يشكو نحو 15 في المائة من طلاب المدارس من ألم بطني يتكرر دورياً في فواصل منتظمة، ويتركز هذا الألم في معظم الأحيان حول السرّة، غير أن الطبيب عادة لا يجد لدى هؤلاء الطلاب، أية علامات تدل على التهاب حشوي أو انسداد هضمي.
وفي هذه الحالة، تعارف الأطباء على تسمية هذه الشكوى بـ"الألم البطني الوظيفي"، وهو ألم بطني حقيقي برأي الأطباء، الذين يرون أن بعض الصغار أشدّ حساسية لحركات الضغط في أمعائهم، الناجمة عن عوامل مختلفة، كالمشروبات الغازية، والأطعمة الحرّيفة (كثيرة البهارات)، والشدة النفسية، التي نستطيع تقدير أهميتها، إذا علمنا أن عددا كبيرا من نهايات الأعصاب يتركز في السبيل الهضمي، الأمر الذي دفع بعض العلماء إلى تسمية الأنبوب الهضمي بـ "الدماغ الثاني". ويؤكد الطبيب التشخيص حين يقوم بإجراء اختبارات الدم والبول والبراز، وقد يطلب فحصا بالأشعة أو بالأمواج فوق الصوتية، فإذا استطاع بواسطة هذه الفحوص نفي كل الأمراض العضوية التي قد تكون سببا في أعراض الطفل، انتهى إلى هذا التشخيص. وبشكل عام، ليست هناك حاجة لإعطاء أية أدوية لهذا المرض، وعوضاً عن ذلك يُنصح الأهل بمساعدة الطفل على أن يتعرف على المواد التي تثير نوبات الألم لديه ليتجنبها، واتباع طرق لتسليته بالموسيقى والألعاب، لإبعاد شعوره بالألم كلما أحسّ بدنو النوبة.