سرطان البروستات وسرطان القولون نوعان شائعان من السرطانات التي تحدث في البروستات والقولون على التوالي، وعلى الرغم من أنهما يتشاركان في بعض أوجه التشابه، مثل زيادة حدوثهما مع تقدم العمر، فإنهما مختلفان عن بعضهما تمامًا، أي أنهما يحدثان في عضوين مختلفين.
يمكن أن يصيب سرطان القولون أي شخص، في حين أن سرطان البروستات يصيب فقط أولئك الذين لديهم بروستات. بالإضافة إلى ذلك، قد يظهر سرطان القولون مع أعراض في الأمعاء وسرطان البروستات مع أعراض في البول. وسنتناول هذه المقالة بعض أوجه التشابه والاختلاف بين سرطان البروستات وسرطان القولون.
سرطان البروستات وسرطان القولون
سرطان البروستات هو السرطان الذي يحدث في غدة البروستات، وهي عضو صغير بحجم حبة الجوز تقريبًا، تنتج السائل الذي يساعد في نقل الحيوانات المنوية وتغذيتها وحمايتها، كما تلعب دورًا في إنتاج الهرمونات وتساعد في تنظيم تدفق البول.
في حين يشير سرطان القولون إلى نوع السرطان الذي يتطور في القولون (الأمعاء الغليظة)، ويساعد القولون على سحب السائل من البراز إلى الجسم، مما يجهز الفضلات للخروج من فتحة الشرج. وبما أن القولون متصل بالمستقيم، فإن العديد من الأطباء يصنفون السرطانات التي تصيب هذه المناطق باستخدام مصطلح سرطان القولون والمستقيم.
سرطان البروستات وسرطان القولون .. دراسات
قد تكون هناك ارتباطات بين سرطان القولون وسرطان البروستات، فالأشخاص الذين أصيبوا بسرطان البروستات في الماضي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وجدت دراسة أجريت عام 2017 أن الذكور الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم معرَّضون لخطر أكبر للإصابة بسرطان البروستات، وكان هذا الخطر أكبر لدى من تقل أعمارهم عن 55 عامًا.
وعلى نحو مماثل، وجدت الأبحاث التي أجريت عام 2016 أن الأشخاص المصابين بسرطان البروستات لديهم خطر أعلى للإصابة بأورام غير طبيعية متقدمة في القولون، واقترح الباحثون أن يقوم الأشخاص المصابون بسرطان البروستات بإجراء تنظير القولون للتحقق من عدم إصابتهم بالسرطان.
علاوة على ذلك، يمكن أن تلعب العوامل الوراثية والتاريخ العائلي دوراً في كلا النوعين من السرطان، وفي بعض الحالات قد تزيد من احتمالية الإصابة بكلا النوعين. على سبيل المثال، تعد متلازمة لينش سببًا شائعًا لسرطان القولون والمستقيم، وتشير الأدلة إلى أن هذه الحالة قد تزيد أيضًا من خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان، بما في ذلك سرطان البروستات.
أوجه التشابه بين سرطان البروستات وسرطان القولون
تشمل بعض أوجه التشابه بين سرطان البروستات وسرطان القولون ما يلي:
-
من ناحية عوامل الخطر
- قد يتشارك نوعا السرطان في بعض عوامل الخطر. على سبيل المثال، يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات مع تقدم العمر.
- وتشير الأدلة إلى أن التاريخ العائلي والخلفيات العِرقية يمكن أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان البروستات وسرطان القولون والمستقيم.
- بالإضافة إلى ذلك، ترتبط حالات مثل متلازمة لينش أيضًا بكلا النوعين.
- تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتلقون العلاج الإشعاعي لسرطان البروستات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم كسرطان ثانوي.
- علاوة على ذلك، فإن عوامل مثل النظام الغذائي، والتدخين، والسمنة قد تؤثر أيضًا على خطر الإصابة بكلتا الحالتين.
