توفيت الإعلامية المصرية أسماء مصطفى، يوم الإثنين، وذلك بعد صراع مع مرض السرطان، وتفاعل مع خبر وفاتها بحزن شديد رواد مواقع التواصل، ونعاها إعلاميون ومتابعون.
وأعلن زوج أسماء، النائب أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب المصري، عن وفاة زوجته عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، وكتب: "انكسر ظهري وفطر قلبي، ولن أقول إلا ما يرضي الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون"، وفق ما نقلته وسائل إعلامية.
ما السرطان الذي كانت تعاني منه المرحومة أسماء مصطفى؟
لا توجد تفاصيل كثيرة حول نوع السرطان الذي كانت تعاني منه الإعلامية، فيما نقلت وسائل إعلامية مصرية منها بوابة الوفد ومصراوي أنها كانت تعاني من سرطان المعدة.
على صفحتها على فيسبوك كتبت المرحومة في 29 يونيو الماضي: "في البداية ثاني وثالث ورابع، بشكركم من قلبي على استمرار سؤالكم عليه حتى الآن وانه مش بيعدي عليّ يوم واحد بدون دعواتكم، اللهم لك الحمد ناس كتير بتبعت تسألني عن إحساسي عن تجربتي في ناس كمان عندها مرضى سرطان الحقيقة علشان احكي عن تجربتي ومعركتي ده هيكون أفضل لما ربنا سبحانه وتعالى يمن عليه بالشفا حتى الان انا في تجربة مراحل العلاج ولسه منتظرة التقييم علشان نحدد مدى استجابة الجسم وربنا كريم.
لكن خليني أقف عن مرضى السرطان وبدون تحيز من السيدات لأن أعراض العلاج بتكون قاتلة لأى أنثى. أنا فضلت ادور على مصطلح يعبر واحترت في وصف الحالة لكن توقفت عند جملة ذكرتها خبيرة التغذية تينا شاغورى وهي بتحكي عن تجربتها مع السرطان والعلاج الكيماوي لما قالت ان (الكيمو سم بيدخل يدمر الخلايا السرطانية ويدمر خلايا ثانية باختصار بيسرق انوثتك)جملة صعبة لكنها معبرة مريض السرطان شخص قوي سبحان الله بيتحمل أمورا عمره ما تخليها. أنا مثلا وأتفه الأعراض أنا عمري ما قصيت شعري لكن ما باليد حيلة المضطر وأعراض تانية بعدين نتكلم عنها أنا بس عايزة أقول إن نظرة المحيطين لمريض السرطان بتفرق معاه جدا وخصوصا السيدات".
ونستعرض هنا بسرعة بعض المعلومات حول سرطان المعدة، وذلك وفقا لخدمة الصحة الوطنية NHS في المملكة المتحدة، وغيرها من المصادر الطبية.
ما هو سرطان المعدة؟
سرطان المعدة هو سرطان يمكن أن يظهر في أي مكان في المعدة.* العوامل التي تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان المعدة؟
عادة ما يحتاج الأمر إلى أكثر من عامل في نفس الوقت، وفي نفس الشخص لزيادة قابلية الإصابة بهذا المرض أو غيره منهم:
- الإصابة المزمنة بجرثومة المعدة الحلزونية (Helicobacter Pylori)، والمعروفة اختصارًا بالـ(H. Pylori)، والمسؤولة عن أكثر من 80% من حالات الإصابة، من دون أن نغفل العوامل التي يجب أن تتداخل مع الإصابة بالجرثومة، فهي وحدها لا تكفي، ويجب توافر باقي العوامل معها لتكون خطرة، فليس كل مريض لديه إصابة بهذه الجرثومة معرّضا لسرطان المعدة، بل نسبة ضئيلة للغاية. وربما أن الجرثومة تقوم بذلك من خلال إصابة المريض بالتهاب المعدة الضموري (Atrophic Gastritis) أو قرحة المعدة المزمنة دون علاج (Chronic Gastric Ulcer).
- عوامل غذائية: وهو من التفسيرات التي يتخذها العلماء ذريعة لإصابة مواطني بعض الدول دونًا عن غيرهم. لذا تكثر في الشعوب الذين يتناولون الأسماك أو اللحوم المملحة أو المدخنة بكميات كبيرة، ولا يتناولون كميات كافية من الخضراوات والفواكه. حيث تزيد من كمية النيترات (Nitrate) في المعدة. وعند تناول هذه المواد بكميات كبيرة تتعرض في داخل المعدة لتغييرات كيميائية تحوّلها إلى مواد مسرطِنة (Carcinogen). ويبدو أن مضادات الأكسدة وبعض المواد التي تحتويها الخضراوات والفواكه تقوم بدور الحماية.
- عوامل بيئية أو وراثية: وهو ما يؤدي إلى وجود أكثر من حالة في نفس العائلة، أو زيادة معدلات الإصابة في شعوب بعينها. ربما أيضًا أن تلك العوامل تزيد من فرص الإصابة بالزوائد المعِدية (Gastric Polyps)، وهو ما قد يكون عاملًا من عوامل التحوّر الجيني (Mutation) والتحوّل فيما بعد إلى سرطان المعدة. كذلك تزيد معدلات الإصابة بين هؤلاء الذي يحملون فصيلة الدم A، ونسبة الإصابة قليلة للغاية بين هؤلاء الذين يحملون فصيلة الدم O.
