في مقال سابق استعرضنا عشرة أفكار خاطئة عن السرطان انتشرت عن طريق الإعلام أو بين الأفراد.
وفي هذا المقال نستكمل مناقشة عدد آخر من هذه الأفكار التي قد تكون منتشرة عن السرطان.
11. سرطان الثدي لا يحدث إلا في السيدات المتقدمات في السن
بالرغم من أننا ذكرنا أن احتمالات الإصابة بالسرطان تزداد مع السن، لكن هذا لا ينفي أن الإصابة في سن مبكر واردة. على سبيل المثال عدد السيدات اللاتي يصبن بسرطان الثدي تحت سن 45 عاما في الولايات المتحدة يصل إلى 14500 سيدة سنويا.
12. سرطان الثدي لا يصيب الرجال
سرطان الثدي هو السرطان الأكثر انتشارا لدى السيدات، وهو يمثل تقريبا نسبة 23% من النسبة الكلية للإصابة بالسرطان لدى السيدات. لكن هذا لا يمنع من ظهور حالات بنسبة قليلة في الذكور، في الولايات المتحدة أيضا يتجاوز عدد الرجال الذين أصيبوا بسرطان الثدي ألفي حالة سنويا.
13. بما أن خلايا السرطان تحب السكر.. لا تتناول السكريات
ليس هذا دقيقا.. فبالرغم من أن خلايا السرطان تستهلك كمية أكبر من السكر "الغلوكوز" اللازم لإنتاج الطاقة من الخلايا الطبيعية، فإن تناول السكريات لن يجعل السرطان ينتشر بشكل أسرع ولن يساعد الامتناع عن تناولها في تقليل حجم الورم. لكن تجدر الإشارة إلى أن كثرة تناول السكريات قد تؤدي إلى الإصابة بالسمنة والتي قد تؤدي بدورها إلى زيادة احتمالات الإصابة ببعض أنواع الأورام.
14. المحليات الصناعية تسبب السرطان
لا يوجد دليل على ذلك. فمواد السكرين Saccharin والأسبارتام Aspartame
والسكرلوز sucralose وغيرها لم يثبت أن أحدها يسبب السرطان، ومعظمها تمت الموافقة عليه من إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة الأميركية.
15. يمكن للمنتجات العشبية أن تعالج السرطان
رغم أن بعض الدراسات أثبتت أن العلاجات التكميلية أو البديلة، بما فيها بعض الأعشاب، يمكن أن تساعد بعض المرضى على تحمل الأعراض الجانبية لعلاج السرطان، إلا أنه لا توجد دراسات موثقة تثبت أن منتجات الأعشاب تساعد في علاجه.
وفي المقابل فإن تناول بعض هذه المواد قد يؤثر عكسيا على نتائج العلاج الكيماوي أو الإشعاعي. لذلك يجب على المريض أن يتحدث مع الطبيب عن أية مكملات أو فيتامينات يتناولها أثناء العلاج حتى لا تؤدي إلى حدوث أية أضرار.
16. الأغذية الصحية تحمي من السرطان بشكل كامل
لا يمكن القول إن نوعا واحدا من الطعام أو الغذاء يمكن أن يحمي من السرطان بشكل كامل ويمنع تكون هذه الخلايا.
فأجسادنا والعمليات التي تحدث فيها، بما فيها تكون الأورام السرطانية عملية معقدة للغاية.
وبصفة عامة فإن اتباع عادات صحية مثل الامتناع عن التدخين والكحوليات، وممارسة الرياضة، والمحافظة على الوزن و تناول الأغذية الصحية يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل احتمالات الإصابة بالسرطان.
17. بما أن الدم قلوي وأن الخلايا السرطانية تعيش في بيئة حامضية.. إذًا فالأغذية الحمضية تسبب السرطان
رغم أن الجزء الأول والثاني من العبارة صحيحان، إلا أن الاستنتاج الأخير ليس دقيقا. فالمحافظة على نسبة القلوية الضعيفة في الدم عملية دقيقة تتم عن طريق الكلى بشكل أساسي وأحيانا عن طريق الرئة والتنفس.