-
نسب الإصابة
يعتبر سرطان البروستات وسرطان القولون والمستقيم من الحالات الشائعة والأسباب الشائعة للوفاة المرتبطة بالسرطان، ويشكل سرطان البروستات حوالي 13% من جميع حالات السرطان الجديدة في الولايات المتحدة، وحوالي 6% من جميع وفيات السرطان، في حين يشكل سرطان القولون والمستقيم حوالي 8% من جميع حالات السرطان الجديدة في الولايات المتحدة وحوالي 9% من جميع وفيات السرطان.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الإحصائيات المذكورة أعلاه المتعلقة بسرطان البروستات تشير فقط إلى الأشخاص الذين يعانون من البروستات، في حين أن الإحصائيات الخاصة بسرطان القولون والمستقيم تشير إلى السكان ككل.
-
من ناحية التشخيص وخيارات العلاج
قد يتضمن تشخيص أي نوع من أنواع السرطان إجراء اختبارات التصوير لفحص الأنسجة وخزعات الأنسجة لتأكيد التشخيص. بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم الطبيب بإجراء اختبارات لبعض العلامات، مثل مستضد السرطان الجنيني (CEA) أو مستضد البروستات النوعي (PSA)، للمساعدة في التشخيص.
قد تكون بعض خيارات العلاج لكلا النوعين من السرطان متشابهة أيضًا، مثل استخدام العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي. في بعض الحالات، قد يتطلب كلا النوعين من السرطان إجراء عملية جراحية لإزالة أجزاء من البروستات أو القولون التي تحتوي على السرطان.
أوجه الاختلاف بين سرطان البروستات وسرطان القولون
على الرغم من أن نوعي السرطان يتشاركان في بعض العناصر، فإن هناك اختلافات واضحة بينهما، بما في ذلك:
من ناحية الحدوث
يحدث النوعان من السرطان في مناطق مختلفة من الجسم، فسرطان القولون هو سرطان الأمعاء، ويحدث في الأمعاء الغليظة، في حين يحدث سرطان البروستات في البروستات، وهي جزء من الجهاز البولي التناسلي الذكري.
من ناحية المتأثرين
قد يحدث سرطان القولون لدى أي شخص، ولكن سرطان البروستات عادة لا يحدث إلا لدى أولئك الذين لديهم البروستات. قد يكون لدى الأشخاص الذين ليس لديهم غدة البروستات هياكل ذات وظيفة مماثلة، تسمى غدد سكيني، والتي قد يشير إليها البعض باسم البروستات الأنثوية. وبهذه الطريقة، فإن سرطان البروستات الأنثوي ممكن ولكنه نادر جدًا.
قد يختلف النطاق العمري للأشخاص المصابين أيضًا، وقد يحدث خطر الإصابة بسرطان القولون في أعمار أصغر قليلاً. توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن يفكر الشخص في إجراء فحص سرطان القولون والمستقيم بعد سن 45 عامًا. يميل سرطان البروستات إلى الحدوث لدى كبار السن. توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و69 عامًا بالتحدث مع طبيب حول الفحص.
من ناحية الأعراض
على الرغم من أن بعض أعراض السرطان مثل التعب وفقدان الوزن قد تتداخل، فإن الأعراض المحددة بين السرطانين تختلف. على سبيل المثال، قد يسبب سرطان القولون والمستقيم أعراضًا تؤثر على الأمعاء، مثل:
- تغير في عادات التبرز.
- إمساك.
- إسهال.
- دم في البراز أو عليه.
- شعور بعدم الانتهاء من التبرز.
- ألم وأوجاع وتقلصات في البطن.
- نزيف من المستقيم.
- وجود غازات أكثر من المعتاد.
في حين يسبب سرطان البروستات أعراضًا تؤثر على التبول والقذف، مثل:
- صعوبة التبول أو بدء تدفق البول.
- تدفق البول الضعيف.
- صعوبة إفراغ المثانة.
- ألم أو حرقة أثناء التبول.
- التبول المتكرر جدًا، وخاصة في الليل.
- دم في البول أو السائل المنوي.
- ألم عند القذف.
- ألم في الظهر أو الوركين أو الحوض.
