ما هي فتحة الكولوستومي ؟
الكولوستومي colostomy بالإنجليزية تعني فتحة في القولون، لأنها حاصل إدماج كلمتين فتحة ostomy، وقولون colon، إذا فالكلمة معناها عمل فتحة على جلد البطن لإخراج البراز والغازات عبر جدار البطن بديلاً عن فتحة الشرج في حالات جراحية أو مرَضية معينة سنذكرها فيما بعد. وقياساً على ذلك؛ هناك فتحات أخرى للأمعاء الدقيقة قد يتم عملها على جدار البطن تسمى ileostomy، وهو عملية فتح الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة في جدار البطن.
أنواع فتحة الكولوستومي
من أهم أنواع فغر القولون أو تفويه القولون/ فتحة الكولوستومي (Colostomy) الآتي:
- الكولوستومي إما أن تكون مؤقتة أو دائمة.
- يمكن أن يكون التوصيل بين جدار القولون الجانبي وجدار البطن، أو يكون بين نهاية ما تبقى من القولون -بعد استئصال الجزء الأخير منه كما يحدث في بعض أنواع سرطان المستقيم- وجدار البطن.
- وهناك أماكن عدة مختلفة على جدار البطن –يتم اختيارها بعناية- لعمل هذه الفتحة، وعادة ما تكون في الجانب الأيسر من أسفل البطن أو الجانب الأيمن من أعلى البطن، واختيار هذه الأماكن يساعد على حسن رعاية فتحة الكولوستومي.
لماذا يتم عمل فتحة الكولوستومي ؟
يتم عمل "الكولوستومي" لإخراج البراز والغازات عبر جدار البطن بديلاً عن فتحة الشرج الطبيعية في الحالات التالية:
- في حالات الإصابة أو الجروح الكبرى في القولون.
- بعد عمليات الاستئصال الجزئي في منطقة الشرج أو المستقيم.
- في حالات الالتهابات الضخمة في منطقة المستقيم.
- وفي هذه الحالات؛ يقوم الجراح بعمل تحويل "مؤقت" لمجرى البراز حتى يتم التئام هذه الجروح بعيداً عن تلوث البراز، ويستمر عمل الكولوستومي حتى حدوث التئام كامل لجدار القولون، ويستغرق هذا غالباً عدة شهور، ثم تغلق فتحة الكولوستومي المؤقتة.
- وأيضا قد يقوم الجراح بعمل تحويل مؤقت لمجرى الإخراج "temporary colostomy" في حالة انسداد القولون الحاد؛ خاصة حينما يأتي المريض للمستشفى في حالة متأخرة أو تكون أحواله الصحية العامة –حالة قلبه أو أجهزته الأخرى- غير جيدة، وفي هذه الأحوال يفضل الجراح إنقاذاً وأماناً للحالة الصحية أن يقوم بعمل حل سريع مؤقت للانسداد.
- أو يكون تم استئصال المستقيم كاملاً أو القولون كاملاً كما يحدث في بعض حالات سرطان القولون والمستقيم؛ حينئذ تكون فتحة الكولوستومي دائمة ولمدى الحياة.
مضاعفات فتحة الكولوستومي
أهم مضاعفات "الكولوستومي" هي حدوث التهابات في الجروح، أو نزيف، أو التصاقات معوية، أو انسداد معوي، أو خروج جزء من الأمعاء من فتحة الكولوستومي ، أو حدوث ضيق أو تراجع في فتحة الكولوستومي ، وأيضًا حدوث فتق (ضعف وبروز في جدار البطن) بجوار فتحة الكولوستومي.
متى تستشير الطبيب بشأن فتحة الكولوستومي ؟
يجب أن تستشير الطبيب بعد عملية الكولوستومي في الحالات التالية:
- حين يتحول لون الجلد حول الكولوستومي إلى لون غير طبيعي أو يصبح الجلد مؤلماً.
- حينما يصير البراز ذا رائحة كريهة.
- لو خرج جزء من الأمعاء من فتحة الكولوستومي.
- لو حدثت أعراض انسداد مثل القيء أو الألم المتزايد في البطن أو الانتفاخ دون إخراج ريح.
- لو أصاب المريض ارتفاعًا في درجة الحرارة دون سبب واضح.
كيفية رعاية فتحة الكولوستومي ؟
قبل الكلام على بعض تفاصيل كيفية الرعاية الموضوعية لفتحة الكولوستومي هناك رسالة يجب أن تصل لكل هؤلاء المرضى، وهي أن تحويل وتغيير مكان فتحة الإخراج ليست نهاية الحياة، والكثيرون بعد هذه الجراحة عادوا لممارسة حياتهم العملية والاجتماعية والعلاقات الزوجية بشكل طبيعي وسليم.
أهم نقاط الرعاية بعد فتحة الكولوستومي
لعل أولها هو حسن اختيار مكانها حتى يسهل وضع الأكياس الخاصة بها دون إزعاج أو عدم التمكن من وضعها بطريقة محكمة، وقد تحدث فراغات حولها قد يخرج منها البراز.
وثانيها هو الاهتمام بطبيعة الأكل الصحي حتى يعتاد القولون الجديد على الحركة والإخراج بشكل منتظم، فلا يكون البراز شديد التماسك أو شديد السيولة، ويأتي هذا بتعرف المريض –مع تواصله مع طبيبه- على أفضل المأكولات التي تحقق له هذا التوازن، وأيضاً من المهم عدم تناول الأطعمة التي تزيد من تكون الغازات.
