صحــــتك

رمضان وجائحة فيروس كورونا الجديد

فيروس كورونا الجديد في رمضان
حلَّ شهر رمضان الكريم هذا العام ومازال العالم يخوض تجربة صعبة في التعامل مع جائحة فيروس كورونا الجديد التي عمّت العالم وأصابت أكثر من 112 مليون من البشر حتى الآن، وأدت إلى وفاة أكثر من 2.4 مليون إنسان، بمعدل وفاة يقترب من 2.2%.
وعلى الرغم من أن معدل انتشار الجائحة قد تمت السيطرة عليه في بعض الدول (مثل استراليا ونيوزيلندا والصين وكوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة ...)، إلا أن الجائحة ما زالت مستمرة في أوروبا وأميركا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا وبعض الدول الأخرى، خاصة بعد ظهور المتحولات الجديدة في بريطانيا وجنوب أفريقيا وكاليفورنيا والبرازيل، والتي اتضح أنها أكثر قدرة على العدوى، وأنها تسبب إصابات شديدة عند الشباب وتؤدي إلى زيادة في نسبة الوفيات إلى حد ما.​.



* ماذا نفعل في رمضان في ظروف الجائحة؟

لم يتوصل العلم حتى الآن إلى طريقة ناجعة لعلاج هذا المرض، وعلى الرغم من النجاح في صنع لقاحات فعالة وآمنة ضد مرض كوفيد 19 تساعد على الوقاية منه، مثل لقاحات فايزر-بيونتيك، ومودرنا، وجونسون، وأكسفورد-أسترازنيكا، وسبوتيك V واللقاح الصيني وغيرها إلا أن انتشار تطبيق اللقاحات مازال محدوداً في العالَم بشكل عام، ومازالت المحاولات مستمرة وتبشر بالخير إن شاء الله.
ولذا فإن إجراءات الوقاية الشخصية والمجتمعية مازالت هي الخطّ الأول في مواجهة هذه الجائحة. ولذلك أوصَت منظمة الصحة العالمية جميع المسلمين في العالم بضرورة الالتزام ما أمكن بنصائح الوقاية ضد انتشار فيروس كورونا الجديد، وركّزت على:

- استخدام الكِمامَة الجراحية، خاصة في الأماكن المزدحمة المغلَقة (مثل الأسواق ووسائل النقل الجماعي والجوامع والكنائس والمستشفيات والعيادات...)

-  الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون.
- تجنّب لَمس الوجه.
تطهير الأماكن المجاورة لنا والتي نلمسها كثيراً في حياتنا اليومية (مثل الأبواب والحمامات والمطابخ والهاتف الجوال والمفاتيح والنظارات...) باستخدام الكحول الطبي (70%) أو محلول الكلور الممدد (ملعقة كبيرة من كلوركس في ليتر ماء) أو الماء الأوكسجيني..

- وبشكل خاص، يوصى بتقليل الاجتماعات العائلية المعتادة في رمضان، والالتزام بقرارات الهيئات الدينية فيما يتعلق بصلاة الجماعة وصلاة التراويح، التي لا يُنصَح بها بشكل خاص بالنسبة للفئات المعرّضة لخطورة أكبر من هذا المرض، وهم: المسنّون الذين تتجاوز أعمارهم الستين عاما، والمصابون بأمراض القلب والرئة وارتفاع ضغط الدم والسكري والسرطان..



* هل هناك توصيات خاصة بالنسبة للطعام والشراب في رمضان؟

لا توجد توصيات خاصة بمرض كورونا الجديد في رمضان، وإنما ينصح بالالتزام بالإرشادات الصحية الجيدة المتعلقة بالصوم بشكل عام، مثل:
- شرب كميات كافية من السوائل بين الإفطار والسحور، مع الإكثار من السوائل الدافئة بشكل خاص، والحرص على تناول عصائر الفاكهة الطبيعية بدلا من المشروبات المليئة بالنكهات والملوِّنات الصناعية.
- تناول الطعام بكمية معتدلة في الإفطار.. من دون إفراط ولا تفريط، ولا تخمة ولا جوع؛ وينصح بأن يكون الطعام منوعاً ويشتمل على مكونات وعناصر غذائية مختلفة كالفواكه والخضار الطازجة وكمية جيدة من البروتينات (اللحوم والبيض والفول والحمص والعدس...).
- الحرص على تناول وجبة السحور، ومراعاة أن تكون مغذية لكي تمد الجسم بحاجته من الطاقة طوال فترة الصوم، وسهلة الهضم وتتضمن عناصر مفيدة، وأن تتضمن الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل الخس والخيار، فهي تساعد الجسم على الاحتفاظ بالماء فترة طويلة، وتقلل من الشعور بالعطش، مع تجنب الأغذية المالحة أو الحلويات والأطعمة الدسمة أو المقلية، لأن هضمها يحتاج لكمية كبيرة من الماء، وبالتالي تسبب العطش الشديد أثناء النهار.
- تجنب السهر الطويل، والحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد.
- الامتناع عن تدخين السجائر والشيشة لأن ضررها على الرئتين أكبر عند الإصابة بهذا الفيروس.

