صحــــتك

علاج فيروس كورونا الجديد بالمصل

علاج فيروس كورونا الجديد بالمصل
عندما تَدخل جراثيم أو فيروسات إلى جسم الإنسان الطبيعي يَتَصدّى لها جهاز المَناعة بقوات دفاعية مختلفة، من أقواها فعالية ما يُسمى بالأجسام المضادّة، وهي مواد بروتينية تَصنعها خلايا المَناعة لتقضي على الجراثيم والفيروسات المهاجِمة.

تكون الأجسام المضادّة نوعية، أي أن كل جسم مضاد يكون فعّالاً في القضاء على نوع واحد من الجراثيم أو الفيروسات التي صُنعتْ لمقاومته، وليس للأجسام المضادة أية فعالية في القضاء على أنواع أخرى من الجراثيم أو الفيروسات. أي أن خلايا المَناعة تَصنع الأجسام المضادّة عندما يصاب إنسان بالعدوى أو عندما يصاب بمرض مثل الجدري أو الكوليرا، وتساعد الأجسام المضادة على شفاء هذا المريض من ذلك المرض الذي أصيب به.

هل الإصابة بالمرض أو العدوى هي الطريقة الوحيدة لتحفيز خلايا المَناعة لكي تصنع الأجسام المضادّة له؟

اكتشف الإنسان طريقة أخرى لصنع الأجسام المضادّة منذ القرون الوسطى، ولاحظ بعضهم أنه إذا أعطي إنسانٌ جُرعة مخفّفة من الجراثيم أو الفيروسات التي تسبّب مَرَضاً معيّناً، مثل الجدري أو شلل الأطفال، فإن الجسم يَصنع أجساماً مضادّة تَمنح ذلك الإنسان مقاومةً في المستقبل إذا تعرّض لهذه الجراثيم. تسمى هذه الجُرعة المخفّفة الواقية: اللقاح.
وإذا أعطي إنسانٌ لقاحاً ضد مرضٍ ما، مثل الجدري أو الكوليرا، يُحفّز هذا اللقاح صُنع أجسام مضادّة في جسمه تَمنَحه مقاومةً ضد هذا المرض.
وقد كان لقاحُ الجدري السلاحَ الحاسم الذي حَمى البشرية من أسوأ الأوبئة في التاريخ.



هل هناك أجسام مضادّة جاهزة يمكن استخدامها عند الحاجة؟

استَخدَم الأطباء بالفعل أجساماً مضادّة جاهزة منذ أواخر القرن التاسع عشر، عندما قام العالِم الألماني إيميل بهرينغ Emil Behring (1845-1917) باستِخدام أجسام مضادّة جاهزة قام بتحضيرها من مَصل الخنزير والحصان، ونجح باستِخدامها لأول مرة سنة 1891 في علاج مرض الديفتيريا الذي كان يفتك بالأطفال، ومُنح أول جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب سنة 1901 تقديراً لهذه الأبحاث ولقّب بـ"منقذ الأطفال".
تم تطوير مَصل لعلاج أمراض أخرى بعد ذلك مثل التيتانوس (الكُزَاز) والكَلَب، وما زالت الأمصال تُستخدَم في علاج لدغة الحيّات السامة حتى الوقت الحاضر.

كيف يتم تحضير المصل؟

توجَد الأجسام المضادّة في مَصل الدم، وهو الجزء السائل من الدم الذي لا يحتوي أية خلايا حمراء أو بيضاء. ويحتاج تحضير المَصل إلى أخذ الدم من الحيوان أو الإنسان الذي يحتوي الأجسام المضادّة ضد مرضً معين في ظروف معقّمة تماماً، ثم يتم فَصل خلايا الدم عن المَصل وتصفيته إلى أقصى درجة ممكنة، ويتم ذلك بطرق عديدة تتوفر هذه الأيام في بنك الدم.

وتقوم بعض شركات الأدوية بتنقية المَصل إلى درجات عالية، بحيث لا يحتوي إلا على الأجسام المضادّة المطلوبة، ولكن ذلك يحتاج إلى عمليات تصفية متطورة تجعل المَصل النوعي مرتفع الكلفة ولكنه أكثر فعالية وأدقّ نوعية.

هل يمكن استخدام المَصل في علاج مرض كوفيد 19؟

نجح استخدام المَصل المأخوذ من مرضى تم شفاؤهم من مرض كوفيد 19 بالفعل في علاج بعض المصابين بـفيروس كورونا الجديد  في الصين وفرنسا وأمريكا، ولكن تطبيق هذه الطريقة على نطاق واسع ليس سهلاً من الناحية العملية.  وذلك لأن تحضير المَصل يحتاج إلى وجود متبرعٍ سليم تم التأكد من شفائه من هذا المرض أولاً، وأنه بحالة صحية جيدة تسمح له بالتبرع بالدم، وأنه لا يَحمل أمراضاً أخرى قد تَضر بالمريض الذي يُراد علاجه.



يَتَبرع المريضُ المناسب الذي تم شفاؤه بوحدة من الدم مثلما يتم الأمر عادة في بنك الدم، ثم يقوم بنكُ الدم بفَصل المَصل وتَنقيتِه وحِفظِه، ثم يتم نقل المَصل إلى المريض الذي يُراد علاجُهُ بطريقةٍ حَذرةٍ تشبه ما يتم عمله في إجراءات نقل الدم. ويمكن أن يَستفيدَ ثلاثة أو أربعة مرضى من كل وحدة دم يتم التّبرع بها.

هناك طرقٌ أخرى أكثر تعقيداً يمكن أن يتم بها فَصل المَصل بطريقة Plasmapheresis، وقد استُخدمتْ هذه الطريقة بنجاح أيضاً في علاج بعض مرضى كوفيد 19، الذين ثبت عندهم وجود تفاعل التهابي شديد.

آخر تعديل بتاريخ
17 أبريل 2020
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.