يعتبر الجلد هو خط الدفاع المناعي الأول في الجسم، حيث نتعرض يومياً لملايين من الميكروبات في كل مكان، ولكن لوجود الجلد كطبقة تحيط بالجسم في أغلب الأجزاء فإنه، مثلاً في حالة وصول فيروس سي لليد دون وجود أي جروح أو ثقوب لا يستطيع الفيروس أن يصل للجسم، ويحدث الأمر نفسه مع ملايين الميكروبات التي لا تستطيع اختراق الجلد.
* ما هي القرحة الوريدية؟
القرحة الوريدية هي عبارة عن وجود نقص في طبقات الجلد في جزء من منطقة الساق، والتي لا تشفى بشكل تلقائي، وتمثل القرح الوريدية حوالي 80% من كل أنواع القروح التي تصيب الساق والقدم، وغالباً ما تصيب منطقة الساق الداخلية في النصف الأسفل أو الأعلى، وفي بعض الأوقات القليلة تصيب الجزء الخارجي من ساق واحدة وفي أحيان قليلة تصيب الساقين، وتتميز القروح الوريدية بأن حوافها تكون غير منتظمة.في أغلب الحالات قبل أن تبدأ القرحة في الظهور، تبدأ درجات اللون في التغير إلى اللون الأحمر ثم يبدأ اللون في أن يكون أقرب إلى اللون البني، ثم تبدأ بظهور جروح صغيرة، وهي التي قد تحدث نتيجة ارتطام الساق بأي جسم صلب، أو نتيجة ارتداء الجوارب الخشنة أو قد تبدأ في الظهور من تلقاء نفسها، وكل هذه التغيرات تعتبر علامات إنذار للحذر من ظهور القرحة.
* أسباب القرحة الوريدية
- الدوالي، وخاصة الدرجات المتقدمة من الدوالي وعدم الاهتمام بعلاج الدوالي.
- الـتورم في الساق، والذي قد يكون بسبب الفشل القلبي أو الكلوي أو الكبدي، ما يسبب ضعف الدورة الدموية الوريدية.
- جلطة الوريد العميق، والوريد السطحي، ويمثل هذا السبب 5% من أسباب القروح الوريدية.
- كسر في منطقة الساق، وخاصة منطقة الكاحل، وعدم الانتظام في العلاج.
- السمنة قد تكون من الأسباب، خاصة مع قلة الحركة والنشاط الرياضي.
* ما هي أعراض القرحة الوريدية؟
في أغلب الأحيان لا تبدأ القرحة في الظهور بشكل مفاجئ بل هناك ما يسبق وجودها- تغير في لون الساق، حيث تبدأ درجة اللون بالاختلاف عن لون باقي الساق في المنطقة القريبة من الكاحل بظهور لون مقارب للحمرة، ثم يبدأ اللون بالتحول ليصبح داكناً بشكل أكثر تدريجياً.
- تورم في الساق المصابة بالدوالي أو بالقصور في الدورة الدموية الوريدية.
- الحكة الجلدية والرغبة في حك الجد في المنطقة المتغيرة اللون.
- الألم في كثير من الحالات في المراحل الأولى، ويبدأ الألم يقل بشكل تدريجي.
* هل كل مصاب بالدوالي يصاب بالقروح الوريدية؟ وكيفية الوقاية من القرحة الوريدية لمرضى الدوالي وضعف الدورة الدموية الوريدية؟
في الولايات المتحدة يوجد حوالي 40 مليون مريض بالدوالي، بينما تصيب القروح الوريدية حوالي 500 ألف فرد سنوياً، ما يوضح أن وجود الدوالي لا يعني أن كل مريض لا يصاب بالقروح الوريدية، لكن يمكن أن يتجنب مريض الدوالي القروح الوريدية عن طريق الآتي:
- عدم الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة بشكل مستمر.
- العلاج المناسب للدوالي طبقا للمرحلة، فمثلا هناك بعض مرضى الدوالي يكون العلاج الأمثل لهم عن طريق ارتداء الجورب الخاص الضاغط، أو إجراءات الحقن أو التدخلات الجراحية، فعلاج الدوالي يحمي من المضاعفات.
