صحــــتك

دراسة جديدة: النظام الغذائي قد يتحكم بما يفضله دماغك

هل توجد علاقة بين الاكتئاب والنظام الغذائي؟

إن اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون ينطوي على عديد من المخاطر الصحية. لكن في كثير من الأحيان من الأسهل الحصول على الأطعمة الموجودة في هذا النظام بمقارنتها بالأنظمة الصحية، ويبقى السؤال هنا هل يمكن أن يتدخل النظام الغذائي الذي نتناوله بتدريب دماغنا على حب واشتهاء أنواع معينة من الأطعمة؟ تابع القراءة لتعرف:

درست ورقة بحثية حديثة كيف أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات يغير مراكز المكافأة (Brain’s reward centers) في الدماغ.

وجد الباحثون أن المشاركين الذين تناولوا الحليب المخفوق الغني بالدهون والسكريات كانت لديهم رغبة أقل في تناول الأطعمة قليلة الدسم، ولديهم استجابة دماغية متزايدة للأطعمة الغنية بالدهون والسكر. تشير النتائج إلى أهمية الخيارات الغذائية في الحفاظ على وزن صحي للجسم.

مخاطر تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكر

تناول الطعام هو الطريقة التي يحصل بها الناس على العناصر الغذائية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. تحتوي معظم الحميات الغذائية على بعض الدهون والسكريات، وهو أمر ضروري غالبًا. ومع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من بعض الأطعمة يمكن أن يتسبب في حالات صحية معينة.

الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة: 

  • بالسكتة الدماغية.
  • بأمراض القلب. 

تقترح جمعية القلب الأمريكية أنه يجب على الأشخاص الحد من تناولهم للأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل: 

وبالمثل، يوجد السكر بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، ولكن يمكن إضافته إلى بعض الأطعمة أكثر من غيرها. بوجود نوع من الاستعداد الوراثي، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى زيادة خطر الإصابة: 

أوضح الباحث الرئيسي لهذه الدراسة أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكر بشكل منتظم يمكن أن يكون له العديد من الآثار السلبية على صحتك. يساهم الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة في ارتفاع مستويات الكوليسترول وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، كما يمكن أن تؤدي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر إلى زيادة الوزن وتسوس الأسنان، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

من المهم أن تضع في اعتبارك أنه ليست كل الدهون والسكريات ضارة لك، ولكن تناولها بإفراط قد يكون ضارًا. إن النظام الغذائي المتوازن الذي يتضمن مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية هو مفتاح الصحة المثلى.

قد يكون الترجيح بين الخيارات الغذائية الصحية أمرًا صعبًا، حتى عندما يعرف الناس فوائد تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكر والدهون. لا يزال الباحثون يعملون على فهم العلاقة بين خيارات الطعام وتغيرات الدماغ، وهي إحدى النقاط المهمة والرئيسية لهذه الدراسة.

كيف تتم برمجة الدماغ ليفضل الأطعمة المحتوية على الدهون والسكر؟

أوضح مؤلف الدراسة التي تم إجراؤها على الفئران أن النظام الغذائي وحده يمكنه تغيير تفضيل أنواع معينة من الأطعمة، وإعادة توصيل الدارات الكهربائية الموجودة في الدماغ. وكان الهدف من الدراسة فهم ما إذا كان النظام الغذائي وحده (في حالة عدم زيادة الوزن) قد يتسبب في حدوث تغييرات في تفضيل أنواع معينة من الطعام، وإعادة توصيل دوائر الدماغ لدى البشر.

كانت الدراسة عشوائية خاضعة للرقابة، وشملت سبعة وخمسين شخصًا لا يعانون من زيادة الوزن. أراد الباحثون النظر في تأثير الخيارات الغذائية على هرمون الدوبامين، وهو مادة في الدماغ تشارك في التحفيز ومكافأة السلوك.

قسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين. وعلى مدار ثمانية أسابيع:

  • تلقت المجموعة الأولى حليبًا مخفوقًا (Milkshake) عالي الدهون وعالي السكر مرتين يوميًا. 
  • تلقت المجموعة الثانية حليبًا مخفوقًا (Milkshake) قليل الدسم وقليل السكر مرتين يوميًا. 

بخلاف ذلك، استمرت المجموعات في اتباع نظامها الغذائي المعتاد.

