفات الأتروبين، وتعطى على شكل قطرات في الفم، ويستخدم هذا عادةً للأشخاص أثناء رعاية نهاية العمر.

مع ضرورة الانتباه إلى الآثار الجانبية للأدوية المدرجة أعلاه، وعدم أخذها دون استشارة الطبيب.

3- استخدام حقن البوتوكس

قد تساعد حقن البوتوكس في تقليل أعراض سيلان اللعاب عن طريق شد عضلات الوجه،
وهي تستخدم لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية، إذْ يشل البوتوكس العضلات في المنطقة ويمنع الغدد اللعابية من العمل، وعادة ما تستمر آثار الحقن لمدة 6 أشهر ويمكن تكرارها، وقد وجدت دراسة عام 2012 أن المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية والذين تلقوا البوتوكس أظهروا انخفاضاً ملحوظاً في سيلان اللعاب.

4- العلاج الجراحي

تمت الموافقة على عدة إجراءات جراحية لعلاج سيلان اللعاب، والأكثر شيوعاً هو إعادة توجيه القنوات اللعابية إلى الجزء الخلفي من الفم لمنع سيلان اللعاب خارج الفم، وإجراء جراحي آخر يزيل الغدد اللعابية تماماً.

5- تغيير أوضاع النوم

يسيل لعاب الناس عادة أثناء النوم بشكل طبيعي، فإذا كان الشخص يسيل لعابه أثناء النوم على البطن أو الجنب، فقد يكون التحول إلى النوم على ظهره بمثابة حل سريع، وعندها تمنع الجاذبية اللعاب من التسرب من الفم، ويمكن أن تساعد الوسادة الإسفينية الشخص على البقاء في وضع واحد طوال الليل.

6- علاج مشاكل الحساسية والجيوب الأنفية

يمكن أن تؤدي التهابات الجيوب الأنفية والحساسية إلى زيادة إفراز اللعاب وانسداد الأنف، إذْ يؤدي انسداد الأنف إلى تنفس الشخص عن طريق الفم، مما يسهل هروب اللعاب.

7- العلاجات المنزلية

من المهم الحفاظ على توازن صحي للعاب في الفم، ويقوم اللعاب بدور حيوي في حماية الجسم من العدوى، ووفقاً لجمعية طب الأسنان الأمريكية.. فإذا كنت تحاول تقليل سيلان اللعاب، فقد ترغب في قضم قطعة من الليمون، ويعتقد بعض الناس أن الحمضيات يمكن أن تضعف اللعاب، مما يجعله أقل عرضة للتجمع، وقد تفكر أيضاً في شرب المزيد من الماء، لأن البقاء رطباً سيخفف اللعاب الذي ينتجه الفم.

8- استخدام آلة (CPAP)

إذا كان سيلان اللعاب مؤشراً على توقف التنفس أثناء النوم، فستحتاج إلى طلب العلاج. العلاج الأكثر موصى به لانقطاع التنفس أثناء النوم هو استخدام آلة الضغط الإيجابي المستمر في المسالك الهوائية (CPAP). لن تساعدك آلة (CPAP) على الحصول على نوم أعمق فحسب، بل ستتأكد من أنك في وضع آمن وتتنفس بشكل صحيح في الليل. تحدث مع أخصائي علاج انقطاع التنفس أثناء النوم حول كيفية منع حدوث ذلك.

* الخلاصة

يعتبر سيلان اللعاب عند الأطفال جزءاً طبيعياً من تطور نموهم. ولكن إذا لاحظت سيلان اللعاب المفرط أو كان لديك أي مخاوف أخرى، فاستشر طبيب طفلك.

هناك العديد من الحالات الطبية التي تسبب سيلان اللعاب، لذا يجب عليك استشارة طبيبك إذا لاحظت أن لعابك يسيل بشكل مفرط أو لا يمكن السيطرة عليه. يمكن السيطرة على العديد من المشكلات بسهولة من خلال العلاج أو الأدوية، ولكن قد تتطلب بعض الحالات علاجاً أكثر خطورة، ويمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي والاستماع إلى جسدك في تخفيف بعض المشاكل، ويمكن للحلول البسيطة أن تقلل أو تقضي على سيلان اللعاب، فإذا اشتبه شخص ما في أن لديه حالة طبية أساسية، فمن الضروري التماس العلاج، واعتماداً على شدة الحالة، يمكن أن يكون لسيلان اللعاب آثار طبية ونفسية اجتماعية سلبية إذا تُرك دون علاج، وغالباً ما تكون طرق الإدارة ناجحة.

المصادر
What Causes Drooling?
6 Ways to Stop Drooling
Why Am I Drooling? 4 Causes of Excessive Drooling