- صعوبة في الحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه (ضعف الانتصاب).
- فقدان الإحساس في الساقين والقدمين.
معدل البقاء على قيد الحياة
قد يختلف معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أيضًا. على سبيل المثال، يقدر المعهد الوطني للسرطان أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لسرطان القولون والمستقيم يبلغ حوالي 65%، في حين أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لسرطان البروستات يقترب من 98%.
خيارات الفحص
هناك العديد من أدوات الفحص التي قد يوصي بها الأطباء اعتمادًا على نوع السرطان، وتختلف خيارات الفحص لكل حالة بناءً على توصيات الطبيب والتفضيل الشخصي. قد يتضمن فحص سرطان البروستات إجراء فحص دم للتحقق من وجود مستضد البروستات النوعي، وهي مادة تفرزها البروستات.
قد تكون مستويات مستضد البروستات النوعي في الدم أعلى لدى المصابين بسرطان البروستات، وقد يشمل الفحص أيضًا فحص المستقيم الرقمي، والذي يتضمن فحص البروستات بحثًا عن كتل أو أي شيء آخر يبدو غير عادي.
بالنسبة لسرطان القولون، فإن الفحص غالبًا ما يتضمن أخذ عينات من البراز واختبار الدم أو التغيرات في الحمض النووي. قد يستخدم الطبيب أيضًا اختبارات التصوير مثل تنظير القولون أو تنظير القولون السيني أو تصوير القولون المقطعي المحوسب لفحص القولون بحثًا عن أورام حميدة أو مناطق غير طبيعية أو سرطان. قد يقيس الطبيب أيضًا مستويات مستضد السرطان الجنيني للمساعدة في التشخيص. وقد تُجرى اختبارات أخرى تخص سرطان القولون ووظائف الكبد أو فحوصات الدم لاستبعاد الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراضًا مماثلة.
ما هي أنواع السرطان الثانوية التي يمكن أن يسببها سرطان البروستات والقولون؟
حتى بعد العلاج الناجح، يمكن لبعض الأشخاص المصابين بسرطان البروستات أو القولون أن يصابوا بسرطان ثانٍ غير مرتبط به. توصلت دراسة كورية أجريت عام 2017 إلى أن خطر الإصابة بسرطان البروستات لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا كان أعلى إذا كانوا قد أصيبوا سابقًا بسرطان القولون والمستقيم.
وعلى نحو مماثل، وجدت دراسة كندية أجريت عام 2016 أن خطر الإصابة بسرطان القولون قد يكون أعلى لدى الأشخاص الذين خضعوا في السابق للإشعاع لعلاج سرطان البروستات. ومع ذلك، تشير الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أن أنواع السرطان الثانوية التالية أكثر شيوعًا في سرطان البروستات وسرطان القولون
السرطانات الثانوية من سرطان البروستات |
السرطانات الثانوية من سرطان القولون |
• الأمعاء الدقيقة • الجلد • المثانة • الغدة الدرقية • الغدة الزعترية |
• المستقيم • الشرج • الكلى • القناة الصفراوية • الأمعاء الدقيقة • الفم أو الحلق |
نصائح لتقليل خطر الإصابة بالسرطان
من المستحسن أن يقوم الأشخاص بإجراء فحوصات دورية للسرطان وفقًا لإرشادات الطبيب، وخاصة أولئك الأكثر عرضة للخطر. يمكن أن يؤدي الاكتشاف المبكر إلى تحسين نتائج علاج السرطان. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد إجراء تغييرات على عوامل الخطر القابلة للإدارة للإصابة بالسرطان في تقليل خطر الإصابة بالسرطان لدى بعض الأشخاص. وعادةً ما تتضمن هذه التغييرات تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، مثل:
- الحفاظ على وزن صحي.
- تناول نظام غذائي صحي.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- تجنب استهلاك الكحول.
- تجنب التدخين أو الإقلاع عنه.
ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن أن إجراء تغييرات على النظام الغذائي أو نمط الحياة سيؤدي إلى القضاء على خطر الإصابة بالسرطان.
المصادر