أما عن العناية بالجلد المحيط بفتحة الكولوستومي فننصح بإبقائه جافاً أغلب الوقت مع تنظيفه بشكل منتظم بالماء الدافئ والصابون. عملية تغيير كيس الكولوستومي والتي تتكرر باستمرار تحتاج للاهتمام بتفاصيلها:
- يجب غسل اليدين قبلها وبعدها.
- عدم الانتظار حتى يمتلئ الكيس كاملاً؛ إنما يجب تفريغه أو التخلص منه -حسب نوعه- لو امتلأ لنصفه.
- غسل الجلد مكانه بالماء والصابون وتجفيفه دون حك.
- أيضًا هناك بعض الأطباء الذين ينصحون باستكشاف فتحة الكولوستومي بإدخال إصبع فيها أو إدخال بعض الماء (في حالة الإمساك الحاد) للتأكد من عدم وجود انسداد.
- الجدير بالذكر أنه في كثير من البلاد الغربية هناك متخصصون من فنيي التمريض بأمور الرعاية بفتحة الكولوستومي، كما أن هناك تجمعات بل نواد خاصة لهؤلاء المرضى ليتواصلوا مع بعضهم، ويتعايشوا ويتبادلوا الخبرة، ويستمتعوا بأنشطة الحياة المختلفة.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
ما هو مرض الكولوستومي؟
الكولوستومي (Colostomy) ليست مرضًا بحد ذاته، بل هي عملية جراحية يتم فيها إنشاء فتحة في جدار البطن يُوصل من خلالها جزء من الأمعاء الغليظة (القولون) إلى السطح الخارجي للبطن. تُعرف هذه الفتحة باسم "ستومه" (Stoma) وتُستخدم للسماح بخروج البراز عبر جدار البطن عندما لا يستطيع المريض التبرز بشكل طبيعي عبر المستقيم والشرج. تُجرى عملية الكولوستومي في حالات متعددة، مثل إصابات الأمعاء، أو انسدادها، أو إصابة القولون بالسرطان، أو التهابات شديدة مثل التهاب الأمعاء.
كم تستغرق عملية إغلاق الكولوستومي؟
عملية إغلاق الكولوستومي، أو ما يُعرف بإعادة توصيل الأمعاء، تختلف في مدتها بناءً على الحالة الصحية للمريض ودرجة تعقيد العملية، لكنها تستغرق عادةً بين ساعة إلى ساعتين. بعد الجراحة، يحتاج المريض إلى فترة تعافي قد تمتد من 6 إلى 8 أسابيع ليعود إلى حالته الطبيعية. ويجب أن يتم تقييم المريض بشكل شامل قبل إجراء الإغلاق لضمان أن الأمعاء والمستقيم جاهزان للعودة إلى وظيفتهما الأصلية.
ماذا يأكل مريض الكولوستومي؟
يعتمد نظام غذاء مريض الكولوستومي على نوعية الأغذية التي تساعد على تحسين الهضم وتقليل الغازات والإسهال أو الإمساك. يُنصح المرضى بتناول الأطعمة الغنية بالألياف تدريجيًا، وشرب كميات كافية من السوائل لتجنب الجفاف. تشمل الأطعمة الموصى بها: الخضراوات المطبوخة جيدًا، والفواكه المقشّرة، والأطعمة التي تحتوي على بروتينات مثل اللحوم والأسماك. يُفضل تجنب الأطعمة التي قد تسبب غازات مثل الفاصوليا، والبصل، والأطعمة الحارة، والتوابل. يوصى أيضًا بتقسيم الوجبات إلى كميات صغيرة وتناولها ببطء.
ما هو مرض "ileostomy"؟
الإيليوستومي (Ileostomy) هي عملية جراحية يتم فيها إخراج نهاية الأمعاء الدقيقة (المعروفة باسم اللفائفي أو "Ileum") إلى سطح البطن لإنشاء فتحة تسمى "ستومه" (Stoma). يستخدم هذا الإجراء لتصريف الفضلات السائلة مباشرة من الأمعاء الدقيقة عبر جدار البطن عندما يكون القولون أو المستقيم أو الشرج غير صالح لأداء وظيفته، كما في حالات التهابات الأمعاء الحادة، أو سرطان القولون، أو مرض كرون. في هذه الحالة، تكون الفضلات الناتجة أقرب إلى السائل نظرًا لأن معظم امتصاص الماء يتم عادة في الأمعاء الغليظة التي يتم تجاوزها في هذا الإجراء.
نصيحة من موقع صحتك
ختاماً؛ أتمنى أن أكون قد أوصلت معلومات لمريض "الكولوستومي" تفيده في مشوار حياته الدائم أو المؤقت مع هذه الحالة الجديدة، كما أود أن أهمس في أذنك صديقي مريض الكولوستومي: تعايَش مع هذا المكان الجديد لفتحة الإخراج، وتواصل مع الآخرين الذين يعانون من نفس الحالة، وتبادلوا الخبرات سوياً، وتقابل معهم، وعش حياتك مع الرياضة والعمل والتواصل الاجتماعي.