صحــــتك

ما الرابط بين الربو وأمراض القلب ؟ وماذا تفعل حيال ذلك؟

الربو وأمراض القلب والأوعية الدموية، نعم هناك علاقة وثيقة بينهما، على الرغم من أن البعض يظن أن الرئتين والقلب هما كيانان منفصلان لا رابط بينهما، إلا أن الأبحاث والدراسات التي نشرت في السنوات الأخيرة أظهرت أن الربو هو عامل خطر للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، وأن الالتهاب المزمن الناتج عن الربو، والذي يؤذي الرئتين، يمكنه أيضاً، مع مرور الوقت، أن يؤذي القلب والأوعية الدموية.

الربو في الطفولة يزيد من خطر أمراض القلب في المستقبل

في دراسة نشرت في مجلة جمعية القلب الأميركية، شارك فيها أكثر 1700 شخص، تراوحت أعمارهم بين 20 و51 سنة، كان الهدف منها فهم آثار الربو في مرحلة الطفولة على صحة القلب والأوعية الدموية. وبعد متابعة المشاركين على مدى 11 عاماً، تم خلالها قياس تصلب الشرايين بواسطة الأمواج فوق الصوتية، فجاءت نتائج الدراسة لتقول بأن الأشخاص الذين عانوا من الربو في فترة الطفولة كانوا أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين، وكانت هذه الإصابة أكثر وضوحاً عند أولئك الذين شكوا من ارتفاع ضغط الدم أو من الزيادة في الوزن.

الربو المستمر يزيد من خطر الأمراض القلبية لدى البالغين

في دراسة أخرى أعلن عنها في مجلة جمعية القلب الأميركية، افترض العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من الربو المستمر ربما يكون لديهم احتمال أكبر لتراكم اللويحات في الشرايين السباتية (وهي أوعية تغذي الدماغ بالدم) ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بغيرهم الذين لا يعانون من مرض الربو.
 

ولكي يتمكن الباحثون من إثبات فرضيتهم، فقد قاموا بجمع بيانات الآلاف من الأشخاص الذين شاركوا في دراسة متعددة الأعراق حول تصلب الشرايين، ومن بينها بيانات الفحص بالأمواج فوق الصوتية. وضمت الدراسة مصابين بالربو، وآخرين لديهم عوامل خطر للإصابة بالأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب أشخاص لم يكن عندهم عوامل الخطر هذه، فماذا وجد الباحثون حول علاقة الربو وأمراض القلب ؟ خلص الباحثون إلى النتائج الآتية:

  • 67 % من المشاركين الذين يعانون من الربو المستمر كانت لديهم في المتوسط لوحتان في الشرايين السباتية.
  • 49.5 % من المصابين بالربو المتقطع، و50.50% من الأشخاص غير المصابين بالربو، كانت لديهم لويحة واحدة في الشرايين السباتية.
  • كانت العلامات الالتهابية في الدم أعلى قليلاً لدى المشاركين المصابين بالربو المستمر.

وتعليقاً على هذه النتائج، قال مؤلف الدراسة الرئيسي ماتيو تاترسال، الأستاذ المساعد في قسم الطب في جامعة ويسكونسن: "كان لدى المشاركين الذين يعانون من الربو المستمر مستويات مرتفعة من مؤشرات الالتهاب في دمائهم، ما يسلط الضوء على السمات الالتهابية للربو، كما أن المستويات العالية من الالتهاب تؤدي إلى آثار سلبية على نظام القلب والأوعية الدموية". ومع ذلك؛ فإن مؤلفي الدراسة أكدوا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لإماطة اللثام عن الآليات المشتركة للربو وتصلب الشرايين والأمراض القلبية الوعائية.

النساء المصابات بالربو أكثر عرضة لأمراض القلب

وجدت إحدى الدراسات أن النساء المصابات بالربو هن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والموت لأي سبب كان بالمقارنة مع نظرائهن من معشر الذكور، لا أحد يعرف السبب الدقيق وراء ذلك، ولكن قد يكون للتغيرات الطارئة التي تحدث على مستوى الهرمونات الأنثوية أثناء الحمل وانقطاع الطمث، خاصة الإستروجين، علاقة بالتورط في الموضوع، إذ يمكن لتلك التغيرات أن تعزز من الحيثيات الالتهابية الضارة في جميع أنحاء الجسم، بما فيها الشعب الهوائية للرئتين والقلب وأوعيته الدموية، فتتفاقم أعراض الربو وتتعرض الأوعية الدموية للتضيق والانسداد.