وهذا التنظيم يعمل على تغيير حموضة وقلوية البول، تبعا لنوع الغذاء الذي يتناوله الإنسان.
أما بالنسبة للخلايا السرطانية فرغم أن البيئة المحيطة بها عادة ما تكون حامضية، نظرا لنوع التمثيل الغذائي الذي تمارسه هذه الخلايا، إلا أنه لا يوجد دليل على أن الغذاء يمكن أن يؤثر على حمضية أو قلوية خلايا الجسم، وبالتالي يمكن أن يسبب السرطان.
18. هناك علاج سحري للسرطان
يعج الإنترنت وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من هذه الأخبار. وتستغل هذه المواقع حاجة المرضى ورغبتهم في إيجاد حل شاف للمرض، لتعلن أن لديهم العلاج السحري الذي سيقضي على المرض من دون مضاعفات. لكن هذه المواقع لا تقدم دليلا علميا معتبرا يمكن إخضاعه للنقاش على ما تقدمه.
بالإضافة إلى ذلك لا تتحدث هذه المواقع أبدا عن قصص الفشل في العلاج. لا بد من اتباع القواعد العلمية الصارمة وإقامة الدراسات الإكلينيكية قبل أن يتم إثبات أن علاجا محتملا يصلح لعلاج السرطان وأنه مؤثر وفعال وآمن في استخدامه على البشر.
19. هناك علاج.. لكن شركات الأدوية الكبرى تمنع انتشاره
تبدو نظرية المؤامرة مناسبة ومريحة للكثيرين. وعلى الرغم من أن بعض شركات الأدوية لديها مشاكل في سياسات الشفافية الخاصة بالأبحاث التي تجريها، لكن هذا لا يعني أن هذه الشركات تخفي علاجات سحرية يمكنها أن تقضي على السرطان.
فوجود هذا الدواء يعني تحقيق مكاسب خيالية لهذه الشركات.
كما أن وجود هذا الدواء وإخفاءه يعني تواطؤ جهات حكومية وبحثية وهو أمر شديد الصعوبة، خصوصاً مع احتياج بعض الأفراد في هذه المؤسسات إلى هذا العلاج المزعوم لعلاج أقاربهم أو أصدقائهم المصابين بالسرطان.
20. علاجات السرطان الحالية تؤذي أكثر مما تفيد
علاج السرطان بالتأكيد ليس نزهة.. وعادة ما يؤثر العلاج الكيماوي أو الإشعاعي على الخلايا الطبيعية، كما يؤثر على خلايا الورم، وأحيانا لا يفيد هذا العلاج في الحالات المتقدمة.
في هذه الحالات على الطبيب أن يقيم المنافع والمضار التي قد تترتب على إعطاء العلاج بأنواعه المختلفة، وقد يختار الأطباء أن يقدموا علاجا يكتفي بتقليل الألم والأعراض من دون أن يكون غرضه هو الشفاء.
لكن الواقع يشهد حدوث تحسن ملحوظ في نسب الشفاء من السرطان، خصوصاً مع العلاجات الجديدة والموجهة. في سرطان الخصية مثلا ارتفعت نسب الشفاء في بريطانيا إلى أكثر من 90% بعد أن كانت أقل من 70% في سبعينيات القرن الماضي.
كذلك ارتفعت نسب الشفاء في أورام الأطفال لتصل إلى أكثر من 75% من الحالات بعد أن كانت تمثل ربع الحالات فقط في ستينيات القرن الماضي.
إذاً هناك تقدم ملموس في الحرب ضد السرطان، لكن يأمل الأطباء والباحثون في الوصول إلى نتائج أفضل، مع تقدم معرفتنا بالمرض وأسبابه والوصول إلى علاجات أكثر فاعلية وأقل أعراضاً جانبية.
المصادر:
عشرون فكرة خاطئة عن السرطان (2)
آخر تعديل بتاريخ
25 سبتمبر 2018