- عدم تجاهل وجود أي تغيرات في اللون في الساق عند ظهورها، والتوجه بشكل سريع لمختص بالأوعية الدموية.
- شرب السوائل بكميات كافية.
- تخفيف الوزن في حالة الإصابة بالوزن الأكثر من المثالي.
- الانتظام في تناول العلاجات الخاصة بالأمراض المزمنة، مثل السكر والقلب، وكل ما يلزم يكون سبباً لحدوث تورم في الساقين.
- التوقف عن التدخين بشكل حاسم وعدم التباطؤ في اتخاذ القرار، كلما بادرت بالتوقف عن التدخين كلما كانت فرصة الشفاء أكبر وأسرع.
* لماذا تعد القرحة الوريدية من المشاكل المزعجة والتي تستمر فترات طويلة حتى يتم شفاؤها؟
القرحة الوريدية تصيب الساق، ولا تمثل حاجزاً للحركة، فهي ليست حالة شلل أو عجز تحد من حركة المريض، لكنها عبارة عن جرح غالباً ما يكون الألم فيه محدودا نتيجة تلف الأعصاب السطحية في المنطقة المصابة، ما يدفع الكثير من المصابين بالقرحة الوريدية للاستمرار بالحركة والمضي في أشغالهم دون الاستماع إلى معالجيهم، وهذا ما يسبب المضاعفات المستمرة، واستمرار القرحة لمدة شهور دون شفاء.* ما هي المضاعفات التي قد يسببها عدم علاج القرحة الوريدية؟
- العدوى البكتيرية.
- التهاب جلدي.
- التليف في الأنسجة.
- خلل في وظيفة الأعصاب السطحية في المنطقة المصابة.
- التهاب في العظام وهشاشة العظام في المنطقة المصابة وخاصة منطقة الكاحل.
- الأكزيما الجلدية.
- السرطان في حالات نادرة ويحدث عند تجاهل العلاج بشكل تام.
* ما الذي يتوجب على مريض القرحة الوريدية؟
لسوء حظ المصاب بالقرحة الوريدية أن العلاج يحتاج إلى وقت طويل، قد يصل إلى شهور، لكن المبشر أن العلاج غير معقد، وأنه يؤدي إلى نتائج محسومة في أغلب الحالات، ويتم عمل الآتي لعلاج القرحة الوريدية:- الراحة التامة، وعدم السير إلا عند الضرورة القصوى، مثل الذهاب لقضاء الحاجة، ويفضل أن يتم وجود مساعد أو كرسي متحرك يستعمله المريض أثناء الحركة الضرورية، وعدم الاعتماد على القدرة على المشي، بل يجب على المريض أن يكون على يقين أن الراحة التامة هي أهم ما يقدمه لنفسه.
- رفع الساق لمستوى 45 درجة، فالدورة الدموية هي عبارة عن قسمين، قسم شرياني وهو ما يمثل الدماء الورادة من القلب والدورة الوريدية، وهي العامل المعتمد في القرحة الوريدية، في حالة رفع الساق فذلك يؤدي إلى تقليل العبء على الأوردة، ما يسهل حدوث عملية الشفاء حيث يتدفق الدم عبر الأوردة بالجاذبية دون الحاجة إلى جهد الأوردة.
- شرب السوائل الصحية بكميات كبيرة.
- عمل الغيارات الجراحية طبقاً لتوصيات الطبيب المعالج حيث تختلف درجات القروح الوريدية من فرد لآخر، وهو ما يحتم اختلاف طريقة الغيار الجراحي، وعدد المرات المطلوبة للغيار.
- التعامل مع المضادات الحيوية في حال وصفها من قبل الطبيب بحذر شديد جداً، وعدم التهاون فيها أو استعمالها من تلقاء نفسك، حتى لا يسبب ذلك عدم فعالية المضادات الحيوية ومقاومة البكتيريا.
- المتابعة مع الطبيب بشكل منتظم لاحتمال الاحتياج إلى عمل إزالة بعض الأنسجة غير الصحية التي قد تسبب العدوى البكتيرية في حال عدم إزالتها.