اعتبارات مهمة بما يخص الربو وأمراض القلب

  • السيطرة على مرض الربو

بما أن هناك علاقة وثيقة بين الربو وأمراض القلب وأن الربو يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فإنه يجب علاج الربو والسيطرة على أعراضه بشكل جيد، لأن هذا يساعد على تقليل الالتهاب في الرئتين والقلب والأوعية الدموية.

وهناك نقطة في غاية الأهمية تتعلق بالربو، وهي تجنب المحفزات الخارجية المثيرة له، والتي تشمل حبوب اللقاح والعفن والغبار والفئران والصراصير، بالإضافة إلى مصادر تلوث الهواء، مثل الضباب الدخاني والأوزون والدخان الناتج عن شوايات الفحم وحرائق الخشب والسجائر، من دون نسيان عوامل الخطر الأخرى، مثل الطقس، وسوء التغذية، والتوتر، والعيش بالقرب من الأماكن الملوثة، فكل هذه المحفزات والعوامل تخلق ضغطاً على الشعب الهوائية يمكن أن تساهم في تفاقم مرض الربو وتضر بصحة القلب.

  • يجب محاربة السمنة والتدخين بفعالية

تزيد السمنة والتدخين من خطر الإصابة بأمراض القلب، وكلاهما شائعان لدى البالغين المصابين بالربو، مقارنة بغير المصابين به. أكثر من هذا، فإن وجود هذين العاملين، أي السمنة والتدخين، يجعل الجسم أقل استجابة على أدوية الربو، ما لا يسمح في السيطرة على المرض بشكل جيد.

  • أدوية الربو الطويلة الأمد لا تؤذي القلب

لا يوجد علاج يشفي من الربو، إلا أن هناك أدوية تسمح بالسيطرة عليه، سواء تم أخذها عن طريق أجهزة الاستنشاق أو في شكل أقراص. هناك مرضى يحتاجون إلى أدوية الربو بشكل يومي، لهذا فقد يتساءل البعض عما إذا كانت هذه الأدوية يمكن أن تؤثر سلباً على القلب، إلا أن الخبراء من الأطباء في هذا الموضوع نفوا ذلك، خصوصاً في ظل توفر معطيات تفيد بأن تلك الأدوية، ساهمت في تخفيض عدد الوفيات الإجمالي منذ الموافقة على استخدامها.

  • لا بد من الالتزام بأساسيات صحة القلب

إذا كانت السيطرة على الربو تساهم في حماية القلب، فإنه يجب محاربة عوامل الخطر القلبية، والالتزام بالعادات الحياتية الأخرى للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، مثل اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة النشاط  الرياضي المنتظم المتوسط الشدة لمدة نصف ساعة في معظم أيام الأسبوع، والوصول إلى وزن مثالي، والابتعاد عن التدخين، والحد من شرب الكحوليات.

كلمة من موقع صحتك حول الربو وأمراض القلب

يعرف العلماء والأطباء بأن هناك أدلة متزايدة تشير إلى وجود رابط مشترك ما بين الإصابة بالربو والأمراض القلبية الوعائية، ويتمثل هذا الرابط في الالتهاب، الذي لا يقتصر تأثيره على الرئتين فقط، بل من المحتمل أن تنتقل شظايا هذا الالتهاب عن طريق الدم، لتصل إلى أماكن أخرى في الجسم، ومن بينها القلب والأوعية الدموية. لكن، هناك العديد من الأسئلة ما تزال قائمة حول العلاقة بين الربو وأمراض القلب والأوعية الدموية، من هنا الحاجة إلى المزيد من البحث لوضع النقاط على الحروف.

 

المصدر:

How Asthma and Heart Disease Are Connected—and What to Do About It

آخر تعديل بتاريخ
05 سبتمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.