الآن، وبعد مرور ثلاث سنوات على جائحة فيروس كورونا الذي يسبب مرض كوفيد-19(COVID-19) التي هزت العالم، تطور الوباء إلى حالة ثابتة من العدوى الشائعة مع سرعة في الاستشفاء أكثر، وحالات وفاة أقل, مع استمرار القلق والعزلة لكبار السن وذوي جهاز المناعة الضعيف.
تتحدث بعض الإحصاءات عن مستوى الإصابات الذي وصلنا إليه حالياً، إذ انخفضت حالات الإصابة بمرض COVID-19 أسبوعياً إلى ما يقرب من 171000 حالة في 8 مارس من عام 2023، وهو انخفاض كبير مقارنة ب 5.6 مليون حالة أسبوعياً تم الإبلاغ عنها في يناير 2022.
بلغت ذروة وفيات COVID-19 في يناير 2021 أكثر من 23000 في الأسبوع، أما اليوم في 8 مارس فقد انخفضت حالات الوفاة إلى 1862 حالة في الأسبوع.
أين نحن الآن؟
نظرًا لأن متحور Omicron هو فيروس معدٍ جداً، فيعتقد الخبراء أن معظم الناس في العالم قد أصيبوا بهذا المتحور، إذ أنهم وجدوا أن تحاليل بلازما الدم، أو النسبة المئوية للأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة لمرض معدٍ أو لمتغير Omicron تدعم هذا الاستنتاج المنطقي.
ووجدت الأبحاث أن نسبة التطعيم كانت أعلى في العالم المتقدم، وبناء عليه نجد أن فيروس أوميكرون قد أصاب معظم الأفراد في البلدان المنخفضة الدخل، ويبدو في الوقت الحالي أن الوباء في حالة مستقرة.
لكن، على الرغم من انخفاض عدد ونسبة الوفيات، فإن الحرص لا زال ضرورياً بالنسبة للمرضى الأكثر ضعفاً وأصحاب المناعة الضعيفة، وذلك باتباع الإجراءات الاحترازية من التباعد الاجتماعي، واستخدام الأقنعة، للتأكد من أنهم يتمتعون بالحماية الجيدة.
كما وجدت المستشفيات انخفاضاً ملحوظاً في عدد الأشخاص المدخلين إلى وحدة العناية المركزة بسبب COVID-19 مقارنة بعام 2020، فقد تم إشغال 6 وحدات من العناية المركزة بالكامل, وهذا دليل على القوة المذهلة للقاحات.
كما أصبحت حالات فشل الجهاز التنفسي التي ميزت العديد من الحالات الحرجة ل COVID في عامي 2020 و2021 أكثر ندرة الآن، وهذا تحول مبشر بالخير.
ما الذي يثير قلق الخبراء؟
يثير احتمال ظهور متغير أقوى لفيروس SARS-CoV-2 قلق بعض الخبراء, و يمكن أن يظهر متغير جديد من سلالة فيروس كورونا Omicron، أو يمكن أن يظهر متغير جديد تمامًا.
مراقبة COVID-19 وأمراض فيروسية أخرى
أحد الاهتمامات الرئيسية الآن ليس مجرد اكتشاف متغير جديد يحمل اسماً مختلفاً، ولكن الاهتمام والقلق هو من إفلات متحور جديد من الحماية المناعية، وعدم قدرة اللقاح على تغطية هذا المتحور أو السيطرة عليه، مما قد يسبب رجوع انتشار الجائحة إلى نقطة البداية من جديد.
فالحقيقة الثابتة أن الفيروس لا يزال موجوداً، لكن يتركز التخوف من نجاح متحور جديد يتخذ شكلاً ومساراً جديداً نجهله، فقد يتغير الفيروس ليصبح أكثر قابلية للانتقال والعدوى، وأكثر قدرة على تجنب جهاز المناعة، أو يصبح أكثر فتكًا.
وبناء على تلك المخاوف، أصبح لدى الخبراء مراقبة جينية أفضل لانتشار سلالات فيروس كورونا السارس COV-2 مقارنة بالفترة السابقة للوباء، مثلما ساعدت البيانات اليومية الموثوقة التي يتم تتبعها على معالجة انتشار الفيروس المخلوي التنفسي مؤخراً.
إلى أين يمكن أن نتجه؟
يتوقع الخبراء السيطرة على العدوى بخطى ثابتة، وبدون حدوث تغييرات كبيرة، لكن ضعف المناعة يبقى مصدرًا للقلق, وهذا يعني أنه إذا لم يصاب المرء بهذه العدوى في الأشهر الستة إلى العشرة الماضية، فقد ترغب في الحصول على جرعة معززة من اللقاح، وذلك للحفاظ على المناعة.
وعلى الرغم من هذه المخاوف، فمن المطمئن أننا قد تجاوزنا شتاء 2023 الذي كنا قلقين بشأنه من حيث انتشار فيروسات RVS والإنفلونزا وCOVID، في نفس الوقت وعلى الرغم من أن بعض الأماكن قد تعرضت لضربة أقوى من غيرها من عدوى فيروس RVS، فإننا لم نصل إلى المستوى الذي وصلنا له في العام الماضي من انتشار العدوى.
وفي النهاية، فقد قطعنا شوطًا كبيرًا في ثلاث سنوات فقط بالنظر إلى الحالة التي كنا عليها خلال مارس 2020 أثناء الجولة الأولى من مواجهة الجائحة العالمية، ووحدات العزل الصحي، وحالات العناية المركزة، لكن اليوم يمكن القول إن الوباء قد انتهى لأننا لم نعد في مرحلة الاستجابة للطوارئ، لكن من المحتمل أن يظل COVID موجوداً لفترة طويلة إن لم يكن للأبد.
المصادر