- عوامل شخصية: يأتي على رأسها التدخين وتناول الكحوليات والإكثار من التوابل والبهارات.
أما العامل الشخصي الأهم من واقع الخبرة حول تعامل الكثير من المرضى في بلادنا العربية، وهو ليس مرتبطا بالإصابة أو عدمها، ولكنه ذلك العامل الذي يؤدي إلى تأخير التشخيص، ومن ثمّ فقدان الفرصة للعلاج المبكر. وهو لجوء معظم المرضى للصيدلي وليس طبيب الجهاز الهضمي المتخصص لعلاج أعراض مبهمة مثل حرقة الفؤاد وعسر الهضم والغثيان والقيء، وهو ما قد يؤخر تشخيص سرطان المعدة لشهور أو لسنوات.
العامل الثاني هو ذلك الخوف المرضي غير المبرّر من القيام بعمل منظار المعدة التشخيصي (Gastroscope)، وهو ما قد يساعد في التشخيص المبكر، بل وحاليًا طرح إمكانية العلاج المبكر أيضًا من خلال استئصال الأورام الصغيرة والسطحية من خلال المنظار قبل إصابة الأنسجة العميقة من المعدة أو الانتشار لأنسجة أخرى خارج المعدة، من خلال تقنية اسمها (Mucosectomy)، أي الاستئصال المحدود للغشاء المخاطي، أو تقنية استئصال للأنسجة ما تحت المخاطية (Submucosal dissection)، وغيرها من التقنيات الحديثة التي ساهمت في رفع معدلات البقاء على قيد الحياة لمدد تصل إلى خمس سنوات أو يزيد بنسبة كبيرة.
- الإصابة بالالتهاب المعدِي الضموري المزمن (Atrophic Gastritis) سواء وحده أو مصحوبًا بالأنيميا الخبيثة (Pernicious Anemia).
* ما أعراض سرطان المعدة؟
متى أشك حقًا في إصابتي بسرطان المعدة؟ أو بالأحرى ما هي الأعراض التي توجب عليّ أن أتوجه لأقرب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي للاطمئنان على نفسي؟
لا يسبب سرطان المعدة في مراحله المبكرة أية أعراض أو علامات، الأمر الذي يجعل تشخيصه في هذه المرحلة صعبًا في معظم الأحيان.
وتشمل أعراض سرطان المعدة وعلامات الإصابة به: الشعور بالضيق وعدم الراحة أو بأوجاع، في الجزء العلوي من البطن، الانتفاخ أو القيء بعد تناول الطعام، انعدام الشهية وفقدان الوزن، الغثيان عمومًا، وللحوم بصفة خاصة، الشعور بالضعف نتيجة لفقر الدم (Anemia)، تغيّر لون البراز للون الأسود أو وجود دم في القيء.
بالطبع هذه هي نفس أعراض القرحة المعديّة (Gastric ulcer)، لذا فإن الأمر يحتاج إلى زيارة طبيب الجهاز الهضمي المتخصص والقيام بعمل التحاليل والفحوص اللازمة، ومنها بالطبع منظار المعدة التشخيصي، والذي يعد الحجر الأساسي لتشخيص سرطان المعدة.
وإجمالا، يمكن القول أن هناك العديد من الأعراض المحتملة لسرطان المعدة، ولكن قد يكون من الصعب اكتشافها. يمكن أن تؤثر هذه الأعراض على عملية الهضم، مثل:
- حرقة في المعدة.
- وجود مشاكل في البلع.
- الشعور بالتعب.
- أعراض عسر الهضم.
- كثرة التجشؤ.
- الشعور بالشبع بسرعة كبيرة عند تناول الطعام.
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن دون قصد.
- كتلة في الجزء العلوي من بطنك.
- ألم في الجزء العلوي من بطنك.
- الشعور بالتعب أو انعدام الطاقة.
وكما أوضحنا فإن هذه الأعراض شائعة جدا ويمكن أن تنتج عن العديد من الحالات المختلفة، إن وجودها لا يعني بالتأكيد أنك مصاب بسرطان المعدة. لكن من المهم أن يقوم طبيب بفحصك، لأنه إذا كانت ناجمة عن سرطان المعدة، فإن الكشف عنه مبكرًا يجعله أكثر قابلية للعلاج.
ووفقا للجمعية الأميركية للسرطان فإن العلاجات الرئيسية لسرطان المعدة هي:
- الجراحة.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الدوائي المستهدف Targeted Drug Therapy.
- العلاج المناعي.
- العلاج الإشعاعي.
لذا، فلا بد ألا تهمل عند شعورك بهذه الأعراض، ولا تلجأ إلى الحلول المؤقتة التي يقدمها لك الصيدلي أو الطبيب غير المتخصص. ولا تقلق من منظار المعدة لأنه لا يؤلم باستخدام الأنواع الحديثة من التخدير الخفيف الذي لا يستمر سوى عدة دقائق. خصوصًا إذا كنت ممن يعانون من واحدة أو أكثر من عوامل الخطورة أو الأعراض التي ذكرناها.
وتذكر دومًا أن الحريق الكبير لا يبدأ إلا من شرارة صغيرة. فبادر بإطفاء تلك الشرارة تفاديًا لقيام الحريق.