* هل من نصائح خاصة للمصابين بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض القلب؟

يؤثّر فيروس كورونا الجديد بشكل أقوى على المصابين بمثل هذه الأمراض، ولذا ينصح المصابون بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم أو مرضى السكري، باتخاذ إجراءات الوقاية الشخصية بشكل صارم وتجنب الاجتماعات العائلية في رمضان. ويجب عليهم متابعة تناول أدويتهم بانتظام وبحسب نصائح الأطباء.
أما بالنسبة لإمكانية صيامهم أو أفضلية إفطارهم، فذلك يعتمد على الحالة الصحية لكل مريض، وعليه اتباع نصيحة الطبيب الذي يشرف على علاج حالته.


* هل يؤثّر الصيام على مناعة الجسم؟

لا يضر الصيام بمناعة الجسم بشكل عام بل ربما يفيدها ويقويها، وذلك يختلف بحسب الحالة الصحية العامة لكل مريض. وهناك دراسات أظهرت أن الصيام بشكل متناوب (مثل صيام رمضان أو صيام يومين في الأسبوع) ربما يقوي مناعة الجسم بشكل عام ويساعد خلايا المناعة في القضاء على الخلايا الشاذة وغير الطبيعية في الجسم، والتي قد تتطور إلى مرض من أمراض السرطان، وذلك بشرط تناول غذاء صحي وشرب كمية كافية من السوائل.

* هل يفسد فحص كورونا الصيام؟

هناك طريقتان لكشف الإصابة بفيروس كورونا الجديد:
- طريقة PCR التي تجرى بأخذ لُطاخَة أو مَسحَة من الأنف والحَلق والتحري عن وجود المادة الوراثية لفيروس كورونا الجديد أو عدم وجودها. وهذه الطريقة هي المتّبعة في أكثر دول العالم وتحتاج إلى مراكز متخصصة وإلى فترة حوالي 6 ساعات على الأقل قبل معرفة النتيجة. وعلى الرغم من أنها طريقة متطورة في التحليل إلا أنها معرّضة لكثير من الأخطاء في أخذ العَيّنة وفي نقلها والتأكد من عدم تلوثها بمادة وراثية مختلفة... وتتراوح درجة صحة القياس في هذا التحليل بين 60% و80%.



- طريقة فحص نقطة صغيرة من الدم لكشف وجود أجسام مناعية مضادّة لفيروس كورونا الجديد في الدم. أي أنها تكشف وجود مناعة طبيعية في الجسم ضد هذا الفيروس نشأت بسبب إصابة سابقة. ولا تَظهَر الأجسام المضادة في الدم إلا بعد حوالي أسبوع من الإصابة، كما أنها لا تكون مؤكَّدة إلا بعد حوالي أسبوعين.

هذه الطريقة في التحليل بسيطة نسبياً (مثل طريقة قياس السكر في الدم) وتَظهَر نتيجة هذا التحليل خلال 10 إلى 15 دقيقة أو أقل. ولكن دقّتها في الكشف تتفاوت كثيراً بحسب جودة مادة الفحص. إذا كان تحضير مادة الفحص جيداً فقد تصل درجة صحة هذه الطريقة في التحليل إلى أكثر من 98%، ولكن المشكلة أن كثيراً من المواد المتوفرة تجارياً هذه الأيام غير جيدة ويصعب الاطمئنان إلى درجة صحتها في التشخيص، وما زالت الدراسات مستمرة.

- لا يسبب إجراء الفحص بأيٍّ من هاتَين الطريقتَين فساد الصيام، لأنهما لا تتطلبان دخول طعام أو شراب إلى جوف الجسم، والله أعلم.
ندعو الله أن يمر علينا رمضان بكل خير وسلامة وأن نشهد فيه نهاية هذه الجائحة بإذن الله.

  • هل يفسد أخذ لقاح كورونا الصيام ويسبب الإفطار؟

هناك اجماع فقهي عام على أن أخذ أي من لقاحات كورونا لا يفسد الصيام ولا يسبب إفطار الصائم لأن حقن اللقاح في العضل لا يدخل طعاماً أو شراباً إلى الجوف، والله أعلم.

ندعو الله أن يمر علينا رمضان بكل خير وسلامة وأن نشهد نهاية هذه الجائحة في هذا العام بإذن الله.


آخر تعديل بتاريخ
12 أبريل 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.