ظلت عمليات الأيض على حالها تقريبًا في كلتا المجموعتين. ومع ذلك، حدثت تغييرات أخرى. فالمشاركون الذين تناولوا الحليب المخفوق الغني بالدهون والسكر، كان لديهم تفضيل أقل بكثير للأطعمة قليلة الدسم من أولئك الذين تناولوا حليبًا مخفوقًا (Milkshake) القليل الدسم والقليل السكر. كان لدى المجموعة الأولى التي تناولت الحليب المخفوق الكامل الدسم والغني بالسكر أيضًا استجابات دماغية متزايدة عند توقع واستهلاك الحليب المخفوق كامل الدسم.

توضح هذه الدراسة أن الاستهلاك اليومي القصير المدى للوجبات (عالية الدهون/عالية السكر) يقلل من تفضيل الأطعمة قليلة الدسم، ويعيد توصيل دوائر مكافأة الدماغ لتعزيز الاستجابة للطعام الغني بالدهون والسكر.

ومن المثير للدهشة أن تناول الوجبات الغنية بالدهون/السكر لا تعيد توصيل دارات الدماغ التي تستجيب للغذاء فقط، ولكن أيضًا دوائر الدماغ الحاسمة للتعلم بشكل عام. أيضًا، وتحدث هذه التأثيرات دون زيادة الوزن.

علق المؤلف حول نتائج الدراسة:

يشير البحث إلى أن التعرض لنظام غذائي غير صحي بسبب عدم تناول أو توفر الأطعمة الصحية قد يغير وظائف الأعضاء، حتى في الأشخاص ذوي الوزن الصحي، مما يؤدي إلى تكيفات تنتج تفضيلًا للأطعمة غير الصحية، وتعزز الإفراط في تناول الطعام. تشير هذه الدراسة إلى أن البيئة الغذائية التي نعيش فيها لها تأثير عميق على عاداتنا الغذائية، بدلاً من أن يتحمل الأفراد وحدهم المسؤولية عن خياراتهم الغذائية.

قيود الدراسة والبحث المستمر

الدراسة لديها العديد من القيود التي تحدد نتائجها. 

أولاً:

تضمنت الدراسة عددًا صغيراً من المشاركين، مما يشير إلى الحاجة إلى دراسات أكبر في المتابعة. كان لدى الباحثين معايير إدراج صارمة إلى حد ما، بما في ذلك الحاجة إلى وجود خط أساس مرجعي عند المشتركين من الرغبة المعتدلة على الأقل في الحليب المخفوق (Milkshakes).

ثانيًا:

من الممكن أن النتائج قد تكون مختلفة باختلاف المشتركين، إذ لم تتضمن الدراسة وضوح ما إن كان المشتركون يحبون الحليب المخفوق أم لا، وما إذا لم يرغب المشاركون تضمينه في نظامهم الغذائي.

ثالثًا:

قد لا تكون النتائج قابلة للتعميم على عناصر غذائية أخرى أو أطر زمنية أخرى، مما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من الدراسات المتنوعة في المستقبل.

رابعًا:

لم ينظر الباحثون إلى الآثار المعزولة لتناول السكر أو الدهون، مما حدَّ من نتائج الدراسة. ربما فات الباحثين تغييراتٌ طفيفةٌ في إدراك المشاركين للتذوق والعوامل التي تؤثر على عمليات الأيض (الاستلاب والتفاعلات الكيميائية الحيوية في الجسم). 

بشكل عام، تشير النتائج إلى أن الخيارات الغذائية يمكن أن تسهم في مخاطر زيادة وارتفاع احتمالية حدوث السمنة بسبب الطريقة التي تعيد بها هذه الأطعمة توصيل الدارات الكهربائية الدماغية.

أهم رسالة لهذه الدراسة: هي أن النظام الغذائي وحده يمكنه إعادة توصيل دوائر الدماغ بطريقة يمكن أن تعزز الإفراط في تناول الطعام. وربما يمكن للغذاء الغني بالدهون والسكر أن يؤدي إلى السمنة، مهما كان الاستعداد الوراثي للسمنة عالياً أو منخفضاً.

تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات أكثر شمولاً لمكافحة الاستهلاك المفرط للأطعمة الغنية بالدهون والسكر، بالإضافة إلى دراسة تدخلات مختلفة لإنقاص الوزن، وذلك لمساعدة الأفراد في التغلب على التكيفات السلوكية العصبية القوية التي يمكن أن تعزز عادات الأكل غير الصحية.

المصادر:

Eating high-fat, high-sugar foods can change our brains to prefer sweets

آخر تعديل بتاريخ
30 مارس 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.